foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 9:25 pm

3814 حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح هو ابن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم فانطلقوا حتى دنوا من الحصن فقال لهم عبد الله بن عتيك امكثوا أنتم حتى أنطلق أنا فأنظر قال فتلطفت أن أدخل الحصن ففقدوا حمارا لهم قال فخرجوا بقبس يطلبونه قال فخشيت أن أعرف قال فغطيت رأسي وجلست كأني أقضي حاجة ثم نادى صاحب الباب من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه فدخلت ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن فتعشوا عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهبت ساعة من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت قال ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة فأخذته ففتحت به باب الحصن قال قلت إن نذر بي القوم انطلقت على مهل ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر ثم صعدت إلى أبي رافع في سلم فإذا البيت مظلم قد طفئ سراجه فلم أدر أين الرجل فقلت يا أبا رافع قال من هذا قال فعمدت نحو الصوت فأضربه وصاح فلم تغن شيئا قال ثم جئت كأني أغيثه فقلت ما لك يا أبا رافع وغيرت صوتي فقال ألا أعجبك لأمك الويل دخل علي رجل فضربني بالسيف قال فعمدت له أيضا فأضربه أخرى فلم تغن شيئا فصاح وقام أهله قال ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث فإذا هو مستلق على ظهره فأضع السيف في بطنه ثم أنكفئ عليه حتى سمعت صوت العظم ثم خرجت دهشا حتى أتيت السلم أريد أن أنزل فأسقط منه فانخلعت رجلي فعصبتها ثم أتيت أصحابي أحجل فقلت انطلقوا فبشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية فلما كان في وجه الصبح صعد الناعية فقال أنعى أبا رافع قال فقمت أمشي ما بي قلبة فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبشرته


الشروح
وقوله : " فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فبشرته " يحمل على أنه لما سقط من الدرجة وقع له جميع ما تقدم ، لكنه من شدة ما كان فيه من الاهتمام بالأمر ما أحس بالألم وأعين على المشي أولا ، وعليه يدل قوله : " ما بي قلبة " ثم لما تمادى عليه المشي أحس بالألم فحمله أصحابه كما وقع في رواية ابن إسحاق ، ثم لما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح عليه فزال عنه جميع الألم ببركته صلى الله عليه وسلم . وفي هذا الحديث من الفوائد جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر ، وقتل من أعان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أو ماله أو لسانه ، وجواز التجسيس على أهل الحرب وتطلب غرتهم . والأخذ بالشدة في محاربة المشركين ، وجواز إبهام القول للمصلحة ، وتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين ; والحكم بالدليل والعلامة لاستدلال ابن عتيك على أبي رافع بصوته ، واعتماده على صوت الناعي بموته ، والله أعلم .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 9:25 pm

باب غزوة أحد وقول الله تعالى وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم وقوله جل ذكره ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وقوله ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم تستأصلونهم قتلا بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين وقوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية
3815 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب


الشروح
