foughala
بدء تحرك رستم 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بدء تحرك رستم 829894
ادارة المنتدي بدء تحرك رستم 103798


foughala
بدء تحرك رستم 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بدء تحرك رستم 829894
ادارة المنتدي بدء تحرك رستم 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 بدء تحرك رستم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 12:36 am

[size=16]مقدمة


ذكرنا خروج الوفد المسلم من عند سعد بن أبي وقاص، وتحركه في اتجاه فارس حتى وصل إلى المدائن لمقابلة يزدجرد، وذكرنا أيضًا أن بعض الفرس الذين أسلموا بعد ذلك ذكروا لنا أنهم وقفوا يشاهدون هذا الوفد ويقولون: واللهِ ما رأينا أربعة عشر مثلهم قَطُّ يعادَلون بألف، وإن خيولهم لتضرب في الأرض وتنفث غضبًا؛ فوقع ذلك في قلوبنا وتشاءَمنا. وقد ذكرنا أن أهل فارس كانوا أهل تشاؤم؛ فيضعف ذلك من قوتهم، بينما كان أهل الإسلام أهل تفاؤل يستبشرون بالأحداث؛ لأن الرسول r نهى عن الطِّيَرَة والتَّطَيُّر، وأمر بالتفاؤل.
عندما شاهد أهل فارس هذا المنظر تشاءموا من القوة الإسلامية، وبدءوا ينتظرون ما سيفعله هؤلاء المسلمون الأربعة عشر، وهؤلاء المسلمون هم الذين أذاقوهم الويل، وفي خلال شهور معدودة استطاعوا أن يجتاحوا أرض فارس كلها، وعلم يزدجرد أن الوفد واقف على باب إيوان كسرى، وإيوان كسرى هذا عبارة عن مساحة ضخمة جدًّا من الأرض حولها سور عالٍ، وهذا السور لا يستطيع أحد خارجه أن يرى ما بداخل القصر؛ فالسور عالٍ وبداخله قصر، وحول القصر حديقة هائلة، فدخلوا بخيولهم حتى وصلوا إلى باب القصر المتواجد فيه كسرى، فنزلوا عن خيولهم، وتَرَجَّلوا حتى وصلوا إلى باب الغرفة الكبيرة المتواجد فيها كرسي العرش ليزدجرد كسرى فارس، ودخل الأربعة عشر فارسًا من المسلمين على كسرى فارس، وكان عطارد بن حاجب قد دخل هذا الإيوان من قبل على كسرى فارس، فأخذ يشرح لهم ما سيشاهدونه داخل الإيوان حتى لا يفاجئوا بالمنظر الذي سيرونه بالداخل، وبالفعل لم يظهر عليهم أي مفاجأة على عكس ما توقع أهل فارس. وهذه الحجرة عبارة عن حجرة فسيحة جدًّا، على أرضيتها سجادة هي أكبر سجادة في التاريخ، فمساحتها ضخمة جدًّا تُقدَّرُ بأكثر من ستين مترًا عرضًا، وأكثر من ثمانين مترًا طولاً، والسجادة نفسها بالإضافة إلى أنها مصنوعة من نوعيات فخمة جدًّا من النسيج إلا أنها مرصعة بالجواهر، وهذه السجادة هي التي غنمها المسلمون بعد موقعة المدائن، وأرسلوها لسيدنا عمر بن الخطاب في المدينة، فلم يستطع أن يتصرف فيها، فما الذي يفعله بسجادة مرصعة بالجواهر؟! فضلاً عن أن المسلمين لم يكونوا -وقتئذٍ- من أهل الاحتفاظ بهذه الأشياء، ولم يكن للدنيا عندهم وزن أو قيمة.
ولقد خشي سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا علي بن أبي طالب أن يأتي أحد أمراء المسلمين بعد قرونٍ أو أعوامٍ، فيطمع في مثل هذه السجادة فيأخذها لنفسه، فأشار عليه سيدنا علي بن أبي طالب أن يقطعها إلى أجزاء؛ فيقول علي بن أبي طالب: "فكان لي نصيب منها بِعْتُه بعشرين ألف درهم". فتخيل أنت ما حجم هذه السجادة؟! ثم رأوا بعد ذلك كرسي العرش الذي يجلس عليه يزدجرد وهو ضخم جدًّا عرضه أربعة أمتار، والتاج الذي على رأسه ضخم جدًّا يصل إلى أكثر من مترين، ووزنه تسعون كيلو جرامًا، وقد كان أهل فارس يعلقون هذا التاج في سلاسل ضخمة تصل إلى السقف، وحولها ستائر كبيرة تحجبها فلا تُرَى، ثم يأتي كسرى فيجلس تحت هذا التاج، فيظهر كأنه لابس هذا التاج ، وقد غنمه المسلمون أيضًا في موقعة المدائن بعد ذلك.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 12:54 am

حوار الوفد مع كسرى

دخل الوفد المسلم ورأى هذا المنظر، وحول يزدجرد الحاشية في نصف دائرة، وأقرب شخص له على بعد ثلاثة أمتار، وحوله الوسائد الموشاة بالذهب، وكل الحاشية واقفة في هذا المجلس في خضوع تام؛ وذلك لإيقاع الرهبة في قلوب المسلمين فيُجبُنوا، ولكن المسلمين دخلوا -ولم يكن هذا الأمر في خاطرهم- حتى وصلوا إلى مسافة من يزدجرد، فطلب من ترجمان له أن يسألهم عن هذا اللباس الذي يلبسونه فسألهم؟ فقال أحد المسلمين: هذا نسميه رداءً. وكانت هذه الكلمة في نطقها تشبه كلمة هلاك بالفارسية؛ فلذلك عندما نطقوا بها غضب يزدجرد على الفور وبدأ يزمجر، ففهم المغيرة بن شعبة وكان يعرف الفارسية، فقال لهم: إنه يقول لهم: يا للشؤم! أول كلمة قالوه: هلاك. فقال: هلاكٌ للفُرس. ثم قال: وما الذي تحملونه في أيديكم؟ فقالوا: سوط. وكان كل مسلم في يده سوط صغير، فغضب أكثر، فقال لهم المغيرة: إن كلمة سوط في الفارسية تعني حريقًا. فقال يزدجرد: حريق يحرق فارس، أحرقهم الله! فهذا أول استهلال في المقابلة، ولم يكن من ترتيب المسلمين، ولكن أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب كما نقرأ ذلك في سورة الحشر. سبحان الله! فهذا الاستهلال استهلال تافه جدًّا من رئيس دولة عظيمة مثل دولة الفرس؛ يجلس فيعلق على كلمة سوط وكلمة رداء، ويتشاءم منهما ويغضب، فهذا تصرف صبياني المفروض ألا يتأتى من كسرى فارس، ولكن كانت هذه طبيعة الأمة الفارسية، فقد كان التشاؤم فيها له باع طويل. المهم كانت هذه البداية في صف المسلمين، وكسب المسلمون جولة بسهولة بالغة، ولمَّا يدخلوا بَعْدُ في حرب مع الفرس، ثم بدأ يزدجرد الحديث، وقال لهم: ما دعاكم إلى الولوغ إلى أرضنا، والولوع بها؟ أَمِنْ أجل عددٍ لَحِقَ بكم اجترأتم علينا؟ أي عندما شعرتم بالكثرة تجرأتم علينا وبدأتم في الدخول في أرضنا. فتشاور المسلمون فيمن يتحدث باسمهم، فاتفقوا على النعمان بن مقرن.
