foughala
قصة الإسلام في غرب إفريقيا 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة الإسلام في غرب إفريقيا 829894
ادارة المنتدي قصة الإسلام في غرب إفريقيا 103798


foughala
قصة الإسلام في غرب إفريقيا 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة الإسلام في غرب إفريقيا 829894
ادارة المنتدي قصة الإسلام في غرب إفريقيا 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 قصة الإسلام في غرب إفريقيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:34 pm

دخل الإسلام غرب إفريقيا بقيادة عقبة بن نافع، وتُعتبر غانا (واجادو) من أقدم الإمبراطوريات في غرب القارة، وحاولت الجيوش الإسلامية دخولها ولكن ذلك لم يتم، ومع ذلك انتشر الإسلام في قبائل السونتيك، وقبائل الهاوسا والبورنو والدوغامبا، وضعفت إمبراطورية غانا، فقامت قوَّات المرابطين بضمِّها إليهم، ووصلت إلى الجابون، وتعتبر أول جماعة مغربية تنشئ دولة، أسسها عبد الله بن ياسين، وعُرِفوا بالملثَّمين، وفتحوا بلادًا واسعة جنوبًا؛ فانتشر الإسلام حتى حوض النيجر، ومن أهم شخصياتهم: عبد الله بن ياسين بن مكوك الجزولي, مؤسسها، ويحيى بن عمر تلميذه، وأبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين.

أما مالي فكان الإسلام الدِّين الرسمي بها، واحتَلَّتْ مكانة تِجارية كبيرة. وأما إمبراطورية السونغاي فأَصْل مُلُوكِها من اليمن، وأُسست مدينة جاو واعتنق ملكها الدين الإسلامي، وجاء إليها التجار العرب والمسلمين من شمال إفريقيا، وأصبحت مركزًا للدعوة الإسلامية، ووفد إليها العلماء وطلاب العلم، وحدثت منازعات على الحكم، وجاءت النهاية على يد سلاطين المغرب، الذين كانوا يتطلَّعون للسيطرة عليها، وظلَّ سلاطين صنغى يُعيِّنون سلاطين المغرب، فانقسمت البلاد على نفسها؛ فانتشرت بينهم الخرافات والضلالات المتنوعة، وقامت حركات إسلامية من قوادها: عثمان بن فودي، والشيخ أحمدو لوبو في منطقة ماسينا، وأعلن نفسه أميرًا للمؤمنين، وادَّعى أنه آخر الأئمة الاثني عشرية، فأَسَّس دولة ماسينا الإسلامية.
وهناك حركة الجهاد الإسلامي في منطقة التكرور، على يد الحاج عمر في دنجوري، ودعم دولته، وبدأ يغزو إمارة البمبارا في كارتا، وانتصر عليهم، وبدأت فرنسا في التوسع، فكان من المستحيل بناء دولته مع الاستعمار الفرنسي، فانسحب إلى الشرق لتكوين إمبراطورية من مملكة البمبارا وماسينا، ثم انتهت على يد الاستعمار.
ووصل دعاة المرابطين والتجار من نيجيريا إلى غينيا الاستوائية، فانتشر الإسلام فيها، وكذلك في قبيلة فانج عن طريق فانج الكاميرون، واستعمرتها إسبانيا، ووضعت العراقيل أمام انتشار الإسلام، ويُقِيم أكثر المسلمين في إقليم ريموني، بينما النصارى الكاثوليك في إقليم فيرناندوبو الأكثر تحضُّرًا، واللغة الرسمية هي الإسبانية، ويتكلَّم السكان لغة البانتو، ومن التحديات التي تُواجه المسلمين هناك البعثات التنصيرية.
أما ليبريا فأسستها أمريكا لنقل أبناء الزنوج الأفارقة فيها، فانتشر فيها الإسلام، ولكن أُجْبِرَ المسلمون على استخدام اللغة الإنجليزية، وتغيير أسمائهم إلى أسماء إنجليزية، وتعرَّض المسلمون لحروب إبادة، فتأسست حركة (إنقاذ مسلمي ليبريا).
والمسلمون في السنوات الأخيرة يُواجهون مصاعب؛ منها: التنصير، والحرمان من خيرات بلادهم، والتضييق عليهم في التعليم وفي فُرَص تولِّي المناصب، والتعذيب والقتل؛ ففي غانا تغلغل النفوذ الصهيوني، والْفِرَق الضالَّة كالقاديانيَّة والماسونية، فنتجت مذابح كثيرة، ومع ذلك ظهر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمعية أنصار السنة، وغيرها من المنظمات الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:36 pm

وثنية مظلمة.. ونور مشرق

قد يضع الزارع البذرة، ثم يبتعد عنها ويتركها، ولا يدري أي مبلغٍ قد تبلغ، ثم يراها غيره بعد سنوات، فإذا بها دوحة عظيمة الجذع، كثيرة الأغصان، وارفة الظلال، وإذا بعشرات من الزرَّاع غيره ينهضون لرعايتها، والحفاظ عليها حتى تثمر ثمرًا طيبًا، سائغًا أُكُله، ويكون الفضل والجزاء العظيم لمن بذر البذرة في البداية.
هذا هو ملخص قصة الإسلام في غرب إفريقيا التي طرق الإسلام بابها مبكرًا في عام 46هـ، وهي الفترة التي وصلت فيها طلائع المسلمين بقيادة عقبة بن نافع إلى إقليم كوار[1].
وعندما نتحدث عن غرب إفريقيا فنحن في الواقع نتحدث عن إقليم كبير يشغل مساحة شاسعة من الأرض؛ إذ يشتمل على خمسَ عشرةَ دولة، هي: السنغال، جامبيا، الجابون، غينيا بيساو، غينيا (كوناكري)، سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج (كوت ديفوار)، غانا، توجو، بنين، نيجيريا، بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا. ويحدّ الإقليم من الشرق تشاد والكاميرون، بينما يحده المحيط الأطلنطي من الغرب والجنوب، والجزائر وليبيا من الشمال. ويُعَدُّ الإسلام الدين الرسمي لأغلبية السكان البالغ عددهم -حاليًّا- ما يزيد على مائتي مليون وخمسة ملايين نسمة، بينهم مائة وأربعة عشر مليون مسلم، أي قرابة 55 %[2].
ولقد جاء الإسلام منقذًا لشعوب غرب إفريقيا من جاهلية الوثنية التي كانوا متردِّين فيها، ومن التقاليد البالية التي قيَّدوا أنفسهم بها.
كانت الوثنية هي عقيدة سكان غرب إفريقيا قبل أن يصل إليها الإسلام؛ ولذلك كانت دولة المرابطين تقود حرب جهاد إسلامي ضد سكان غرب إفريقيا في محاولة لنشر العقيدة بين الوثنيين.
أمَّا بالنسبة لتقاليد هذه الدول فقد اشتهرت بالعمل في التجارة، فقد لعبت التجارة دورًا مهمًّا في اقتصاديات العصور الوسطى، وكثيرًا ما كانت تقوم المشاحنات والخلافات بين الدول من أجل احتكار التجارة، فنجد مثلاً إمبراطورية غانا قد انتهجت نظام الاحتكار الذي يُستَخدَم حتى اليوم بالنسبة لبعض السلع، مثل الماس الذي تحتكره الشركات الكبرى الآن، وكان حكام غانا يتَّبعون نفس الأسلوب بالنسبة للذهب، وبالتالي استطاعوا تحقيق مكاسب تجارية كبرى، وصار الذهب الموجود في شمال إفريقيا أو في أوربا يأتي من غانا، وظلت تحتكر هذه التجارة حتى اختفت في القرن الثالث عشر؛ لتحل محلها إمبراطورية أخرى هي دولة مالي، التي واصلت نفس التقدم الذي شهدته دولة غانا[3].
وبالنسبة للأوضاع الاجتماعية؛ فقد كان الرِّقُّ منتشرًا، وإن كان بشكل مختلف عن الرقِّ المعروف عند العرب قبل الإسلام؛ فنجد أن قبيلة لمتونة -وغيرها من القبائل- كانت تنقسم إلى طبقتين: طبقة السادة (أمازيغ)، وطبقة الرقيق (الأمجاد). ويحتكر السادة الحياة السياسية، فيؤلِّفون مجالس القبيلة، ويتولَّوْنَ قيادة الجيوش، ويُسَيِّرون أمور القبيلة وفق إرادتهم، كما يحتكرون التجارة، ويدافعون عن أفراد القبيلة ضدَّ أي مكروه.
أمَّا الأمجاد أو الرقيق فهم لا يباعون، ولا يُشترون كالعبيد، ولا يعتقون، وإنما يُورثون كما يُورث المتاع، وهم يَتفانون في الدفاع عن القبيلة، ولهم الحقُّ في اقتناء الثروات كيفما طاب لهم، ولكن هذه الأموال يرثها السيد بعد وفاتهم، كما أنهم يقومون بكل الأعمال؛ فهم يرعَوْنَ الماشية، ويؤدُّون كل ما تحتاجه القبيلة من عمل يدوي، ويؤدُّون لسادتهم نصيبًا معلومًا كل عام من الإبل ونتاجها[4].
وقد عرف الغرب الإفريقي الممالك المنظمة، التي كان من أشهرها مملكة غانا، والتي تُعتَبَر من أقدم الممالك في غرب إفريقيا؛ فلقد اندفعت هجرات من البربر إلى إمارات الهوسا، وأقامت عدة دويلات في المنطقة الممتدة من النيجر في الغرب إلى بحيرة تشاد في الشرق، وكانت هذه الجماعات الزنجية تعيش على هيئة جماعات مسالمة يرأسها الأكبر سنًّا، ولكل منها كهنوته، واستطاع واحد من هذه الشعوب قبل انتشار الإسلام أن يؤسس دولة، وهذا هو شعب الماندي وأسس دولة نمانة.
وكان قيام هذه الدولة في عام 300 ميلادية أن اتخذت من مدينة أوكار قرب تمبكت الحالية مقرًّا لها، واستمرَّت هذه الدولة حتى استطاع فرع آخر من شعوب الماندي أن يستولي على هذه الدولة، ويؤسس إمبراطورية غانا، التي صارت في عام 800م دولة تجارية قويَّة، وصار اسم غانا هو السائد؛ لأن أحد حكامها يدعى بهذا الاسم، أي: الرئيس المحارب، وكان كل ملك يحمل اسمه فضلاً عن لقب غانا، وكان أحد ألقابه كياماجان (Kata Maghan)، ومعناها سيد الذهب؛ لأن الملك كان يتحكَّم في تصدير هذا المعدن النفيس.
وتُعتبر غانا من أقدم الإمبراطوريات في غرب القارة، وهي تختلف كثيرًا عن الممالك السودانية الأخرى؛ لأن السبب في نشأتها لم يكن عسكريًّا، بل هي نتيجة اختلاط جماعات مختلفة من الزنوج والمغاربة[5].
[1] أحمد محمد كاني: الجهاد الإسلامي في غرب إفريقيا ص13.
[2] مجلة المجتمع، رقم العدد (1570)، تاريخ العدد 27/9/2003م. انظر الرابط:
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=1243&InNewsItemID=124756
[3] د. عبد الله عبد الرازق إبراهيم: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص14-18.
[4] د. عصمت عبد اللطيف دندش: دور المرابطين في نشر الإسلام في غرب إفريقيا (430- 515هـ/ 1038-1121م)، الطبعة الأولى، دار الغرب الإسلامي - بيروت، 1408هـ- 1988م، ص34.
[5] د. عبد الله عبد الرازق إبراهيم: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص13، 14.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:38 pm

