ألا قل لأمين الله * وابن القادة الساسه
إذا ما ناكث سر * ك أن تعدمه راسه
فلا تقتله بالسيف * وزوجه بعباسه
وسئل سعيد بن سالم عن ذنب البرامكة فقال ما كان منهم بعض ما يوجب ما فعل الرشيد لكن طالت أيامهم وكل طويل يمل وقيل رفعت القصة إلى الرشيد فيها
قل لأمين الله في أرضه * ومن إليه الحل والعقد
هذا ابن يحيى قد غدا مالكا * مثلك ما بينكما حد
أمرك مردود إلى أمره * وأمره ما إن له رد
وقد بنى الدار التي ما بنى ال * فرس لها مثلا ولا الهند
الدر والياقوت حصباؤها * وتربها العنبر والند
ونحن نخشى أنه وارث * ملكك إن غيبك اللحد
فقرأها وأثرت فيه وقيل إن أخته قالت له ما رأيت لك سرورا منذ قتلت جعفرا فلم قتلته قال لو علمت أن قميصي يعلم السبب لمزقته عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي خطيب الكوفة قال دخلت على أمي يوم الاضحى وعندها عجوز في أثواب رثة فقالت تعرف هذه قلت لا قالت هذه والدة جعفر البرمكي فسلمت عليها ورحبت بها وقلت حدثينا ببعض أمركم قالت لقد هجم علي مثل هذا العيد وعلى رأسي أربع مئة جارية وأنا أزعم أن ابني عاق لي وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين أجعل أحدهما فراشا لي قال فأعطيتها خمس مئة درهم فكادت تموت فرحا لم يزل يحيى وآله محبوسين وحالهم حسنة إلى أن سخط الرشيد على ابن عمه عبد الملك بن صالح فعمهم بسخطه وجدد لهم التهمة وضيق عليهم ودامت جثة جعفر معلقة مدة وعلقت أطرافه بأماكن ثم أحرقت وقيل لم يحبس محمد بن يحيى وفي تاريخ ابن خلكان أن الرشيد دعا ياسرا غلامه فقال قد أنتخبتك لأمر لم أر له الأمين ولا المأمون فحقق ظني قال لو أمرتني بقتل نفسي لفعلت قال ائتني برأس جعفر فوجم لها قال ويلك ما لك قال الأمر عظيم ليتني مت قبل هذا قال امض ويلك فمضى فأتى جعفرا فقال يا ياسر سررتني بإقبالك لكن سؤتني بدخولك بلا إذن قال الأمر وراء ذلك يا جعفر قد أمرت بكذا قال المسكين وأقبل يقبل قدمه وقال دعني أدخل وأوصي قال لا سبيل إلى ذلك فأوص فقال لي عليك حق فارجع إلى أمير المؤمنين وقل قتلته فإن ندم كانت حياتي على يدك قال لا أقدر قال فآتي معك إلى مخيمه وأسمع كلامه وقولك له قال أما هذا فنعم وذهب به فلما دخل ياسر قال ما وراءك فذكر له قول جعفر فشمته وقال لئن راجعتني لأقدمنك قبله فخرج وضرب عنقه وأتاه برأسه فقال يا ياسر جئني بفلان وفلان فلما أتاه بهما قال اضربا عنقه فإني لا أقدر أرى قاتل جعفر وقال أبو العتاهية
قولا لمن يرتجي الحياة أما * في جعفر عبرة ويحياه
كانا وزيري خليفة الله ها * رون هما ما هما وزيراه
فذالكم جعفر برمته * في حالق رأسه ونصفاه
والشيخ يحيى الوزير أصبح قد * نحاه عن نفسه وأقصاه
شتت بعد الجميع شملهم * فأصبحوا في البلاد قد تاهوا
كذاك من يسخط الإله بما * يرضي به العبد يجزه الله
سبحان من دانت الملوك له * نشهد أن لا إله إلا هو
طوبى لمن تاب قبل عثرته * فتاب قبل الممات طوباه
قال المحدث عبد الله بن روح المدائني ولدت يوم قتل جعفر ابن يحيى وهو أول صفر سنة سبع وثمانين ومئة عاش سبعا وثلاثين سنة ومات أخوه الفضل في سنة اثنتين وتسعين ومئة وكان أخا للرشيد من الرضاعة وأمه بربرية وكان قد ولي إمرة خراسان وكان من نبلاء الرجال وكان أكرم وأجود من جعفر لكنه كان ذا تيه وكبر عظيم وصل مرة عمرو بن جميل التميمي بألف ألف درهم وعاش خمسا وأربعين سنة وله عدة إخوة