- ص 401 - : قوله : ( باب غزوة أحد ) سقط لفظ " باب " من رواية أبي ذر . و " أحد " بضم الهمزة والمهملة جبل معروف بينه وبين المدينة أقل من فرسخ . وهو الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - : جبل يحبنا ونحبه كما سيأتي في آخر باب من هذه الغزوة مع مزيد فوائد فيما يتعلق به . ونقل السهيلي عن الزبير بن بكار في فضل المدينة أن قبر هارون عليه السلام بأحد ، وأنه قدم مع موسى في جماعة من بني إسرائيل حجاجا فمات هناك . قلت : وسند الزبير بن بكار في ذلك ضعيف جدا من جهة شيخه محمد بن الحسن بن زبالة ، ومنقطع أيضا وليس بمرفوع . وكانت عنده الوقعة المشهورة في شوال سنة ثلاث باتفاق الجمهور ، وشذ من قال : سنة أربع . قال ابن إسحاق : لإحدى عشرة ليلة خلت منه وقيل : لسبع ليال وقيل : لثمان وقيل : لتسع وقيل : في نصفه ، وقال مالك : كانت بعد بدر بسنة ، وفيه تجوز ؛ لأن بدرا كانت في رمضان باتفاق فهي بعدها بسنة وشهر لم يكمل ، ولهذا قال مرة أخرى : كانت بعد الهجرة بأحد وثلاثين شهرا . وكان السبب فيها ما ذكر ابن إسحاق عن شيوخه وموسى بن عقبة عن ابن شهاب وأبو الأسود عن عروة قالوا : وهذا ملخص ما ذكره موسى بن عقبة في سياق القصة كلها قال : لما رجعت قريش استجلبوا من استطاعوا من العرب وسار بهم أبو سفيان حتى نزلوا ببطن الوادي من قبل أحد . وكان رجال من المسلمين أسفوا على ما فاتهم من مشهد بدر وتمنوا لقاء العدو ، ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجمعة رؤيا ، فلما أصبح قال : رأيت البارحة في منامي بقرا تذبح ، والله خير وأبقى ، ورأيت سيفي ذا الفقار انقصم من عند ظبته - أو قال : به فلول - فكرهته وهما مصيبتان ، ورأيت أني في درع حصينة وأني مردف كبشا . قالوا : وما أولتها ؟ قال : أولت البقر بقرا يكون فينا ، وأولت الكبش كبش الكتيبة ، وأولت الدرع الحصينة المدينة ، فامكثوا ، فإن دخل القوم الأزقة قاتلناهم ورموا من فوق البيوت . فقال أولئك القوم : يا نبي الله كنا نتمنى هذا اليوم ، وأبى كثير من الناس إلا الخروج فلما صلى الجمعة وانصرف دعا باللأمة فلبسها ، ثم أذن في الناس بالخروج ، فندم ذوو الرأي منهم فقالوا : يا رسول الله امكث كما أمرتنا . فقال : ما ينبغي لنبي إذا أخذ لأمة الحرب أن يرجع حتى يقاتل نزل فخرج بهم وهم ألف رجل وكان المشركون ثلاثة آلاف حتى نزل بأحد ، ورجع عنه عبد الله بن أبي ابن سلول في ثلاثمائة فبقي في سبعمائة ، فلما رجع عبد الله سقط في أيدي طائفتين من المؤمنين وهما بنو حارثة وبنو سلمة ، وصف المسلمون بأصل أحد ، وصف المشركون بالسبخة وتعبوا للقتال ، وعلى خيل - ص 402 - المشركين - وهي مائة فرس - خالد بن الوليد ، وليس مع المسلمين فرس وصاحب لواء المشركين طلحة بن عثمان - غزوة أحد - ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جبير على الرماة وهم خمسون رجلا وعهد إليهم أن لا يتركوا منازلهم ، وكان صاحب لواء المسلمين مصعب بن عمير - غزوة أحد - ، فبارز طلحة بن عثمان فقتله ، وحمل المسلمون على المشركين حتى أجهضوهم عن أثقالهم ، وحملت خيل المشركين فنضحتهم الرماة بالنبل ثلاث مرات ، فدخل المسلمون عسكر المشركين فانتهبوهم ، فرأى ذلك الرماة فتركوا مكانهم ، ودخل العسكر ، فأبصر ذلك خالد بن الوليد ومن معه فحملوا على المسلمين في الخيل فمزقوهم ، وصرخ صارخ : قتل محمد أخراكم ، فعطف المسلمون يقتل بعضهم بعضا وهم لا يشعرون ، وانهزم طائفة منهم إلى جهة المدينة وتفرق سائرهم ووقع فيهم القتل ; وثبت نبي الله حين انكشفوا عنه وهو يدعوهم في أخراهم ، حتى رجع إليه بعضهم وهو عند المهراس في الشعب ، وتوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يلتمس أصحابه ، فاستقبله المشركون فرموا وجهه فأدموه وكسروا رباعيته ، فمر مصعدا في الشعب ومعه طلحة والزبير ، وقيل : معه طائفة من الأنصار منهم سهل بن بيضاء والحارث بن الصمة ، وشغل المشركون بقتلى المسلمين يمثلون بهم يقطعون الآذان والأنوف والفروج ويبقرون البطون وهم يظنون أنهم أصابوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأشراف أصحابه ، فقال أبو سفيان يفتخر بآلهته : اعل هبل . فناداه عمر : الله أعلى وأجل . ورجع المشركون إلى أثقالهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : إن ركبوا وجعلوا الأثقال تتبع آثار الخيل ، فهم يريدون البيوت ، وإن ركبوا الأثقال وتجنبوا الخيل فهم يريدون الرجوع ، فتبعهم سعد بن أبي وقاص ، ثم رجع فقال : رأيت الخيل مجنوبة . فطابت أنفس المسلمين ورجعوا إلى قتلاهم فدفنوهم في ثيابهم ولم يغسلوهم ولم يصلوا عليهم ، وبكى المسلمون على قتلاهم ، فسر المنافقون وظهر غش اليهود وفارت المدينة بالنفاق ، فقالت اليهود : لو كان نبيا ما ظهروا عليه . وقالت المنافقون : لو أطاعونا ما أصابهم هذا .
