مصر تحتفل بمرور 100 سنة على إنشاء المتحف المصري

القاهرة: منى صلاح الدين
يفتتح الدكتور زاهي حواس الامين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر غدا الاحتفال الخاص الذي تقيمه وزارة الثقافة المصرية بمناسبة مرور 100 سنة على افتتاح المتحف المصري بالقاهرة.

وضع حجر الأساس للمتحف الخديو عباس حلمي الثاني عام 1897 وافتتح للجمهور في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1902. وترجع أهمية المتحف المصري الى كونه أول متحف صمم ونفذ منذ البداية لكي يؤدي وظيفة المتحف، عكس ما كان شائعا في أوروبا من تحويل قصور وبيوت الأمراء والملوك الى متاحف، هذا الى جانب ما يضمه المتحف من مجموعات أثرية هامة تعتبر بمثابة ثروة هائلة من التراث المصري لا مثيل لها في العالم، بالاضافة الى طرازه المعماري المميز، بحيث انه ما ان يذكر تاريخ عمارة المتاحف في العالم إلا واحتل المتحف المصري مكان الصدارة فيه. سيجري الاحتفال بمبنى المتحف المصري حيث تقيم وزارة الثقافة الخيم والسرادقات حتى يتشابه شكل الحفل مع ما كان عليه الاحتفال الذي اقيم عام 1902 في افتتاح المتحف.

وحول هذه المناسبة قال الدكتور ممدوح الدماطي مدير المتحف المصري لـ«الشرق الاوسط» ان المناسبة الاحتفالية ستشمل عدة محاور منها ما يتصل بالمتحف نفسه كأعمال تطويره وتجديده وافتتاح مبان جديدة به، حيث سيشرف على أعمال التطوير مجموعة من الخبراء الايطاليين وسيجري تغيير كامل لطريقة عرض الآثار داخل المتحف مع تغيير نظام الاضاءة وعمل تكييف مركزي لكامل المتحف، كما سيبنى مبنى جديد بجوار المتحف المصري يضم متاحف للطفل والمكفوفين ومجموعة من المعامل الخاصة بالترميم وقاعات للمحاضرات، وبيوت للهدايا والتحف وبذلك يكون المتحف المصري قد دخل عصر المتاحف التعليمية.

واضاف الدكتور الدماطي: أما محاور الاحتفال الأخرى فمنها ما يأخذ الطابع العلمي ومنها ما يكون على شكل معارض واصدارات تذكارية خاصة بهذه المناسبة، اذ سيعقد على هامش الاحتفال مؤتمر عالمي تحت عنوان «فن المتاحف في القرن الواحد والعشرين» يشارك فيه مجموعة متميزة من علماء فن ادارة المتاحف في العالم ويستمر لمدة ثلاثة أيام. وسيصدر خلال المؤتمر كتاب علمي مميز يحوي مقالات علمية لأكثر من 120 عالما من مختلف أنحاء العالم حول مجال فن ادارة المتاحف.

وفي اطار الاحتفال أيضا سيقام معرض لمجموعة من الآثار التي تعرض لأول مرة على الجمهور يبلغ عددها 300 قطعة أثرية ولأول مرة في متاحف العالم، وتستضيف هذا المعرض اقبية (بادروم) المتحف.

وعن القطع الأثرية المعروضة قال الدماطي: تشمل المعروضات مجموعة من الآثار التي استردتها مصر من الخارج أخيرا كتمثال الكاهن «مونتو» ومجموعة من الاقنعة الفرعونية ومجموعة من التماثيل التي هربت من مصر الى ايطاليا، كما ستعرض 40 قطعة أثرية من آثار الملك توت عنخ آمون لم تعرض من قبل.

كذلك أعد المتحف المصري مجموعة من الصور والوثائق وبعض قطع الأثاث التي تؤرخ قصة وتاريخ المتحف المصري. وستعرض خلال الاحتفال معروضات اخرى، منها صور خاصة بمراحل انشاء المتحف والمعماري الفرنسي الذي وضع تصميماته ومن شاركوه من عمال وفنيين وصور لمديري المتحف السابقين من مصريين وأجانب، بالاضافة الى قطع من الأثاث القديم الخاص بالمتحف منها ساعتان من الحجم الكبير من الطراز الفرنسي خاصة بالخديو اسماعيل، وأدوات وضع حجر الأساس التي استخدمها الخديو عباس حلمي الثاني أثناء الاحتفال ببدء انشاء المتحف.

من جهة ثانية، وبمناسبة مرور 100 سنة على انشاء المتحف المصري سيصدر المجلس الأعلى للآثار عملات ذهبية وفضية وملصقات توزع في جميع أنحاء العالم عليها صور لمجموعة «منكاورع» وتمثال اخناتون، كما سيعرض فيلما تسجيليا مدته 40 دقيقة عن أشهر المجموعات الأثرية بالمتحف قام بتنفيذه واخراجه مجموعة عمل اميركية متخصصة.

مما يذكر ان أول مصلحة للآثار المصرية اسست عام 1835، واقيمت بعد ذلك مجموعة متعاقبة من المتاحف في قصور محمد علي وسعيد باشا والخديو اسماعيل الى ان بوشر ببناء المتحف المصري الحالي، الذي يقع في ميدان التحرير بالقاهرة، والذي افتتح عام 1902، وكان مصممه المهندس الفرنسي مارسيل دورنون على الطراز الكلاسيكي المستحدث (اليوناني الروماني) واستخدمت في بنائه لأول مرة في مصر مادة الخرسانة المسلحة.

يتكون المتحف من طابقين ويضم حوالي 160 ألف قطعة أثرية من عصور مختلفة، يعرض في الطابق الأول الآثار الحجرية الكبيرة الحجم حيث توجد مرتبة ترتيبا تاريخيا، وآثار ما قبل الأسرات، وآثار الدولة القديمة والوسطى والحديثة والعصر اليوناني والروماني. ويحتوي الطابق الثاني على مجموعات نوعية من تماثيل المعبودات والمخطوطات والمومياوات والتوابيت والحلي وآثار توت عنخ آمون ووادي الملوك وتانيس، كما توجد بالمتحف مكتبة كبيرة تضم مؤلفات الآثار والتاريخ والحضارات والديانات باللغات المختلفة.

» إنشاء الفسطاط
» من أعلام النبلاء (عبد الرحمن بن القاسم المصري)
» في ثوبه المصري الجديد ( الإيطالي جاكوب ) ومواجهة ( ثوبه التونسي السابق )
» من أعلام النبلاء (ربيعة بن لقيط ومسلم بن يسار ومسلم بن يسار المصري)