رسالة الى المربين
اثر الدين في التربية والتعليم
لا يخفى ان الكثير من المربين يترجى بعض النفع من الوسائل التربوية الحديثة لتحقيق الهداية دون دون الالتجاء الى الله .
ولعل ما كتبه الاوربيون من مختصرات وموسوعات في مبادئ التربية وفن التعليم يفوق بكثير ما نشره الكتاب العرب والمسلمون .
فقد اوجدوا مؤلفات فريدة من نوعها تحتوي على تحاليل نفسية دقيقة مبنية على الملاحظة والتجربة .
فوضعوا للتربية اسسا يعجب المرء بها حتى يكون مدفوعا للاخذ بتوجيهاتها عن قناعة واعجاب ،بانها هي الوسيلة المثلى لتحقيق النجاح .
وهل تظنون ان شيئا من ذلك ينفع من دون التربية الدينية ؟؟
كلا وكلا
فلا تربية تنفع في اصلاح سلوك الانسان وتحقيق سلامة قلبه الا اذا كانت مبنية على كتاب الله وسنة رسوله.
فاملا ايها المربي المسلم قلوب ناشئتك ما استطعت بجلال الله ومحبته والرغبة في نعيمه ورضوانه والخوف من عذابه ونقمته
فبغير ذلك لا تجدي اية فلسفة تربوية .
والوقع العالمي يؤيد ذلك اذ لا نتوقع لهذه المعارف التربوية منذ كانت من عهد سقراط وغيره من الفلاسفة الاقدمين الى يومنا هذا ان تبلغ ما بلغته من النضج والتركيز ،فهل اعطت نتائج مرضية في تربية الفرد وتكوينه على الصلاح المنشود ؟؟
لا ولا
ذلك لان هذه الفلسفات قد اطرحت من ابحاثها وتحاليلها ارادة الله وهداية الرسل ،ولم يعيروا اهتماما للوحي والرسالات السماوية اغترارا بالعلم الذي عندهم كما قال الله تعالى في شان امثالهم"(فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون")
ولكن ماذا كانت النتيجة؟؟؟
الواقع الانساني يغني عن الاجابة ،لان الذي يمكن ان يستفيد من تلك العلوم في التربية وعلم النفس هو ذلك المربي الذي يضع كتاب الله في يمينه وسنة رسول الله في شماله.
نبراسين ساطعين بنور الله يكشف له معالم الطريق في اوله ووسطه واخره وهو يقوم بمهمته التربوية على اسس العقيدة الراسخة من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر،ثم بعد ذلك ياخذ من التجارب الانسانية الصادقة ويتزود بكل نافع من القواعد الصحيحة.
*من صفات المربي أن يكون حازما وفرق بين الحزم والرفق، الرفق والرحمة لابد منهما، فرسول الله عليه الصلاة والسلام كان من أرحم الناس بعياله وأهله وأما الحزم الذي نتكلم عنه فهو أن لا تسكت على خطأ أبدا، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (([fair]ولا ترفع عنهم عصاك أدبا[/fair])).
قسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم
إذا لم تمارس مهمة الناصح المغير الذي لا يرضى على خطأ أبدا، إن لم تفعل هذا كنت صفرا على الشمال ويتجرأ عليك الصغير والكبير، تفقد هيبتك في بيتك لا يكون لك قيمة، لابد من ممارسة الحزم بأن تثني على الصواب وتعترض على الخطأ.
لابد أن تتولى أمر التربية بنفسك وتحت إشرافك فيكون لك وجود وحضور في أسرتك، أن ترصد كل ما يدخل بيتك من مجلة أو صحيفة أو فلم أو شريط أن ترصد كل ما يعرضه الإعلام من غث وسمين أن تسكت كل صوت لا ينبغي أن يسمع مما فيه دعوة إلى فاحشة وخنا، أن تنمي معاني الرجولة في أبنائك، ومعاني الحياء والعفة في بناتك وقبل أسبوعين نشرت مجلة "اليقظة" في باب أسئلة دينية فتاة تسأل هي طالبة في معهد للسكرتارية تتلقى العلم، لم تجد من يوصلها تبرع شقيق صديقتها أن يقوم بهذه المهمة، ففي الناس أشراف ولكنه كان كلبا مسعورا شغله الشاغل شهوته له صنعته من كلام معسول، يغري ناقصات العقل والدين ممن لم يكن لهن من الدين ما يعصمهن تطاول الأمر حتى مد يده إليها فلم ترفض، أخذ يصحبها إلى شقته يتمتع بها، تقول البنت: وما زلت احتفظ بشرفي، طلبت منه النكاح فرفض وقال: عندي عشرات من أمثالك، تقول: لا أستطيع الاستغناء عنه فماذا أفعل، ضع هذه جانبا وامرأة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، يقال لها أم خلاّد قتل ابنها في المعركة جاءت وهي متنقبة تغطي وجهها تسأل عن ابنها فقال لها بعض الأصحاب: اكشفي عن وجهك حتى نعرف من أنت ومن ابنك؟ قالت لهم: ((لأن أرزأ في ابني أحب إلي من أن أرزأ في حيائي)) أن أصاب بمصيبة في ابني فيموت أحب إلي من أن أصاب بمصيبة في حيائي فأكشف عن وجهي، هذا حديث يرويه أبو داود، تأمل في هذه القمم السامية التي تربت عند النبي عليه الصلاة والسلام وبين هذه السفوح الهابطة، فعل بها كل ما يريد وتقول: ما زلت احتفظ بشرفي، أي شرف يبقى بعد ذلك!! ما هي موازين الشرف في واقعنا! من أي بيت دعارة تخرجت؟! من هم والديها ماذا علموها؟! أسئلة يقف العاقل أمامها حائرا.