قال العلماء : وكان في قصة أحد وما أصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة : منها تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية وشؤم ارتكاب النهي ، لما وقع من ترك الرماة موقفهم الذي أمرهم الرسول أن لا يبرحوا منه . ومنها أن عادة الرسل أن تبتلى وتكون لها العاقبة كما تقدم في قصة هرقل مع أبي سفيان ، والحكمة في ذلك أنهم لو انتصروا دائما دخل في المؤمنين من ليس منهم ولم يتميز الصادق من غيره ، ولو انكسروا دائما لم يحصل المقصود من البعثة ، فاقتضت الحكمة الجمع بين الأمرين لتمييز الصادق من الكاذب ، وذلك أن نفاق المنافقين كان مخفيا عن المسلمين ، فلما جرت هذه القصة وأظهر أهل النفاق ما أظهروه من الفعل والقول عاد التلويح تصريحا ، وعرف المسلمون أن لهم عدوا في دورهم فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم . ومنها أن في تأخير النصر في بعض المواطن هضما للنفس وكسرا لشماختها ، فلما ابتلي المؤمنون صبروا وجزع المنافقون . ومنها أن الله هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لا تبلغها أعمالهم ، فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها . ومنها أن الشهادة من أعلى مراتب الأولياء فساقها إليهم . ومنها أنه أراد إهلاك أعدائه فقيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك من كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ، فمحص بذلك ذنوب المؤمنين ، ومحق بذلك الكافرين . ثم ذكر المصنف آيات من آل عمران في هذا الباب وفيما بعده كلها تتعلق بوقعة أحد ، وقد قال ابن إسحاق : أنزل الله في شأن أحد ستين آية من آل عمران ، وروى ابن أبي حاتم من طريق المسور بن مخرمة قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : أخبرني عن قصتكم يوم أحد . قال . اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجدها : وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال إلى قوله : أمنة نعاسا .
- ص 403 - قوله : ( وقول الله تعالى : وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ) وقوله : غدوت أي خرجت أول النهار ، والعامل في إذ مضمر تقديره واذكر إذ غدوت ، وقوله : تبوئ المؤمنين أي تنزلهم ، وأصله من المآب وهو المرجع ، والمقاعد جمع مقعد والمراد به مكان القعود . وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال : " غدا نبي الله من أهله يوم أحد يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال " ومن طريق مجاهد والسدي وغيرهما نحوه ، ومن طريق الحسن أن ذلك كان يوم الأحزاب ووهاه .