فقام النعمان بن مقرن لكي يرد على يزدجرد، والنعمان بن مقرن هو أمير الوفد، فبدأ يلخص له قصة الإسلام وقصة المسلمين في حوار قصير، ويخبره بالهدف الأسمى الذي قَدِموا من أجله؛ فقال له: "إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولاً يدلنا على الخير، ويأمرنا به، ويدلنا على الشر وينهانا عنه، فلم يدعُ إلى ذلك قبيلة إلا انقسمت هذه القبيلة إلى فرقتين: فرقة تباعده، وفرقة تقاربه، وظلت هذه الحال إلى فترة حتى دخل معه بعض العرب، ثم أمره الله I أن ينبذ إلى من خالفه من العرب -وكان هذا الكلام بعد صلح الحديبية، فقد بدأ الرسول r يُغِيرُ على من يرفض دعوة الله I حتى حدث فتح مكة، ثم الفتح العظيم لأهل الجزيرة العربية- ثم أمره أن ينبذ إلى من خالفه من العرب فبدأ بهم وفعل -أي فعل كما أراد الله I- فدخلوا معه في دينه على فرقتين: طائع أتاه فازداد (أي: شخص دخل في الإسلام عن رغبة فازداد من الخير)، ومُكْرَهٍ عليه (أي: وآخر دخله لأن القوة والغلبة أصبحت للإسلام) فدخل في الإسلام فاغتبط (أي بعدما دخل مكرهًا فرح بما دخل فيه من الإسلام)، فعرفنا فضل ما جاء به من الإسلام على ما كنا عليه، ثم أمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم، فندعوهم إلى الإسلام، ونحن ندعوكم إلى الإسلام وهو دينٌ حسَّن الحَسَنَ كُلَّه، وقَبَّح القبيحَ كلَّه (وهو بذلك لخص له أمر الإسلام في هاتين الكلمتين؛ أي كل شيء تراه حسنًا فالإسلام أمر به، وأي شيء تراه قبيحًا فالإسلام نهى عنه)، فنحن ندعوكم إلى هذا الدين، فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شرٌّ منه (أي: إذا رفضتم الإسلام فليس أمامكم سوى اختيارين: اختيار شر هو شر لكم، أي سترونه ولا يعجبكم وهو الجزية ونمنعكم)، وأما الآخر الذي هو شرٌّ منه فهو المناجزة، فنحن ندعوكم إلى ثلاث: إما أن تُسلِمُوا، وإما أن تدفعوا الجزية، وإما أن نقاتلكم حتى يخلِّي الله I بيننا وبينكم". هذه هي المقالة التي قالها له النعمان بن مقرن، وهو بذلك يلخص له قصة الإسلام في كلمات قليلة موجزة.
جرح هذا الكلام كبرياء يزدجرد وهو أمام حاشيته، فلم يكن يتخيل أن رجلاً من العرب المسلمين يخاطبه بهذه اللهجة؛ فقام يزدجرد، وقال له في غضب شديد: واللهِ أنا لا أعلم على الأرض أمة أسوأ منكم، ولا أقل عدد، ولا أهون ذات بينٍ منكم أيها العرب، وإنا كنا نُوَكِّل بكم قرى الضواحي (أي عند محاربتكم كنا نعهد بذلك إلى القرى التي على ضواحي فارس لكي تحاربكم، ولا يخرج لكم جيش فارس، فأنتم أقل قيمة من أن نُخْرِجَ لكم جيش فارس يحاربكم)، فإن كان عدد لحَِق بكم فلا يغُرَّنَّكم منا (أي: فلا يغرنكم ذلك فنحن نملك أممًا من الناس لا يحصيها العَدُّ)، وإن كان الجهْدُ لحق بكم (أي كثُر عددكم والطعام لا يكفيكم، أو المئونة التي بين أيديكم نفدت فجئتم من أجل ذلك لحربنا، أعطيناكم من عندنا وكسوناكم وأطعمناكم، وملَّكنا عليكم ملكًا يرفق بكم (أي: إذا كنتم في تعب ونصب فمن الممكن أن نساعدكم ونعطيكم الطعام والكسوة، ونولِّيَ عليكم ملكًا يرفق بكم). وهذا يدل على أن كسرى لم يفهم الرسالة التي كانت موجهة إليه من المسلمين.