انتشار الإسلام في غرب إفريقيا

ولقد بدأ انتشار الإسلام في غرب إفريقيا نتيجة الدعوة التي قامت بها الدول التي تأسست هناك، ولعل أهمها دولة المرابطين، الذين أرسلوا الدعاة إلى جهات كثيرة من القارة الإفريقية حتى وصلوا إلى الجابون، وأقاموا رباطًا في كل مكان حلُّوا به، ثم الدول التي نشأت في تلك الجهات مثل: غانا، ومالي، وغيرهما. وفي العصر الحديث قامت الدعوة على نطاق واسع من قِبل دول الفولاني، مثل: دولة عثمان دونفديو في شمال نيجيريا، وحركة الحاج عمر، وغير ذلك.
ومما ساعد على انتشار الإسلام كذلك الحياة القبلية، فإسلام أحد أمراء القبائل يشجع كثيرًا من الأفراد على اعتناق الإسلام، وإن حركة القبائل من أجل المراعي أو اندفاعها نحو الجنوب أمام ضغط من الشمال يجعل هذه الحركة على تماسٍّ مع قبائل أخرى، فينتشر بينها الإسلام؛ لذا فإن انتقال الإسلام نحو الجنوب باتجاه خليج غانا كان بسبب حركة القبائل وانتشار الدعاة، وزادت نسبة المسلمين في هذه البلاد على 50 % من مجموع السكان، ولولا ضغط الاستعمار، ووقوفه في وجه الإسلام، وفسح المجال للإرساليات التنصيرية؛ لتشرف على التعليم، وتسعى للحد من انتشار الإسلام عن طريق تقديم المساعدات والإغراء، لولا ذلك لعَمَّ الإسلام المنطقة كاملة[6].
وقد تَغلغل الإسلامُ في غربي إفريقيا بِوجهٍ عامٍّ، وفي بلاد (الهوسا) بوجهٍ خاصٍّ لأسباب منها:
1- ما استشعره العلماءُ والدُّعاة من مسئولية الدَّعوة إلى الله وتبليغِ دين الله أنَّى حلُّوا.
2- بَساطةُ العقيدة الإسلاميَّة وسماحتها؛ فهي عقيدةٌ تَتَّفق مع الفطرة السليمةِ، وتدركها العقولُ بسهولةٍ ويُسرٍ، وليست بحاجةٍ في شرحها وتوضيحها وإقامة براهينها إلى مصطلحاتٍ فلسفيَّةٍ، أو أدواتٍ منطقيَّةٍ، أو تعبيراتٍ أدبيَّةٍ، يدركها الصَّغير والكبير على حدٍّ سواء؛ فهي سهلةُ الفَهم في مقدِّماتها ونتائجها، فلا يجد أحدٌ صعوبةً في إدراك صدقِ هذه العقيدة واتِّفاقها مع كلِّ المقدِّمات والنتائج العقليَّة[7].
ولم يكن انتشار الإسلام في غرب إفريقيا مرتبطًا بعامل واحد، بل كانت هناك عوامل شتى، وأدوار متعددة، وطوائف متنوعة يرجع إليها الفضل بعد الله U في انتشار الإسلام، ومن هذه الطوائف:
أولاً: طائفة الغزاة الفاتحين:
ويرجع الفضل إليهم منذ القرن الأول الهجري في دخول الإسلام إلى غرب إفريقيا حيث أقاموا دولاً إسلامية بعد نجاحهم. وأول هؤلاء الغزاة عقبة بن نافع، الذي ولاَّه عمرو بن العاص t على شمال إفريقيا، ففتحها وأسس بها مدينة القيروان، وجعلها مركزًا لانطلاق دعوته، وترك بها جالية عربية إسلامية، ثم رجع إلى مصر. ولم تتَّسع فتوحاته هذه المرَّة إلى الأرجاء المجاورة، ولما تولَّى مرَّة ثانية في عهد يزيد بن معاوية واصل فتوحاته صوب الغرب، حتى وصل بلاد السوس، حيث أسلمت قبائل المصامدة، ثم استمرَّ حتى انتهى إلى البحر المحيط، فنزل بفرسه فيه حتى بلغ الماء نحره، وقال قولته المشهورة: (اللهم إني أشهدك أن لا مجاز، ولو وجدت مجازًا لجزت).
ثم انصرف راجًعا، وسار نحو الجنوب حتى صادف قبائل صنهاجة، فأسلموا على يديه، ودخل طنجة، ثم سار جنوبًا، واستمر في أطراف بلاد السودان، ودخل بلاد غانا، وغينيا، وتكرور، وأسلمت على يديه بعض القبائل البربرية، ويُعَدُّ أول قائد إسلامي استُشْهِد في إفريقيا.
ووُلِّيَ موسى بن نُصَيْر على إفريقيا خلفًا لعقبة، فأعاد إلى الإسلام القبائل البربرية المرتدَّة، حتى حَسُن إسلامها، وشاركت في فتح إفريقيا والأندلس.
ثم تولَّى على إفريقيا في عهد عبد الملك بن مروان زُهَيْر بن قيس، وتوسَّع في فتوحاته حتى استُشهد بها، وخلفه عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة، فغزا بلاد السوس، وحفر سلسلة من الآبار في الصحراء، واستطاع أن يصل شمال إفريقيا بجنوب الصحراء صلة قويَّة.
وخلال عهد الخلفاء الراشدين وحُكم بني أمية كان الغرب الإفريقي في التنظيم الإداري تابعًا لمصر، ثم توالت فتوحات المرابطين، وغيرهم من الحكومات[8].
ثانيًا: الطرق الصوفية:
لقد أَسْدَت الطرق الصوفية في القارَّة الأفريقية دورًا محمودًا وجهدًا مشهودًا في نشر الإسلام في غرب القارة، وتمثَّل هذا الدور في نشر التعاليم الإسلامية، والدعوة للتسامح مع المسيحيين، واستخدم وسائل الترغيب وليس الترهيب لنشر الدعوة الإسلامية، فضلاً عن إنشاء المساجد والزوايا التي صارت خلايا للذكر والعبادة، وفتح المدارس، وشراء العبيد وتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي، ثم عتقهم وإرسالهم كدُعاة لنشر الدعوة في مناطق مختلفة، ومن الطرق الصوفية التي كان لها باع في نشر الدعوة الطريقة القادرية، والتيجانية، والسنوسية[9].
ثالثًا: التجَّار المتجوِّلون:
وتُعَدُّ طائفتهم من أهم الطوائف التي نشرت الإسلام في غرب إفريقيا، فقد كانت القوافل التِّجارية تنقل الأسلحة والملابس من شمال إفريقيا إلى غربها، ونلاحظ أن التجار عندما كانوا يحُلُّون بالبلاد كانوا يختلطون بسكان المناطق التي ينزلون فيها، ويتزوَّجون منهم، بل وأنشئوا قرًى جديدة في طريقهم، وكوَّنوا لأنفسهم جاليات إسلامية تُقِيم إقامة دائمة بالبلاد التي ينزلون بها، كما أقاموا مراكز تِجارية ومرافئ للمركب والسفن، وشيَّدوا المساجد، ولا يزال بعضها باقيًا حتى الآن، وكانوا يفتحون المدارس القرآنية في هذه الأماكن، ويتبادلون الأفكار مع السكان والملوك والرؤساء، وقد وَجَدَت الأفكار الإسلامية السمحة تقبُّلاً واستجابة من النفوس الطيبة، وبعدَ وقت قصير يتحوَّل الكثير من سكان المنطقة من الوثنية إلى الإيمان[10].
رابعًا: الدُّعاة والمعلِّمون:
إن الدعوة الإسلامية كانت دعوة رُوحية خالصة، وكان الداعي المسلم يتعقَّب الفاتح؛ ليُكمل النقص في هداية الناس إلى الإسلام، وقد نجح الروَّاد المسلمون الأوائل في دخول الناس في دين الله أفواجًا، وقد أدى هذا إلى تكوين دول إسلامية في مناطق كثيرة من القارَّة وخاصَّة في غربها، وذلك على أنقاض دول وثنية[11].
[6] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي (الأقليات الإسلامية) ج22، الطبعة الثانية، المكتب الإسلامي بيروت 1416-1995، ص276.
[7] مجلة قراءات إفريقية: العدد الأول، رمضان 1425هـ/ أكتوبر 2004م. الرابط:
http://www.albayan-magazine.com/qiraat/aboutus.htm
[8] د. محمد عبد القادر أحمد: المسلمون في غينيا، الطبعة الأولى، القاهرة 1406-1986م، ص24-25.
[9] د. عبد الله عبد الرازق: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا، دار الفكر العربي - القاهرة، 2006م، ص6.
[10] د. محمد عبد القادر أحمد: المسلمون في غينيا، الطبعة الأولى، القاهرة، 1406هـ-1986م، ص26-27.
[11] د. عبد الله عبد الرازق: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:40 pm

دولة المرابطين.. جهاد ودعوة

إضافةً إلى هذه الجهود الكبيرة كان هناك إسهام عظيم لدولة مسلمة ملأ ذكرها التاريخ، وأضافت للمسلمين إضافات كبرى في إفريقيا والأندلس.. تلك هي دولة المرابطين.
وتعتبر دولة المرابطين في التاريخ المغربي أول جماعة مغربية تنشئ دولة كبرى كان لها الدور التاريخي في مجموعة من الأحداث، فقد قامت هذه الدولة على أُسُس إسلامية خالصة، حيث إن أصل هذه التسمية يعود إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين، الزعيم الرُّوحي، الذي بدأ بوضع أُسُس عقيدة حركة المرابطين، وأنشأ رباطًا لتعليم مَن الْتَفَّ حوله أُمورَ الشريعة وفروعها، فأسس حركة جهادية لنشر الدين الإسلامي، وهكذا كان رجال المرابطين يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، كما كان رجالها يشدُّون اللثام (النقاب) على وجوههم، فعُرِفوا بالملثَّمين.
بعد وفاة ابن ياسين تحوَّلت الجماعة الدينية إلى مملكة بقيادة يوسف بن تاشفين، الذي سمِّي -ولأول مرَّة في التاريخ المغربي- أميرًا للمسلمين، وحامي حمى الدين، ونائبًا لأمير المؤمنين. وبعد وفاة يوسف بن تاشفين نُودي على ابنه عَلِيٍّ أميرًا مكانه، ثم عَيَّن عليُّ بن يوسف ابنه تاشفين وليًّا للعهد.
ونجد أن الأساس الديني والعقدي الذي قامت عليه الدولة المرابطية جعلها تضطلع بأدوار طلائعية في تاريخ الغرب الإسلامي بصفة عامَّة، إذ على هذا الأساس توحَّدت ولأول مرة مختلف مناطق المغرب الأقصى الإسلامي والأندلس، وبعض المغرب الأوسط تحت لواء دولة واحدة، بعد أن قامت بحملة جهادية كان الغرض منها القضاء على مختلف مظاهر الانحراف في العقيدة، فحاربت كل البدع والفِرَق الضالَّة ببلاد الريف، وأعادت هذه النواحي وأهلها إلى رحاب الإسلام السُّنِّي الصحيح، واتفق المرابطون فيما بينهم على صيغة توافقية قسمت الأدوار فيما بينهم، وذلك من أجل استكمال مشروعهم الدعوي التوسعي الذي استهدف نشر الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة، فبينما تولَّى يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية قيادة الجهاد والدعوة في المناطق الشمالية في اتجاه الأندلس، اتجه الفريق الآخر تحت قيادة أبي بكر بن عمر ومَن جاء بعده في اتجاه إفريقيا المدارية الغربية، وهذا التقسيم الأدائي كان بعثًا جديدًا للقوَّة المرابطية.
وهكذا قام الفرع الجنوبي من المرابطين بدور لا يقلُّ أهمية في خدمة الإسلام والحضارة في إفريقيا المدارية والاستوائية عمَّا قام به يوسف بن تاشفين في المنطقة الشمالية من المغرب والأندلس؛ فاتجه أبو بكر إلى بلاد السودان كما يذكر المؤرِّخون، وفتح بلادًا واسعة جنوبًا، فانتشر الإسلام في غرب إفريقيا كله حتى حوض النيجر، وقد أصبحت هذه البلاد الإسلامية المرابطية الجنوبية عاملاً مهمًّا في نشر الإسلام في إفريقيا المدارية ثم الاستوائية.
وصحيح أن بعض هذه المناطق كانت قد عرَفت الإسلام من قبل، ذلك الأمر الذي يسَّر على المرابطين مهمَّتهم هناك، إذ لم يتعرَّضوا لأي مقاومة تُذكر، وتحوَّلت تلك المنطقة إلى بلاد إسلامية، وفُتح بذلك طريق الغرب الإفريقي واسعًا أمام الإسلام ليُنشر في إفريقيا، بل إن الفتح الإسلامي لبلاد إفريقيا المدارية أتاح لأهل تلك البلاد فرصة الدخول في ميدان الحضارة الإسلامية، وحتى بعد تلاشي الامتداد المرابطي نجد أن نطاق الإسلام قد اتسع حتى أصبح الديانة الغالبة على أهلها حتى مداخل نطاق الغابات، فكان المسلمون هناك على مذهب مالك، وهو المذهب الغالب في المغرب والأندلس، ومن ذلك العصر فصاعدًا ستصبح بلاد مالي بلادًا إسلامية[12].
ومن أهم شخصيات دولة المرابطين التي أسهمت بجهدٍ وافر في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة في غرب إفريقيا:
1- عبد الله بن ياسين:
هو عبد الله بن ياسين بن مكوك بن سير بن على الجزولي, أصله من قرية "تماماناوت" في طرف صحراء غانا.
درس على فقيه السوس وجاج بن زلوا، رحل إلى الأَنْدَلُس في عهد ملوك الطوائف وأقام بها سبع سنين, واجتهد في تحصيل العلوم الإسلامية, ثم أصبح مِن خيرة طلاب الفقيه وجاج بن زلوا، فعندما طلب أبو عمران الفاسي مِن تلميذه وجاج بن زلوا أن يرسل مع يحيى بن إبراهيم فقيهًا عالمًا ديِّنًا تقيًّا مربيًّا فاضلاً، وقع الاختيار على عبد الله بن ياسين الصنهاجي الذي كان عالمًا بتقاليد قَومه، وأعرافهم، وبيئتهم، وأحوالهم.
ودخل عبدُ الله بن ياسين مع يحيى بن إبراهيم في مضارب، ومواطن، ومساكن المُلَثَّمين من قبيلة جدالة في عام 430 هـ/ 1038م، فاستقبله أهلُها واستمعوا له، وأخذ يُعلِّمهم، فكان تعليمُه باللغة العربية لطلبة العلم، والإرشاد الديني للعامَّة بلهجة أهل الصحراء البربرية.
لاقى عبد الله بن ياسين كثيرًا من الصعوبات، فقد وجد أكثر المُلَثَّمين لا يُصَلُّون ولا يعرفون مِن الإسلام إلا اسمه، وعَمَّ الجهل عليهم، وانحرفوا عن معالم العقيدة الصحيحة، وتلوَّثت أخلاقُهم وأحكام دينهم، واصطدمت تعاليمه بمصالح الأمراء والأشراف، فثاروا عليه، وكادوا يقتلونه، إلا أنه ترك قبيلة جدالة، وانتقل إلى قبيلة لمتونة، ومِن ثَم اختار رباطه المشهور على مصب نهر السنغال، بعد انتشار صيته، وتعلُّق النَّاس به، فهرعوا إليه ليُربِّيهم، ويُنظِّمهم، ويُعلَِّمهم[13].
ومن كلمات عبد الله بن ياسين المأثورة لطلابه قوله: (اخرجوا على بركة الله وأنذروا قومكم، وخوِّفوهم عقاب الله، وأبلغوهم حُجته، فإن تابوا ورجعوا إلى الحقِّ، وأقلعوا عمَّا هم عليه فخلوا سبيلهم، وأن أَبَوْا ذلك وتمادوا في غيهم، ولجُّوا في طغيانهم، استعنا بالله عليهم، وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا)[14].
2- يحيى بن عمر، وأبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين:
إن يحيى بن عمر كان من المجاهدين في غرب إفريقيا، وقد تُوُفِّيَ في جهاده في السودان، فخلفه أخوه أبو بكر بن عمر، الذي سار في طريق أخيه معتمدًا على عبد الله بن ياسين، حتى توفي هذا الأخير سنة (451هـ/ 1059م) في حروبه مع زنادقة برغواطة في شمال المغرب الأقصى[15].
وكان لعمر بن إبراهيم -والد يحيى بن عمر وأخيه أبي بكر- أخٌ يسمى تاشفين عَمِل في خدمة أخيه حتى مات، فخلفه ابنه يوسف، وكان شابًّا موهوبًا، فارتفع مكانه عند ابن عمه أبي بكر، وأصبح من أكبر قوَّاد المرابطين، فبينما كان أبو بكر بن عمر يُرتِّب بناء مراكش، بَلَغَتْه أخبار مقلقة عن أهله في جنوب الصحراء، وحوض السنغال؛ لأن قبيلة جدالة اعتَدَتْ على قبيلة لمتونة، فاستغاثت به، فترك القيادة في يد ابن عمه يوسف بن تاشفين، ومضى إلى الجنوب إلى ديار المرابطين الأولى، ولمَّا أعاد الأمور إلى ما كانت عليه عاد إلى بلاده، ووجد ابن عمه قد أحسن سياسة الدولة من بعده، وكان أبو بكر رجلاً ورعًا؛ فرأى أن ابن عمه أجدر بالحكم منه، فاتفق معه على أن يتولى أبو بكر قيادة دولة المرابطين، وأن يدعم ابن عمه أبا بكر بن عمر في الجهاد في غانا، وبالفعل انسحب إلى الجنوب، وقضى بقية عمره في الجهاد.
وبعد استقرار الإسلام في غرب إفريقيا نشأت دول إسلامية عديدة، أو انتشر في دول يتمتع المسلمون فيها بالمكانة، فضلاً عن الحرية، ومن خلال بعض هذه الدول نتناول سيرة الإسلام في غرب إفريقيا.
[12] موقع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمملكة المغربية، الرابط:
http://www.islam-maroc.gov.ma/ar/detail.aspx?id=1338&z=385&s=345
[13] د. علي محمد الصلابي: فقه التمكين عند دولة المرابطين ص16.
[14] د. محمد عبد القادر أحمد: المسلمون في غينيا ص26.
[15] د. حسين مؤنس: الإسلام الفاتح، الطبعة الأولى، الزهراء للإعلام العربي - القاهرة، 1408هـ- 1987م، ص100.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:42 pm