قوله : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين الأصل توهنوا فحذفت الواو ، والوهن الضعف يقال : وهن بالفتح يهن بالكسر في المضارع ، وهذا هو الأفصح ، ويستعمل وهن لازما ومتعديا ، قال تعالى : وهن العظم مني وفي الحديث " وهنتهم حمى يثرب " والأعلون جمع أعلى ، وقوله : إن كنتم مؤمنين محذوف الجواب وتقديره فلا تهنوا ولا تحزنوا . وأخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله : ولا تهنوا أي لا تضعفوا . ومن طريق الزهري قال : " كثر في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم نصيب ، فاشتد حزنهم ، فعزاهم الله أحسن تعزية " ومن طريق قتادة نحوه قال : " فعزاهم وحثهم على قتال عدوهم ونهاهم عن العجز " ومن طريق ابن جريح قال في قوله : ولا تهنوا أي لا تضعفوا في أمر عدوكم ولا تحزنوا في أنفسكم فإنكم أنتم الأعلون قال : والسبب فيها أنهم لما تفرقوا ثم رجعوا إلى الشعب قالوا : ما فعل فلان ما فعل فلان ؟ فنعى بعضهم بعضا ، وتحدثوا بينهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل فكانوا في هم وحزن ، فبينما هم كذلك إذ علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم ، فثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله ، وعلا المسلمون الجبل والتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم .
ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال : أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو الجبل عليهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم لا يعلون علينا ، فأنزل الله تعالى : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون .
قوله : ( وقوله تعالى : ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم ) تستأصلونهم قتلا بإذنه الآية إلى قوله والله ذو فضل على المؤمنين ) أخرج الطبري من طريق السدي وغيره أن المراد بالوعد قوله - صلى الله عليه وسلم - للرماة : إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم وقد ذكر المصنف قصة الرماة في هذا الباب ، وسأذكر شرحها إن شاء الله تعالى . ومن طريق قتادة ومجاهد في قوله : إذ تحسونهم أي تقتلونهم ، وقول المصنف في تفسير تحسونهم : تستأصلونهم هو كلام أبي عبيدة ، وأخرج الطبري من طريق السدي قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرماة : إنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم وكان أول من برز طلحة بن عثمان فقتل ، ثم حمل المسلمون على المشركين فهزموهم ، وحمل خالد بن الوليد وكان في خيل المشركين على الرماة فرموه بالنبل فانقمع ، ثم ترك الرماة مكانهم ودخلوا العسكر في طلب الغنيمة ، فصاح خالد في خيله فقتل من بقي من الرماة ، منهم أميرهم عبد الله بن جبير . ولما رأى المشركون خيلهم ظاهرة تراجعوا فشدوا على المسلمين فهزموهم وأثخنوا فيهم القتل . وقوله : حتى إذا فشلتم أي جبنتم وتنازعتم في الأمر أي اختلفتم ، وحتى حرف جر وهي متعلقة بمحذوف أي دام لكم ذلك إلى وقت فشلكم ، ويجوز أن تكون ابتدائية داخلة على الجملة الشرطية وجوابها محذوف ، وقوله : ثم صرفكم عنهم فيه إشارة إلى رجوع المسلمين عن المشركين بعد أن ظهروا - ص 404 - عليهم لما وقع من الرماة من الرغبة في الغنيمة ، وإلى ذلك الإشارة بقوله - منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة قال السدي عن عبد خير قال : قال عبد الله بن مسعود : ما كنت أرى أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية يوم أحد : منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة . وقوله : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية أخرج مسلم من طريق مسروق قال : " سألنا عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات قال : أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا : إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها " الحديث .
ثم ذكر المصنف تلو هذه الآيات أحاديث كالمفسرة للآيات المذكورة .
( تنبيه ) : وقع في رواية أبي الوقت والأصيلي هنا قبل حديث عقبة بن عامر حديث ابن عباس " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد : هذا جبريل آخذ برأس فرسه " الحديث ، وهو وهم من وجهين : أحدهما : أن هذا - ص 405 - الحديث تقدم بسنده ومتنه في " باب شهود الملائكة بدرا " ولهذا لم يذكره هنا أبو ذر ولا غيره من متقني رواة البخاري ، ولا استخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم . ثانيهما : أن المعروف في هذا المتن يوم بدر كما تقدم لا يوم أحد ، والله المستعان .
