foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 10:18 am


3895 حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت أبا أمامة قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتى على حمار فلما دنا من المسجد قال للأنصار قوموا إلى سيدكم أو خيركم فقال هؤلاء نزلوا على حكمك فقال تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم قال قضيت بحكم الله وربما قال بحكم الملك


الشروح
قوله : ( عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل ) هكذا رواه شعبة عن سعد بن إبراهيم ، ورواه محمد بن صالح بن دينار التمار المدني عن سعد بن إبراهيم فقال : " عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه " أخرجه النسائي ، ورواية شعبة أصح ، ويحتمل أن يكون لسعد بن إبراهيم فيه إسنادان .
قوله : ( نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ ) سيأتي بيان ذلك في الحديث الذي يليه ، وفي رواية - ص 476 - محمد بن صالح المذكورة " حكم أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى " وفيه زيادة بيان الفرق بين المقاتلة والذرية .
قوله : ( فلما دنا من المسجد ) قيل : المراد المسجد الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعده للصلاة فيه في ديار بني قريظة أيام حصارهم ، وليس المراد به المسجد النبوي بالمدينة ، لكن كلام ابن إسحاق يدل على أنه كان مقيما في مسجد المدينة حتى بعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحكم في بني قريظة فإنه قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل سعدا في خيمة رفيدة عند مسجده ، وكانت امرأة تداوي الجرحى فقال : اجعلوه في خيمتها لأعوده من قريب ، فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة وحاصرهم وسأله الأنصار أن ينزلوا على حكم سعد أرسل إليه فحملوه على حمار ووطئوا له وكان جسيما " فدل قوله : " فلما خرج إلى بني قريظة " أن سعدا كان في مسجد المدينة .
قوله : ( قوموا إلى سيدكم ) يأتي البحث فيه في كتاب الاستئذان إن شاء الله تعالى ، وفيه البيان عما اختلف فيه هل المخاطب بذلك الأنصار خاصة أم هم وغيرهم ، ووقع في مسند عائشة رضي الله عنها من مسند أحمد من طريق علقمة بن وقاص عنها في أثناء حديث طويل " قال أبو سعيد : فلما طلع قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ، فقال عمر : السيد هو الله .
قوله : ( حكمت فيهم بحكم الله ، وربما قال بحكم الملك ) هو بكسر اللام ، والشك فيه من أحد رواته أي اللفظين قال ، وفي رواية محمد بن صالح المذكورة " لقد حكمت فيهم اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات " وفي حديث جابر عند ابن عائذ فقال : احكم فيهم يا سعد ، قال : الله ورسوله أحق بالحكم . قال : قد أمرك الله تعالى أن تحكم فيهم وفي رواية ابن إسحاق من مرسل علقمة بن وقاص لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة وأرقعة بالقاف جمع رقيع وهو من أسماء السماء ، قيل : سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم ، وهذا كله يدفع ما وقع عند الكرماني بحكم الملك بفتح اللام وفسره بجبريل ؛ لأنه الذي ينزل بالأحكام ، قال السهيلي :
قوله : " من فوق سبع سماوات " معناه أن الحكم نزل من فوق ، قال : ومثله قول زينب بنت جحش " زوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات " أي نزل تزويجها من فوق ، قال : ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضي إلى التشبيه ، وبقية الكلام على هذا الحديث في الذي بعده . الحديث السادس حديث عائشة رضي الله عنها




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 10:19 am

3896 حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة وهو حبان بن قيس من بني معيص بن عامر بن لؤي رماه في الأكحل فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات منها رضي الله عنه


الشروح
قوله : ( أصيب سعد ) في الرواية التي في المناقب " سعد بن معاذ " .
قوله : ( حبان ) بكسر المهملة وتشديد الموحدة ( ابن العرقة ) بفتح المهملة وكسر الراء ثم قاف .
قوله : ( وهو حبان بن قيس ) يعني أن العرقة أمه وهي بنت سعيد بن سعد بن سهم .
قوله : ( من بني معيص ) بفتح الميم وكسر المهملة ثم تحتانية ساكنة ثم مهملة ، وهو حبان بن قيس ويقال : ابن أبي قيس بن علقمة بن عبد مناف .
قوله : ( رماه في الأكحل ) بفتح الهمزة والمهملة بينهما كاف ساكنة وهو عرق في وسط الذراع ، قال الخليل : - ص 477 - هو عرق الحياة ويقال : إن في كل عضو منه شعبة فهو في اليد الأكحل وفي الظهر الأبهر وفي الفخذ النسا إذا قطع لم يرقأ الدم .
قوله : ( خيمة في المسجد ) تقدم بيانها في الذي قبله ( فلما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل ) هذا السياق يبين أن الواو زائدة في الطريق التي في الجهاد حيث وقع فيه بلفظ " لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح فأتاه جبريل " وهو أولى من دعوى القرطبي أن الفاء زائدة قال : وكأنها زيدت كما زيدت الواو في جواب لما ، انتهى . ودعوى زيادة الواو في قوله : " وضع " أولى من دعوى زيادة الفاء لكثرة مجيء الواو زائدة ، ووقع في أول هذه الغزاة " لما رجع من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل " فمن هنا ادعى القرطبي أن الفاء زائدة ، ووقع عند الطبراني والبيهقي من طريق القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : سلم علينا رجل ونحن في البيت ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعا ، فقمت في أثره فإذا بدحية الكلبي فقال : هذا جبريل وفي حديث علقمة " يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة " وذلك لما رجع من الخندق ، قالت : فكأني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الغبار عن وجه جبريل ، وفي حديث علقمة بن وقاص عن عائشة عند أحمد والطبراني " فجاءه جبريل وإن على ثناياه ليقع الغبار ، وفي مرسل يزيد بن الأصم عند ابن سعد " فقال له جبريل : عفا الله عنك ، وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة الله " وفي رواية حماد بن سلمة عن هشام بن عروة في حديث الباب " قالت عائشة : لقد رأيته من خلل الباب قد عصب التراب رأسه " ، وفي رواية جابر عند ابن عائذ " فقال : قم فشد عليك سلاحك ، فوالله لأدقنهم دق البيض على الصفا " .
قوله : ( فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) أي فحاصرهم ، وروى ابن عائذ من مرسل قتادة قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا ينادي ، فنادى : يا خيل الله اركبي وفي رواية أبي الأسود عن عروة عند الحاكم والبيهقي " وبعث عليا على المقدمة ودفع إليه اللواء ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أثره " وعند موسى بن عقبة نحوه وزاد " وحاصرهم بضع عشرة ليلة " وعند ابن سعد " خمس عشرة " وفي حديث علقمة بن وقاص المذكور " خمسا وعشرين " ومثلها عند ابن إسحاق عن أبيه عن معبد بن كعب قال : " حاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى أجهدهم الحصار وقذف في قلوبهم الرعب ، فعرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد أن يؤمنوا ، أو يقتلوا نساءهم وأبناءهم ويخرجوا مستقتلين ، أو يبيتوا المسلمين ليلة السبت . فقالوا : لا نؤمن ، ولا نستحل ليلة السبت ، وأي عيش لنا بعد أبنائنا ونسائنا ؟ فأرسلوا إلى أبي لبابة بن عبد المنذر وكانوا حلفاءه فاستشاروه في النزول على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - فأشار إلى حلقه - يعني الذبح - ثم ندم ، فتوجه إلى مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتبط به حتى تاب الله عليه " .
قوله : ( فنزلوا على حكمه ، فرد الحكم إلى سعد ) كأنهم أذعنوا للنزول على حكمه - صلى الله عليه وسلم - ، فلما سأله الأنصار فيهم رد الحكم إلى سعد . ووقع بيان ذلك عند ابن إسحاق قال : لما اشتد بهم الحصار أذعنوا إلى أن ينزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتواثبت الأوس فقالوا : يا رسول الله قد فعلت في موالي الخزرج - أي بني قينقاع ، ما علمت . فقال : ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا : بلى . قال : فذلك إلى سعد بن معاذ وفي كثير من السير أنهم نزلوا على حكم سعد ، ويجمع بأنهم نزلوا على حكمه قبل أن - ص 478 - يحكم فيه سعد ، وفي رواية علقمة بن وقاص المذكورة " فلما اشتد بهم البلاء قيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما استشاروا أبا لبابة قال : ننزل على حكم سعد بن معاذ " ونحوه في حديث جابر عند ابن عائذ ، فحصل في سبب رد الحكم إلى سعد بن معاذ أمران : أحدهما : سؤال الأوس ، والآخر : إشارة أبي لبابة ، ويحتمل أن تكون الإشارة إثر توقفهم ، ثم لما اشتد الأمر بهم في الحصار عرفوا سؤال الأوس فأذعنوا إلى النزول على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأيقنوا بأنه يرد الحكم إلى سعد . وفي رواية علي بن مسهر عن هشام بن عروة عند مسلم " فرد الحكم فيهم إلى سعد وكانوا حلفاءه " .
قوله : ( فإني أحكم فيهم ) أي في هذا الأمر ، وفي رواية النسفي " وإني أحكم فيهم " .
قوله : ( أن تقتل المقاتلة ) قد تقدم في الذي قبله بيان ذلك ، وذكر ابن إسحاق أنهم حبسوا في دار بنت الحارث ، وفي رواية أبي الأسود عن عروة في دار أسامة بن زيد ، ويجمع بينهما بأنهم جعلوا في بيتين . ووقع في حديث جابر عند ابن عائذ التصريح بأنهم جعلوا في بيتين ، قال ابن إسحاق : فخندقوا لهم خنادق فضربت أعناقهم فجرى الدم في الخنادق ، وقسم أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين ، وأسهم للخيل فكان أول يوم وقعت فيه السهمان لها . وعند ابن سعد من مرسل حميد بن هلال " أن سعد بن معاذ حكم أيضا أن تكون دارهم للمهاجرين دون الأنصار ، فلامه فقال : إني أحببت أن تستغنوا عن دورهم " واختلف في عدتهم : فعند ابن إسحاق أنهم كانوا ستمائة وبه جزم أبو عمرو في ترجمة سعد بن معاذ ، وعند ابن عائذ من مرسل قتادة " كانوا سبعمائة " وقال السهيلي : المكثر يقول : إنهم ما بين الثمانمائة إلى التسعمائة . وفي حديث جابر عند الترمذي والنسائي وابن حبان بإسناد صحيح أنهم كانوا أربعمائة مقاتل ، فيحتمل في طريق الجمع أن يقال : إن الباقين كانوا أتباعا ، وقد حكى أبو إسحاق أنه قيل : إنهم كانوا تسعمائة .
قوله : ( قال هشام فأخبرني أبي ) هو موصول بالإسناد المذكور أولا ، وقد تقدم هذا القدر من هذا الحديث موصولا من طريق أخرى عن هشام في أوائل الهجرة ، وفي رواية عبد الله بن نمير عن هشام عند مسلم قال : " قال سعد وتحجر كلمه للبرء : اللهم إنك تعلم إلخ " أي أنه دعا بذلك لما كاد جرحه أن يبرأ ، ومعنى تحجر أي يبس .
قوله : ( فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ) قال بعض الشراح : ولم يصب في هذا الظن لما وقع من الحروب في الغزوات بعد ذلك ، قال : فيحمل على أنه دعا بذلك فلم تقع الإجابة وادخر له ما هو أفضل من ذلك كما ثبت في الحديث الآخر في دعاء المؤمن ، أو أن سعدا أراد بوضع الحرب أي في تلك الغزوة الخاصة لا فيما بعدها . وذكر ابن التين عن الداودي أن الضمير لقريظة ، قال ابن التين : وهو بعيد جدا لنصه على قريش . قلت : وقد تقدم الرد عليه أيضا في أول الهجرة في الكلام على هذا الحديث .
والذي يظهر لي أن ظن سعد كان مصيبا . وأن دعاءه في هذه القصة كان مجابا ، وذلك أنه لم يقع بين المسلمين وبين قريش من بعد وقعة الخندق حرب يكون ابتداء القصد فيها من المشركين ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - تجهز إلى العمرة فصدوه عن دخول مكة وكاد الحرب أن يقع بينهم فلم يقع كما قال تعالى : وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ثم وقعت الهدنة واعتمر - صلى الله عليه وسلم - من قابل ، واستمر ذلك إلى أن نقضوا العهد ، فتوجه إليهم غازيا ففتحت مكة . فعلى هذا فالمراد بقوله : " أظن أنك وضعت الحرب " أي أن - ص 479 - يقصدونا محاربين ، وهو كقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الماضي قريبا في أواخر غزوة الخندق : " إلا أن نغزوهم ولا يغزوننا " قوله : ( فأبقني له ) أي للحرب ، في رواية الكشميهني " فأبقني لهم " .
قوله : ( فافجرها ) أي الجراحة .
قوله : ( فانفجرت من لبته ) بفتح اللام وتشديد الموحدة هي موضع القلادة من الصدر ، وهي رواية مسلم والإسماعيلي ، وفي رواية الكشميهني " من ليلته " وهو تصحيف . فقد رواه حماد بن سلمة عن هشام فقال في روايته " فإذا لبته قد انفجرت من كلمه " أي من جرحه ، أخرجه ابن خزيمة . وكان موضع الجرح ورم حتى اتصل الورم إلى صدره فانفجر من ثم .
قوله : ( فانفجرت ) بين سبب ذلك في مرسل حميد بن هلال عند ابن سعد ولفظه " أنه مرت به عنز وهو مضطجع فأصاب ظلفها موضع الجرح فانفجر حتى مات " .
قوله : ( فلم يرعهم ) بالمهملة أي أهل المسجد ، أي لم يفزعهم .
قوله : ( وفي المسجد خيمة ) هي جملة حالية .
قوله : ( خيمة من بني غفار ) تقدم أن ابن إسحاق ذكر أن الخيمة كانت لرفيدة الأسلمية ، فيحتمل أن تكون كان لها زوج من بني غفار .
قوله : ( يغذو ) بغين وذال معجمتين أي يسيل .
قوله : ( فمات منها ) في رواية ابن خزيمة في آخر هذه القصة " فإذا الدم له هدير " ووقع في رواية علقمة بن وقاص عن عائشة عند أحمد " فانفجر كلمه وكان قد برئ إلا مثل الخرص " وهو بضم المعجمة وسكون الراء ثم مهملة ، وهو من حلي الأذن . ولمسلم من طريق عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة " فما زال الدم يسيل حتى مات " . قال فذلك حين يقول الشاعر :
ألا يا سعد سعد بني معاذ لما فعلت قريظة والنضير
لعمرك إن سعد بني معاذ غداة تحملوا لهم الصبور
تركتم قدركم لا شيء فيها وقدر القوم حامية تفور
وقد قال الكريم أبو حباث أقيموا قينقاع ولا تسيروا
وقد كانوا ببلدتهم ثفالا كما ثفلت بميطان الصخور



وقوله : " أبو حباث " بضم المهملة وتخفيف الموحدة وآخرها مثلثة هو عبد الله بن أبي رئيس الخزرج ، وكان شفع في بني قينقاع فوهبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - له وكانوا حلفاءه ، وكانت قريظة حلفاء سعد بن معاذ فحكم بقتلهم فقال هذا الشاعر يوبخه بذلك . وقوله : " تركتم قدركم " أراد به ضرب المثل ، وميطان موضع في بلاد مزينة من الحجاز كثير الأوعار ، وأشار بذلك إلى أن بني قريظة كانوا في بلادهم راسخين من كثرة ما لهم من القوة - ص 480 - والنجدة والمال ، كما رسخت الصخور بتلك البلدة . وذكر ابن إسحاق أن هذه الأبيات لجبل بن جوال الثعلبي وهو بفتح الجيم والموحدة وأبوه بالجيم وتشديد الواو والثعلبي بمثلثة ومهملة ثم موحدة ، ووقع عنده بدل قوله : " وقد قال الكريم " البيت :
وأما الخزرجي أبو حباث فقال لقينقاع لا تسيروا



وزاد فيها أبياتا منها :
أقيموا يا سراة الأوس فيها كأنكم من المخزاة غور



وأراد بذلك توبيخ سعد بن معاذ ؛ لأنه رئيس الأوس ، وكان جبل بن جوال حينئذ كافرا . ولعل قصيدة كعب بن مالك التي قدمناها في غزوة بني النضير كانت جوابا لجبل ، والله أعلم . وذكر ابن إسحاق لحسان بن ثابت قصيدة على هذا الوزن والقافية يقول فيها :
تفاقد معشر نصروا قريشا وليس لهم ببلدتهم نصير
وهم أوتوا الكتاب فضيعوه فهم عمي عن التوراة بور



وهي من جملة قصيدته التي تقدم بعضها في غزوة بني النضير ، وأجابه أبو سفيان بن الحارث عنها . وفي قصة بني قريظة من الفوائد وخبر سعد بن معاذ جواز تمني الشهادة ، وهو مخصوص من عموم النهي عن تمني الموت . وفيها تحكيم الأفضل من هو مفضول . وفيها جواز الاجتهاد في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - - حكمه - ، وهي خلافية في أصول الفقه ، والمختار الجواز سواء كان بحضور النبي - صلى الله عليه وسلم - أم لا ، وإنما استبعد المانع وقوع الاعتماد على الظن مع إمكان القطع ، ولا يضر ذلك ، لأنه بالتقرير يصير قطعيا ، وقد ثبت وقوع ذلك بحضرته - صلى الله عليه وسلم - كما في هذه القصة وقصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قتيل أبي قتادة كما سيأتي في غزوة حنين وغير ذلك ، وسيأتي مزيد له في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى .
الحديث السابع حديث البراء .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 31
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 10:20 am


3897 حدثنا الحجاج بن منهال أخبرنا شعبة قال أخبرني عدي أنه سمع البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهم أو هاجهم وجبريل معك وزاد إبراهيم بن طهمان عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت اهج المشركين فإن جبريل معك


الشروح
قوله : ( عدي ) هو ابن ثابت .
قوله : ( اهجهم أو : هاجهم ) بالشك ، والثاني أخص من الأول .
قوله : ( وزاد إبراهيم بن طهمان ) وصله النسائي وإسناده على شرط البخاري ، وأبو إسحاق هو الشيباني واسمه سليمان ، وزيادته في هذا الحديث معينة أن الأمر له بذلك وقع يوم قريظة ، ووقع في حديث جابر رضي الله عنه - ص 481 - عند ابن مردويه لما كان يوم الأحزاب وردهم الله بغيظهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من يحمي أعراض المسلمين ؟ فقام كعب وابن رواحة وحسان ، فقال لحسان : اهجهم أنت فإنه سيعينك عليهم روح القدس فهذا يؤيد زيادة الشيباني المذكورة ، فإن يوم بني قريظة مسبب عن يوم الأحزاب والله أعلم . ولا مانع أن يتعدد وقوع الأمر له بذلك . وأورد ابن إسحاق لحسان في شأن بني قريظة عدة قصائد وقد تقدمت الإشارة إلى شيء من ذلك في الحديث الذي قبله .

باب غزوة ذات الرقاع وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان فنزل نخلا وهي بعد خيبر لأن أبا موسى جاء بعد خيبر
3898 قال أبو عبد الله و قال لي عبد الله بن رجاء أخبرنا عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرقاع قال ابن عباس صلى النبي صلى الله عليه وسلم الخوف بذي قرد وقال بكر بن سوادة حدثني زياد بن نافع عن أبي موسى أن جابرا حدثهم صلى النبي صلى الله عليه وسلم بهم يوم محارب وثعلبة وقال ابن إسحاق سمعت وهب بن كيسان سمعت جابرا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرقاع من نخل فلقي جمعا من غطفان فلم يكن قتال وأخاف الناس بعضهم بعضا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الخوف وقال يزيد عن سلمة غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم القرد



الشروح
قوله : ( باب غزوة ذات الرقاع ) هذه الغزوة اختلف فيها متى كانت ، واختلف في سبب تسميتها بذلك . وقد جنح البخاري إلى أنها كانت بعد خيبر ، واستدل لذلك في هذا الباب بأمور سيأتي الكلام عليها مفصلا ، ومع ذلك فذكرها قبل خيبر فلا أدري هل تعمد ذلك تسليما لأصحاب المغازي أنها كانت قبلها كما سيأتي ، أو أن ذلك من الرواة عنه ، أو إشارة إلى احتمال أن تكون ذات الرقاع اسما لغزوتين مختلفتين كما أشار إليه البيهقي ، على أن أصحاب المغازي مع جزمهم بأنها كانت قبل خيبر مختلفون في زمانها ، فعند ابن إسحاق أنها بعد بني النضير وقبل الخندق سنة أربع ، قال ابن إسحاق : أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة بني النضير شهر ربيع وبعض جمادى - يعني من سنته - وغزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان ، حتى نزل نخلا وهي - ص 482 - غزوة ذات الرقاع . وعند ابن سعد وابن حبان أنها كانت في المحرم سنة خمس ، وأما أبو معشر فجزم بأنها كانت بعد بني قريظة والخندق ، وهو موافق لصنيع المصنف ، وقد تقدم أن غزوة قريظة كانت في ذي القعدة سنة خمس فتكون ذات الرقاع في آخر السنة وأول التي تليها ، وأما موسى بن عقبة فجزم بتقديم وقوع غزوة ذات الرقاع ، لكن تردد في وقتها فقال : لا ندري كانت قبل بدر أو بعدها أو قبل أحد أو بعدها ، وهذا التردد لا حاصل له ، بل الذي ينبغي الجزم به أنها بعد غزوة بني قريظة ؛ لأنه تقدم أن صلاة الخوف في غزوة الخندق لم تكن شرعت ، وقد ثبت وقوع صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع فدل على تأخرها بعد الخندق ، وسأذكر بيان ذلك واضحا في الكلام على رواية هشام عن أبي الزبير عن جابر في هذا الباب إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وهي غزوة محارب خصفة ) كذا فيه ، وهو متابع في ذلك لرواية مذكورة في أواخر الباب ، وخصفة بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة ثم الفاء هو ابن قيس بن عيلان بن إلياس بن مضر ، ومحارب هو ابن خصفة ، والمحاربيون من قيس ينسبون إلى محارب بن خصفة هذا ، وفي مضر محاربيون أيضا لكونهم ينسبون إلى محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وهم بطن من قريش منهم حبيب بن مسلمة الذي ذكره في أواخر غزوة الخندق . ولم يحرر الكرماني في هذا الموضع فإنه قال : قوله محارب هي قبيلة من فهر ، وخصفة هو ابن قيس بن عيلان . وفي شرح قول البخاري محارب خصفة بهذا الكلام من الفساد ما لا يخفى ، ويوضحه أن بني فهر لا ينسبون إلى قيس بوجه ، نعم وفي العرنيين محارب بن صباح ، وفي عبد القيس محارب بن عمرو ذكر ذلك الدمياطي وغيره ، فلهذه النكتة أضيفت محارب إلى خصفة لقصد التمييز عن غيرهم من المحاربيين ، كأنه قال : محارب الذين ينسبون إلى خصفة لا الذين ينسبون إلى فهر ولا غيرهم .
قوله : ( من بني ثعلبة بن غطفان ) بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة بعدها فاء ، كذا وقع فيه ، وهو يقتضي أن ثعلبة جد لمحارب وليس كذلك . ووقع في رواية القابسي " خصفة بن ثعلبة " وهو أشد في الوهم ، والصواب ما وقع عند ابن إسحاق وغيره " وبني ثعلبة " بواو العطف فإن غطفان هو ابن سعد بن قيس بن غيلان ، فمحارب وغطفان ابنا عم فكيف يكون الأعلى منسوبا إلى الأدنى ؟ وسيأتي في الباب من حديث جابر بلفظ " محارب وثعلبة " بواو العطف على الصواب ، وفي قوله : " ثعلبة بن غطفان " بباء موحدة ونون نظر أيضا . والأولى ما وقع عند ابن إسحاق " وبني ثعلبة من غطفان " بميم ونون فإنه ثعلبة بن سعد بن دينار بن معيص بن ريث بن غطفان ، على أن لقوله : " ابن غطفان " وجها بأن يكون نسبه إلى جده الأعلى ، وسيأتي في الباب من رواية بكر بن سوادة " يوم محارب وثعلبة " فغاير بينهما ، وليس في جميع العرب من ينسب إلى بني ثعلبة بالمثلثة والمهملة الساكنة واللام المفتوحة بعدها موحدة إلا هؤلاء ، وفي بني أسد بنو ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وهم قليل . والثعلبيون يشتبهون بالتغلبيين بالمثناة ثم المعجمة واللام المكسورة فأولئك قبائل أخرى ينسبون إلى تغلب بن وائل أخي بكر بن وائل وهم من ربيعة إخوة مضر .
قوله : ( فنزل ) أي النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله : ( نخلا ) هو مكان من المدينة على يومين ، وهو بواد يقال له : شرخ بشين معجمة بعدها مهملة ساكنة ثم خاء معجمة ، وبذلك الوادي طوائف من قيس من بني فزارة وأنمار وأشجع ، ذكره أبو عبيد البكري .
- ص 483 - ( تنبيه ) : جمهور أهل المغازي على أن غزوة ذات الرقاع هي غزوة محارب كما جزم به ابن إسحاق ، وعند الواقدي أنهما ثنتان ، وتبعه القطب الحلبي في شرح السيرة ، والله أعلم بالصواب .
قوله : ( وهي ) أي هذه الغزوة ( بعد خيبر ، لأن أبا موسى جاء بعد خيبر ) هكذا استدل به ، وقد ساق حديث أبي موسى بعد قليل ، وهو استدلال صحيح ، وسيأتي الدليل على أن أبا موسى إنما قدم من الحبشة بعد فتح خيبر في " باب غزوة خيبر " ففيه في حديث طويل " قال أبو موسى : فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر " وإذا كان كذلك ثبت أن أبا موسى شهد غزوة ذات الرقاع ، ولزم أنها كانت بعد خيبر . وعجبت من ابن سيد الناس كيف قال : جعل البخاري حديث أبي موسى هذا حجة في أن غزوة ذات الرقاع متأخرة عن خيبر ، قال : وليس في خبر أبي موسى ما يدل على شيء من ذلك . انتهى . وهذا النفي مردود والدلالة من ذلك واضحة كما قررته . وأما شيخه الدمياطي فادعى غلط الحديث الصحيح ، وأن جميع أهل السير على خلافه ، وقد قدمت أنهم مختلفون في زمانها ، فالأولى الاعتماد على ما ثبت في الحديث الصحيح ، وقد ازداد قوة بحديث أبي هريرة وبحديث ابن عمر كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى . وقد قيل : إن الغزوة التي شهدها أبو موسى وسميت ذات الرقاع غير غزوة ذات الرقاع التي وقعت فيها صلاة الخوف ؛ لأن أبا موسى قال في روايته : إنهم كانوا ستة أنفس ، والغزوة التي وقعت فيها صلاة الخوف كان المسلمون فيها أضعاف ذلك ، والجواب عن ذلك أن العدد الذي ذكره أبو موسى محمول على من كان موافقا له من الرامة لا أنه أراد جميع من كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - واستدل على التعدد أيضا بقول أبي موسى : إنها سميت ذات الرقاع لما لفوا في أرجلهم من الخرق ، وأهل المغازي ذكروا في تسميتها بذلك أمورا غير هذا .
قال ابن هشام وغيره : سميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم ، وقيل : بشجر بذلك الموضع يقال له : ذات الرقاع ، وقيل : بل الأرض التي كانوا نزلوا بها كانت ذات ألوان تشبه الرقاع ، وقيل : لأن خيلهم كان بها سواد وبياض . قاله ابن حبان ، وقال الواقدي : سميت بجبل هناك فيه بقع ، وهذا لعله مستند ابن حبان ويكون قد تصحف جبل بخيل ، وبالجملة فقد اتفقوا على غير السبب الذي ذكره أبو موسى ، لكن ليس ذلك مانعا من اتحاد الواقعة ولازما للتعدد ، وقد رجح السهيلي السبب الذي ذكره أبو موسى ، وكذلك النووي ثم قال : ويحتمل أن تكون سميت بالمجموع ، وأغرب الداودي فقال : سميت ذات الرقاع لوقوع صلاة الخوف فيها فسميت بذلك لترقيع الصلاة فيها . ومما يدل على التعدد أنه لم يتعرض أبو موسى في حديثه إلى أنهم صلوا صلاة الخوف ولا أنهم لقوا عدوا ، ولكن عدم الذكر لا يدل على عدم الوقوع ، فإن أبا هريرة في ذلك نظير أبي موسى لأنه إنما جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم والنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر كما سيأتي هناك ، ومع ذلك فقد ذكر في حديثه أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في غزوة نجد كما سيأتي في أواخر هذا الباب واضحا ، وكذلك عبد الله بن عمر ذكر أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف بنجد ، وقد تقدم أن أول مشاهده الخندق فتكون ذات الرقاع بعد الخندق .
قوله : ( وقال لي عبد الله بن رجاء ) كذا لأبي ذر ، ولغيره " قال عبد الله بن رجاء " ليس فيه " لي " وعبد الله بن رجاء هذا هو الغداني البصري قد سمع منه البخاري ، وأما عبد الله بن رجاء المكي فلم يدركه . وقد وصله أبو العباس السراج في مسنده المبوب فقال : " حدثنا جعفر بن هاشم حدثنا عبد الله بن رجاء " فذكره .
قوله : ( أخبرنا عمران القطان ) هو بصري لم يخرج له البخاري إلا استشهادا .
- ص 484 - قوله : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه في الخوف ) زاد السراج أربع ركعات ، صلى بهم ركعتين ثم ذهبوا ثم جاء أولئك فصلى بهم ركعتين . وسيأتي في آخر الباب من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير بسنده ، وهذا بزيادة فيه ، وذلك كله في غزوة ذات الرقاع . ولجابر حديث آخر فيه ذكر صلاة الخوف على صفة أخرى ، وسيأتي الكلام فيه قريبا .
قوله : ( في غزوة السابعة ) هي من إضافة الشيء إلى نفسه على رأي ، أو فيه حذف تقديره غزوة السفرة السابعة ، وقال الكرماني وغيره غزوة السنة السابعة أي من الهجرة . قلت : وفي هذا التقدير نظر ، إذ لو كان مرادا لكان هذا نصا في أن غزوة ذات الرقاع تأخرت بعد خيبر ، ولم يحتج المصنف إلى تكلف الاستدلال لذلك بقصة أبي موسى وغير ذلك مما ذكره في الباب . نعم في التنصيص على أنها سابع غزوة من غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - تأييد لما ذهب إليه البخاري من أنها بعد خيبر ، فإنه إن كان المراد الغزوات التي خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بنفسه مطلقا وإن لم يقاتل فإن السابعة منها تقع قبل أحد ، ولم يذهب أحد إلى أن ذات الرقاع قبل أحد إلا ما تقدم من تردد موسى بن عقبة ، وفيه نظر لأنهم متفقون على أن صلاة الخوف متأخرة عن غزوة الخندق ، فتعين أن تكون ذات الرقاع بعد بني قريظة فتعين أن المراد الغزوات التي وقع فيها القتال ، والأولى منها بدر والثانية أحد والثالثة الخندق والرابعة قريظة والخامسة المريسيع والسادسة خيبر ، فيلزم من هذا أن تكون ذات الرقاع بعد خيبر للتنصيص على أنها السابعة ، فالمراد تاريخ الوقعة لا عدد المغازي ، وهذه العبارة أقرب إلى إرادة السنة من العبارة التي وقعت عند أحمد بلفظ " وكانت صلاة الخوف في السابعة " فإنه يصح أن يكون التقدير في الغزوة السابعة كما يصح في غزوة السنة السابعة .
قوله : ( وقال ابن عباس : صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني صلاة الخوف بذي قرد ) بفتح القاف والراء هو موضع على نحو يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان ، وحديث ابن عباس هذا وصله النسائي والطبراني من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بذي قرد صلاة الخوف مثل صلاة حذيفة " وأخرجه أحمد وإسحاق من هذا الوجه بلفظ " فصف الناس خلفه صفين : صف موازي العدو وصف خلفه . فصلى بالذي يليه ركعة ثم ذهبوا إلى مصاف الآخرين ، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة أخرى " انتهى . وقد تقدم حديث ابن عباس في " باب صلاة الخوف " من طريق الزهري عن عبيد الله به نحو هذا ، لكن ليس فيه " بذي قرد " وزاد فيه " والناس كلهم في صلاة ، ولكن يحرس بعضهم بعضا " وحمله الجمهور على أن العدو كانوا في جهة القبلة كما سيأتي بعد قليل . وهذه الصفة تخالف الصفة التي وصفها جابر ، فيظهر أنهما قصتان ، لكن البخاري أراد من إيراد حديث ابن عباس وحديث سلمة بن الأكوع الموافق له في تسميته الغزوة الإشارة أيضا إلى أن غزوة ذات الرقاع كانت بعد خيبر ؛ لأن في حديث سلمة التنصيص على أنها كانت بعد الحديبية ، وخيبر كانت قرب الحديبية ، لكن يعكر عليه اختلاف السبب والقصد ، فإن سبب غزوة ذات الرقاع ما قيل لهم إن محارب يجمعون لهم فخرجوا إليهم إلى بلاد غطفان ، وسبب غزوة القرد إغارة عبد الرحمن بن عيينة على لقاح المدينة فخرجوا في آثارهم ، ودل حديث سلمة على أنه بعد أن هزمهم وحده واستنقذ اللقاح منهم أن المسلمين لم يصلوا في تلك الخرجة إلى بلاد غطفان فافترقا ، وأما الاختلاف في كيفية صلاة الخوف بمجرده فلا يدل على التغاير لاحتمال أن تكون وقعت في الغزوة الواحدة على - ص 485 - كيفيتين في صلاتين في يومين بل في يوم واحد .
