حرف الراء
رطب:قال الله تعالى :?وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا*فكلي واشربي وقري عينا ?
[مريم : 25] .وفي الصحيحين عن عبد الله بن جعفر ، قال : رأيت رسول الله r يأكل القثاء بالرطب .وفي سنن أبي داود عن أنس قال : كان رسول الله r يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات ، حسا حسوات من ماء .طبع الرطب طبع المياه حار رطب ، يقوي المعدة الباردة ويوافقها ، ويزيد في الباه ، ويخصب البدن ، ويوافق أصحاب الأمزجة الباردة ويغذو غذاء كثيراً .وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل المدينة وغيرها من البلاد التي هو فاكهتهم فيها ، وأنفعها للبدن ، وإن كان من لم يعتده يسرع التعفن في جسده ، ويتولد عنه دم ليس بمحمود ، ويحدث في إكثاره منه صداع وسوداء ، ويؤذي أسنانه ، وإصلاحه بالسكنجبين ونحوه .وفي فطر النبي r من الصوم عليه ، أو على التمر ، أو الماء تدبير لطيف جداً ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء ، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء ، والحلو أسرع شئ وصولاً إلى الكبد ، وأحبه إليها ، ولا سيما إن كان رطباً ، فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن ، فالتمر لحلاوته وتغذيته ، فإن لم يكن ، فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة ، وحرارة الصوم ، فتتنبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة .
--------------------------------------------------------------------------------
ريحان :قال تعالى : ? فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم ? [ الواقعة : 88 ] . وقال تعالى : ? والحب ذو العصف والريحان ?[ الرحمن : 12 ] .وفي صحيح مسلم عن النبي r : " من عرض عليه ريحان ، فلا يرده ، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة " .وفي سنن ابن ماجه : من حديث أسامة رضي الله عنه ، عن النبي r أنه قال : " ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة ، نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقام أبداً ، في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهتة ، قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها قال : قولوا : إن شاء الله تعالى ، فقال القوم : إن شاء الله " .الريحان كل نبت طيب الريح ، فكل أهل بلد يخصونه بشئ من ذلك ، فأهل الغرب يخصونه بالآس ، وهو الذي يعرفه العرب من الريحان ، وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق . فأما الآس ، فمزاجه بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، وهو مع ذلك مركب من قوى متضادة ، والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد ، وفيه شئ حار لطيف ، وهو يجفف تجفيفاً قوياً ، وأجزاؤه متقاربة القوة ، وهي قوة قابضة حابسة من داخل وخارج معاً .وهو قاطع للإسهال الصفراوي ، دافع للبخار الحار الرطب إذا شم ، مفرح للقلب تفريحاً شديداً ، وشمه مانع للوباء ، وكذلك افتراشه في البيت .ويبرئ الأورام الحادثة في الحالبين إذا وضع عليها ، وإذا دق ورقه وهو غض وضرب بالخل ، ووضع على الرأس ، قطع الرعاف ، وإذا سحق ورقه اليابس ، وذر على القروح ذوات الرطوبة نفعها ، ويقوي الأعضاء الواعية إذا ضمد به ، وينفع داء الداحس ، وإذا ذر على البثور والقروح التي في اليدين والرجلين ، نفعها .وإذا دلك به البدن قطع العرق ، ونشف الرطوبات الفضلية ، وأذهب نتن الإبط ، وإذا جلس في طبيخه ، نفع من خراريج المقعدة والرحم ، ومن استرخاء المفاصل ، وإذا صب على كسور العظام التي لم تلتحم ، نفعها .ويجلو قشور الرأس وقروحه الرطبة ، وبثوره ، ويمسك الشعر المتساقط ويسوده ، وإذا دق ورقه ، وصب عليه ماء يسير ، وخلط به شئ من زيت أو دهن الورد ، وضمد به ، وافق القروح الرطبة والنملة والحمرة ، والأورام الحادة ، والشرى والبواسير .وحبه نافع من نفث الدم العارض في الصدر والرئة ، دابغ للمعدة وليس بضار للصدر ولا الرئة لجلاوته ، وخاصيته النفع من استطلاق البطن مع السعال ، وذلك نادر في الأدوية ، وهو مدر للبول ، نافع من لذغ المثانة وعض الرتيلاء ، ولسع العقارب ، والتخلل بعرقه مضر ، فليحذر . وأما الريحان الفارسي الذي يسمى الحبق ، فحار في أحد القولين ، ينفع شمه من الصداع الحار إذا رش عليه الماء ، ويبرد ، ويرطب بالعرض ، وبارد في الاخر ، وهل هو رطب أو يابس ؟ على قولين . والصحيح : أن فيه من الطبائع الأربع ، ويجلب النوم ،وبزره حابس للإسهال الصفراوي ، ومسكن للمغص ، مقو للقلب ، نافع للأمراض السوداوية .
--------------------------------------------------------------------------------
رمان :قال تعالى : ? فيهما فاكهة ونخل ورمان ?[ الرحمن : 68 ] . ويذكر عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً : " ما من رمان من رمانكم هذا إلا وهو ملقح بحبة من رمان الجنة " والموقوف أشبه . وذكر حرب وغيره عن علي أنه قال : كلوا الرمان بشحمه ، فإنه دباغ المعدة .حلو الرمان حار رطب ، جيد للمعدة ، مقو لها بما فيه من قبض لطيف ، نافع للحلق والصدر والرئة ، جيد للسعال ، ماؤه ملين للبطن، يغذو البدن غذاءاً فاضلاً يسيراً ، سريع التحلل لرقته ولطافته ، ويولد حرارة يسيرة في المعدة وريحاً ،ولذلك يعين على الباه ،ولا يصلح للمحمومين،وله خاصية عجيبة إذا أكل بالخبز يمنعه من الفساد في المعدة وحامضه بارد يابس ، قابض لطيف ، ينفع المعدة الملتهبة ، ويدر البول أكثر من غيره من الرمان ، ويسكن الصفراء ، ويقطع الإسهال ، ويمنع القئ ، ويلطف الفضول .ويطفئ حرارة الكبد ويقوي الأعضاء ، نافع من الخفقان الصفراوي ، والآلام العارضة للقلب ، وفم المعدة ، ويقوي المعدة ، ويدفع الفضول عنها ، ويطفئ المرة الصفراء والدم .وإذا استخرج ماؤه بشحمه ، وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم واكتحل به ، قطع الصفرة من العين ، ونقاها من الرطوبات الغليظة ، وإذا لطخ على اللثة ، نفع من الأكلة العارضة لها ، وإن استخرج ماؤهما بشحمهما ، أطلق البطن ، وأحدر الرطوبات العفنة المرية ، ونفع من حميات الغب المتطاولة .وأما الرمان المز ، فمتوسط طبعاً وفعلاً بين النوعين ، وهذا أميل إلى لطافة الحامض قليلاً ، وحب الرمان مع العسل طلاء للداحس والقروح الخبيثة ، وأقماعه للجراحات ، قالوا : ومن ابتلع ثلاثة من جنبذ الرمان في كل سنة ، أمن من الرمد سنته كلها