الحديث الثاني حديث البراء بن عازب في قصة الرماة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 9:28 pm

3816 حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا زكرياء بن عدي أخبرنا ابن المبارك عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم


الشروح
الأول حديث عقبة بن عامر قال : " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد " الحديث ، وهو متعلق بقوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله وقوله : " بعد ثمان سنين " فيه تجوز تقدم بيانه في " باب الصلاة على الشهداء " من كتاب الجنائز . وقوله : ثم طلع المنبر فقال : إني بين أيديكم فرط " وقد وقع في مرسل أيوب بن بشر من رواية الزهري عنه عند ابن أبي شيبة " خرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر ، ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم " وهذا يحمل على أن المراد أول ما تكلم به أي عند خروجه قبل أن يصعد المنبر .
قوله : ( كالمودع للأحياء والأموات ) تابع حيوة بن شريح على هذه الزيادة عن يزيد بن أبي حبيب يحيى بن أيوب عند مسلم ولفظه " ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات " وتوديع الأحياء ظاهر ؛ لأن سياقه يشعر بأن ذلك كان في آخر حياته - صلى الله عليه وسلم - وأما توديع الأموات فيحتمل أن يكون الصحابي أراد بذلك انقطاع زيارته الأموات بجسده ؛ لأنه بعد موته وإن كان حيا فهي حياة أخروية لا تشبه الحياة الدنيا ، والله أعلم . ويحتمل أن يكون المراد بتوديع الأموات ما أشار إليه في حديث عائشة من الاستغفار لأهل البقيع ، وقد سبق شرح هذا الحديث في الجنائز وفي علامات النبوة ، وتأتي بقيته في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى .

3817 حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله وقال لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا فلما لقينا هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون الغنيمة الغنيمة فقال عبد الله عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا فأبوا فلما أبوا صرف وجوههم فأصيب سبعون قتيلا وأشرف أبو سفيان فقال أفي القوم محمد فقال لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن أبي قحافة قال لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن الخطاب فقال إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا فلم يملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك قال أبو سفيان اعل هبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم قال أبو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني


الشروح
قوله : ( عن البراء ) في رواية زهير في الجهاد عن أبي إسحاق " سمعت البراء بن عازب " .
قوله : ( لقينا المشركين يومئذ ) في رواية لأبي نعيم " لما كان يوم أحد لقينا المشركين " .
قوله : ( الرماة ) في رواية زهير " وكانوا خمسين رجلا " وهذا هو المعتمد ، ووقع في الهدي أن الخمسين عدد الفرسان يومئذ ، وهو غلط بين ، وقد جزم موسى بن عقبة بأنه لم يكن معهم في أحد شيء من الخيل . ووقع عند الواقدي : كان معهم فرس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفرس لأبي بردة .
قوله : ( وأمر عليهم عبد الله ) في رواية زهير " عبد الله بن جبير " وعند ابن إسحاق أنه قال لهم : انضحوا الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا .
قوله : ( لا تبرحوا ) في رواية زهير " حتى أرسل لكم " .
قوله : ( وإن رأيتموهم ظهروا علينا ) في رواية زهير " وإن رأيتمونا تخطفنا الطير " وفي حديث ابن عباس عند أحمد والطبراني والحاكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع ثم قال لهم : احموا ظهورنا ، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا ، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا .
قوله : ( رأيت النساء يشتددن ) كذا للأكثر بفتح أوله وسكون المعجمة وفتح المثناة بعدها دال مكسورة ثم أخرى ساكنة أي يسرعن المشي ، يقال : اشتد في مشيه إذا أسرع ، وكذا للكشميهني في رواية زهير ، وله هنا " يسندن " بضم أوله وسكون المهملة بعدها نون مكسورة ودال مهملة أي يصعدن ، يقال : أسند في الجبل يسند إذا صعد ، - ص 406 - وللباقين في رواية زهير " يشددن " بفتح أوله وسكون المعجمة وضم المهملة الأولى وسكون الثانية . قال عياض : ووقع للقابسي في الجهاد " يشتددن " وكذا لابن السكن فيه وفي الفضائل ، وعند الإسماعيلي والنسفي " يشتدون " بمعجمة ودال واحدة وللكشميهني " يستندون " ولرفيقه " يشدون " وكله بمعنى . وقد تقدم في أول الباب أن قريشا خرجوا معهم بالنساء لأجل الحفيظة والثبات ، وسمى ابن إسحاق النساء المذكورات وهن : هند بنت عتبة خرجت مع أبي سفيان ، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام مع زوجها عكرمة بن أبي جهل ، وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة مع زوجها الحارث بن هشام ، وبرزة بنت مسعود الثقفية مع زوجها صفوان بن أمية وهي والدة ابن صفوان ، وريطة بنت شيبة السهمية مع زوجها عمرو بن العاص وهي والدة ابنه عبد الله ، وسلافة بنت سعد مع زوجها طلحة بن أبي طلحة الحجبي ، وخناس بنت مالك والدة مصعب بن عمير ، وعمرة بنت علقمة بن كنانة . وقال غيره : كان النساء اللاتي خرجن مع المشركين يوم أحد خمس عشرة امرأة .
قوله : ( رفعن عن سوقهن ) جمع ساق أي ليعينهن ذلك على سرعة الهرب . وفي حديث الزبير بن العوام عند ابن إسحاق قال : " والله لقد رأيتني أنظر إلى خذم هند بنت عتبة وصواحباتها مشمرات هوارب ما دون إحداهن قليل ولا كثير ، إذ مالت الرماة إلى العسكر حتى كشف القوم عنه وخلوا ظهرنا للجبل ، فأتينا من خلفنا ، وصرخ صارخ . ألا إن محمدا قد قتل ، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب لوائهم حتى ما يدنو منه أحد من القوم .
قوله : ( فأخذوا يقولون : الغنيمة الغنيمة فقال عبد الله بن جبير : عهد إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا ، فأبوا ) في رواية زهير " فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة - أي يوم الغنيمة - ظهر أصحابكم ، فما تنتظرون " وزاد " فقال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالوا : والله لآتين الناس فلنصيبن من الغنيمة " وفي حديث ابن عباس " فلما غنم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين انكفت الرماة جميعا فدخلوا في العسكر ينتهبون ، وقد التفت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم هكذا - وشبك بين أصابعه - فلما أخلت الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على الصحابة ، فضرب بعضهم بعضا والتبسوا ، وقتل من المسلمين ناس كثير ، قد كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين تسعة أو سبعة ، وجال المسلمون جولة نحو الجبل ، وصاح الشيطان : قتل محمد " وقد ذكرنا من حديث الزبير نحوه .
قوله : ( فلما أبوا صرفت وجوههم ) في رواية زهير " فلما أتوهم " بالمثناة وقوله " صرفت وجوههم " أي تحيروا فلم يدروا أين يتوجهون . وزاد زهير في روايته " فذلك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلا " وجاء في رواية مرسلة أنهم من الأنصار ، وسأذكرها في الكلام على الحديث السابع من الباب الذي يليه . وروى النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر قال : " لما ولى الناس يوم أحد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في اثني عشر رجلا من الأنصار وفيهم طلحة " الحديث . ووقع عند الطبري من طريق السدي قال : " تفرق الصحابة : فدخل بعضهم المدينة ، وانطلق بعضهم فوق الجبل ، وثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس إلى الله ، فرماه ابن قمئة بحجر فكسر أنفه ورباعيته ، وشجه في وجهه فأثقله - ص 407 - ، فتراجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثون رجلا فجعلوا يذبون عنه . فحمله منهم طلحة وسهل بن حنيف ، فرمي طلحة بسهم ويبست يده . وقال بعض من فر إلى الجبل : ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي يستأمن لنا من أبي سفيان فقال أنس بن النضر : يا قوم إن كان محمد قتل فرب محمد لم يقتل ، فقاتلوا على ما قاتل عليه " ثم ذكر قصة قتله كما سيأتي قريبا . وقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجبل فأراد رجل من أصحابه أن يرميه بسهم ، فقال له : أنا رسول الله . فلما سمعوا ذلك فرحوا به واجتمعوا حوله وتراجع الناس . وسيأتي في باب مفرد ما يتعلق بمن شج وجهه عليه الصلاة والسلام .
قوله : ( فأصيب سبعون قتيلا ) في رواية زهير " فأصابوا منها " أي من طائفة المسلمين ، وفي رواية الكشميهني " فأصابوا منا " وهي أوجه . وزاد زهير " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة ، وقد تقدم بسط القول في ذلك . وروى سعيد بن منصور من مرسل أبي الضحى قال : " قتل يومئذ - يعني يوم أحد - سبعون : أربعة من المهاجرين حمزة ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان ، وسائرهم من الأنصار " . قلت : وبهذا جزم الواقدي . وفي كلام ابن سعد ما يخالف ذلك . ويمكن الجمع كما تقدم . وأخرج ابن حبان والحاكم في صحيحيهما عن أبي بن كعب قال : " أصيب يوم أحد من الأنصار أربعة وستون ومن المهاجرين ستة ، وكان الخامس سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة . والسادس يوسف بن عمرو الأسلمي حليف بني عبد شمس " ، وذكر المحب الطبري عن الشافعي أن شهداء أحد اثنان وسبعون . وعن مالك خمسة وسبعون من الأنصار خاصة أحد وسبعون ، وسرد أبو الفتح اليعمري أسماءهم فبلغوا ستة وتسعين ، ومن المهاجرين أحد عشر وسائرهم من الأنصار ، منهم من ذكره ابن إسحاق والزيادة من عند موسى بن عقبة أو محمد بن سعد أو هشام بن الكلبي . ثم ذكر عن ابن عبد البر وعن الدمياطي أربعة أو خمسة ، قال : فزادوا عن المائة .
قال اليعمري : قد ورد في تفسير قوله تعالى : أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها أنها نزلت تسلية للمؤمنين عمن أصيب منهم يوم أحد ، فإنهم أصابوا من المشركين يوم بدر سبعين قتيلا وسبعين أسيرا في عدد من قتل . قال اليعمري : إن ثبتت فهذه الزيادة ناشئة عن الخلاف في التفصيل . قلت : وهو الذي يعول عليه ، والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي والنسائي من طريق الثوري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عبيدة بن عمرو عن علي " أن جبريل هبط فقال : خيرهم في أسارى بدر من القتل أو الفداء على أن يقتل من قابل مثلهم ، قالوا : الفداء ويقتل منا " قال الترمذي : حسن . ورواه ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا . قلت : ورواه ابن عون عند الطبري ، ووصلها من وجه آخر عنه ، وله شاهد من حديث عمر عند أحمد وغيره ، قال اليعمري : ومن الناس من يقول السبعين من الأنصار خاصة ، وبذلك جزم ابن سعد . قلت : " وكأن الخطاب بقوله : أولما أصابتكم للأنصار خاصة ، ويؤيده قول أنس : " أصيب منا يوم أحد سبعون " وهو في الصحيح بمعناه .
قوله : ( وأشرف أبو سفيان ) أي ابن حرب ، وكان رئيس المشركين يومئذ .
قوله : ( فقال : أفي القوم محمد ) زاد زهير ثلاث مرات في المواضع الثلاث .
قوله : ( فقال : لا تجيبوه ) وقع في حديث ابن عباس " أين ابن أبي كبشة ، أين ابن أبي قحافة ، أين ابن - ص 408 - الخطاب ؟ فقال عمر : ألا أجيبه ؟ قال : بلى " وكأنه نهى عن إجابته في الأولى وأذن فيها في الثالثة .
قوله : ( فقال : إن هؤلاء قتلوا ) في رواية زهير " ثم رجع إلى أصحابه فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا " .
قوله : ( أبقى الله عليك ما يخزيك ) زاد زهير " إن الذي عددت لأحياء كلهم " .
قوله : ( اعل هبل ) في رواية زهير " ثم أخذ يرتجز : اعل هبل " قال ابن إسحاق : معنى قوله : اعل هبل أي ظهر دينك . وقال السهيلي . معناه زاد علوا . وقال الكرماني : فإن قلت : ما معنى اعل ولا علو في هبل ؟ فالجواب هو بمعنى العلا ، أو المراد أعلى من كل شيء ا هـ . وزاد زهير " قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال " بكسر المهملة وتخفيف الجيم ، وفي حديث ابن عباس " الأيام دول والحرب سجال " وفي رواية ابن إسحاق أنه قال : أنعمت فعال إن الحرب سجال ا هـ . وفعال بفتح الفاء وتخفيف المهملة قالوا : معناه أنعمت الأزلام ، وكان استقسم بها حين خرج إلى أحد . ووقع في خبر السدي عند الطبراني : اعل هبل ، حنظلة بحنظلة ، ويوم أحد بيوم بدر . وقد استمر أبو سفيان على اعتقاد ذلك حتى قال لهرقل لما سأله كيف كان حربكم معه - أي النبي - صلى الله عليه وسلم - - كما تقدم بسطه في بدء الوحي ، وقد أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان على ذلك ، بل نطق النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه اللفظة كما في حديث أوس بن أبي أوس عند ابن ماجه وأصله عند أبي داود الحرب سجال ويؤيد ذلك قوله تعالى : وتلك الأيام نداولها بين الناس بعد قوله : إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله فإنها نزلت في قصة أحد بالاتفاق . والقرح الجرح . وأخرج ابن أبي حاتم من مرسل عكرمة قال : " لما صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الجبل جاء أبو سفيان فقال : الحرب سجال - فذكر القصة قال - فأنزل الله تعالى : إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وزاد في حديث ابن عباس " قال عمر : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . قال : إنكم لتزعمون ذلك ، لقد خبنا إذا وخسرنا " .
قوله : ( وتجدون ) في رواية الكشميهني " وستجدون " .
قوله : ( مثلة ) بضم الميم وسكون المثلثة ، ويجوز فتح أوله . وقال ابن التين : بفتح الميم وضم المثلثة ، قال ابن فارس : مثل بالقتيل إذا جدعه ، قال ابن إسحاق : حدثني صالح بن كيسان قال : " خرجت هند والنسوة معها يمثلن بالقتلى ، يجدعن الآذان والأنف ، حتى اتخذت هند من ذلك حزما وقلائد ، وأعطت حزمها وقلائدها - أي اللائي كن عليها - لوحشي جزاء له على قتل حمزة ، وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها .
قوله : ( لم آمر بها ، ولم تسؤني ) أي لم أكرهها وإن كان وقوعها بغير أمري . وفي حديث ابن عباس : ولم يكن ذلك عن رأي سراتنا ، أدركته حمية الجاهلية فقال : أما إنه كان لم يكرهه . وفي رواية ابن إسحاق " والله ما رضيت وما سخطت ، وما نهيت وما أمرت " وفي هذا الحديث من الفوائد منزلة أبي بكر وعمر من النبي - صلى الله عليه وسلم - وخصوصيتهما به بحيث كان أعداؤه لا يعرفون بذلك غيرهما ، إذ لم يسأل أبو سفيان عن غيرهما . وأنه ينبغي للمرء أن يتذكر نعمة الله ويعترف بالتقصير عن أداء شكرها . وفيه شؤم ارتكاب النهي ، وأنه يعم ضرره - ص 409 - من لم يقع منه ، كما قال تعالى : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأن من آثر دنياه أضر بأمر آخرته ولم تحصل له دنياه . واستفيد من هذه الكائنة أخذ الصحابة الحذر من العود إلى مثلها ، والمبالغة في الطاعة ، والتحرز من العدو الذين كانوا يظهرون أنهم منهم وليسوا منهم ، وإلى ذلك أشار سبحانه وتعالى في سورة آل عمران أيضا وتلك الأيام نداولها بين الناس إلى أن قال : وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، وقال : ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب .
الحديث الثالث .







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)9
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)10
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)26
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)11
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)27
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: