اختار القادة العسكريون في الجزائر قائداً لهم يحمل لقب الداي كان بيده الحكم الفعلي والسيادة العثمانية اسمية وقد نظرت الدول الأجنبية للجزائر كدولة مستقلة حيث اعتمدت لديها القناصل لإقامة علاقات مباشرة.
ثورة ابن الشريف الدرقاوي 1805م:
قامت في غرب الجزائر وتزعمها محمد بن عبد القادر بن الشريف الذي اعتنق الطريقة الصوفية الدرقاوية. انتشرت في القبائل الصحراوية مما دفع حاكم وهران و الجزائر لملاحقة أتباعه واضطهادهم.
أسباب الثورة الدرقاوية:
1ـ نقمة الناس على حكم الدايات والمظالم الانكشارية. 2ـ سوء الأوضاع الاقتصادية.
3ـ نقمة التجار الجزائريين على الدايات الذين يتعاملون مع التجار اليهود والأجانب
4ـ تشجيع سلطان مراكش لأتباع الطريقة الدرقاوية (علل).
ـ طمعاً بضم غرب الجزائر إلى سلطانته.
أسباب فشل الثورة:
1ـ فشل الثورة في احتلال وهران. 2ـ عدم تجاوب الأهالي مع الثوار لسوء تصرفهم.
3ـ تحريض الأتراك للناس ضد الثورة.4ـ تعاون الداي مع الإنكشارية لقمع الثورة.
5ـ يأس أنصار الشريف من النصر فانفضوا عن الحركة.
الاحتلال الفرنسي للجزائر:
· الأسباب البعيدة :
آـ الأوضاع الداخلية في الجزائر : ضعف حكم الدايات.
تردت الأوضاع السياسية والاقتصادية وفقد الاستقرار و الأمن (علل)
1ـ إهمال الدايات شؤون البلاد وإرهاق السكان بالضرائب والنزاع بين المتنفذين.
2ـ سوء الأوضاع الاقتصادية (علل)
ـ بسب ضعف النشاط التجاري عبر الصحراء مع الأقطار الإفريقية.
ـ وتراجع النشاط البحري الجزائري في البحر المتوسط.
ب- الجانب الفرنسي:
1ـ رغبة فرنسا في إعادة بناء امبراطوريتها الاستعمارية بعد حرب السبع سنوات فأرسلت حملة نابليون إلى مصر والتي فشلت فبدأت تخطط لاحتلال الجزائر.
2ـ سوء الأوضاع الداخلية في فرنسا.ورغبة الملك بصرف أنظار شعبه عن سياسته المستبدة.
3ـ رغبة التجار الفرنسيين في جعل الجزائر مستعمرة لتصريف بضائعهم.
4ـ رغبة فرنسا في القضاء على مزاحمة الأسطول الجزائري بحجة القضاء على القرصنة.
· السبب المباشر:
إدعاء فرنسا إهانة قنصلها من قبل الداي حسين حول مطالبة الداي بثمن القمح التي اشترته الثورة الفرنسية.
الاحتلال ومراحله:
- الحملة الاستطلاعية 1827م:
حاصر الأسطول الفرنسي مدينة الجزائر على اثر حادثة القنصل ثم انسحب (علل) ـ
أملاً أن يتم الاحتلال عند اقتسام أملاك الدولة العثمانية التي كانت تخوض حرباً مع روسيا في أعقاب الثورة اليونانية لكن نتائج الحرب لم تكن محققة لآمالهم.
- محاولة تكليف محمد علي باحتلال الجزائر:
علل رفض محمد علي عرض فرنسا باحتلال الجزائر؟
1ـ خوفاً من إغضاب العالم الإسلامي. 2ـ معارضة إنكلترا. 3ـ كان يخطط لاحتلال بلاد الشام.
- الاحتلال 1830م:
أرسلت فرنسا حملة كبيرة نزلت إلى الشاطئ الجزائري غرب العاصمة واتجهت نحوها ودخل الفرنسيون المدينة وتابعوا بعد ذلك احتلال بقية مناطق الجزائر.
مواقف الدول من الاحتلال:
1ـ شجعت روسيا الاحتلال الفرنسي للجزائر علل:
آـ لإثارة التنافس بين إنكلترا وفرنسا.
ب ـ لتزيد من ضعف الدولة العثمانية تعمق كرهها لفرنسا.
2ـ إنكلترا عارضت فرنسا علل
لأن في ذلك توسع لنفوذها في المتوسط ويخل بالتوازن الدولي. 3ـ الدولة العثمانية تخاذلت وطلبت من الداي التساهل مع فرنسا.
3- سياسة فرنسا في الجزائر:
في مجال الحكم والإدارة:
عدت فرنسا الجزائر جزءاً منها:
1ـ اتبعت فرنسة الجزائر وتعيين مدني عليها.
2ـ تشجيع هجرة رعاياها إلى الجزائر وسمتهم المعمرين أو المستوطنين.
المجال الاقتصادي:
إفقار الشعب بإرهاقه بالضرائب، انتزاع الأراضي ومنحها للمهاجرين الفرنسيين، صادرت أراضي الدولة والأوقاف وكل أرض لا يملك صاحبها سند تمليك. أهملت الصناعة لجعل الجزائر سوقاً لتصريف منتوجاتها. سيطرت على التجارة والمواصلات.
المجال الاجتماعي والثقافي:
إثارة التفرقة بين عناصر السكان ـ إهمال الصحة والتعليم وتطبيق سياسةالعزلة الثقافية ـ حصر الوظائف بالفرنسيين ومن يتقنون الفرنسية ـ إهمال التعليم فانتشرت الأمية.
المقاومة الوطنية في الجزائر:
في المنطقة الشرقية:
لقي الفرنسيون مقاومة عنيفة في هذه المنطقة وهذا ما أخر احتلال قسنطينة حتى عام 1837م.
في المنطقة الغربية:
ثورة عبد القادر الجزائري 1832م
نشأ الأمير في أسرة تتمتع بمكانة دينية وعلمية جعلت منه محارباً وخطيباً وفارساً. بايعته القبائل على الجهاد.
- مرحلة الانتصار : 1832ـ 1839م.:
1ـ اتخذ الأمير مدينة معسكر عاصمة له وانتصر على الفرنسيين فوقع معه حاكم وهران الفرنسي معاهدة 1834م اعترف له فيها بحكم غرب الجزائر عدا المدن الساحلية وعمل الأمير على تنظيم الجيش وتوفير المعدات اللازمة له.
2ـ نقض الفرنسيون المعاهدة ودمروا معسكر لكن الأمير استعاد عاصمته منهم وكبدهم خسائر فادحة لذا عقدوا معه معاهدة التاقنا 1837م التي نصت على الاعتراف له بحكم غرب الجزائر مع المدن الساحلية. ـ تابع الأمير تنظيم جيشه وأقام علاقات جيدة مع سلطان مراكش.
مرحلة التراجع في ثورة الأمير 1839ـ 1847م:
1ـ نقض الفرنسيون معاهدة التافنا وعينوا بيجو حاكماً على الجزائر فاتبع أسلوب الطوابير المتحركة وسياسة الأرض المحروقة بتدمير القرى والمزارع وطرد الأهالي.
2ـ التجأ الأمير إلى مراكش بعد الهجوم على عاصمته لذا قصفت فرنسا السواحل المغربية وعقدت معاهدة مع سلطان مراكش تعهد بإخراج الأمير من بلاده 1844م.
3ـ عاد الأمير إلى الجزائر ليستأنف القتال في ظروف صعبة ثم استسلم ونفي إلى فرنسا وانتقل إلى دمشق حتى وفاته سنة 1883 ونقل رفاته إلى الجزائر 1966م.
ثورة المقراني 1871:
أسبابها:
1ـ استياء الجزائريين من السياسة الاستعمارية لفرنسا والتي اعتبرت الجزائر جزء من فرنسا.
2ـ صدور مرسوم يمنح اليهود الجزائريين صفة مواطنين فرنسيين.
3ـ هزيمة فرنسا بحرب السبعين مع ألمانيا. وتمرد فرق السباهية الجزائرية ورفضهم الاشتراك في الحرب . 4ـ خوف الجزائريين من تدفق المهاجرين الفرنسيين من الألزاس واللورين.
حوادث الثورة:
قاد الثورة محمد المقراني من جبل القبائل وتفاقم أمرها عندما سيطرت على ثلث أراضي الجزائر وعزلت الحاميات الفرنسية في منطقة القبائل. وبعد مقتل المقراني خلفه أخوه بو مزراق الذي اضطر إلى نقل مركز القتال إلى الواحات الجنوبية. قضت عليها فرنسا بعد استخدام العنف والوحشية.
نتائجها:
1ـ الحكم بالإعدام على آلاف الجزائريين ثم التخفيف إلى السجن المؤبد والنفي.
2ـ فرض غرامة كبيرة على منطقة الثورة, ومصادرة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية ومنحها للمهاجرين.
ثورة أولاد سيدي الشيخ 1881م: اشتعلت جنوب وهران تزعمها بو عمامة قمعها الفرنسيون بقسوة.