ثم قام المغيرة بن زرارة خطيب المسلمين، فقال له: يا كسرى فارس، إنك وصفتنا صفة لم تكن بها عالمًا (يقصد أشقى أمة في الأرض، وأسوأ ذات بينٍ وأهون أمة في الأرض)، فإنك بذلك وصفتنا صفة لم تكن بها عالمًا، فنحن كنا أسوأ من ذلك بكثير، إن جوعنا لم يكن يشبه جوعكم؛ فقد كان طعامنا الجعلان والخنافس والعقارب والحيات، وكان لباسنا ما نغزله من أشعار الإبل وأوبار الغنم، وكانت منازلنا ظهر الأرض (وهو بذلك يصور له صورة أبشع مما في ذهنه)، ثم يقول له: وإن ديننا أن يقتلَ بعضُنا بعضًا، وأن يُغِيرَ بعضُنا على بعض، وإن كان الرجل منا لَيقتل ابنته حية كراهية أن تأكل معه من الطعام، وكنا على هذه الحالة وأسوأ منها حتى أتانا رجل نعرف نسبه، ونعرف مولده، ونعرف قبيلته، فهو أنسبنا وأكرمنا وأحلمنا وأصدقنا r؛ فيقول: إن هذا الرجل أتانا ودعانا إلى الله، وقال لنا: إنني بينكم وبين الله. فدعانا إلى ذلك فلم يجبه إلا واحد، قال وقلنا، وصدق وكذبنا، وزاد ونقصنا؛ فكان معه صِدِّيقٌ ورِدْءٌ، ثم كان الخليفة من بعده وهو سيدنا أبو بكر الصديق t، فظل على هذه الحال يدعونا حتى وقع الإسلام في قلوبنا، فآمنا به وصدقناه، وعرفنا أن ما جاء به هو الحق من عند الحق، ثم قال لنا: إن الله I يقول لكم: إنني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، كنتُ إذ لم يكن شيءٌ، وكل شيء هالك إلا وجهي، وأنا خلقتُ كُلَّ شيء وإليَّ يصير كل شيء، وإن رحمتي أدركتكم؛ فبعثت إليكم هذا الرجل، لأدلكم على السبيل التي بها أنجيكم بعد الموت من عذابي، ولأحلكم داري دارَ السلام، فنشهد عليه أنه جاء بالحق. وقال له المغيرة: إن الرسول r يقول: إن الله I يقول لنا: إنه من تابعكم على هذا الدين فله ما لكم وعليه ما عليكم، ومن أَبَى فاعرضوا عليه الجزية، ثم امنعوه مما تمنعون منه أنفسكم، ومن أبى فقاتلوه، فأنا الحَكَمُ بينكم: فمن قُتِلَ منكم أدخلته جنتي، ومن بقي منكم أعقبته النصر على من ناوأه. ثم يقول له المغيرة بن زرارة بعد أن انتهى من هذه المقالة: فاختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر، وإن شئت فالسيف، أو تُسْلِم فتنجي نفسك". مُنتهى القوة والعزة في الكلام! والمترجِم يترجم هذا الكلام ثم جاء عند كلمة (صاغر) فلم يعرف ترجمتها، فنقلها كما هي، فقال: (صاغر). فسأل يزدجرد: ما معنى صاغر؟ فقال له المغيرة بن زرارة: أن تعطي الجزية ونرفضها، فتعطيها فنرفضها، فترجونا أن نقبلها، فنقبلها منك. وهذا منتهى الذل في إعطاء الجزية، وبالطبع هذا الكلام كله مقصود به في المقام الأول الدعوة للإسلام، أما المقصد الثاني وهو الهدف المقصود من هذه الزيارة فأن يَفُتَّ في عَضُدِ الفُرس، ويُلقى الرعب في قلوبهم، وهذا الكلام كله حرب معنوية شديدة على أهل فارس. وقد تعجب الفرس منهم؛ فهؤلاء الرجال يتكلمون بمنتهى القوة والجرأة، وقد غضب يزدجرد غضبًا شديدًا؛ فوقف وقال له: أتستقبلني بمثل هذا؟! فقال المغيرة بن زرارة: إنك الذي كلمتني، ولو كان كلمني غيرُك لاستقبلته به. فغضب كسرى ونادى على حاشيته لتقترب منه، لكي يأمرهم بأمر شديد.
ثم قال كسرى للمسلمين: من أشرفُكم؟ فتقدم عاصم بن عمرو التميمي، وقد ظن أنه سيُقتَل، وقال: أنا أشرفهم. فدعا يزدجرد بوِقْرٍ من تراب (أي وعاء) وقال: ضَعُوه على رأسه. فوضعوه على رأس عاصم بن عمرو التميمي، ثم كرر عليه: أأنت أشرفهم؟ فقال: نعم، أنا أشرفهم. ثم قال لهم يزدجرد: "لولا أن الرسل لا تُقتَل لقتلتكم، اذهبوا لا شيء لكم عندي". وخرج الوفد بسرعة من إيوان كسرى إلى سعد بن أبي وقاص، وهم فرحون مستبشرون، وعلى رأس عاصم بن عمرو التميمي التراب، وبالرغم من ذلك فهو يضحك مستبشرًا -سبحان الله- ويقول للوفد الذين بصحبته: أعطَوْنا أرض فارس (لأن هذا التراب رمز لأرض فارس) فمَلَّكنا الله I أرضهم. وعاد يبشر المسلمين أنهم أُعطوا أرض فارس، ثم جاء بعد ذلك رستم، ولم يكن حاضرًا هذا اللقاء، فدخل على يزدجرد، وقال له: ماذا رأيت؟ فقال: والله رأيت قومًا ما رأيت مثلهم من قبل، ولم أكن أعلم أن العرب فيهم مثل ذلك، ولكن أشرفهم كان أحمقهم. فقال له: لِمَ؟ قال: سألته من أشرفهم؟ حتى أحمله وِقْرًا من تراب، فقال: أنا. وكان يستطيع أن يتَّقِيني، وأنا لا أعلم. فقال رستم: بل هو أعقلهم. فقال له: لِمَ؟ قال: لأنك أعطيته أرض فارس، يَا للشُّؤم. وعندما سمع يزدجرد هذه الكلمة ربطها بفكرة الشُّؤم، وأنه أعطاهم أرض فارس، وعلى الفور أرسل فرقة تلحق بالمسلمين؛ لكي يقبضوا على الأربعة عشر، ويأخذوا منهم وِقْرَ التراب فقط ويتركوهم، ولكن المسلمين كانوا قد وصلوا إلى معسكرهم، فأفلتوا منهم. فانظر كيف يُلقِي الله I الرعب في قلوب أهل فارس، حتى وإن كان المسلمون أنفسهم لم يفعلوا شيئًا يقتضي مثل هذه التبعات التي تحدث في قلوب أهل فارس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 12:56 am

المسلمون في القادسية ينتظرون الفرس

بعد ما حدث بقي المسلمون في القادسية ينتظرون جيش الفرس أن يأتي من المدائن، ونحن نعلم أن المسلمين لا يرغبون في ترك القادسية والدخول في أرض فارس؛ لأنهم يريدون أن يأتي جيش الفرس إلى أبواب الصحراء، وفي هذه الأثناء تخرج كتيبة أخرى من كتائب المسلمين -كما ذكرنا من قبل- لتزويد المسلمين بالغنائم والزاد، فيغيرون على منطقة بعيدة عن القادسية بحوالي أربعين إلى خمسين كيلو مترًا، ويأخذون من الغنائم مجموعة كبيرة جدًّا من الماشية، وهذه الماشية محمَّل عليها أكياس كثيرة مغلقة، واكتشفوا أن هذه الأكياس مليئة بالأسماك الطازجة، وكان العرب في الجزيرة يسمون السمكة حوتًا، فسموا هذا اليوم بيوم الحيتان. وبالطبع كان هذا رزقًا غريبًا لأهل القادسية، ثم أغاروا غارة أخرى على بعد مائتين وخمسين كيلو مترًا من القادسية، وعلى الرغم من هذه المسافة الطويلة إلا أنهم استطاعوا أن يحصلوا على غنيمة كبيرة جدًّا من الإبل، وسمِّي هذا اليومُ بيوم الإبل، وقبل ذلك كان يوم الأباقر، فقد غنموا فيه غنيمة عظيمة من البقر. ثم تقدم جيش رستم من المدائن في الشمال في اتجاه القادسية، وقد ذكرنا أن رستم لم يكن يرغب في قيادة الجيوش الفارسية بنفسه، ولكن يزدجرد كان مُصِرًّا عليه، فكان رستم كلما وصل إلى مكان يعسكر فيه أرسل رسالة إلى يزدجرد يقول له فيه: ما رأيك في أن أعود إلى المدائن، وترسل الجالينوس إلى المسلمين؛ فسُمْعَتُه عندهم كسُمعتي عندهم، ولكن العرب تظل دائمًا على هيبة ما بَقيتُ في المدائن؟ فيأبى يزدجرد إلا أن يذهب رستم بنفسه، فيذهب رستم ويتحرك من المدائن إلى ساباط، ويقدم الجالينوس على مقدمة الجيش إلى النجف، وهذه البلدة على مقربة من القادسية بحوالي أربعين أو خمسين كيلو مترًا.
وقد ذكرنا أن الجالينوس كان في أربعين ألفًَا من المقاتلين، وأن جيش الفرس وصل بعد كل التجهيزات إلى مائة وعشرين ألف مقاتلٍ، ومائة وعشرين ألف تابعٍ للمقاتل، جاهزين للقتال كقوات احتياط يخدمون المائة وعشرين ألفًا، وفي الوقت نفسه جاهزين للقتال إذا حدثت هزيمة للقوات الأساسية. وعلى ذلك فجيش الفرس مائتان وأربعون ألف مقاتلٍ، وكانت مقدمة الجيوش الفارسية فقط أربعين ألفًا وعليها الجالينوس، وجيش المسلمين كله اثنان وثلاثون ألفًا. وتتقدم مقدمة الجيش الفارسي من المدائن إلى النجف، ويعسكر رستم في ساباط فترة، ويرسل الرسائل إلى كسرى يطلب منه أن يظل الجالينوس على قيادة الجيوش، ويرجع هو إلى المدائن، ولكن كسرى يرفض فيُضْطَرَّ رستم أن يتقدم بالجيوش من ساباط إلى كوثِي ويعسكر فيها فترة، ثم يرسل رسالة إلى الجالينوس يقول فيه: أَصِبْ لي رجلاً من المسلمين. أي تَصَيَّد لي رجلاً من المسلمين أتحدث معه، وأعرف منه أخبار الجيش الإسلامي؛ فيرسل الجالينوس وهو في النجف فرقةً من مائة فارس من أجل أن يصطاد مسلمًا واحدًا على حدود قنطرة على نهر العتيق -ونهر العتيق يحيط بالقادسية- ولكن تقف على القنطرة فرقة من المسلمين تحمي هذه القنطرة من الجانب الغربي، لكن رجلاً من المسلمين كان قد عبر هذه القنطرة ووقف في الجانب الشرقي من القادسية من نهر العتيق، فاستطاع هؤلاء المائة أن يخطفوه، وأخذوه وهربوا به. وقد رأى المسلمون هذا الحادث، فاتبعوا مائة الفارس وهذا الرجل المسلم، واستطاع المسلمون أن يلحقوا بمؤخرة هؤلاء الجنود من الفرس، وقتلوا منهم ما بين العشرين والثلاثين، ولكن استطاع بقية هؤلاء الفرسان أن يهربوا بهذا المسلم إلى أن وصلوا به إلى كوثِي ليقابل رستم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 12:58 am

مفهوم الجهاد بين المسلمين والفرس
هذا جندي مسلم بسيط من جنود المسلمين، لا يعرف أحد اسمه ولكن لننظرْ إلى هذا الحوار الذي دار بينه وبين رستم حتى نعلم مفهوم الجهاد عند المسلمين في حربهم مع الفرس؛ فهم ليسوا مجرد أناس مجندين في الجيش، أو منساقين إلى الحرب، ولكنهم يقاتلون عن عقيدة؛ فقال له رستم: ما جاء بكم؟ وما تطلبون؟ فيقول له هذا الرجل المسلم: جئنا نبحث عن موعود الله. فقال له: وما موعود الله؟ فقال له: موعود الله أرضكم وأبناؤكم ودماؤكم إن أبيتم أن تُسلِمُوا. هذا الرجل يخاطب رستم أعظم قائد في قواد الفرس، وهو جندي أسير مخطوف وليس رسولاً؛ فالرسول يتكلم بحرية لأنه مطمئن أنه لا يُقتَل؛ لأن الرسل لا تُقتل. فقال له رستم: وإن قُتِلتم قبلَ ذلك؟ فقال له: من قُتِلَ منَّا دخل الجنة، ومن بقي منا أُنجِزَ له الوعدُ. أي من قُتِلَ منا سيدخل الجنة، ومن بقي منا على قيد الحياة سيُكتَب له النصر. فقال له: قد وُضِعْنَا إذن في أيديكم وضحك. فقال له الجندي المسلم: وَيْحك رستم! وَضَعَتْكم أعمالُكم في أيدينا. احترس رستم! أنت لا تقاتل الإنس، إنما تقاتل القضاء والقدر. فانظر إلى هذه القوة التي يخاطب بها هذا المسلم رستم، فأنت لا تقاتل فئة المسلمين، وإنما تقاتل قضاء الله وقدره، وليس لك إلا أن تدين لله بالولاء والطاعة؛ فيغضب رستم غضبًا شديدًا، ويأمر بقطع رقبته، فتُقطع، ويُستَشْهَد في سبيل الله.
هذا الجندي المسلم الذي لا نعرف اسمه، عنده مفهوم واضح جدًّا لفكرة الجهاد في سبيل الله، فهو يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله I بحثًا عن الجنة، هذا هو موعود الله I، وعنده مفهوم آخر -وهو واضح أيضًا- إما أن ينتصر في المعركة، وإما أن يُستشهدَ فيدخل الجنة، أما أن يُغلبَ أو يُهزم فهذا ليس نهاية المطاف عند المسلمين، فإذن كما قال رستم: قد وُضِعَ الفُرْسُ في أيدي المسلمين.
ثم تقدم رستم بعد ذلك من منطقه كوثِي إلى قرية تُسمَّى (بُرْس)، وهي قرية فارسية وجميع أهلها من الفُرْسِ، ولكن الجيش الفارسي عندما نزل بها عاث فيها فسادًا؛ فدخل البيوت وأصاب ما بها من الأموال والطعام وأصاب منهم النساء، وهؤلاء جميعهم من الفرس -الجيش الفارسي وسكان القرية- فضجَّ أهل القرية بالشكوى إلى رستم، وقالوا له: إن جيشك فعل كذا وكذا. فقام رستم يخطب في الناس، وقال لهم: واللهِ لقد صدق العربيُّ (الجندي المسلم الذي قتله منذ قليل)، أعمالنا وضعتنا في أيديهم. إننا كُنَّا نُنصَرُ بالوفاء لأهلنا، والوفاء لجوارنا، فكيف بكم وقد فعلتم بهم ما لم يفعله العرب؟! أي عندما كانت هذه القرية في أيدي المسلمين لم يفعلوا بها مثلما فعلتم أنتم بأهلكم من الفرس؛ فلذلك وُضِعْتُم في أيدي المسلمين. واعترف رستم بأن فِعْلَ الجيش الفارسي هذا هو الذي وضعهم في أيدى المسلمين، ثم يتقدم رستم بجيشه من برس حتى يصل إلى النجف حيث يكون الجالينوس منتظرًا إياه، ويصل الجيش كله إلى النجف في حوالي أربعة أشهر ونصف. وتخيَّلْ هذه المدة الطويلة، مع العلم أن المسافة من المدائن إلى النجف مائة وخمسة وثمانون كيلو مترًا، قطعها الجيش الفارسي في أربعة شهور ونصف بمعدل كيلو ونصف في اليوم. أما المسلمون فقد كانوا يقطعون مسافة أربعين أو خمسين كيلو مترًا في اليوم، أما خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة فقد كانا من الممكن أن يقطعا مائة كيلو مترٍ في اليوم بدون راحة، لكن هؤلاء الفرس كانوا يسيرون سير السلاحف، فكلما وصل رستم إلى مكان عسكر فيه، ثم يرسل إلى يزدجرد: أقاتل أم أرجع؟ لأنه لم يكن راغبًا في القتال، بل يود لو أن يزدجرد أمره بالعودة، فهو متردد، إضافة إلى أن الجيش كله تسري فيه روح التباطُؤ.
أما المسلمون -في ذلك الوقت- فقد كانوا في القادسية يتشوقون إلى الجهاد؛ لأنهم كرهوا الانتظار الطويل داخل الأراضي الفارسية، ونحن نعلم أن سيدنا خالد بن الوليد كان يخوض ثلاث وأربع معارك في الشهر الواحد على مسافات شديدة التباعد، فهو يقاتل في معركة على بُعد مائة كيلو مترٍ، وبعدها معركة أخرى على بُعد مائة وخمسين كيلو مترًا، وهكذا؛ فقد ذهب إلى موقعة (الفِرَاض) من الحيرة، والفِراض على بعد ثمانمائةٍ وخمسين كيلو مترًا من الحيرة؛ ليقاتل الفرس والروم في هذه الموقعة، ولكن الأوامر أتت من عمر بن الخطاب ومن سعد بن أبي وقاص أن يمكثوا في القادسية دون قتال حتى يأتي جيش فارس من المدائن إلى القادسية؛ فيقاتلهم المسلمون في القادسية، وجنود المسلمين كانوا كثيرًا ما يترددون على سيدنا سعد بن أبي وقاص ويقولون له: ما لنا لا نُقدِمُ؟ فيقول لهم سيدنا سعد: إذا لم نطلب منكم الرأي كفيناكم (أي: نحن لم نحتج إلى رأيكم، ولم نطلبه منكم)، إنما نأخذ الرأي من أهل الرأي (يقصد أهل مجلس الحرب فهم أصحاب الرأي والمشورة)، وما عليكم إلا أن تَسمعُوا وتُطيعوا وتَصبروا. كما كان سيدنا عمر بن الخطاب بين كل فترة وأخرى يرسل رسالة إلى الجيش يقول لهم: الصبرَ الصبرَ. خلاصة الرسالة كلها أن يصبروا، فهو يعلم أن المسلمين في ضائقة؛ لأنهم ينتظرون الحرب، فضلاً عن أن التموين كان ينفد بين كل فترة وأخرى، فيضطرون إلى القيام بغارة تموينية يحصلون عن طريقها على تموين آخر.
كان الفرس يطاولون المسلمين لكي يملوا من طول المقام في القادسية؛ فيضطرون إلى ترك أرض فارس، وبذلك يسلم الفرس من حرب المسلمين، ولكن ذلك لم يَفُتَّ في عضُدِ المسلمين، أو يؤثر في معنوياتهم، وظلوا منتظرين في صبر وصولَ الجيش الفارسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 1:01 am

تعبئة الجيش الفارسي في النجف

وبالفعل وصل رستم إلى النجف، وبدأ يقسم الجيش، فجعل الجالينوس كما هو على المقدمة، وجعل على ميسرته مهران الرازي، ومهران الرازي هذا كان أبوه أحد قواد فارس، ثم قتل أحد أكاسرة الفرس، وقام بثورة، وكاد يتولى حكم فارس لولا أن قُتِلَ، فهذا الرجل له نسب عظيم في أهل فارس، كما أنه من قوادهم العظام، كما كان قائد الفرس في موقعة "عين التمر"، وكان جيش الفرس في هذه الموقعة يتكون من جيشين: أحدهما عربي على رأسه عُقَّة بن أبي عُقة، والآخر فارسي على رأسه مهران الرازي، وقد ذكرنا أن عقة هذا قَاتَلَ خالد بن الوليد، فأسره خالد من فوق حصانه، وهرب يومئذٍ مهران الرازي من عين التمر دون أن يقاتل المسلمين. وعلى رأس الميمنة الهرمزان، والهرمزان هذا قد أُسِرَ من قبلُ، وجِيء به إلى الرسول r، فأعطاه وعدًا بأن لا يُقاتل المسلمين، وها هو يُخْلف وعده مع رسول الله r ويقاتل المسلمين في موقعة القادسية، وهذا أول إخلاف وعد للهرمزان، وسوف نرى له إخلافاتٍ كثيرة فيما بعد. وبهمن جاذويه بين الجالينوس وبين رستم في قلب الجيش، وبهمن جاذويه هذا هو الوحيد الذي انتصر على المسلمين، وذلك في موقعة الجسر، والتي قُتِلَ فيها قائدُ المسلمين أبو عبيد بن مسعود الثقفي t؛ والبيرزان على المؤخرة، وبذلك أصبح جيش فارس على أُهْبَة الاستعداد للقتال، وعلى التعبئة التي سيقاتل بها المسلمين.
أما المسلمون فما زالوا موجودين في القادسية، فيرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص فرقة من الطلائع على رأسها سيدنا سواد بن مالك؛ لكي يقوموا بغارة تموينية أخرى، فتخرج الفرقة المسلمة وعلى رأسها سواد بن مالك من القادسية حتى تصل إلى قُرْبِ (النجف) بقليل، فتقابل فرقة فارسية، فترتطم معها في قتال (وكان لدى القوة الفارسية بعض الغنائم)، فيتفق اثنان من رؤساء الفريق المسلم هما: سيدنا سواد بن مالك، وسيدنا حُمَيْضَة بن النعمان على أن يحارب أحدهما الفرس، وأن يأخذ الآخر الغنائم ويهرب بها إلى المسلمين، وبالفعل يستولي سيدنا حميضة بن النعمان على معظم الغنائم، ويبقى سيدنا سواد بن مالك يحارب هذه المجموعة الفارسية، ويشعر سيدنا سعد بن أبي وقاص بتأخرهم، فيرسل فرقة على رأسها عاصم بن عمرو التميمي تقاتل هذه المجموعة، وبالفعل ينتصرون عليهم، وينقذ سيدنا عاصم سيدنا سواد بن مالك، ويأخذ بقية الغنيمة ويعودون إلى المسلمين، والمسلمون حتى وَهُمْ على بُعد حوالي أربعين كيلو مترًا من النجف ما زالوا يقيمون الغارات التموينية على جيش فارس نفسه، وصنع هذا بالطبع هزة نفسية للفرس، وكان له أثر عظيم عليهم، ثم تحرك المسلمون من غرب خندق سابور، فعبروا هذا الخندق في منطقة الردم، وانتقلوا إلى الشرق منه حول حصن (قديس) الذي يحمي هذه المنطقة، ثم بدءوا يرتبون أنفسهم ترتيب القتال في المكان الذي سيبدءون الحرب فيه، وَوُضِعَ على مقدمة الجيوش الإسلامية زهرة بن الحُوِيَّة على القنطرة التي على نهر العتيق حتى يحميه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 1:03 am

إرسال فرقة استكشافية إلى الجيش الفارسي

ثم يرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص اثنين من المسلمين على رأس خمسة، وهذان الاثنان مهمتهما استكشاف الجيش الفارسي، ومعرفة مكان رستم الذي نزل فيه، وهذان الاثنان هما: عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد الأسدي، وقد كانا من قبل من المرتدين الذين عادوا إلى الإسلام، فطُلَيْحَة بن خُوَيْلِد الأسدي قد ارتدَّ وادَّعَى النبوة، وقال: إنه نبي وأُشْرِك مع سيدنا محمد r في الأمر. ثم حدثت حروب الرِّدة، وهرب طليحة إلى الشام، وظل بالشام طوال فترة خلافة سيدنا أبي بكر الصديق، ثم عاد إلى سيدنا عمر بن الخطاب، وتاب على يديه، واستأذنه في الخروج للقتال، فخرج يكفر عن جُرْمٍ عظيم فعله وهو ادِّعاء النبوة. وعمرو بن مَعْدِيكَرِب هذا أيضًا كان مرتدًّا، وعاد إلى الإسلام، وفقد إحدى عينيه في معركة اليرموك، وجاء من اليرموك لنجدة الجيوش الإسلامية في فارس.
فيخرج السبعة للاستكشاف، والجيش الفارسي في هذا الوقت تقدَّم من النجف، وعَبَرَ قنطرة على نهر (الحَضُوض)، ووصل إلى منطقة تُسَمَّى (سَيْلَحِين)، وتصل مقدمته إلى منطقة تسمى (نَبَاذ) على بعد كيلو متراتٍ معدودةٍ من القنطرة التي على نهر العتيق قبل القادسية مباشرة، ويعسكر رستم في سَيْلَحِين، فإذا الجيش الفارسي قد أصبح على بُعدِ كيلو متراتٍ معدودة من الجيش المسلم، بينما كان الأخير يظن أن الجيش الفارسي ما زال في النجف على بعد أربعين أو خمسين كيلو مترًا، فلمَّا خرجت الغارة الاستكشافية بقيادة طليحة وعمرو بن معديكرب وجدوا أن الجيوش الفارسية في أعداد عظيمة جدًّا من الخيول موجودة في منطقة نباذ في منطقة قريبة جدًّا، فيستشير أحدهما الآخر، فيقول عمرو بن معديكرب: نعود إلى المسلمين، ونخبرهم بالأمر. لأن المسلمين يعتقدون أن الجيش في النجف؛ فقال له طليحة: ولكننا لا نعرف أين رستم؟ فيقول له عمرو: كيف نهجم على جيش بهذا العدد ونحن سبعة؟! فيقول له طليحة: لا أعود إلا وأعرف أين رستم.
وكان سيدنا سعد بن أبي وقاص قد أوصاهما وصية أخرى وهي إحضار فارسي لو استطاعا، حتى يسأله سيدنا سعد عن الجيش الفارسي، فحتى هذه اللحظة لم تحقق هذه الطليعة الاستكشافية مهمتها، فلم يعرفوا مكان رستم، ولم يحضروا فارسيًّا، وعمرو بن معديكرب يبغي الرجوع، وكان هذا هو الرأي الأصوب؛ لأنه من الصعب جدًّا أن يدخلوا وسط الجيش الفارسي، وهم سبعة أفراد، والجيش على مقربة منهم، فقرر طليحة أن يدخل في الجيش وحده؛ ليستكشف مكان رستم، وعاد عمرو بن معديكرب بالخمسة الذين كانوا معه إلى مكان قُرْبَ القنطرة قبل أن يصل إلى زهرة أو سعد بن أبي وقاص، وفي هذه الأثناء شعر سيدنا سعد بن أبي وقاص بتأخرهم، فأرسل لهم فرقة على رأسها قيس بن هبيرة ومعه مائة فارس لنجدتهم، فقد كان يظن أنه قد حدث لهم مكروه، وفي الطريق يقابلون عمرو بن معديكرب وهو عائد، فيقولون له: أين طليحة؟ فيقول لهم: لا أعلم؛ فقد دخل جيش فارس ليستكشفه. فيقول قيس بن هبيرة: انتظر الأمر. فيقول له عمرو: معك مائة فارس؟ فيقول له: نعم. فيقول عمرو: فلنهجم عليهم. ونحن نعلم أن مقدمة جيش فارس وحدها أربعون ألفًا، والجيش مائة وعشرون ألفًا، وخلفه مائة وعشرون ألف تابعٍ، وفرقة قيس بن هبيرة مائة فقط، فيقول له قيس بن هبيرة: ألقي مائة فارس داخل هذا الكَمِّ من الخيول؟! فيقول له: وماذا في ذلك؟ نقاتلهم إما النصر وإما الشهادة. ولكن في ذلك هلكة للمسلمين: مائة يحاربون مائة وعشرين ألفًا؛ فيرفض قيس بن هبيرة ذلك، ويقول له: بل نعود. فيقول له: وما لك في ذلك؟! أي: لماذا يكون الأمر لك، ولم يكن لي؛ فيقول له: لقد أَمَّرني سعد بن أبي وقاص عليك. وصَدَّقه جنوده الذين حضروا معه في ذلك، ولكن عمرو بن معديكرب ما زال في نفسه أشياء من الجاهلية، فيقول: والله إن زمنًا كنتَ فيه أميرًا عليَّ لزمنُ سوء، ولكنها الطاعة. وعاد معه عمرو بن معديكرب إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص، وقصَّ عليه القصة، فقال له سيدنا سعد بن أبي وقاص: يا عمرو، والله لَسَلامةُ مائةٍ من المسلمين أفضلُ عندي من قتل ألفٍ من العَجَم. ونصحه بطاعة قيس وطاعة الأمير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بدء تحرك رستم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء تحرك رستم   بدء تحرك رستم Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 1:05 am

وقفة مع طليحة بن خويلد الأسدي

أما طليحة بن خويلد الأسدي فقد سار بجانب القوات الفارسية بعيدًا عنها يخوض في مستنقعات غير عميقة المياه، ويتخير الأماكن التي لا يستطيع الجيش الفارسي أن يعسكر فيها، وظل يمشي حتى تجاوز المقدمة كلها (الأربعين ألف مقاتلٍ)، ووصل إلى المعسكر الذي يقيم فيه رستم وهو قلب الجيش، ثم تجاوز قلب الجيش بأكمله، وخيمةُ رستم موجودة في آخر قلب الجيش، وهي الخيمة الوحيدة البيضاء في المعسكر وبخارجها فرس مربوط لم يُرَ مثلُه قَطُّ في الجيش الفارسي، فأدرك أن هذه خيمة رستم، وأن هذا فرس رستم، فانتظر في مكانه حتى الليل، وعندما جَنَّ الليلُ ذهب طليحة بن خويلد الأسدي إلى الخيمة، وضرب بسيفه حبال الخيمة، فوقعت على رستم ومن معه بداخله، ثم قطع رباط الخيل وأخذ الخيل معه وجرى. وكان طليحة يقصد من ذلك أن يُهين أهل فارس، ويلقي الرعب في قلوبهم؛ إذ كيف تُقطَع خيمةُ رستم ويُسرقُ فرسُه وكل الجيش من حوله؟! وفي الوقت نفسه يودُّ أن يستدرج أحد الفرس لكي يقبض عليه، ويأخذه لسيدنا سعد بن أبي وقاص، وبعد أن وقعت الخيمة على رأس رستم صرخ ونادى الحرس من حوله، فشاهدوا طليحة وهو يجري ومعه خيل رستم، فقال رستم: اطلبوا هذا الرجل. فخرج في إثره الفرسان، وكلما جروا خلفه جرى أسرع؛ فيفتقده الفرسان، هذا مع العلم أنه يجر خلفه خيل رستم، وبالرغم من ذلك لم يدركه إلا ثلاثة منهم؛ فرماه الفارس الأول برمح فتنحَّى طليحة بن خويلد الأسدي، فطاش الرمح وأمسك طليحة رمحه وقذفه في قلب الرجل الفارسي فقتله، وواصل الجري نحو المعسكر المسلم، فتابعه الاثنان المتبقيان، فوصل إليه أحدهما، ففعل به مثلما فعل بالأول وقتله أيضًا، ثم هرب تجاه الجيش المسلم، فتبعه الثالث فرماه برمحه فتنحَّى أيضًا طليحة، فطاش الرمح ثم أمسك طليحة برمحه وهدده أن يستسلم، وإما أن يقتله؛ فاستسلم هذا الرجل، وأخذه طليحة من فوق فرسه وأنزله على الأرض، وجعله يجري أمامه والرمح خلفه في ظهره، فشاهد أهل فارس ذلك المشهد من على بُعْدٍ، وعلموا أن طليحة على مقربة من معسكر المسلمين؛ فعاد فرسان الفُرْسِ، وتركوا هذا الرجل لمصيره.
وعندما دخل هذا الرجل الفارسي على سعد بن أبي وقاص قال له: أمِّنِّي على دمي، وأصدقك القول. فقال سيدنا سعد t: فالأمان لك، ونحن قوم صدق (أي: نحن قوم إذا أعطيناك الأمان فأنت آمِنٌ، ولكن بشرط ألا تكذب علينا)، فخَبِّرنا عن جيشكم. فقال له الرجل: قبل أن أخبرك عن جيشي أُخبركم عن رجلكم (يقصد طليحة)، فقال: إن هذا الرجل ما رأينا مثله قَطُّ؛ لقد دخلت حروبًا منذ نعومة أظافري، رجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش (يقصد جيش الجالينوس وجيش رستم)، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه، وتبعه الفرسان منهم ثلاثة: قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف، والاثنان أبناء عمي؛ فتابعته وأنا في صدري الثأر للاثنين اللذين قُتِلا، ولا أعلم أحدًا في فارس في قوتي، فرأيتُ الموت فاستأسرت (أي طلبت الأسر)، فإن كان مَنْ عندَكم مثله فلا هزيمة لكم، ولكني أُنْبِئُُكَ عن جيش فارس؛ فجيش فارس مائة وعشرون ألفًا من الجنود، يتبعهم مائة وعشرون ألفًا من التُّبَّع، على رأسهم رستم والتجهيزات كالآتي: الجالينوس على المقدمة، والهرمزان على الميمنة، ومهران على الميسرة. ثم أعطاه تفاصيل الجيش فأَمَّنه سيدنا سعد بن أبي وقَّاص على دمه، وقال له: إن شئت تَعُدْ إلى قومك، وإن شئت تبقَ معنا. فاختار أن يبقى معهم، وبقي في الجيش المسلم يرى أحواله، ويرى معاملة الأمير المسلم للجنود، وهو قادم من فارس ويعرف كيف يعامل أهل فارس الفلاحين والجنود والأهالي، فرأى من الصدق والأمانة، ورأى من طاعة الجنود للأمير، ومن حِلْمِ الأمير مع الجنود ما جعله يُسلمُ لله I، فذهب إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص، وطلب منه أن يعلمه الإسلام فعلَّمه، وأسلم الرجل، فسماه سيدنا سعد "مُسْلِمًا"، وكان من أهل البلاء في الجيش الإسلامي بعد ذلك، وبداية من القادسية أصبح من المسلمين الذين يُوكَلُ إليهم المهمات الصعبة في جيش المسلمين، فقد غيَّر الله I من حياته: كان يقاتل في صَفِّ المشركين، وكان يسعى وراء أحد المسلمين لقتله، ولو وُفِّقَ في قتله لظلَّ كما هو في الشِّرْك، ولكنَّ الله I أراد له النجاة والإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بدء تحرك رستم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  هند رستم :امرأة بلا اغراء =رجل
» مقابلة رستم لرسل المسلمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: المغرب العربي :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: