القصة العربية الحديثة ( متابعة ) - للأدبي فقط -
ثانياً - خطوات على طريق القصة الفنية :
- تبلورت الفنون الأدبية ولاسيما القصة في فترة مابين الحربين بتأثير الثقافة الغربية – وظهرت مدرسة قصصية جديدة كان من روادها عيسى عبيدة ( ثريا ) , ومحمود تيمور ( نداء المجهول ) وبدأت تقترب من الواقعية .
- وفي الثلاثينات ظهرت قصة ( إبراهيم الكاتب ) للمازني , و( سارة ) للعقاد , و ( أديب ) لطه حسين ,.
واتسمت القصة في هذه المرحلة بالسمات التالية :
1- تكونت فيها لغة فصصية تكيفت مع السرد والوصف والحوار .
2- كانت مادة القصص من تجارب الكتاب ومشكلاتهم الذاتية , وكأنها سيرة ذاتية .
3- بدأ الكتاب يغوصون في نفوس أبطالهم ويحللون مشاعرهم وانفعالاتهم .
4- تم التركيز على الفرد وفصل الأحداث عن الواقع .
5- رغم اقتراب القصص من الواقعية , ظلت النزعة الرومانسية واضحة في الشكل والرؤية .
وظهر ذلك في التوجه للماضي والاهتمام بالطبيعة .
ثالثاً- نضج القصة العربية الحديثة :
بدأ نضج القصة العربية الحديثة في الأربعينات عند مجموعة من الكتاب عالجوا القضايا السياسية والاجتماعية وأزمات الإنسان الروحية من خلال رؤية واضحة وعميقة , ويقف في طليعتهم ( نجيب محفوظ ) .
دور نجيب محفوظ ومراحل تطوره:
- استطاع نجيب محفوظ أن يختصر تاريخ الكتابة في العالم , ويطور أشكالها ويرسم صورة عميقة للمجتمع المصري , وأن يخلق عالماً فنياً شاملاً ومتنوعاً , ويتمثل كافة المؤثرات في الفكر العربي والشخصية العربية .
- وقد مرّ بالمراحل التالية :
1- بدأ متأثراً بالرومانسية التاريخية وكتب ( عبث الأقدار - ورادوبيس ) أسقط فيها التاريخ الفرعوني على واقع الاحتلال الإنكليزي لمصر .
2- في الأربعينات كتب الرواية الاجتماعية فصور واقع الإنسان ومصيره ومنها ( القاهرة الجديدة - وخان الخليلي - وزقاق المدقّ ).
( وهذه الأعمال ذات رؤية واقعية وإيقاع بطيء وفيها اهتمام بتأثير البيئة بالشخصيات واختيار الشخصية النمطية .).
3- جرّب بعدها الواقعية النفسية , فكتب ( السراب ) عالج فيها عقدة أوديب وأثرها في الإنسان .
4- فففي الستينات اتجه إلى الواقعية الوجودية الفلسفية , وعالج مشكلات الإنسان , كالغربة والضياع والانتماء واللاانتماء فكتب ( اللص والكلاب - والشحاذ - وميرامار ) .
- تميزت هذه المرحلة بالرؤية الفلسفية والسرعة والتكثيف وطغيان الشخصية المركزية.
5- اتجه اتجاهاً ملحمياً فوسّع رؤيته وجعلها شاملة وإنسانية رغم محافظته على الحارة المصرية وكتب ( أولاد حارتنا - وملحمة الحرافيش) .
أسماء أخرى في الرواية والقصة :
- استمرت الرومانسية في أعمال ( محمد عبد الحليم عبدالله ) وظهرت الواقعية النقدية عند ( محمود تيمور- وغسان كنفاني - وأميل حبيبي - وعبد الرحمن منيف ) , والواقعية الاشتراكية عند ( الشرقاوي - وحنا مينة ) .
- وفي القصة القصيرة برز ( محمود تيمور- ثم يوسف إدريس - والعجيلي - وزكريا تامر ) .
- وفي الستينات بدأت تظهر النزعة التجريبية في القصة :
ميزات النزعة التجريبية في القصة :
1- الثورة والخروج على مفهوم الحكاية والسرد التقليدي .
2- الخروج على الشكل الهرمي للقصة ( بداية – وسط – نهاية ) وإبداع أشكال جديدة ( أحلام – مونولوج – تداعي )
3- استعادة التاريخ والأسطورة والتراث العربي.
4- الاستفادة من تقنيات السينما والمسرح والموسيقا والشعر .
5- شيوع القصص الخيالية المعبرة عن القلق والقهر واللامعقول .
6- استخدام اللغة الإيحائية القلقة المتوترة الشعرية , وترك اللغة السردية الإخبارية .
- هذه الأشكال عكست أزمة المثقفين واغترابهم عن مشكلاتهم وواقعهم وزاد الغموض في بعضها مما نفرالناس منها .
رابعاً : قصة الخيال العلمي :
هي قصة تنطلق من حقيقة ثابتة أو متخيلة لتكشف جانباً مجهولاً في الكون أو تصف حياة البشر في المستقبل .
- أهم روادها ( جول فيرن ) الفرنسي و ( ويلز ) الإنكليزي .
- والجانب الأكبر من هذه الرواية ينقسم قسمين :
1- الأول: يدور حول مغامرات الإنسان في عوالم مجهولة ( غزو الكواكب أو العكس ) .
2- الثاني : يدور حول بناء عالم مثالي أو مختلف عن عالمنا .
- وقد تكون هذه القصة رداءً للحقيقة العلمية وهدفها الكشف عنها .
- وتأثر كتابنا في كتابتها بالغرب .
- وكان ( نهاد الشريف ) أول من كتبها في روايته ( قاهر الزمن )
- ومن كتابها عندنا ( طالب عمران ) في روايتيه ( خلف حاجز الزمن – وصوت من القاع )