قوله : ( وقال بكر بن سوادة : حدثني زياد بن نافع عن أبي موسى أن جابرا حدثهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم محارب وثعلبة ) أما بكر بن سوادة فهو الجذامي المصري يكنى أبا ثمامة ، وكان أحد الفقهاء بمصر ، وأرسله عمر بن عبد العزيز إلى أهل إفريقية ليفقههم فمات بها سنة ثمان وعشرين ومائة . وثقه ابن معين والنسائي ، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع المعلق ، وقد وصله سعيد بن منصور والطبري من طريقه بهذا الإسناد . وأما زياد بن نافع فهو التجيبي المصري تابعي صغير ، وليس له أيضا في البخاري سوى هذا الموضع ، وأما أبو موسى فيقال : إنه علي بن رباح ، وهو تابعي معروف أخرج له مسلم ، ويقال : هو الغافقي واسمه مالك بن عبادة وهو صحابي معروف أيضا ويقال : إنه مصري لا يعرف اسمه ، وليس له في البخاري أيضا إلا هذا الموضع . وقوله : " يوم محارب وثعلبة " يؤيد ما وقع من الوهم في أول الترجمة .
قوله : ( وقال ابن إسحاق : سمعت وهب بن كيسان سمعت جابرا قال : خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذات الرقاع من نخل فلقي جمعا من غطفان إلخ ) لم أر هذا الذي ساقه عن ابن إسحاق هكذا في شيء من كتب المغازي ولا غيرها ، والذي في السير تهذيب ابن هشام " قال ابن إسحاق : حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال : خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي صعب " فساق قصة الجمل . وكذلك أخرجه أحمد من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق ، وقال ابن إسحاق قبل ذلك " وغزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان حتى نزل نخلا وهي غزوة ذات الرقاع فلقي بها جمعا من غطفان ، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب ، وقد أخاف الناس بعضهم بعضا ، حتى صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس صلاة الخوف ثم انصرف الناس " وهذا القدر هو الذي ذكره البخاري تعليقا مدرجا بطريق وهب بن كيسان عن جابر ، وليس هو عند ابن إسحاق عن وهب كما أوضحته إلا أن يكون البخاري اطلع على ذلك من وجه آخر لم نقف عليه ، أو في النسخة تقديم وتأخير فظنه موصولا بالخبر المسند ، فالله أعلم . ولم أر من نبه على ذلك في هذا الموضع . ونخل بالخاء المعجمة كما تقدم : موضع من نجد من أراضي غطفان ، قال أبو عبيدة البكري : لا يصرف . وغفل من قال : إن المراد نخل بالمدينة ، واستدل به على مشروعية صلاة الخوف في الحضر ، وليس كما قال . وصلاة الخوف في الحضر قال بها الشافعي والجمهور إذا حصل الخوف ، وعن مالك تختص بالسفر ، والحجة للجمهور قوله تعالى : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلم يقيد ذلك بالسفر ، والله أعلم .
قوله : ( وقال يزيد عن سلمة : غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القرد ) أما يزيد فهو ابن أبي عبيد ، وأما سلمة فهو ابن الأكوع ، وسيأتي حديثه هذا موصولا قبل غزوة خيبر ، وترجم له المصنف " غزوة ذي قرد وهي الغزوة التي أغاروا فيها على لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - " ثم ساقه مطولا ، وليس فيه لصلاة الخوف ذكر ، وإنما ذكره هنا من أجل حديث ابن عباس المذكور قبل أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الخوف بذي قرد ، ولا يلزم من ذكر ذي قرد في الحديثين أن تتحد القصة ، كما لا يلزم من كونه - صلى الله عليه وسلم - صلى الخوف في مكان أن لا يكون صلاها في مكان آخر ، قال البيهقي : الذي لا نشك فيه أن غزوة ذي قرد كانت بعد الحديبية وخيبر ، وحديث سلمة بن الأكوع مصرح بذلك ، وأما غزوة ذات الرقاع فمختلف - ص 486 - فيها ، فظهر تغاير القصتين كما حررته واضحا .







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)20
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)7
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)23
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)39
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)24

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: