"1" </STRONG>
ماذا يجري في قرانا البعيدة؟ ما التجارب التي تطبع حياة الفلاح داخل المسألة الفلاحية؟ مانوع العلاقات السائدة التي توجه مصيره داخل هذه التجارب؟ مامقدار اهتمامنا بالفلاح، وبأرضه، وبمعاشه؟ مادور الثورة في تجهيزه بالأسلحة المادية والذهنية حيث يجد نفسه تائهاً في مستنقعات "لم يستطع - التاريخ- ولا - التحويل- الاشتراكي على مستويات أن يجففها تحت قدميه الغائصتين؟ أما زال فلاحونا يأبون الاجتماع على جانب واحد أمام ريح عاتية مازالت تهب؟. وبالتالي، أيبقى كل شيء لديهم - متفرقاً- على وهن تهيمن عليه أهوال الإنتاج الماضي في ظروف لاتملك - بسبب التخلف وضعف الإمكانيات أوغيابها- الوسائل البديلة؟.. </STRONG>
من أعماق الإجابات عن هذه التساؤلات أو المساءلات التي تعكس، من جهة، الحالات الروحية والعلاقات الاجتماعية، والآفات النفسية المتوارثة، وشكل الارتباط بالأرض - وماعليها- ... والتي تؤدي، من جهة أخرى، وبالضرورة، إلى وجود أشكال استغلالية أخطبوطية، وانشغالات إحباطية على مستوى الفرد والجماعة، والمعذب ص8- 9". </STRONG>
القحط ينعي المطر.. ينعي المواسم، ينعي النعاج ص11"... ثمة مصائب إذن!. فما هي أبنيتها؟ وما هي مستويات صدماتها؟ تفجراتها؟.. انهياراتها....؟ وعيها؟. </STRONG>
"3" </STRONG>
**بنية ثلاثية </STRONG>
أ- بنية التراكم الكمي: </STRONG>
سيكون التوجه النقدي نحو وعي الأرض في "المسألة الفلاحية" على الخصوص، مايداخله من ملابسات ومايمكن أن تفرزه الرواية، على الصعيد السيسولوجي وعلى الصعيد الأيديولوجي، من علاقات ومواقف وتصورات وقوى تلغيه أو تخلخله داخل المسألة الفلاحية، أو قد تؤدي إليه دون غفلة عما يرتبط بالأرض من إنتاج رعوي سائد، له أهميته القصوى - من حيث هذا الارتباط- في هذا النص الروائي. فضلاً عن مسارب إلى أحوال اجتماعية أخرى تدور في فلك المراكز الأساسية المتعلقة بقضية الأرض. </STRONG>
مع الإشارة إلى أن ثمة مجالاً في الرواية لدراسة أخرى ذات أهداف مختلفة، ترصد مظاهر الحياة الاجتماعية في القرية خارج البنية الروائية، من نواحي اللباس والانتماء القبلي والطبقي، والمهور، والأمثلة الشعبية، وإيقاع الحياة اليومية، ونظرة القرية إلى المدينة، وسلطة الزوج أو الأب ومستوياتهما، وأشكال توزيع العمل في العائلة، والقوى المهيمنة في القرية وانتماءاتهما وصراعاتهما القبلية ومدى تأثيرها، وأسلوب البيع والشراء، إلى غير ذلك مما ورد على الهامش الضيق من المشكل المركزي أو في إطار سرد الصخرة العام. </STRONG>
"الصخرة قرية يتجاوز عدد سكانها المائتين وخمسين رجالاً ونساء وأطفالاً، جميعهم من عرب الدليم، كانوا بدواً رحلاً ثم تحضروا بالتدريج وأخيراً وزعت الدولة عليهم الأراضي التي أخذت من الإقطاعيين في عملية الإصلاح الزراعي ص104". لكنهم: "أهملوا التفكير بالأرض لأنهم لايعبؤون إلا بتربية المواشي، بدافع عاداتهم البدوية المتوارثة ص104" وهم: "ينتظرون من السماء أن تمطر، وإن أمحلت هلكوا، وهلكت مواشيهم كما يحصل هذا العام ص105". </STRONG>
فما معطيات هذا الواقع في بنية التراكم الكمي؟... </STRONG>
ثمة مراكز في المسألة الفلاحية هنا، نَحَّت مواقف معينة بتأثيرات متباينة. </STRONG>
*مركز: محمد الجاسم وسميح الندار المزارع). </STRONG>
على أثر البلاء الذي أصاب الصخرة، فأدى إلى يبس الزرع وانعدام الكلأ، وتساقط المواشي، وما قد يجرّ على السكان الفلاحين من الخسائر ويترك انعكاسات سيئة على مجمل حياتهم وعلاقاتهم،... "جاء مزارع من القامشلي، يعرض عليهم أن يؤجروه أراضيهم مقابل مبالغ يرونها كبيرة ص105" فيجد له وكيلاً: محمد الجاسم يفاوض باسمه ويشهر مشاريعه وخططه ويغري الفلاحين بأن يوقعّوا عقوداً معه ليحقق توقه إلى الزعامة المطلقة" محمد الجاسم مقامه يعلو، في الصخرة في قرى الدليم الثماني، فوق المصائب فوق القحط ص19" تلك التي تيسر له الجاه، والمال، وتصفية الحسابات مع مراكز أخرى أو لجعلها تعمل لحسابه في خبث ولين وحنكة. إلى جانب مايلحقه من "إنقاذ" حالته المتضررة. وقد سخَّر في فلكه من يسهل له الأمور فايد العقل - حواس الزير..). فالعملية استغلال مفضوح: "سينشئ المزارع محركاً، ويحوّل من يريد العمل لديه إلى مجرد أجير عنده، مبتلعاً خيرات أراضيهم، ومن لايريد العمل معتمداً على أجرة أرضه إلى مجرد عاطل لانفع فيه، وقد اختار هذا المزارع في خبث رجلاً في الخامسة والأربعين يسمى محمد الجاسم ص105". </STRONG>