| قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:13 am | |
| جنوب شرق آسيا اسم يطلق الآن بصفة عامَّة على الأقاليم الواقعة بين شبه القارة الهندية وجنوب بلاد الصين، والمحاطة من الشرق ببحر الصين والجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادي، ومن الغرب المحيط الهندي وخليج البنغال، وتضمُّ البلدان التالية: إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وبورما، وفيتنام، وكمبوديا، ولاوس، وتايلند، والصين, وتركستان الشرقية، وبروناي، وهذه المنطقة قد تأثَّرت بالطابع الهندي والصيني؛ لكثرة الهجرات إليها من هذين البلدين، وتأثَّرت بثقافَتَيْهما[1]. والحقيقة أن قصة انتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا تُعَدُّ من أعظم قصص انتشار الإسلام في العالم؛ فالمسلمون لم يذهبوا إلى هذه المناطق الشاسعة المساحة العظيمة السكان بجيوش فاتحة، ولم يخوضوا مع أهلها حروبًا تُذكر، وإنما ذهبوا إليها كتُّجار يحملون أخلاقَ الإسلام، وهَمَّ الدعوة إلى الله، وذلك بالحسنى والمعاملة الحسنة، فحقَّقوا القاعدة الأصيلة التي تؤكد أن الإسلام إنما يغزو القلوب لا الأراضي أو البُلدان. فقد حمل التجار المسلمون بضائعهم، ورحلوا من المشرق الإسلامي إلى تلك البلاد النائية عن طريق البحر، وكان لعرب جنوب الجزيرة العربية اليمنيِّين والعُمَانيِّين النصيب الأوفى في ذلك، فأخذوا يبيعون ويبتاعون، ووجد أهل تلك البلاد النائية فيهم الصدق، وعرَفوا فيهم العفَّة والأمانة، ثم علموا أن هذا كله من أثر العقيدة التي يحملونها؛ فحُبِّب الإسلام إلى نفوسهم؛ الأمر الذي لم يظلوا عليه طويلاً حتى باتوا يَدِينُون بالإسلام، وأصبحوا من أبنائه المخلصين. وبين يَدَيْ هذه الصفحات نرى قصة وصول الإسلام إلى دول هذه المنطقة، مع التطرُّق إلى أهمِّ أحداثها التاريخية التي مرَّت بها، وأوضاعها الراهنة؛ فإن سكان هذه البُلدان وإنْ نَأَتْ بهم عَنَّا الديارُ إلا أن رابطة الدِين وميثاق الأخوَّة يجعلهم أقرب إلينا من قِيدِ أُنْمُلَةٍ.
| |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:14 am | |
| [size=16]قصة الإسلام في إندونيسيا ونبدأ قصتنا بالدول ذات الأكثرية الإسلامية في هذه المنطقة, ومنها إندونيسيا، كبرى البُلدان الإسلامية، تلك التي أطلق عليها المسعودي اسم "جزر المهراج"، أما باقي الكُتَّاب فكانوا يسمُّونها بأسماء جزرها: سومطرة، جاوة، وهكذا. وقيل: إن اسمها يتكون من مقطعين؛ وهما: "إندو" ومعناها: الهند، و"نيسيا" ومعناها الجزر. وهذا ما كانت تُشير إليه كتابات الكُتَّاب والجغرافيين دائمًا بتسميتها بجزر الهند الشرقية، كما أنها تُسمَّى أحيانًا باسم الأرض الخضراء، ومنذ القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي أصبحت تُعْرَف باسم إندونيسيا[1]. وتُعَدُّ إندونيسيا جزءًا من أرخبيل الملايو في جنوب شرق آسيا، كما أنها الدولة التي تضمُّ أكبر مجموعة جزر في العالم؛ إذ يبلغ عددها حوالي 17508 جزيرة، المسكون منها حوالي 600 جزيرة، ومنها جزيرة جاوة التي تُعَدُّ من أكثر مناطق العالم ازدحامًا بالسكان، وقد تناقصت نسبة المسلمين فيها من 97% إلى 85%. ومن العسير تحديد تاريخ بَدْءِ دخول الإسلام إندونيسيا، وفي ذلك تقول المراجع: إن تجار المسلمين أنشئوا لأنفسهم مراكز تِجاريَّة على سواحل سومطرة وشبه جزيرة الملايو من وقت مبكِّر، ربما من أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجريَّين، الثامن والتاسع الميلاديَّين، وقد أتى أوائل التجار من جزيرة العرب من: عُمَان، وحضرموت، والساحل الجنوبي لليمن، واتخذوا مراكزهم الأُولَى على الشاطئ الغربي لسومطرة، وكانوا يسمونها سمدرة، وكانوا أهلَ سُنَّةٍ على المَذْهَب الشَّافِعِيِّ، أمَّا الهنود فقد دخلوا الجُزُر بالمَذْهَب الحَنَفِيِّ[2]، وبعد ذلك وَصَل إلى هذه الجزر تُجَّار المسلمين من الهنود ومن شبه جزيرة الكَجَرَات. كما تروي بعض كتب التاريخ أن بعض التجار الإندونيسيِّين قد وصلوا إلى بغداد أيَّام الخليفة العباسي هارون الرشيد، وعندما قَفَلوا راجعين كانوا يحملون بين جوانحهم عقيدة الإسلام، وعندما وَصَلُوا إلى بلادهم قاموا بدعوة واسعة النطاق لها[3]. وفي أوائل القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي بدأ الدِّينُ الإسلامي ينتشر بسرعة في أطراف الدولة، وأخذت السلاطين والقبائل المسلمة تُقَاوِم السلطة البوذيَّة في "جاوة"، وكان من أهمِّ تلك السلاطين المسلمة سلاطين "آشِنْ" في أقصى الشمال من جزيرة "سومطرة"، وسلاطين "مَلاكَا" في غربي شبه جزيرة "ملايا"، الذين أسَّسُوا تجارة مستقلَّة عن الدولة مع التُّجَّار المسلمين العرب والفرس والصينيين والهنود، وقد أسلم هؤلاء نتيجة احتكاكهم مع المسلمين العرب والفرس[4]. جاوه مركز إشعاع إسلامي وقد كان لانتشار الإسلام أثره العميق في قيام ممالك إندونيسية متعددة في تلك الجزر، مثل مملكة "بنتام" التي أسَّسها الملك حسن الدين في جاوة الغربية، ومملكة "متارام" التي أقامها رجل عسكري يُدعى "سنافاني" في شرق جاوة؛ وبذلك أصبحت جزيرة جاوة مركز إشعاع للدِّينِ الإسلامي، وانتقل منها إلى غيرها من الجزر، وكان هناك أيضًا مملكة "آتشيه" في شمال سومطرة، ومملكة "ديماك" في وَسَط جاوة، والتي أقامها رمضان فاطمي عام 832هـ، وكذلك مملكة "بالمبانغ" في جنوب سومطرة[5]. وهكذا نرى أن الإسلام في مسيرته في جزر إندونيسيا قد قفز من مجموعة من الجُزُر إلى أخرى بسلام وبدون أي حرب، وفي هذا الجزء من العالم تقوم الآن جمهورية إندونيسيا، وهي أكبر بلد إسلامي على الأرض[6]. الاحتلال البرتغالي لإندونيسيا الحقيقة أن جزر إندونيسيا تتمتَّع بموقع ممتاز وأهمية خاصَّة، وبموارد أَوَّلِيَّة ضخمة، وهو ما أطمع فيها الاستعمار بكل أصنافه؛ البرتغالي، والهولندي، والإنجليزي، والإسباني، والأمريكي؛ ففي الوقت الذي بدأ المسلمون يُثَبِّتُون أقدامهم في إندونيسيا كانت مخالب الأوروبيِّين من جهة ثانية تَنْشَب فيها لتَجِدَ لها مركزًا ثابتًا مستَقِرًّا في هذه المنطقة؛ وذلك لحقدهم الصليبي الذي حمل المظهر الاقتصادي بحاجتهم إلى التوابل المرتفعة الثمن في أوروبا[7]. وقد كانت البرتغال أُولَى الدول التي احتلَّت إندونيسيا، وقد نَشِبَتْ معاركُ شديدة بين الإندونيسيِّين من ناحية والبرتغاليِّين من ناحية أخرى، واتَّخذت تلك الحرب شكل الحروب الصليبية، وذلك نظرًا لقرب عهد البرتغاليين بمحاربة المسلمين والقضاء عليهم في الأندلس، ولقد كان من أهمِّ الدوافع التي حثَّت البرتغاليين على القيام بالحركة الكَشْفِيَّة – على رأيهم - هو ضَرْبُ اقتصاديَّات المسلمين، والسيطرة على تجارتهم، ومحاولةُ نَشْرِ النصرانية بالتعاون مع الأحباش، ولحقدهم على الإسلام استخدموا كافَّة وسائل الإرهاب والقمع الوحشي ضدَّ المسلمين، وقد توالت حملات البرتغاليِّين على هذه البلاد، ونجحوا في اتخاذ أتباعٍ ومؤيِّدين لسياستهم الاستعمارية في تلك البلاد، وكثُر وجود تجار أوروبا في إندونيسيا منذ ذلك الوقت. وقد قاوم المسلمون في إندونيسيا الاحتلال البرتغالي، وقاموا بثورات متعدِّدة ضدَّ النصرانية، وخاصَّة بعد أن قُتِل أحد ملوك إندونيسيا غدرًا عام (978هـ= 1570م)، وهو هارون سلطان "ترنات"، والذي كانت سلطته تمتدُّ حتى الفلبين[8]. الاحتلال الهولندي لإندونيسيا وظلَّ البرتغاليُّون يحتكرون نقل تجارة التوابل إلى أوروبا حتى عام (988هـ= 1580م)؛ حيث استولت إسبانيا على البرتغال، وآلت إليها الأخيرة بكلِّ ما لها من ممتلكات، ونظرًا لتحطُّم أسطول إسبانيا في معركة الأرمادا البحرية مع إنجلترا عام (997هـ= 1588م) لم تستطع أن تحُلَّ محلَّ البرتغاليِّين في إندونيسيا بالتقدُّم لاحتلال إندونيسيا[9]. وبعد أن حصلت هولندا على استقلالها لم تَعُدْ تخشى أسطول إسبانيا، وأصبحت تنتقل في تلك البحار دون خوف من مُنَازعٍ قويٍّ، وخرج أوَّل أسطول هولنديٌّ إلى الهند سنة 1590م، وبلغ الجزائر الإندونيسيَّة ثم عاد إلى هولندا، وكان هذا سببًا في تأسيس شركة الهند الشرقيَّة الهولنديَّة 1602م[10]، التي أعلنت في بادئ الأمر أن غرضها ليس إلا التجارة، ولكنها ما لبثت أن أخذت تحتكر الغلاَّت والمنتجات الزراعية، وتمتلك الأراضي مقابل دخل تدفعه الشركة للسلاطين[11]. وقد أخذ الهولنديون يبسطون سلطانهم، وأَخَذَ نفوذهم يتغلغل في أنحاء البلاد، ولما اشتدَّ ساعدهم لَجَئُوا إلى فرض سلطانهم بالقوَّة؛ فقاوم السكان المسلمون ذلك الوضع، وتدخَّلت الحكومة الهولندية لمواجهة هذه الثورة العارمة[12]. ولم يكن البرتغاليون والهولنديون وحدهم هم الذين حاولوا استعمار إندونيسيا، بل انضمَّت بريطانيا إليهم؛ فأقامت قلعة لها في (بان كولن) على الشاطئ الغربي لسومطرة في سنة 1714م وظلَّت هناك حتى سنة 1825م. فسقطت إندونيسيا بذلك تحت حكم الشركة البريطانية للهند الشرقية في الفترة (1811- 1816م) أثناء حرب نابليون التي تَمَكَّن فيها من احتلال هولندا، ولكن بريطانيا وهولندا عقدتا معاهدة في لندن في 13 أغسطس سنة 1814م قَضَتْ بإعادة المستعمرات إلى هولندا عام 1803م، وبذلك استردَّت هولندا الجزر الإندونيسية من بريطانيا. الاحتلال الياباني لإندونيسيا وظلَّت هولندا وحدها في إندونيسيا منذ مطلع القرن السادس عشر؛ تستنزف خيراتها وتستولي على مُقَدَّرَاتها، وتقف حجر عَثْرَة في سبيل تقدُّمها ورُقِيِّها، حتى احْتَلَّت القوات اليابانية إندونيسيا في مارس 1942م بعد استسلام الجيش الهولندي أمام اليابان[13]. ولم يمضِ شهر على الاحتلال الياباني حتى صدر مرسوم بِحَلِّ الأحزاب السياسية جميعها، بل والمنظمات الأخرى، ومنعها من الاستمرار في نشاطها، وقد قام الإندونيسيون بحركات داخل بلادهم ضدَّ هذا الاحتلال، وبعد إلقاء القنبلة الذرية (1364هـ= 1645م) استسلمت اليابان، وبعد يومين فقط أُعْلِنَ عن قيام حكومة إندونيسية برئاسة أحمد سوكانو ونائبه محمد حتا[14]. إندونيسيا بين الفقر والتنصير أما واقع إندونيسيا اليوم فإنها تعاني مشكلات متعددة، تتمثَّل في ضعف الإنتاج مقارنة بالإمكانات الطبيعية والمساحات الهائلة والأعداد الكبيرة من السكان، وكذلك ارتفاع نسبة الأمية والبطالة، حتى إن إندونيسيا، نتيجة البطالة العالية وازدياد الفقر وانخفاض مستوى المعيشة، صارت في العقود الأخيرة من أكبر المصدِّرين للعمالة البشرية الرخيصة إلى الدول الأخرى، حتى في أبسط الأعمال والمهن. وقد أغرى هذا الوضع المُزْرِي الحركات التنصيرية في العالم، فنشطت منذ منتصف القرن العشرين للعمل الحثيث من أجل تنصير إندونيسيا، حيث تمتلك الحركات التنصيرية إمكانيات تفوق ميزانيات كثير من الدول، وقنوات تلفزيونية، وعشرات الصحف والمجلات، وقد بدأت هذه الجهود تؤتي أكلها؛ حيث انخفضت نسبة المسلمين من 97% إلى 85%، فوقعت كثير من المناطق في قبضة التنصيريين، مثل نوسا تنجار الشرقية، التي أصبحت نسبة المسلمين فيها 9.12 %، وهي تتكون من 111 جزيرة أكبرها تيمور، وأغلب السكان فيها صاروا نصارى.
[1] محمود قمر: الإسلام والمسلمون في جنوب شرق آسيا ص43.
[2] حسين مؤنس: أطلس تاريخ الإسلام ص380.
[3] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي 20/368.
[4] فايز صالح أبو جابر: الاستعمار في جنوب شرقي آسيا ص174.
[5] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/287.
[6] حسين مؤنس: أطلس تاريخ الإسلام ص381.
[7] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/287.
[8] تاريخ العالم الحديث والمعاصر 1/ 289.
[9] المصدر السابق، الصفحة نفسها.
[10] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرق أسيا، ص7
[11] محمود السيد: تاريخ دول جنوب شرق آسيا، ص94.
[12] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا، ص8.
[13] المصدر السابق، الصفحة نفسها.
[14] راجع محمود شاكر: التاريخ الإسلامي 2/ 386، 387.
[/size] | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| |
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| |
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:20 am | |
| ومن هذه الدول "تايلند" التي تقع في جنوب شرق آسيا، ويحدُّها من الشرق لاوس وكمبوديا، ومن الجنوب خليج تايلند وماليزيا، ومن الغرب بحر أندمان وميانمار "بورما"، وكانت "تايلند" تُعرف في الماضي باسم "سيام" وتبلغ نسبة المسلمين في تايلند 25%.وقد طرق الإسلام الأرض التايلندية منذ فترة مبكرة، مثلها مثل بقية دول شرق وجنوب شرق آسيا، فأثَّر تأثيرًا لا بأس به بين أهالي سيام "تايلند" من البوذيين، وأُطلق على الذين اعْتَنَقوا منهم الإسلام اسم "السمسم - Samsams"، وأقبلت بعض القبائل أيضًا التي تعيش في هذه المنطقة على اعتناق الإسلام، ويُذْكر أيضًا أن التجار العرب والفرس المسلمين هم الذين أدخلوا الإسلام إلى تلك المناطق منذ القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي، ولكن يُعزى أهمُّ توسُّع لهذا الدين إلى هجرات أهل الملايو (ماليزيا الآن) التي بدأت في القرن الثامن الهجري – الرابع عشر الميلادي[1].وتُعتبر تايلند في حكم الدولة المحتلة المستعمرة لأرض فطاني التي كانت بلدًا مسلمًا لفترة طويلة؛ لذلك فإن أساليب تايلند في محاربة المسلمين لا تختلف كثيرًا عن أساليب الاستعمار الصليبي في أفريقيا وآسيا والدول المسلمة[2].[1] توماس آرنولد: الدعوة إلى الإسلام ص415، وانظر أيضًا: محمود قمر: الإسلام والمسلمون في جنوب شرق آسيا ص123. | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| |
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| |
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| |
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| |
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:25 am | |
| أما بورما؛ فإنها تقع في الجزء الشمالي الغربي من منطقة الهند الصينية، تحدُّها الصين من الشرق، وبنجلاديش من الشمال الغربي، ولاوس وتايلند من الجنوب الشرقي، وخليج البنغال غربًا، وكانت تُعْرَف بهذا الاسم حتى عام 1989م، وبعده سُمِّيَت: "ميانمار", وتبلغ نسبة المسلمين 20%[1].وقد وصل الإسلام إلى "بورما" أيضًا عن طريق التجارة، إذ كان بعض العرب المسلمين يحطُّون رحالهم على الشواطئ، ولكن يبدو أن انتشار الإسلام عن هذه الطريق كان قليلاً؛ لأن شواطئ بورما لم تكن محطَّات للسفن؛ لأن السفن كثيرًا ما كانت تختصر الطريق بالتجارة نحو مالاقا وجنوب شرقي آسيا؛ لذا فإن انتشار الإسلام عن طريق التجارة كان واسعًا في جنوب بورما وفي بلاد فطاني والملايو[2].وغزا التتار المسلمين بورما عن طريق الصين عام 686هـ، فانتشر الإسلام، وقد خلع المسلمون الملكَ الطاغيةَ، ونصبوا مكانه آخر أقل منه ظلمًا. وكذلك وصل الإسلام عن طريق الهند، ففي القرن الحاديَ عشرَ الهجري حكم الهند "أورنكزيب" واختلف مع أخيه "سوجا"، فانتقل الأخير إلى بورما مع عدد من أتباعه المسلمين، وتوغَّلوا في الداخل، وتعايشوا مع السكان، ونشروا دينهم هناك، كما وصل إلى بورما عدد من مسلمي الصين والهند، وعاشوا فيها.وقد لقي المسلمون في بورما اضطهادًا من الاستعمار الإنجليزي فكان حائلاً بينهم وبين المناصب والوظائف، بل والأعمال، وقد زاد هذا الاضطهاد بعد الاستقلال، وقد تعرَّضوا في الآونة الأخيرة لحرب إبادة ذهب ضحيتها الكثير، وأُجبر الكثير على مغادرة البلاد، فانتقلت أعداد كبيرة منهم إلى البُلدان المجاورة وخاصَّة بنجلاديش[3].ويتجمَّع غالبية المسلمين في منطقة واحدة هي منطقة أراكان، التي تقع في الشمال الغربي من بورما[4]الخليفة العباسي هارون الرشيد (170 – 193هـ) أيضًا عن طريق تُجَّار العرب، حتى أصبحت دولة مستقلة حَكَمَها 48 ملكًا مسلمًا على التوالي، أولهم السلطان سليمان شاه، واستمرَّت كذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي (834 هـ= 1430م) – (1198هـ= 1784م)[5].، وكان قد وصلها الإسلام في عهدوفي عام 1784م وبعدما ضعفت سيطرة المسلمين على السلطة، احتلت بورما البوذية أراكان الإسلامية، وامتدَّ احتلالها إلى أن استعمرها البريطانيون في عام 1822م، وعند رحيل البريطانيين عام 1948م ومَنْحِهم بورما الاستقلال التامَّ ألحقوا بها "أراكان" ضد رغبة شعبها المسلم "الروهنجيا"، ومنذ ذلك اليوم يقوم البورميون بحملات تطهير عرقي ضدَّ المسلمين الروهنجيا شبيهة بتلك التي تُنَفَّذ في البوسنة، وكشمير، والشيشان، والأماكن الأخرى من العالم، من أجل تفريغ الأرض من سكانها المسلمين، وخَلْقِ ولاية بوذية تخلو من المسلمين تمامًا[6].وبعد الاحتلال البورمي لأراكان تم تهجير أكثر من مليوني مسلم بسبب الممارسات القمعية التي قامت بها السلطات البورمية، حيث يوجد معظم لاجئي أراكان الآن في بنجلاديش وباكستان، وكذا المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي، إضافة إلى مجموعات قليلة في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا، وتمت عمليات التهجير الجماعي عبر أربع مراحل، كانت الأولى عام 1938م إبان الاحتلال البريطاني، والثانية عام 1948م مع بَدْءِ الاحتلال البورمي، والثالثة عام 1978م حيث اشتدَّ الصراع بين الحكومة البوذية والمسلمين، ونتج عن ذلك فرار حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش وباكستان، وأما عملية التهجير الأخيرة فكانت عام 1991م[7].أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرَّة ولم تنقطع، في ظلِّ عُزلة الإقليم عن العالم بالإضافة إلى أن جميع حُكَّام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين، أما مَن تبقى من المسلمين فإنه يُتَّبَع ضِدَّهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين.هذا إضافةً إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب، كما يتمُّ إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال، وتمَّ نقل مئات المسلمين من وظائفهم، ويُمْنَع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات.كما أصدرت السلطات قرارًا بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تمَّ بناؤها أو إصلاحها خلال عشر سنوات منصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من 72 مسجدًا، و4 مراكز دينية، واعتقلت 210 من علماء الدين وطلبة العلم، وقتلت 220 مسلمًا.وفي ظلِّ عدم وجود دولة إسلامية مجاورة قويَّة تتبنَّى قضية مسلمي أراكان يستغل النظام البورمي الفرصة بين الحين والآخر لتشريد المسلمين، ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم في أراكان، مما يضطرهم للهجرة[sup][8][/sup].[1] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا، ص80.[2] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/342.[3] المصدر السابق: الصفحة نفسها.[4] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا ص81، 82.[5] المصدر السابق، الصفحة نفسها، وانظر أيضًا محمود قمر: الإسلام والمسلمون في جنوب شرق آسيا ص139.[6] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا ص 82.[7] انظر إبراهيم عبد الفتاح: العالم الإسلامي في مطلع القرن الخامس عشر الهجري 1/69.[8] انظر مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا ص80 وما بعدها، ومحمود قمر: الإسلام والمسلمون في جنوب شرق آسيا: ص138 وما بعدها، | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:26 am | |
| أما سنغافورة؛ فهي إحدى جزر الملايو، وتقع جنوب ماليزيا، فتتكوَّن من حوالي أربعين جزيرة متقاربة، وتتراوح نسبة المسلمين فيها من 14% إلى 15% من إجمالي عدد السكان، وسنغافورة ميناء بحري وجوي عظيم، ويقال: إن ميناءها البحري رابع موانئ العالم الكبرى. ومدينة سنغافورة العاصمة مدينة مفتوحة لها تجارة رابحة عظيمة[1].وسكان سنغافورة خليط من عناصر بشرية مختلفة، يمثِّل الصينيون 75%، بينما الماليزيون 14%، و9% هنود وباكستانيون، ثم إندونيسيون.وقد وصل الإسلام إلى سنغافورة في الوقت الذي وصل فيه إلى جُزُر الهند الشرقية، فانتشر الإسلام عن طريق التجارة بعد انتشاره في مالاقا، وكما ذكرنا كان التاجر المسلم بسلوكه الإسلامي المتَّصف بالصدق، والأمانة، والسماحة، خير وسيلة للدعوة الإسلامية وانتشار الإسلام[2].وقد بلغت الأجيال السابقة من المسلمين حظًّا كبيرًا في النجاح في التجارة، وكوَّن بعضهم ثروات واسعة، ولا أَدَلُّ على ذلك مِن أن عددًا من الشوارع المهمَّة في سنغافورة سُمِّيَ باسم شخصيات عربية إسلامية.كما أن هناك شارعًا تِجاريًّا كبيرًا ومهمًّا في سنغافورة يسمى "شارع العرب"، وقد أضفى الملايويون على العرب المسلمين قدرًا كبيرًا من الاحترام والتمجيد فيما مضى، وعدُّوهم طبقة فوق أنفسهم، وقد تجلَّى ذلك في الأسلوب الذي كانوا يخاطبونهم به، وكان من مظاهر تميُّزهم الترحيب بهم في الزواج، فيتزوج العربي المسلم من أشرف الأسر وأمجدها[3].ويُعَدُّ تاريخ سنغافورة جزءًا من تاريخ شبه جزيرة الملايو (ماليزيا)، ولكنها غَدَت إثر الحرب العالمية الثانية مستعْمَرَة بريطانية منفصلة عن بقية ولايات الملايو، وعند قيام اتحاد الملايو عام (1383هـ= 1963م) كانت سنغافورة إحدى ولاياته، ثم عادت فانفصلت منه بعد عامين من قيامه[4].وقد حدث صراع دموي قبل الانفصال في سنغافورة بين المسلمين الملايويين وبين الصينيين من سكان سنغافورة، والذي تمَّ على أثره الاتفاق على خروج سنغافورة من الاتحاد، وقد نتج عن الانفصال أن المسلمين أصبحوا أقلِّيَّة وَسَطَ الصينيين في قُطْر غير إسلامي[5].ومِن بعدها لم يستطع المسلمون الاحتفاظ بما كان لهم من مميِّزات طبقيَّة اجتماعيَّة، وتبدَّل هذا التبجيل بنوع من المشاعر العنصريَّة، ومِن ثَمَّ ترى الكثير من المسلمين العرب يحاولون أن يندمجوا في الشعب، وأن ينتحلوا شخصية الملايوي كاملة؛ حتى لا يُنْظَرَ إليهم على أنهم دخلاء[6].وبالنسبة لنشاطهم في الدعوة إلى الله فقد حاول المسلمون – نظرًا لوجود نشاط تَبْشِيرِيٍّ كثيف – إنشاء توازنٍ في مجال الدعوة إلى الإسلام حتى يواجهوا جهود المُنَصِّرِين، فأنشئوا "الجمعية الخيريَّة الإسلامية"، كما تمَّ إنشاء "دار الأرقم" للتمرين على الوعظ والإرشاد، والجمعية الخيريَّة الإسلامية الآن صَرْحٌ مَشِيدٌ يلفت نظر الزائرين للملايو وسنغافورة[7].[1] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا، ص58.[2] المصدر السابق، ص59، وانظر أيضًا: إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/355.[3] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا، ص60.[4] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/355.[5] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا ص62.[6] السابق: ص60 بتصرف.[7] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا ص61. | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:28 am | |
| وعند الحديث عن منطقة الهند الصينية، والتي تشمل: فيتنام، وكمبوديا، ولاوس، فإن لها قصة مشابهة لما يحدث مع الأقليات في هذه المنطقة؛ فمعظم شعوبها تَدِين منذ عصور قديمة بالنظريات والمعتقدات المختلفة، ومنها البراهمية التي وصلت إليها من الهند وعَمَّت المنطقة عدا "أنام" شمال فيتنام، والتي أثَّرت فيها نظرية كونفوشيوس التي وَحَّدت الصين، ثم وصلت إليها البوذية وعَمَّت شعوب المنطقة[1].وقد وصل الإسلام إلى الهند الصينية في القرن الرابع الهجري، أو قبل ذلك بقليل عن طريق التجار، الذين عملوا في الدعوة إلى الإسلام، وكان هؤلاء التجار ينزلون على السواحل البارزة في البحر، أو التي تكون محطات إجبارية للسفن؛ لذلك فقد كان ساحل مملكة أنام مجالاً لتَوَافُد التجار المسلمين، الأمر الذي أدَّى إلى انتشار الإسلام هناك وبين شعب تشامبا، وكان يُطْلَقُ عليهم اسم "هوي هوي"، وهو الاسم الذي يُطْلِقه الصينيون على المسلمين حتى الآن!![2].وقد ازدهر الإسلام في تشامبا في القرن الثامن الهجري عندما توطَّدت العَلاقة بين مملكة تشامبا وسلطان المسلمين في الجزر الإندونيسية، وتعود مملكة تشامبا في تاريخها إلى عام 420 قبل الهجرة، وقد دخلت في صراع مع جيرانها الصينيين والكمبوديين، ولعلَّ هذه الدول هي أقدم دولة أسَّستها الأقوام الملايوية، وكانت تعتمد في حياتها على التجارة، ولم ينتشر الإسلام في الهند الصينية في غير هذه المنطقة، وذلك لتراجع السواحل التي تؤلِّف خلجانًا واسعة، مثل خليج "سيام" في الجنوب، وخليج "طونكين" في الشمال.ومنذ القرن الثامن الهجري أصبحت "تشامبا" إمارة إسلامية، وبلغ أقصى امتداد لها عام (875هـ= 1470م)؛ إذ وصلت حدودها الشمالية إلى مشارف "طونكين" عند مدينة "دونغ هوي" الحالية، التي تضمُّ الجزء الجنوبي ما يُعْرَف اليوم باسم فيتنام الشمالية، أما حدودها الجنوبية فقد وصلت إلى إقليم "كوشانشين"، وذلك على بُعْد 75 كم تقريبًا شمال "سياغون" الحالية، وبذا شملت دولة تشامبا الإسلامية أكثر أجزاء فيتنام الجنوبية، وجنوبي فيتنام الشمالية، وكانت تضمُّ خمس ولايات[3].كانت صلة "تشامبيا" قويَّة مع المسلمين في كل بلادهم، فلما ضعف شأن المسلمين وضعفت قوتهم ضعفت معهم "تشامبيا"؛ الأمر الذي أطمع فيها جيرانها وبدءوا بغزوها، فقَدِمَتْ فيتنام التي كانت تضمُّ أرضُها منطقة "طونكين" على ضفاف النهر الأحمر من الشمال وذلك عام 875هـ.واستمرَّ الغزو الفيتنامي ما يقرب من أربعة قرون (875- 1338هـ)، (1470 – 1823م) وكان يتقدَّم تدريجيًّا من الشمال حتى قضى على الدولة نهائيًّا، فقد كان الفيتناميون يَشُنُّون حرب إبادة تامَّة ضدَّ المسلمين التشامبيِّين، وعندما سقطت "فيجابا" عاصمة تشامبا بأيدي الفيتناميين قَتَلَ الغزاةُ ستِّين ألفًا من السكان، وأَسَرُوا ثلاثين ألفًا إلى "هانوي" عاصمة فيتنام.ثم بدأ الفيتناميون الاستيطان في تشامبا حتى أصبح شعب تشامبا غريبًا في بلده، ولما رأى الملك ذلك وهو لا يملك من الأمر شيئًا ترك البلاد، ولجأ إلى كمبوديا، ومن هنا بدأ الوجود الإسلامي في كمبوديا عام (1237هـ= 1823م)، ولا يزال هؤلاء التشامبيون يُقِيمُون في كمبوديا حتى الآن، ويُطْلَقُ عليهم "خمير إسلام"، أي الكمبوديون المسلمون، كما انطلق جزء آخر من التشامبيين إلى ماليزيا وإندونيسيا[4].[1] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/ 343 - 345.[2] المصدر السابق 1/ 345.[3] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/ 345.[4] المصدر السابق 1/ 345، 346 | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:29 am | |
| أما فيتنام هذه فهي دولة من دول منطقة جنوب شرقي آسيا أيضًا، تمتدُّ إلى الجنوب من الصين في شكل منحنًى ضيِّق وطويل مائل للحرف اللاتيني S، محاطة من الجهة الغربية بكلٍّ من دولتي لاوس وكمبوديا، وعاصمتها (هانوي)، وأكبر المدن (هوشي منه) وكانت عاصمة فيتنام الشمالية قَبْل وَحْدَةِ فيتنام[1].وقد وصل الإسلام إليها مع وصوله إلى هذه المنطقة، وذلك في القرن الرابع الهجري عن طريق التجار مثل أغلب المناطق في جنوب شرق آسيا.وفي العصر الحديث يعيش المسلمون في فيتنام تحت ظروف قاسية؛ حيث يُمنَعون من المناصب العليا ومِن الالتحاق بالجيش، وزاد الأمر سوءًا بعدما استولى الشيوعيون على مقاليد الحكم في فيتنام سنة 1395هـ، فزاد الأمر على المسلمين؛ حيث إن الفيتناميين أصلاً حاقدون على الإسلام، إضافة لكونهم أصبحوا شيوعيين، فتضاعفت العداوة ضد المسلمين وتضاعفت معها المذابح والاضطهادات.ففي مدينة هوى قام الشيوعيون بمذبحة مروعة حيث أمضوا عشرين يومًا في دفن الآلاف من المسلمين وغيرهم وهم أحياء؛ مما أرعب الناس فخرجوا وهم مئات الألوف حذر المذابح المروعة من ديارهم إلى البلدان الأخرى فتناقص عدد المسلمين جدًّا.وقد لجأ الشيوعيون بعد إحكام قبضتهم على البلاد لأسلوب مُرَوِّع؛ إذ أقاموا سبعين سجنًا ضخمًا موزَّعة في أنحاء البلاد، وأطلقوا عليها اسم "مراكز الإصلاح والتكوين"، وزجُّوا فيها بالآلاف، وكانوا يُطلِقون سراح ضحيَّتهم بعد أن يتأكَّدوا أنها لن تعيش أكثر من عدَّة أيام؛ ليُهَيِّئ أهلها لها جنازتها حسب تقاليدهم المحلِّيَّة.واستولى الشيوعيون على المساجد والمدارس الإسلامية، وحوَّلوها إلى وَحْدَات صحِّيَّة وإدارات محلِّيَّة، وأبقَوُا المسجد الجامع بسايجون ليُصَلِّيَ فيه رجال السياسة الزائرون للبلد وذرًا للرماد بوجود حرية دينية بالبلاد، في حين لا يسمحون للمسلمين بأداء صلواتهم بشكل عادي، فقد اشترطوا عليهم ألا تقام صلاة الجمعة في الجامع إلا بعد الحصول على تصريح مسبق من الشرطة وتسجيل أسماء الذين سيحضرون الصلاة وعنوانيهم، وهذا التصريح يجب الحصول عليه أسبوعيًّا, وقد قاموا بالقبض على أئمة المساجد؛ بحجة أنهم رفضوا رفع صورة الزعيم الصين "هوتش منيه" في مساجدهم، وقاموا بقتلهم جميعًا.ونتيجة عهود متتابعة من الاضطهاد والتنكيل بالمسلمين في العهدين الملكي والشيوعي تَرَدَّى وضع المسلمين للغاية وزالت دولتهم "تشامبا" تمامًا، وخرجت من ذاكرة التاريخ، وانقطعت الصلة بين المسلمين داخل فيتنام فيما بينهم لتَعَمُّد الشيوعيين ذلك، هذا فضلاً عن انقطاع أخبارهم عن سائر المسلمين بالعالم؛ للسياسة الشيوعية المعروفة في حجب المعلومات عن الوضع الداخلي في بلادهم المنكوبة بحكمهم.وكانت النتيجة الحتمية لهذه السياسات أن وقع المسلمون هناك فريسة للجهل الكبير بدينهم، وغَدَت المساجد لا تُفْتَح إلا يومَ الجمعة، ويُصَلِّي فيها الأئمة نيابة عن الشعب، كما أنهم يصومون شهر رمضان عنهم، وعندهم بعض السور القصيرة من القرآن مكتوبة، وهذا بالنسبة للكبار، أما الذين تربَّوْا تربيةً عصريَّة فلا يظنُّون بالدين ولا يعرفون عنه إلا ما يقوله الشيوعيون أنه تقاليد الأقدمين وأفيون الشعوب.أما عن المستوى الاجتماعي فلقد عمَّ الفقر على المسلمين هناك، وأطبق عليهم بصورة مَهُولَة، حتى إن المسلمين لا يجدون ما يُكَفِّنُون به موتاهم، والنساء لا يجدْنَ ما يسترهنَّ، ويُقِيم كثير من المسلمين في أماكن لا تُقِيم في مثلها البهائم, ويرفض المسلمون إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية؛ لمَا يَعْلَمُونه من سياسة طمس الهُوَيَّة والعقيدة المتَّبَعَة بها، فيَفضلون الجهل على الكفر والإلحاد الذي هو نتيجة حتمية لمن سيلتحق بتلك المدارس[2].[1] مصطفى رمضان: الإسلام والمسلمون في جنوب شرقي آسيا ص75.[2] انظر موقع مفكرة الإسلام على هذا الرابط: http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=1097وانظر أيضًا: إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/347، 348. | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:29 am | |
| أما كمبوديا؛ فإنها تحتلُّ جزءًا من شبه جزيرة الهند الصينية في الجنوب الشرقي لقارة آسيا؛ حيث يحدُّها من الشمال الشرقي لاوس، ومن الشرق ومن الجنوب الشرقي فيتنام، ومن الجنوب الغربي خليج تايلند، ويحدُّها من الغرب والشمال الغربي تايلند، وتبلغ مساحتها 182.000كم2.وقد بدأ وجود المسلمين في كمبوديا عام (1237هـ= 1823م) بعد وصول التشامبيين الهاربين من بلادهم إليها، ولم يكن فيها من قَبْلُ مسلمون، وتبلغ نسبة المسلمين 15% من مجموع سكان البلاد، وإن كانت الحكومة لا تعترف بهذا أبدًا، وتعطي إحصائيات متناقضة عنهم، كما تمنع المسلمين من الخروج، سواء أكان ذلك لأداء فريضة الحجِّ أم للدراسة في الدُّول الإسلامية، وذلك ليبقى خبرهم مجهولاً.وقد عاش التشامبيون المسلمون في كمبوديا في قُرًى خاصَّة بهم؛ لاختلافهم عن المجتمع الذي يعيشون معه في العقيدة واللغة والعادات، وكان يقال لهذه القرى: قرى التشام. وفي كل قرية مسجد، وهناك قُرًى ليست فيها مساجد، وهي أكثر القرى التشامبية، ولا يتمُّ الزواج بين التشامبيين (المسلمين) والكمبوديين إلا على نطاقٍ ضيِّق وفي حالة إسلام الكمبودي أو الكمبودية ممن يُريد الزواج من المسلمين - وهذا قليل - لذا فإن عدد المسلمين من أبناء كمبوديا قليل، ويُشْرِف على كلِّ قرية تشامبية حاكم عامٌّ يُساعده رجل أو اثنان.ويُشْرِف الحاكم العام على أحوال المسلمين التي تتعلَّق بالعبادات والأحوال الشخصية، كما يُعَيِّن الإمام والخطيب والمؤذن، وتخضع القرى التشامبية كلها للَّجنة العُليا لشئون المسلمين، وتتألف من إمام ونائبين ومستشارين له، وتخضع هذه لإشراف وزارة الدِّين البوذية في الحكومة الكمبودية.وفي عام (1390هـ=1970م) ظهرت في البلاد جمعيتان إسلاميَّتان، وهما:1. الجمعية الإسلامية المركزية في كمبوديا؛ وتُشْرِف على أوضاع المسلمين الثقافية والاجتماعية.2. جمعية الشبان المسلمين في كمبوديا؛ والهدف منها الإشراف على حلِّ مشكِلات الطلاب التعليمية والاجتماعية والدينية، وتأمين السكن للطلاب الفقراء، الذين يأتون للدراسة في العاصمة أو المدن الأخرى، وقد كان لهذه الجمعية دور أثناء الحرب؛ إذ آوى إلى العاصمة الكثير من المسلمين الفارِّين من المناطق التي اجتاحتها الحرب.ورغم ذلك فإن الجهل يسود بين المسلمين؛ إذ يرفضون إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية خوفًا على عقيدتهم، ويكتفون بتعليمهم في الكتاتيب مبادئَ القراءة والحساب وتلاوة القرآن، وأكثر ما تكون هذه الكتاتيب في المساجد، ويعمل أكثر المسلمين في الصيد، وخاصَّة صيد السمك وزراعة الأرز، ويَستَخدِمون الأدوات القديمة في أعمالهم، سواء أكانت صيدًا أم زراعة أم صناعة، وقَلَّ مَن يعمل منهم في التجارة.أما في العمل السياسي فنصيبهم قليل؛ ففي العهد الملكي كان يوجد مساعد مسلم لوزير الدين البوذي، كما يوجد مسلم آخر يعمل مستشارًا لشئون المسلمين في الديوان الملكي، وهذا كل ما يناله المسلمون من مناصب سياسية في الدولة، أما بعد عام (1390هـ= 1970م)، حيث حلَّ النظام الجمهوري، فقد زادت مناصب المسلمين السياسية زيادة طفيفة؛ إذ أصبح أحدهم عضوًا في مجلس الشيوخ وأربعة أعضاء في مجلس النواب، وعُيِّنَ مسلِمٌ أيضًا وكيلاً للأمانة العامَّة لشئون الدولة، كما عُيِّنَ خمسة مسلمين في وزارة الخارجية.وقد دافع المسلمون عن كمبوديا ضدَّ الغزو الشيوعي؛ فذاقوا لذلك الويلات، ودُفِنَ بعضهم أحياء، وأُبِيدَتْ جماعات منهم، وتعرَّضوا للقتل الجماعي، وأُخِذَت مساجدهم، وقُبِض على أئمة المساجد والعلماء والأساتذة وحُكَّام القرى المسلمة، وذلك بعد سيطرة الشيوعيين على كمبوديا عام (1395هـ= 1975م)، كما انتُهِكَت الأعراض، وحدث ما تقشعرُّ له الأبدان، وأعلن المسلمون الجهاد لرفع الظلم، وإعادة المسلمين الفارِّين من القهر الشيوعي إلى بلادهم[1].[1] انظر في ذلك إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/ 348 بعنوان: (المسلمون في كمبوديا). | |
|
| |
Admin المديــــــــــر
عدد المساهمات : 4687 نقاط : 9393 التميز : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة
| موضوع: رد: قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:30 am | |
| أما لاوس؛ فاسمها جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، وهي تجاور الصين من شمالها، وفيتنام من شرقها، وتايلند من غربها، وكمبوديا من جنوبها, وعاصمتها فيانتيان، وتبلغ نسبة المسلمين فيها حوالي 0.5%[1]. وقد وصل الإسلام إلى لاوس عند وصوله إلى منطقة الهند الصينية - والتي هي جزء منها، وذلك في القرن الرابع الهجري أو قبل ذلك بقليل - أيضًا عن طريق التجار الذين عَمِلوا في الدعوة إلى الإسلام، كما سبق أن ذكرنا[2]. كما زاد التواجد الإسلامي في لاوس عندما لجأ المسلمون التشامبيون - المسلمون الأوائل لمجموعة جزر الهند الصينية - إلى لاوس قبل لجوئهم إلى كمبوديا واستوطنوا هناك, ولكن مرَّ عليهم زمن طويل لم يتلقَّوا فيه أمورَ دينِهم, وكلُّ ما تعلَّموه قراءة القرآن الكريم دون فَهْمِ معانيه؛ الأمر الذي جعلهم يَفْقِدُون حقيقة دينهم, وتعرُّض الأبناء فيما بعدُ لحملات التنصير؛ فتأثَّر بها بعضهم, وارتدَّ بعضهم عن دينه، كما ساهم التجار المسلمون الصينيون في نقل الإسلام إلى لاوس منذ مئات السنين. ووقعت لاوس تحت سيطرة سيام "تايلند"، منذ أواخر القرن الثامنَ عشرَ إلى أوائل القرن التاسعَ عشرَ الميلادي، عندما أصبحت بموجب معاهدة فرانكو - سيامية عام 1907م جزءًا من مستعْمَرَة فرنسيَّة صينيَّة, وكانت حتى ذلك الحين تحت حكم ملكي إلى أن قامت حكومة باذيت لاو الشيوعية بالسيطرة على الحكم عام 1975م, وبذلك أنهت ستة قرون من الحكم الملكي. ويوجد في لاوس مسجدان؛ أحدهما يخصُّ المسلمين من أصل باكستاني, والآخر للمسلمين ذوي الأصول الهندية, وهناك المسجد الجامع الكبير في العاصمة، وهو يمثِّل المركز الإسلامي، ومعه مدرسة افتُتِحَت منذ فترة قصيرة في الأول من يونيو عام 2005م, إلى جانب الجمعية الإسلامية، والجدير بالذكر أن عدد المسلمين في "لاوس" أخذ في التناقص على مرِّ السنين؛ وذلك لعدم وجود أية هيئة تُشرِف على حياتهم الدينية؛ فتفرقوا حسب ظروف المعيشة, وكذلك للحروب المتتالية منذ 1940م حتى 1975م, والتي أدَّت إلى تهجير كثير من المسلمين داخل البلاد وبعضهم ترك لاوس, وأصبح الكثير منهم حتى اليوم يَهِيمُون على وجوههم في أرض الله, يموتون بشكل فردي أو جماعي, أو يعيشون في ظلمات السجون, حتى أصبح عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف، بما فيهم الهنود والباكستانيون, وليس لهم من مسجد في تلك الآونة, بل هناك أماكن مخصَّصة لصلاة الجُمُعة فقط[3].
[1] انظر موقع مفكرة الإسلام على الرابط: http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=7564
[2] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر 1/345.
[3] انظر في ذلك موقع مفكرة الإسلام على الرابط: http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=7564
|
|
| |
|
| |
| قصة عجيبة لانتشار الإسلام في شرق آسيا | |
|