[size=16]الإسلام في غانا


من المعروف أن العرب في القرن الثامن الميلادي قد وصلوا إلى شمال إفريقيا، ونشروا الإسلام فيها، وقد قام هؤلاء بعدة غزوات لأرض غانا، ورغم أن أغلب هذه الغزوات لم تنجح إلا أنها تركت بصماتها على تلك القبائل، فسرعان ما انتشرت المبادئ الإسلامية بين جميع أفراد وعشائر قبائل السونتيك، وانتشرت المساجد في جميع أرجاء المملكة.
وهكذا دخل الإسلام إلى أرض الذهب بالطريق السلمي دون غزو حربي، وفي حقيقة الأمر إن إمبراطورية غانا في ذلك كانت على درجة كبيرة من القوة العسكرية، بل ويمكن القول بأنها كانت أكبر قوة حربية في إفريقيا في ذلك الزمن[16].
وعن وصول الإسلام للجنوب فقد اتجهت جماعات من قبائل الماندي نحو الجنوب، وأسست إمارة جونغا في أراضي شمال شرقي غانا اليوم، وذلك في نهاية القرن العاشر الهجري، وكانت أعداد كبيرة من المسلمين بين أفراد هذه القبائل، وكانوا يؤلِّفون جزءًا من حاشية مؤسس هذه الدولة وهو جاكابا، كما أنهم كانوا دِعامته في حروبه ضد أعدائه، ويقودهم قائد يُدعى محمد الأبيض، وانقسمت هذه الدولة بعد وفاة مؤسسها بين ولديه، فاتخذ كل من هذين الولدين إمامًا لنفسه من أبناء محمد الأبيض، ويبدو أن أثر المسلمين كان واضحًا على هذه الدولة إذ كانت كتابتهم باللغة العربية.
ثم جاءت جماعة أخرى من قبائل الماندي أيضًا تتحدث لغة الدوغامبا، وذلك في منتصف القرن الحادي عشر، واستقرَّت في شمال شرقي دولة غانا اليوم، وأسست مدينة يندي، ونشرت الإسلام بين قبائل الدوغامبا، وربما كانت بعض بطون قبائل الهاوسا معها، وعاونتهم على نشر الإسلام.
وفي بداية القرن الثاني عشر توغَّل التجار المسلمون من قبائل الهاوسا والبورنو نحو الجنوب للحصول على الكولا، ونشروا الإسلام بين قبائل الدوغامبا في القرن الثالث عشر، وغدا أكثر أفراد هذه القبائل من المسلمين، وحرصوا على استقدام الأئمة من المناطق الشمالية، وفي الوقت نفسه أخذ الإسلام طريقه إلى قبائل المامبروسي، وغَدَتْ مدينة غامباغا مركزًا إسلاميًّا، وكان لكل قبيلة من قبائل الشمال هذه إمارة خاصة، إذ كانت إمارة جونغا، و(الدوغامبا)، و(المامبروسي)، و(وو)، وكلها في شمال دولة غانا اليوم.
أما وسط غانا فقد وصل إليه الإسلام عن طريق تجار الهاوسا، والفولاني، والبورنو، وانقلبت بعض المدن إلى مراكز تجارية مثل مدينة سلاغا، وهذا ما جعل الحياة الاقتصادية تزدهر لدى قبائل الأشانتي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، ومع بداية القرن الثالث عشر وصل الإسلام إلى مدينة كوماسي.
وانطلق التجار المسلمون نحو الجنوب عبر نهر الفولتا، ووصلوا إلى الساحل، وعملوا على نشر الدعوة، وحتى في أيام الاستعمار جاء العمال المسلمون من البُلدان المجاورة لغانا للعمل في مناجم الذهب واستغلال الموارد الغذائية، كما جاء تجار الفولاني والهاوسا ونشروا الإسلام في الجنوب بين أفراد قبيلتي الموسي والكوتوكواي. وهكذا وصل الإسلام إلى كل أرجاء غانا، وإن كان في الشمال أكثر من الجنوب[17].
ويصف البكري مملكة غانا فيذكر أنها كانت مقسومة إلى قسمين: الحي الوثني، والحي الإسلامي، وفي الحي الإسلامي اثنا عشر مسجدًا تُقام الجمعة في أكبرها، وفي كل مسجد إمام ومؤذن وقارئ ومعلم، وفي الحي الوثني قُرْب القصر الملكي مسجد يُصَلِّي فيه المسلمون من حاشية الملك[18].
وكانت قبائل السونينك تُسمِّي إمبراطورية غانا مملكة واجادو، وقد وَهِنَت قُوَى إمبراطورية غانا بعدما وصلت إلى قوة لم يكن لها مثيل، فما إن حلَّ عام 1054م حتى قامت قوَّات المرابطين بالهجوم على مدينة كومبي العاصمة التِّجارية للإمبراطورية، ولكن المدينة لم تستسلم بسهولة وظلَّت تُقاوِم الحصار مدة اثنتين وعشرين سنة متواصلة، حتى سقطت في النهاية، وضمَّها المرابطون إلى أراضيهم[19].
[16] جوان جوزيف: الإسلام في ممالك وإمبراطوريات إفريقيا السوداء، ترجمة مختار السويفي، ص48-51.
[17] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي (التاريخ المعاصر الأقليات الإسلامية)، ج22، الطبعة الثانية، المكتب الإسلامي - بيروت، 1416هـ-1995م، ص282-284.
[18] د. محمد عبد القادر أحمد: المسلمون في غينيا ص36.
[19] جوان جوزيف: الإسلام في ممالك وإمبراطوريات إفريقيا السوداء ص57-61.

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:52 pm

الإسلام في مالي

مالي باللغة الماندية معناها: حيث يعيش الملك، وكان الدِّين الرسمي لتلك الدولة الجديدة هو الإسلام، ويرجع السبب في اعتناق جميع قبائل المانديك للدين الإسلامي، إلى اعتناقهم وإيمانهم المطلق بتعاليم المرابطين.
وبالرغم من أن قبائل المانديك تُعتَبر أولاد عمومة لقبائل السونتيك وقبائل الستوسو؛ حيث يتكلم الجميع لغة واحدة هي اللغة الماندية، إلا أن الإسلام لم يتغلغل بين السونتيك والستوسو بنفس قدر تغلغله في قبائل المانديك[20].
ولقد أسس هذه المملكة شعب زنجي أصيل هو شعب الماندنجو، وكلمة مالي تحريف لكلمة ماندونجو، ومعناها الذين يتحدثون لغة الماندي، وقد اعتنق هذا الشعب الزنجي الإسلام في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي أثناء حركة المرابطين، وتمكنت هذه الدولة الصغيرة التي بدأت بمملكة كانجايا أن تتملك قوَّة عسكرية في منطقة نياني (Niaini)، وهي مدينة تقع غرب نهر النيجر، وليست بعيدة عن حدود غينيا الحديثة، وظهرت دولة مالي إلى حيِّز الوجود بزعامة سندياتا مؤسس هذه المملكة، والذي كان يُسمَّى ماري دياتا أو ماري جاطة، وقد وصل إلى عرش مالي في حوالي سنة 1245م، وظلَّ يَحكُم مدة خمسة وعشرين عامًا، واستطاع سندياتا أن يجعل من مملكته الصغيرة إمبراطورية عظيمة بعد أن استولى على البقية التي خلفها في إمبراطورية غانا، وبعد أن هزم ملك الصوصو وضم أرضه إلى بلاده، وأسس عاصمة جديدة في نيامي (وأحيانًا تُسمَّى مالي).
احتَلَّتْ مالي مكانة تِجارية في السودان الغربي، وظلَّت تحتلُّ هذه المكانة حتى جاء ابنه عَلِيٌّ الذي حمل لقب منسا، ومعناها السلطان أو السيد بلغة الماندي، والذي سار على نفس النهج الذي كان عليه والده، وحكم من عام 1260م حتى عام 1277م، وقام أيضًا برحلة الحج إلى الأماكن المقدسة مثل الملوك الآخرين.
وهكذا كان ظهور دولة مالي على مسرح الأحداث السياسية في غرب إفريقيا، وتوسعاتها في الشرق والغرب قد ساعد على انتشار الإسلام وحضارته، وخاصَّة أنها سيطرت على طرق التجارة، وعلى مناجم الذهب والملح، فضلاً عن الازدهار التجاري الذي ساد هذه الإمبراطورية، التي تجلت فيها مظاهر الازدهار الثقافي، وتوطيد الصلات مع القوى المجاورة، ورحلة الحجِّ المشهورة التي ذاعت شهرتها وكانت آثارها العلمية والثقافية قد أحدثت تغييرات كثيرة في نظام البناء، وطُرُق التجارة، وإنشاء المساجد والمنارات، واستقدام الفقهاء والعلماء، ونشر مذهب الإمام مالك، وظهور حياة إسلامية أصيلة عريقة بفضل جهود علماء من مصر ومراكش[21].
[20] المصدر السابق ص67.
[21] د. عبد الله عبد الرازق إبراهيم: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص19-21.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 5:58 pm

الإسلام في إمبراطورية السونغاي

تقع ناحية الداهومي، وفولتا العليا (بوركينا فاسو)، إلى جهات بوسا بشمال نيجيريا، وكانت عاصمتها مدينة غآو بالقرب من مدينة زوغوا الحاضرة.
ويُروى أن أَصْل مُلُوكِها يرجع إلى اليمن، وأنهم نزحوا إلى السودان زمن فرعون موسى، وكانوا أربعة عشر مَلِكًا في الجاهلية، تبدأ أسماؤهم بـ(زا) ولعله تحريف ضيا، وأول مَن أسلم منهم زاكمن سنة 400هـ، ثم يليهم مَن تبدأ أسماؤهم بـ(سن)[22].
وفي منتصف القرن السابع الميلادي ظهرت بعض قبائل لمطة المغربية، والتي أخذت تفرض نفوذًا سياسيًّا على المزارعين من سكان صنغى، الذين استقروا على الضفة اليسرى لنهر النيجر عند مدينة دندي، واستطاع هؤلاء البربر أن يؤسِّسوا أُسْرة حاكمة تُسمَّى ديا (Dia)، والتي اتخذت من كوكيا حاضرة لها، وأقامت عَلاقات تجارية مع غانا، وتونس، وبرقة، ومصر، وكانت هذه العَلاقات التِّجارية سببًا في دخول هؤلاء الملوك في الإسلام في القرن الحادي عشر الميلادي عن طريق شمال إفريقيا، ونُقِلت عاصمة هذه البلاد إلى جوا عند منحنى النيجر، والتي صارت من أهمِّ مراكز التِّجارة في السودان الغربي[23].
وفي القرن الحادي عشر، وبالتحديد في سنة 1010م أسس أحد ملوك هذه الإمبراطورية -ويُدعى (كوزي)- عاصمة للمملكة وهي مدينة جاو، واعتنق هذا الملك الدين الإسلامي، وأصبح من المعتاد أن يكون حاكم قبائل السنغاي من المسلمين، بالرغم من أن القبائل نفسها لم تَعتنق الإسلام، وظلَّت على دِيانتها القديمة.
وأصبحت جاو مركزًا تجاريًّا مهمًّا، وجاء إليها التجار العرب والمسلمين من مصر ومن البلاد الإسلامية في شمال إفريقيا، وأصبحت هذه المدينة مركزًا للدعوة إلى اعتناق الديانة الإسلامية؛ فقد امتلأت بمجالس العلم، ووفد إليها العلماء المسلمون من الدول الإسلامية، كما وفد إليها طلاب العلم من المناطق الأخرى[24].
وقد توسَّعت هذه المملكة في عهد سنى علي (1464-1492م)، الذي أسس جيشًا قويًّا وصل إلى سهول غرب إفريقيا، وبعد وفاته انتقل العرش إلى أحد قوَّاده من السوننكى، وأطلق على نفسه اسم الأسكيا محمد الأول، والذي نظَّم شئون الجيش، وحجَّ البيت عام 1495م، وازداد في كرمه على منسى موسى، وأعاد لتمبكت هيبتها، وصارت مركزًا للدراسات الإسلامية.
وبعد عودته من الحج عام 1497م شنَّ عِدَّة حملات لتوسيع رقعة بلاده، وقام بنشر الإسلام بين الوثنيين من جيرانه الماندنجو، والفولاني، والطوارق، والموسى، والهوسا في الشرق، وامتدت إمارات صنغى إلى حدود التكرور، كما غزا إمارات الهوسا، وأَجْبَر سُكَّانها على دفع الجزية، وازدهرت تمبكت في عهده ازدهارًا لم يَسبق له مثيل، بل ويُعَدُّ عصره العصر الذهبي للمدينة.
ثم تولَّى إسحاق الأول في عام (1539-1549م)، وهو الذي أعاد الأمان للبلاد بعد توليه الحكم، ثم خلفه أسيكا داود، الذي سار على نفس النهج لنشر الإسلام وحضارته بين القبائل الوثنية، وبعد وفاته عام 1582م حدثت منازعات على الحكم، وجاءت النهاية على يد سلاطين المغرب، الذين كانوا يتطلَّعون منذ زمن بعيد للسيطرة على هذه البلاد، وظلَّ سلاطين صنغى يُعيِّنون سلاطين المغرب حتى عام 1585م، فانقسمت البلاد على نفسها، واتخذ المغاربة من ذلك فرصة لتحقيق أطماعهم فكان الغزو المراكشي للبلاد[25].
بَعُدَ العهد بالإسلام بين المسلمين في غرب إفريقيا، ومن ثَمَّ انتشرت بينهم الخرافات والبدع والضلالات المتنوعة؛ ولأن الله U حافظٌ دينه، فقد أرسل مَن يُجدِّد الدين في هذه البلاد، وذلك من خلال عدة حركات إسلامية قادها عدد من العلماء المجاهدين.
[22] د. محمد عبد القادر أحمد: المسلمون في غينيا ص42.
[23] د. عبد الله عبد الرازق إبراهيم: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص22.
[24] جوان جوزيف: الإسلام في ممالك وإمبراطوريات إفريقيا السوداء ص81، 82.
[25] د. عبد الله عبد الرازق إبراهيم: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص22، 23.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 6:08 pm

الحركة الإصلاحية الفولانية

- جهاد عثمان بن فودي:
وُلِدَ الشيخ عثمان بن محمد فودي على الأرجح يوم الأحد في آخر يوم من صفر عام 1168هـ، الموافق 15 ديسمبر (كانون الثاني) من عام 1754م، واسم فودي الذي اشتهر به والده يعني بلغة الفولانيين الفقيه، وكانت ولادته في قرية تغل، في منطقة غوبر، من تلك البلاد التي تُعرَف ببلاد الهوسا.
نشأ الشيخ عثمان في حِجر وَالِدَيْن صالحين، كان لهما الفضل الكبير في توجيهه إلى العلم وَالدِّينِ الذي أُولع به منذ أن عرف الحلم، ففتح الله عليه الفتوحات الغيبية، وأضاء قلبه بالإيمان، فأدرك ما يُعانيه شعبه من مآسٍ وفتن نتيجة سيادة الأفكار الخاطئة وآثار الجاهلية الخبيثة، فعَمِل بِوَعْي وتصميم على تغيير هذا الواقع، ففتح الله على يديه بلادًا واسعة وشعوبًا كثيرة، وأَسَّس حركته التي ما زالت آثارها باقية إلى وقتنا الحالي.
أما أهم أساتذته على الإطلاق فقد كان الشيخ جبريل، الذي قام بواجبه تجاه تلميذه مرتين؛ الأولى عندما قَدَّم للشيخ علومًا مفيدة أسهمت في تكوين شخصيته العلمية والسياسية، والثانية عندما كان أول مَن بايعه على الجهاد على سبيل نشر الإسلام في تلك المنطقة، واعترف له بالولاية، وعقد له الراية، وفي المقابل لم يكن الشيخ أقلَّ سموًّا من معلمه! فقد كان يُردِّد بشكل دائم هذا البيت من الشعر:
إِنْ قِيلَ فِيَّ بِحُسْنِ الظَّنِّ مَا قِيَلا *** فَمَوْجَةٌ أَنَا مِنْ أَمْوَاجِ جِبْرِيلا
وفي وسط ظروف تَسُودُها الأفكار والعادات والتقاليد الجاهلية بدأ الشيخ عثمان بن فودي عمله الشاقَّ والصعب في الدعوة إلى الله، حيث كان يحكم المجتمع مجموعة من الملوك والأمراء الذين يتطاحنون على حقِّ السيادة، ويتنازعون على الأرض، والأرزاق، واستعباد الناس، فقد شَهِدَت إفريقيا جنوب الصحراء عصرًا من عصور الملكية المطلقة، وتطاحنًا أودى بحياة الكثير من أبنائها، ومن سيادة الأفكار القبلية التي لا مجال معها للوَحْدة بين القبائل دون غالب ومغلوب، بحيث تستمرُّ حلقات التنافس القبلي دون توقُّف، مع ما يُرافق ذلك من سيادة للعقلية الحربية التي تضع شرائح كبيرة من المجتمع في دائرة الاستضعاف، إضافةً إلى أن الوضع القبلي هذا لم يستطع أن يُفرز حالة وَحْدَوِيَّة تستطيع أن تُوَحِّد منطقة بأكملها تحت راية واحدة، ولغة واحدة، وأهداف واحدة، وبالتالي تستطيع إنتاج حالة أكثر تقدُّمًا مما كانت عليه، وكان هؤلاء الملوك على ديانات وثنية متخلفة ما زالت بقاياها قائمة حتى أيامنا هذه، عبر ما يسمى بالديانات الأرواحية التقليدية.
وفي مثل هذه الظروف بدأ الشيخ ابن فودي عمله، حيث أخذ على عاتقه مهمَّة تحرير شعبه من سيادة الأفكار الجاهلية المتخلفة ومن سيطرة السلاطين الجبابرة، الأمر الذي أفضى إلى إقامة دولة إسلامية استمرَّت أكثر من مائة سنة في تلك البلاد البعيدة عن مركز الدولة الإسلامية، ومن دون أي تَدَخُّل خارجي[26].
لقد قَسَّم الشَّيخ عثمان بن فودي -رحمه الله- في كتابه (نور الألباب) سكَّان بلاد (الهوسا) إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأوَّل: مَن يعمل أعمال الإسلام، ولا يَظهر منه شيءٌ من أعمال الكفر، ولا يُسمَع منه شيءٌ مما يُناقض الإسلام، وأكَّد صحَّة عقيدة هذا النَّوْع من النَّاس.
القسم الثَّاني: مُخلِّط: يَعمل أعمالَ الإسلام، ويُظهر أعمالَ الكفر، يُسمَع مِن قوله ما يُناقض الإسلام، فحكم على هؤلاء بالكفر.
القسم الثَّالث: هم الذين لم يشمُّوا رائحة الإسلام، فهؤلاء كفَّار بالأصالة، ولا تجري عليهم أحكامُ الإسلام[27].
وقد بدأ الشيخ مهمَّته في شكل دعوي، وهو ما أسماه في أدبياته (الجهاد القولي)، وقد كانت مرحلة للدعوة والإرشاد، ورفع المستوى التعليمي العامِّ، ومستوى الوعي الاجتماعي العامِّ، حيث أرسل رسائل إلى كل فئات المجتمع يدعوها إلى الله، موضِّحًا أهمية الإسلام في إحياء الأُمَّة وخلاصها من مشاكلها الواقعية التي تعيشها.
وقد ركَّز عثمان بن فودي في أسلوبه من خلال هذه المرحلة على استخدام عنصرين مهمَّيْن: أولهما التركيز على موضوع المرأة في النموذج الإسلامي، والفرق بينه وبين المرأة في النموذج الجاهلي المتخلِّف، وقد أسهم الكثير من السيدات المسلمات في حركة النهوض التي قادها الشيخ عثمان، كما شكَّلت هذه القضية تحدِّيًا كبيرًا للأفكار السائدة من خلال دعوة المرأة إلى التحرير من الاستعباد الحقيقي الذي تعيشه في ظلِّ الوضع السائد.
كما اعتمد على استخدام الشعر والموشحات الدينية بالطريقة الشعبية المعروفة في تلك البلاد والمحببة إلى القلوب، وقد كان الشيخ مبدعًا في تأليف كمية كبيرة من القصائد والموشحات ذات المضمون الأخلاقي والعلمي والإرشادي الراقي باللغات المحلية، وقد كانت هذه القصائد تنتشر مثل (النار في الهشيم)، تنتقل من ألسنة الدُّعاة إلى ألسنة العامة، وما زال الكثير منها محفوظًا حتى الآن، خاصَّة إذا علمنا أن الثقافة الإفريقية هي ثقافة حفظ، وليست ثقافة تسجيل.
وقد استمرَّت هذه المرحلة من عام 1774م حتى 1803م أي حوالي 30 سنة بالدعوة والبناء الدقيق لحركة الدعاة والمبلغين، والتحدي الأخلاقي والفكري والاجتماعي للمجتمع القائم، ولكن دون المواجهة المباشرة، بل عُرِف عنه في تلك المرحلة تشديده على الدعاة بعدم الدخول بأي صدام مع القوى المسيطرة.
وقد ألَّف في هذه المرحلة الكثير من المؤلَّفات الهادفة والدراسات القَيِّمة، وكان يتنقل بين المدن والقرى بنفسه يبثُّ أفكاره، وانتهت هذه المرحلة بتأسيس المجموعة الأساسية من الحواريين والأتباع، أو مَن سمَّاهم بالطلبة، بهدف نشر الصورة الجلية للإسلام، وبهدف تقديم النموذج الأرقى للدين القويم، وفضح علماء السوء الذين كانوا يَرَوْن الواقعَ المنكرَ فلا يعملون على تغييره بأي شكل من أشكال التغيير المتاحة.
وبالفعل جاء الردُّ قويًّا لممارسات الشيخ، حيث بدأ المواطنون يُعلنون رفضهم للأوامر التي تتنافى مع تعاليم الإسلام، خاصَّة في أوساط الشباب الذين يُعتبرون القوة الضاربة في أي قتال يدور بسبب السرقة والتعدي، ونهب المحاصيل أو الثروات الحيوانية، كذلك فالفتيات بَدَأْنَ يَرفضنَ ما يُؤمِنَّ به إذا كان منافيًا لأحكام الدين الحنيف؛ مما دفع مَلِكَ المنطقة للمطالبة بمغادرة الشيخ خوفًا منه على سحب الْبِساط من تحت قدميه، غير أن الشيخ كان قد اتخذ بالفعل قراره بالهجرة مع كل مجموعته، وأصدر فتوى بذلك أذيعت في مختلف الأمصار، وما إن انتقلت الأخبار إلى المدن المجاورة حتى تجمَّع المؤمنون من كافَّة أنحاء البلاد يَبْنُونَ أوَّل مجتمعاتهم القائمة على الحكم الإسلامي.
واستمرَّت هذه المرحلة إلى عام 1808م، وكانت ولا شكَّ مرحلة توطيد دعائم الحكم الإسلامي، حيث وضع نظامًا إداريًّا متقدمًا يُراعي النُّظُم الإسلامية، ووحَّد البلاد تحت راية واحدة، وجعل اللغة العربية لغة الدولة الرسمية، واستمرَّت هذه الدولة حوالي مائة سنة حتى دخول الاستعمار البريطاني إلى تلك المنطقة، حين قرر المَلِكُ أن يُجهِّز جيشًا لمقاتلة المجموعة المؤمنة، فالتقى الجيشان وانتهت المعركة بنصر جيش المسلمين، فكانت هذه المعركة جولة حاسمة انهار على أثرها الكثير من الجيوش والممالك الصغيرة، بعضها بالقتال، وبعضها بالتهديد، وفي هذه المرحلة التي تُعْرَف بمرحلة الجهاد المسلَّح، تمَّت الخطوة الحاسمة التي لم يكن بالإمكان أن يَستقِيم الوضع بدونها، ألا وهي مبايعة الشيخ قائدًا وإمامًا على سُنَّة الله ورسوله[28].
2- حركة جهاد أحمدو لوبو في منطقة ماسينا:
بينما كان الشيخ عثمان بن فودي يواصل جهاده ضدَّ حُكَّام إمارات الهوسا، بدأت حركة إسلامية فولانية أخرى في منطقة ماسينا على نهر النيجر العلوي، قادها الشيخ أحمدو لوبو، وهو أحد مؤيِّدي الشيخ عثمان السابقين في إمارة جوبير، وكان الفولانيون قد استقرُّوا في منطقة ماسينا الخصبة منذ عدَّة قرون، ومارسوا حرفة الرعي إلى جانب جماعات الماندجو الزراعيين، ولكنهم ظلُّوا بمعزِل عنهم، وكان لهم رؤساء من جماعات الديولو، الذين اقتصر حكمهم على الفولاني منهم التابعين لأسيادهم من جماعات البمبارا في سيجو، وكانت هذه الجماعات سواء الفولاني منهم أو الماندنجو يَدِينون بالوثنية باستثناء بعض الجماعات القليلة التي اعتنقت الدين الإسلامي؛ بسبب ظهور الحركات الإصلاحية في منطقة سوكوتو، أو في منطقة فوتا جالون.
ففي هذه المنطقة أعلن الشيخ أحمدو لوبو نفسه أميرًا للمؤمنين، وبدأ جهاده ضدَّ جماعات البمبارا أو الماندنجو.
وينحدر الشيخ أحمدو من إحدى العشائر الفولانية المسلمة التي هاجرت من منطقة ماسينا، وعاشت مع شعب البمبارا حيث كانت الوثنية منتشرة هناك، وتلقَّى أحمدو ثقافته الإسلامية من شيوخ أسرته، ثم الْتَحَق بمدينة جنى التي كانت من المراكز الإسلامية الكبرى في غرب إفريقيا، حيث تعلَّم التفسير والفقه وعلوم الدين الأخرى، ثم عاد إلى ماسينا ليُعلِن الجهاد؛ لكي ينقذ الوثنيين من عبادة الأحجار، ويهديهم لعبادة الله وحده.
نظر الشيخ أحمدو لوبو إلى حركة الجهاد في سوكوتو يَسْتَلْهِم منها الرشاد، ويتَّخذها أساسًا لبناء دولته الإسلامية، وأرسل الشيخ أحمدو بالفعل إلى دولة سوكوتو لتوطيد العَلاقات مع خليفة الدولة محمد بلو (1817- 1837م)، وبالرغم من مساعدة الخليفة له وإرساله الكتب التي طلبها ليَسترشد بها، إلا أن الشيخ أحمدو رفض التبعية لدولة سوكوتو بمجرد أن أعلن الجهاد، كما امتنع عن دفع الضرائب إلى الخليفة، واستمرَّ يَسْتَلْهِم من دولة الفولاني الْعَوْن الرُّوحي، ويعتمد مؤلفات الشيخ عثمان وعلماء سوكوتو في كثير من أعماله وتنظيماته.
بدأ الشيخ أحمدو لوبو تعاليمه في عام 1797م، وعندما شاهد رؤيا في منامه في عام 1816م أعلن الجهاد، وأخذ يسعى لنشر المبادئ التي نادى بها أولاً بين الشباب في المدن وخارجها، وانضمَّ إليه أفراد عشيرته، هذا إضافة إلى قلَّةٍ مِن المسلمين في المناطق الزراعية.
استقرَّ الشيخ في مكان يُدعى روندى سيرو بالقرب من مدينة جنى، ومِن هناك حَمَل لتلاميذه دعوته، واستمرَّ يَعِظ الناس، لمدَّة تقترب من عشرين عامًا، ثم جاهر بتحدِّيه للحاكم وأتباعه، حيث اتهمهم بممارسة العادات والتقاليد الوثنية التي تَبْعُد عن الدِّين الصحيح، كما اعتبرهم أداة في أيدي أسيادهم من حكام البمبارا، وهاجم بالفعل العلماء داخل المدينة نظرًا لتهاونهم في تطبيق الشريعة الإسلامية.
ظهر الشيخ لسلطات ماسينا عندما نصح أتباعه بقتل ابن الحاكم؛ لأنه اغتال أحد أتباع الشيخ أحمدو، وبعد هذا الحادث اضطر الشيخ أحمدو إلى الهروب خوفًا من انتقام الحاكم، وتوجَّه الشيخ مع قلَّةٍ مِن أتباعه إلى مدينة سوى، وفرض سيطرته على كل منطقة سيرو، ولقَّبَ نفسَه أمير المؤمنين، بل وادَّعى أنه آخر الأئمة الاثني عشرية.
ونَاصَرَ الفولاني سواء من الوثنيين أو المسلمين، واستطاع بعد فترة وجيزة أن يُصبح سيِّدًا لمنطقة تبلغ مساحتها 50.000 ميل مربع، وضمَّت داخل حدودها كلاًّ من مدينتي جنى وتمبكت، كما استولى على مدينة كوناري بعد صراع مرير مع حاكمها، وفي هذه المدينة التي تقع على الشاطئ الأيمن لنهر باني أَسَّس في عام 1815م مدينة (حمد الله)؛ لتكون حاضرة لدولته وعاصمة لدولة ماسينا الإسلامية، وأحاطها بسور ضخم، وضمَّ إليها بعض الإقطاعيات الزراعية خُصِّصت لرجال الدين والعلماء، وغيرهم من المسلمين.
وقد قام الشيخ أحمدو بتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في دولته، فأنشأ بيتًا للمال، وأقام نظامًا عسكريًّا للدفاع عن حدود الدولة، وعيَّن الأُمراء في مختلَف إمارات الدولة، وقسم العاصمة "حمد" إلى سبعة أحياء، يُشرِف على كل حيٍّ من أحيائها قاضٍ، وعيَّن قاضي القضاة على رأس هؤلاء الحكام، أما بالنسبة للجهاز السياسي للحُكم فقد اعتمد الشيخ أحمدو على مجلس الأربعين الذي يَرْأَسه أحد مشاهير العلماء، وبالرغم من أن الشيخ أحمدو قد حمل لقب أمير المؤمنين، إلا أنه كان عضوًا في المجلس، وكان يُفوِّض الكثير من سلطاته إلى زملائه أعضاء مجلس الأربعين[29].
3- حركة الجهاد الإسلامي في منطقة التكرور:
امتدَّت حركات الجهاد إلى مناطق أخرى من غرب القارة، حيث استطاع الحاج عمر الفولاني نقل جهاده إلى بلاد السنغال، تلك المنطقة التي كانت قد دخلت في الدين الإسلامي، وعَرَف سكانها مبادئ الدين منذ أيام عبد الله بن ياسين، وأَخلَص أهل السنغال لدعوته، وشاركوا في جهاده، وتشرَّبوا الحضارة العربية الإسلامية، وأَخلَصوا في أداء الشعائر الدينية؛ لذا لم يكن غريبًا أن يَظهر في هذه المنطقة وفي تلك التربة الصالحة رجل مجاهد آخر يدعو الناس إلى الالتزام بمبادئ الإسلام، ذلك الرجل هو الحاج عمر بن سعيد، الذي وُلِدَ في قرية حلوار بالقرب من بودور على الحدود السنغالية الموريتانية إلى الشرق من مدينة سان لويس وذلك في عام 1797م، وكان الحاج عمر هو الابن الرابع للشيخ سعيد، وينتمي إلى إحدى الأُسَرِ التي قاومت الوثنية في هذه المنطقة، كما قاومت الاستعمار الأوربي.
وفي عام 1838م انتقل الحاج عمر إلى منطقة ماسينا، وظلَّ هناك بعض الوقت في ظلِّ حاكمها الشيخ أحمدو لوبو، ولكنه عندما ذهب إلى منطقة سيجو طردته السلطات هناك، فرحل إلى منطقة كانجاب، ثم انتقل إلى منطقة (كان)، حيث استمرَّ سبع سنوات يعظ الناس، ويُعلِّمهم مبادئ الدين الإسلامي.
استقرَّ الحاج عمر في النهاية في دنجوري عند التقاء نهر فوتا جالون مع نهر بامكو وبوندو، وقضى الحاج عمر الفترة منذ عام 1845 حتى 1850م في تدعيم دولته، فبنى حصنًا في دنجوري، ومن هناك بدأ يُعلِن الجهاد ضدَّ الوثنية، وبدأ يغزو إمارة البمبارا في كارتا، واستطاع أن يُلحِق الهزيمة بجيشها في عام 1854، واستولى على أهمِّ المدن بها، وكان يأمُل أن تساعده السلطات الفولانية في ماسينا في شنِّ هجوم مشترَك على المدن بها، ولمَّا رفض حُكَّام ماسينا دعوته اتجه نحو الغرب لمهاجمة بعض الإمارات السنغالية في حوض السنغال الأوسط، وهناك الْتَقَى بالقوَّات الفرنسية في عام 1857م والْتَحَم بها، واضطر إلى الرجوع للشرق.
وأدرك أن التوغُّل الفرنسي هناك سيجعل من المستحيل بناء دولته على نهر السنغال، فكان انسحابه إلى الشرق نواة لتكوين إمبراطورية من مملكة البمبارا وماسينا.
وأثناء اشتباكات الحاج عمر مع الفولاني في ماسينا، قُتِل الحاج عمر في عام 1864م، وهو في قِمَّة قُوَّته، لكن قبل أن يَدْعَم إمبراطوريته، وترك لابنه أحمدو الشيخ مسئوليات جسامًا، وصراعات أُسَرِيَّة، وحركات تمرُّد مستمرَّة، إضافة إلى توغُّل فرنسا في منطقة ماسينا، وهكذا صار أحمدو الشيخ خليفة لهذه الإمبراطورية بعد وفاة والده.
ومنذ البداية صار موقف أحمدو الشيخ صعبًا؛ ذلك أنه في الوقت الذي بدأ يَدْعَم فيه سلطاته في سيجو، أخذ التوغُّل الفرنسي يشقُّ طريقه نحو إمبراطوريته، وكان أحمدو يتطلَّع إلى تطوير النُّظُم الاقتصادية في دولته، ويسعى إلى إقامة عَلاقات تجارية مع الدول المجاورة ومع الفرنسيين في حوض السنغال، ومع البريطانيين في جامبيا وسيراليون؛ ونظرًا لاتساع الإمبراطورية فقد حَكَم أقاربه أجزاء منها بصورة شبه مستقلَّة، حيث حكم أخوه أجوبو منطقة دنجوري في الجنوب، وحكم ابن عمه -ويسمى التيجاني- منطقة ماسينا بعد أن استعادها عقب وفاة الحاج عمر في عام 1864م.
وتقدم الفرنسيون في حوض النيجر حتى مدينة ساي ومنها إلى بوسا؛ مما أدى إلى اصطدام مع البريطانيين الذين كانوا يَدْعَمون نفوذهم في نيجيريا، وبدأت سلسلة من المفاوضات بين الدولتين لتقسيم هذه المنطقة.
هكذا انتهت إمبراطورية الحاج عمر في بلاد التوكولور بعد أن حقَّقت هذا النصر الرائع، وبعد أن نجحت في تقوية رابطة الوَحدة بين أتباعه الذين ينتمون إلى قبائل مختلفة، ولولا الاستعمار الفرنسي لنجح الحاج عمر في إقامة دولة إسلامية في إفريقيا.
وإذا ألقينا نظرة على هذه الإمبراطورية نجد أنه بنى إمبراطورية إسلامية أكثر مركزية عن إمبراطورية الفولاني في سوكوتو، أو دولة الشيخ أحمدو لوبو في منطقة ماسينا، وقد تكوَّنت هذه الإمبراطورية في منطقة عَرَفت الإسلام منذ قرون خَلَتْ، بدلاً من الهجوم على الحكام المسلمين بسبب تهاونهم في تطبيق الشريعة الإسلامية، وكان الحاج عمر قد اعتنق مبادئ التيجانية، وهي أحدث من الطريقة القادرية التي انتهجها كل من الشيخين عثمان بن فودي وأحمد لوبو[30].
ويبقى أن نعلم أن المسلمين في غرب إفريقيا في السنوات الأخيرة يُواجهون مصاعب جَمَّة، وتحدِّيات كبيرة؛ منها: التنصير، والحرمان من خيرات بلادهم، والتضييق عليهم في التعليم وفي فُرَص تولِّي المناصب الكبرى، ويَصِل الأمر إلى التعذيب والقتل.
وهذه نبذة من الصعاب والمشكلات في بعض بلاد غرب إفريقيا:
أبرز المشاكل التي تُواجه المسلمين في غانا:
ومن أبرز المشاكل التي تُواجه المسلمين في غانا هي تغلغل النفوذ الصهيوني، والْفِرَق الضالَّة كالقادِيانِيَّة والماسونية، واضطهاد البعثات التنصيرية لهم، ومن مظاهر اضطهاد النصارى للمسلمين تلك المذبحة التي وقعت يوم 2 من فبراير 1994م بالمنطقة الشمالية، والتي بدأت بهجوم من قبيلة كونكمبا النصرانية على قرية بمبلا التي تبعد 960كم عن العاصمة أكرا، وسرعان ما انتشر الهجوم ليشمل 150 قرية، وكانوا يُركِّزون على هدم وإحراق المساجد على المُصلِّين، ويُقَدَّر عَدَد المساجد التي حُرِّقت وهُدِّمت بمائة مسجد بحسب الإحصاء الحكومي، وتُقَدَّر البيوت التي حُرِّقَت بستمائة بيتٍ، إضافةً إلى إحراق حوالي ألف مزرعة، وقَتْل حوالي ثمانية آلاف، والمشردون حوالي عشرين ألفًا.
وقد نشط المسلمون هناك في تكوين منظمات وهيئات إسلامية تخدم العمل الإسلامي، ومنها: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمعية أنصار السنة، ورابطة الشباب المسلم، وقد تمَّ إنشاء مكتب إسلامي لرعاية المُعَاقِين المسلمين في غانا، بهدف الوقوف في وجه الزحف التنصيري عبر تقديم المساعدات المالية والعينية للمعاقين المسلمين تحت شعار المساعدات الإنسانية؛ لتكون وسيلة سهلة لتنصيرهم[31].
[26] مجلة الوعي الإسلامي، التاريخ 23/12/2006م، العدد رقم (493)، الرابط:
http://alwaei.com/topics/current/article.php?issue=498&sdd=1284
[27] أحمد محمد كاني: الجهاد الإسلامي في غرب إفريقيا ص73.
[28] مجلة الوعي الإسلامي، التاريخ 23/12/2006م، العدد رقم (493)، الرابط:
http://alwaei.com/topics/current/article.php?issue=498&sdd=1284
[29] د. عبد الله عبد الرازق إبراهيم: انتشار الإسلام في غرب إفريقيا ص43، 44.
[30] المصدر السابق ص47-51.
[31] د. جمال عبد الهادي، أ. علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر (ب) إفريقيا، ص203-204.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 63
الموقع : بسكرة

قصة الإسلام في غرب إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الإسلام في غرب إفريقيا   قصة الإسلام في غرب إفريقيا Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 10, 2009 6:15 pm

المسلمون في غينيا الاستوائية

بدأ الإسلام في غينيا الاستوائية في أواخر القرن الخامس الهجري عن طريق المرابطين، فكانوا يُرسِلُون الدُّعاة من المغرب إلى جهات إفريقيا، وعن طريق التجار والعمال المسلمين القادمين من نيجيريا، وفي النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي بدأ الإسلام ينتشر بين أفراد قبيلة فانج وشيوخها، وذلك عن طريق فانج الكاميرون.
وقد استعمرت إسبانيا غينيا الاستوائية عام 1194هـ/ 1879م، ووضعت العراقيل أمام الدعوة الإسلامية، وتعاملت معها برُوحٍ صليبية متعصبة، ثم منحتها استقلالها عام 1388هـ/ 1968م. ويُقِيم أكثر المسلمين في إقليم ريموني، في حين يسكن أكثر النصارى الكاثوليك في إقليم فيرناندوبو، وهو الأكثر تحضُّرًا، واللغة الرسمية هي الإسبانية، ويتكلَّم السكان لغة البانتو.
ودعم انتشار الإسلام في الآونة الأخيرة هجرة عدد كبير من العمال والتجار النيجيريين إليها (حوالي 40 ألفًا)، ومن أبرز التحديات التي تُواجه المسلمين هناك نشاط البعثات التنصيرية[32].
[32] د. جمال عبد الهادي، أ. علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر (ب) إفريقيا، ص205.


المسلمون في ليبريا

في عام 1827م قامت أمريكا بتأسيس مستعمرة ليبريا على الساحل الغربي لإفريقيا؛ لتنقل إليها ستة وأربعين ألف إفريقي من أبناء الزنوج الأفارقة بأمريكا، وقامت ببناء عاصمتها مونروفيا؛ لتكون ليبريا هي نقطة الانطلاق لاحتلال الأراضي الإسلامية بغرب القارة وتنصير أهلها، فقامت باحتلال الساحل، وحصرت أهلها في المناطق الداخلية. وفي عام 1847م أُجْبِرَ المسلمون على استخدام اللغة الإنجليزية، كما أُجْبِرُوا على تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء إنجليزية، وطُبِّق عليهم الدستور الأمريكي، وقد كان الزنوج القادمون من أمريكا هم المسيطرون على الحُكْم.
ولكن في عام 1980م قاد الرئيس صومويل -وهو من السكان الأصليين- انقلابًا عسكريًّا أنهى به فترة احتكار الزنوج الأمريكان للسلطة، إلا أن تشارلز تيلور -وهو زنجي أمريكي- أعلن تمرُّده عليه.
وقوع الكارثة:
في مساء يوم 24 من ديسمبر 1989م قامت عصابة تشارلز تيلور بقتل مائة ألف مسلم شرَّ قتلة، وأحرقت 75 من الدعاة والأئمة بصبِّ البنزين عليهم، كما قاموا بقطع آذان المؤذِّنِين وألسنتهم، وهُمْ أحياء، وتشريد 700 ألف مسلم أُجْبِرُوا على تَرْك ديارهم وأموالهم، وهُدِّمت المساجد والمدارس الإسلامية التي كان عددها قبل المذبحة 720 مسجدًا، و150 مدرسة ابتدائية، و45 مدرسة ثانوية.
وفي عام 1990م تعرَّض المسلمون لحرب إبادة أخرى، حيث ركَّز رجال تشارلز على القرى ذات النشاط الإسلامي المزدهر، وقتلوا مَن فيها بالرصاص أو السكاكين المسمومة، وقد فرَّ مَن بقي منهم على قيد الحياة إلى غينيا وسيراليون. وبعد أن انتهت عصابة تشارلز تيلور من قتل المسلمين في ليبريا دخلت سيراليون لاستكمال خُطَّتها في قَتْل مَن فرَّ إليها من المسلمين، ومِن الذين استُشهدوا الشيخ باه رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقد عاونت غينيا اللاجئين بشكل حسن، ونظرت إليهم على أنهم إخوة في الدين، أما باقي المسلمين في أنحاء العالم فلم يُعْطُوا القضية الليبرية حقَّها من العناية.
وقد فجَّرت هذه الأفعال رُوح الجهاد الإسلامي، حيث توحَّدت الصفوف، وانخرط الكثير من الشباب المسلم في الجهاد، وتتوَّج هذا الأمر بتأسيس حركة (إنقاذ مسلمي ليبريا)، التي تُمثِّل جميع المسلمين على الصعيد السياسي.
وبدأت حركة الإنقاذ عملياتها الجهادية في 15 من صفر 1412هـ، وبدأت انتصاراتها تتحقق باستعادة الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة عصابة تشارلز تيلور، وحاول النصارى التصدي لرُوح الجهاد وإغداق الأموال على الكنائس للقيام بحملات صليبية مكثَّفة، ولكن نتج عن مكرهم هذا تجدُّد القتال، وعودة الكثير من اللاجئين إلى غينيا، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين[33].
ومن المؤسف أن دور المسلمين في إنقاذ إخوانهم في غرب إفريقيا ضئيل، يقتصر على بعض المنظمات الإغاثية التي تقدِّم جهد المقلِّ، بينما ترتبط مواقف حكومات الدول الإسلامية بالمواقف الغربية التي لا تُرِيد تدخُّلاً من أحدٍ سواها في هذه البقاع؛ لكي تستطيع إتمام مخططاتها لاستئصال الإسلام منها.
وبعدُ، فهذه أوراق قليلة تحدَّثت عن قصة الإسلام في غرب إفريقيا، وهي قصة حافلة بالدروس والعِبَر، فضلاً عن المسئولية التي تُلقيها على عاتق المسلمين الآن من أجل الوقوف بجانب إخوانهم هناك. نسأل الله U أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان.
[33] د. جمال عبد الهادي، أ. علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر (ب) إفريقيا، ص196-201.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الإسلام في غرب إفريقيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة الإسلام في شرق إفريقيا
» قصة الإسلام في الهند
» قصة الإسلام في اليمن
» قصة الإسلام في مصر
» قصة العلوم في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: المغرب العربي :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: