foughala
بعد القادسية 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بعد القادسية 829894
ادارة المنتدي بعد القادسية 103798


foughala
بعد القادسية 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بعد القادسية 829894
ادارة المنتدي بعد القادسية 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 بعد القادسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بعد القادسية Empty
مُساهمةموضوع: بعد القادسية   بعد القادسية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 8:39 pm

مقدمة

في الدرس السابق ذكرنا أن هناك معادلة إذا تحققت تحقق النصر، وهي الإيمان بالله والأخذ بالأسباب؛ فإذا تحقق هذان العاملان تم النصر للمسلمين على من ناوأهم من المشركين، مهما كانت قوتهم وعدتهم بالمقارنة لقوة المسلمين.
وتحدثنا فيه عن الإيمان بالله، وكيف كان متعمقًا في داخل كل جندي في الجيش من أصغر جندي حتى قائد الجيوش سيدنا سعد بن أبي وقاص، وحتى قائد الأمة الإسلامية في ذلك الوقت سيدنا عمر بن الخطاب t، فكل وصية من وصاياه كانت تحمل معنى كبيرًا من الإيمان، وكل رسول إلى يزدجرد أو غيره من قواد الفرس كان ينقل لهم تلك المعاني، وكل جندي بسيط من جنود المسلمين كان يحمل الإيمان بين جنبيه ويُفهَم ذلك من كلامه، وكل شيء أمامه واضح فهو في المعركة يبتغي إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة؛ وبذلك حقق المسلمون الجانب الأول، والعامل المهم للانتصار في المعركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بعد القادسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعد القادسية   بعد القادسية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 8:41 pm

الأخذ بالأسباب من عوامل النصر
ونذكر بإيجاز العامل الثاني في تحقيق النصر، وهو الأخذ بالأسباب:
لقد أخذ المسلمون بكل الأسباب في هذه المعركة حسب طاقتهم، وعملاً بقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
فقد أعدوا العدة حسب الطاقة، وبدأ المسلمون التجهيز للمعركة في بدايات العام الخامس عشر الهجري، ووقعت الموقعة في شهر شعبان من العام نفسه، فاستغرق التجهيز للمعركة تسعة أشهر ونصف.
وقد أعدَّ سيدنا عمر بن الخطاب لهذه المعركة أكبر قوة للمسلمين، فلم يسمع ببطل من أبطال المسلمين في الجزيرة العربية إلا ألحقه بهذا الجيش، وأمدَّ الجيش بالأسلحة والأموال والخيول والعتاد، وألحق بالجيش الأطباء والشعراء والخطباء، ومن لهم كلمة عند الناس، ومن لهم سطوة وكل أمير، وأرسل في طلب المدد أيضًا من الشام بعد أن كتب الله النصر للمسلمين في الشام على الروم. واستنفد كل الطاقات البشرية لتجهيز الجيش الإسلامي في القادسية، وخرج بنفسه في بداية الأمر على رأس الجيش، لولا أن نصحه الصحابة بالبقاء في المدينة حتى لا يهلك المسلمون بهلكة عمر بن الخطاب إذا قتل في موقعة القادسية، واستبدل بخروجه سيدنا سعد بن أبي وقاص t من صحابة النبي r وخامس من أسلم، وصاحب القدر العظيم في الإسلام.
وبعد الإعداد والتجهيز أخذ المسلمون في وضع خطة مناسبة، وفي وضع الخطة كان هناك آراء من سيدنا عمر بن الخطاب، والمثنى بن حارثة، وكل من دخل أرض العراق أن يكون القتال على أرض الصحراء.
واختار المسلمون القادسية مكانًا للمعركة رغم شدة هذا الأمر عليهم، فعسكروا في هذا المكان النائي في الصحراء منتظرين عبور الفرس إليهم ليحاربوهم على أبواب الصحراء كما وضعت الخطة، رغم بطء تقدم الفرس، فكانت الجيوش الفارسية تتقدم من المدائن بمعدل كيلو ونصف الكيلو متر في اليوم، إلا أن المسلمين كان لديهم صبر شديد، ودائمًا ما أرسل سيدنا عمر بن الخطاب الرسائل يحث فيها المسلمين على الصبر، وكان ذلك حديث الخطباء في القادسية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. فلم يكن هناك همجية في القتال أو عشوائية، بل كان أمر الحرب يسير وفق نظام معين وأُطُرٍ خاصة، حتى إن بعض المسلمين تحمسوا للعبور للفرس ودخول المعركة، وكان سيدنا سعد يقابل ذلك بتصبيرهم حتى تأتيهم جيوش الفرس، حتى إذا هُزِمَ المسلمون -لا قدر الله- تكون الصحراء من خلفهم يفرون إليها، وإذا هُزِم الفرس -بإذن الله- يكون في ظهرهم الأنهار والمستنقعات والأشجار، فيجد الفرس الصعوبة في الفرار من هذه الأرض المليئة بالحواجز الطبيعية، وكان ذلك توفيقًا من الله I في اختيار الخطة والمكان والتوقيت.
ومن الأخذ بالأسباب في هذه المعركة إلحاق الكفاءة القتالية للمسلمين في هذه الموقعة، فالتحق بهذا الجيش أقوى المسلمين كفاءة في القتال، وقد ذكرنا من قبل الأبطال المشهورين كالقعقاع بن عمرو، وطليحة بن خويلد الأسدي، وعمرو بن معديكرب، والرُّبَيْل بن عمرو، وعباد بن بشر، وخالد بن عرفطة، وسيدنا عاصم بن عمرو التميمي وغيرهم، وفي المبارزات الفردية في بدايات المعركة كان النصر حليفًا للمسلمين، فكانت لديهم مهارات قتالية بجوار قوة إيمانهم؛ مما جعلهم ينتصرون على أقرانهم من الفرس أيًّا كان هؤلاء القرناء، وقد قُتِل البيرزان قائد مؤخرة الفرس مبارزةً في بدايات القتال، وقُتِل أيضًا بهمن جاذويه في المبارزة.
كما أن من المهارات القتالية التي سجلت في موقعة القادسية دقة الرمي التي أطاحت بالفيل الأبيض وأصابت الفيل الأجرب، فهذه العمليات توضح كفاءة ومهارة المسلمين في القتال.
ومما سجل في موقعة القادسية الشجاعة الفائقة، وفي الحديث عن الشجاعة نذكر موقف طلحة بن خويلد الأسدي، وإن كان في موقفه شجاعة زائدة قد تكون تهورًا، إلا أننا نذكر أن الجيش الإسلامي كانت به كفاءات عالية في جميع مجالات القتال.
ومن ذوي الشجاعة في موقعة القادسية سيدنا عبد الله ابن أم مكتوم الذي نال الشهادة وهو أعمى، وكان يحمل راية المسلمين، وأصرَّ على حملها في المعركة؛ لأنه لا يستطيع الفرار من المعركة لأنه لا يَرَ.
ونذكر أيضًا شجاعة سيدنا القعقاع بن عمرو التميمي، وأخيه عاصم بن عمرو في اجتياحهما الجيش الفارسي من العمق.
ومن الأخذ بالأسباب في موقعة القادسية الابتكارات المتكررة، ومن ذلك ابتكارات القعقاع بن عمرو في تقسيم الجيش إلى مجموعات؛ لِبَثِّ الحمية في قلوب المسلمين وبَثِّ الرعب في قلوب الفرس، ثم تسريب الجيش بالليل ومجيئه في اليوم الثاني في شكل مدد للجيش الإسلامي، ثم الجمال المُبَرْقَعة، ثم الخطط المتكررة في الموقعة حسب الموقف.
ومن الأخذ بالأسباب في موقعة القادسية الدقة المتناهية في متابعة الأمور، ومن ذلك ما حدث أثناء القتال في اليوم الثالث، فقد وصلت أنباء إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص أن هناك مخاضة في يمين الجيش الإسلامي تُمكِّن الجيش الفارسي من الالتفاف حول الجيش الإسلامي، ولا بد أن يقف عليها أحد المسلمين، فيأمر سيدنا سعد بن أبي وقاص طليحة بن خويلد الأسدي وعمرو بن معديكرب بالوقوف عليها، وذلك أثناء احتدام القتال.
ويلاحظ على الجيش الإسلامي الطاعة للأمير منذ خروجه من المدينة وحتى وصوله القادسية وفي أثناء القتال، ولم تظهر مخالفة الأمير ومعصيته إلا في بعض الأمور التي كانت محدودة للغاية وذكرنا ذلك بالتفصيل، ويكفي الجيش فخرًا أن تعدّ معايبه وذلك من قِلَّتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بعد القادسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعد القادسية   بعد القادسية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 8:49 pm

حكمة القائد
ونذكر حكمة سيدنا سعد بن أبي وقاص القائد في التعامل مع معصية الجندي للقائد، وقد أُثِرَ في موقعة القادسية أربعة مواقف لهذه المعصية، وكان ردّ سيدنا سعد بن أبي وقاص مختلفًا من معصية لأخرى، وذلك بحسب المعصية التي حدثت من الجندي للأمير.
وأول هذه المواقف استكثار عمرو بن معديكرب تولي قيس بن هبيرة إمرته، وذلك عندما خرج عمرو بن معديكرب وطليحة بن خويلد الأسدي في معركة مع الفرس واشتبكوا في القتال، وأرسل سيدنا سعد قيس بن هبيرة لينقذ المسلمين وأمَّره على الجيوش الإسلامية، فاستكثر ذلك عمرو بن معديكرب، وقال: إن زمنًا تكون فيه أميرًا عليَّ لزمنُ سوء. فهذا اعتراض على الأمير ولم يصل إلى المعصية، فرأى سيدنا سعد بن أبي وقاص أن عمرو بن معديكرب ما زال بنفسه بعض آثار الجاهلية، وكان ردُّ سيدنا سعد على هذا الأمر بأن لامه على فعلته، ثم أخرجه في جيش تحت إمرة سيدنا قيس بن هبيرة مرة أخرى كنوع من التربية، ثم قال له: كيف رأيت أميرك؟ فقال: الأميرُ (يقصد سيدنا سعد بن أبي وقاص) أعلمُ منا بالرجال.
الموقف الثاني: مخالفة سيدنا طليحة بن خويلد، ومحاربته للفرس رغم نهي سيدنا سعد بن أبي وقاص له عن الاشتراك في قتال مع الفرس إلا بعد أن يأذن له، فما كان من سيدنا سعد بن أبي وقاص إلا أن لامه على ذلك بشيء من الرِّقَّة؛ لأنه كان يعلم أن هذا الأمر يبغي به النصر للمسلمين ولم يكن فيه استكبار على رأي الأمير، وتأليفًا لقلبه أعطاه سيدنا سعد بن أبي وقاص عطايا فوق ما أخذه من أنفال، وقال عنه: إنه من أهل البلاء في القتال.
الموقف الثالث: وكان هذا الموقف في بداية المعركة فقد شغب أبو محجن الثقفي على سيدنا خالد بن عرفطة، وكان هذا الأمر شديدًا جدًّا على المسلمين، فقد عصى الأمير في موقف القتال وأمام الفرس، فحبسه سيدنا سعد بن أبي وقاص في قصر قديس مع شدة حاجة المسلمين إليه؛ وكان من أشد المقاتلين ضراوة، ومن أبسل المسلمين في القتال، وقد اشترك في الموقعة خلسة من وراء سيدنا سعد بن أبي وقاص.
الموقف الرابع: وكانت هذه المعصية من القعقاع بن عمرو التميمي لسيدنا سعد بن أبي وقاص في ليلة الهرير في اليوم الثالث من أيام القادسية، وكانت معصيته تتمثل في حملته على الفرس بعد التكبيرة الأولى ولم ينتظر التكبيرة الثالثة، وقد فعل ذلك اجتهادًا منه، فقد غلب على ظنه هجوم الفرس على المسلمين، وأن في ذلك هلكة للمسلمين، فما كان منه إلا أن سارع بالهجوم بفرقته على الفرس، فقال سيدنا سعد بن أبي وقاص: اللهم اغفر له وانصره، قد أذنت له إذ لم يستأذني.
وهذه بعض الأسباب التي اسخلصناها من الموقعة، ومن يُعمِل فكره في كل موقف من مواقف المعركة سيخرج بفوائد ودروس وعِبَر.
الحرب النفسية ضد الفرس:
لقد هُزِمَ الفرس هزيمة نفسية ساحقة كان لها أثر في هزيمتهم في المعركة، وتعددت عوامل هذه الهزيمة على الفرس، فمنها: دعوة رسل المسلمين للفرس إلى الإسلام؛ وكان هذا الأمر شديدًا على نفوس الفرس. ومن أساليب الحرب النفسية التي اتخذها المسلمون في المعركة أنهم كانوا يبارزون بأشد المقاتلين ضراوة وبأسًا مما فَتَّ في عَضُدِ الفرس؛ لما رأوا قتلاهم صرعى في بداية المعركة.
ومما كان له أثر في انهيار عزيمة الفرس وضعف قوتهم قتلى الفرس الذين كانوا في أرض المعركة، والاستهانة الشديدة بالموت من قِبَلِ المسلمين، ولقد برهن المسلمون في أكثر من موقف على أن الموت أحب إليهم من الحياة، فكان هذا الأمر له عامل كبير في نفسية الفرس، ويُفهَم هذا الكلام من مقولة أحد الجنود -ولم يذكر لنا الرواة اسمه- لرستم: إنك يا رستم لا تُجاول الإنس، ولكن تُجاول القضاء والقدر. مع أن هذا الجندي كان أسيرًا ولم يكن مؤَمَّنًا على دمه، وبالفعل قتله رستم واستشهد t.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
double kanon

double kanon


عدد المساهمات : 592
نقاط : 1663
التميز : 21
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 30
الموقع : الجزائر . بسكرة .فوغالة

بعد القادسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعد القادسية   بعد القادسية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 8:52 pm

الطريق إلى المدائن
ولم يكن غرض المسلمين من موقعة القادسية أو أي موقعة أخرى إبادة الخصم ثم الرجوع إلى مكة أو المدينة كما كانت تفعل العرب من قبل، وكما حدث في موقعة ذي قار، وكانت في مكان قريب من القادسية، وكانت الموقعة الوحيدة التي انتصر فيها العرب على الفرس، وبمجرد الانتصار عادوا إلى أماكنهم فرحين بما حققوه من نصر، لكن المسلمين لديهم نية فتح بلاد فارس ونشر الإسلام في ربوعها، فبمجرد انتصار المسلمين في القادسية بدأ استعداد المسلمين للوصول إلى (المدائن) عاصمة الفرس وعاصمة آل ساسان، وكانت أعز مدينة هي وعاصمة الروم في ذلك الوقت.
مكث المسلمون في القادسية شهرين بعد انتهاء موقعة القادسية، وكانت موقعة القادسية في منتصف شهر شعبان بداية من يوم الثالث عشر وحتى السادس عشر، وفي هذين الشهرين تمت معالجة جرحى المسلمين، وبلغ تعداد شهداء المسلمين في القادسية ثمانية آلاف وخمسمائة شهيد.
وأعاد سيدنا سعد بن أبي وقاص ترتيب الجيش والجنود، ومن المدينة كان سيدنا عمر بن الخطاب يتابع أخبار الجيش المرابط في الأراضي الفارسية ويرسل لهم المدد، فقد أصبح فتح الدول الفارسية وشيكًا بعدما آلت هذه الدولة للسقوط.
وبعد موقعة القادسية، وهزيمة الجيش الفارسي الكبير الذي بلغ تعداده مائتين وأربعين ألفًا، وقَتْل معظم قادته؛ فقد قُتِلَ رستم والجالينوس، وقُتِلَ بهمن جاذوية وقتل البيرزان وكانوا من أعمدة الجيش الفارسي، ولم يبقَ من قادة الفرس المشهورين في هذه المعركة غير الهرمزان ومهران الرازي والفيرزان، وقُتِلَ أربعون ألف فارسيٍّ في تلك الموقعة، وكان لذلك الأثر الشديد على القبائل العربية، فبعض القبائل الذين ترددوا في الخروج من قبل خرجوا للقتال لمساعدة الجيش الإسلامي في فارس، وبدأت الإمدادات تتوالى على سيدنا سعد، وقدمت الرسائل من المدينة بالتحرك من القادسية تجاه المدائن لفتحها، وكان صدور هذا الأمر في شهر شوال من العام السادس عشر من الهجرة، فتحرك الجيش الإسلامي على التعبئة نفسها التي كان عليها في القادسية، مع تغيير طفيف، فكان على المقدمة زهرة بن الحُوِيَّة، وعلى الميمنة عبد الله بن المعتم، والميسرة شرحبيل بن السمط، وكان على قلب الجيش خالد بن عرفطة الذي كان خليفة سيدنا سعد بن أبي وقاص، وكانت هذه التعبئة في موقعة القادسية، فأحدث سيدنا سعد تغييرًا طفيفًا فجعل خالد بن عرفطة على مؤخرة الجيوش بدلاً من مذعور بن عدي، وعلى قلب الجيش سيدنا هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قائد المدد القادم الذي أرسله سيدنا أبو عبيدة بن الجراح من الشام، وقاد سيدنا سعد بن أبي وقاص الجيش بنفسه بعد أن شفاه الله من مرضه الذي ألَمَّ به في موقعة القادسية، وقدَّم سيدنا سعد بن أبي وقاص زهرة بن الحُوِيَّة إلى المدائن مارًّا بمنطقة الكوفة، فكان تحرك الجيش كشكل القطار المقدمة ثم الميمنة ثم الميسرة ثم القلب ثم المؤخرة، وكان هذا الترتيب هو الذي يسير به سيدنا سعد بن أبي وقاص من مكان إلى مكان آخر، لكثرة الجيش الإسلامي، فقد وصل عدد الجيش الإسلامي بعد موقعة القادسية -وقبل أن يصل إلى المدائن- إلى ستين ألف مقاتل، وهي أكبر قوة إسلامية على ظهر الأرض، فلم يحدث من قبل أن تجمع هذا العدد للمسلمين.
تقدمت مقدمة المسلمين بقيادة زهرة بن الحُوِيَّة، وقابلته فرقة فارسية وذلك قبل أن يصل إلى الكوفة لتقاتل الجيش الإسلامي، وكما يقول الرواة: فاجتاحها زهرة بن الحوية ووصلت إلى مدينة الكوفة.
وكانت العرب تطلق على كل أرض حمراء بها حصى صغير الكوفة، وهذا هو المعنى اللغوي لها، وبعد عام من هذا الوقت أنشأ المسلمون مدينة الكوفة.
وعسكرت مقدمة المسلمين في مدينة الكوفة ثم وصلت باقي القوات الإسلامية وعسكرت مع المقدمة، ثم أرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص زهرة بن الحوية مرة أخرى إلى المدائن باتجاه مدينة (بُرْس)، وكان الجيش يتحرك كتحركه السابق، وقبل أن تصل إلى "برس" بقليل قابلتها فرقة فارسية أخرى، وكانت هذه الفرقة أكبر من سابقتها، وكان على رأس هذه الفرقة (بَصْبَهْرِي) وكان من أمراء هذه المنطقة، وتقاتلت الفرقتين وبارز زهرة بصبهري وطعنه؛ فأصابه ولم يقتله ولكنه مات بعدها بأيام في بابل، وبمقتل بصبهري هزم الجيش الفارسي في هذه المنطقة، وتقدمت قوات زهرة بن الحوية إلى مدينة برس، ولما وصلها أتاه دهقانها -واسمه "بسطام"- بالصلح، وكان جنود رستم قد عاثوا في هذه المدينة بالفساد أثناء تحركهم من المدائن إلى القادسية، وضجَّ أهل برس بالشكوى إلى رستم؛ فقال رستم لجنوده: إن فعل العرب في مدينة برس لما دخلوها كان أفضل من فعلكم أنتم، وأن هذا الفعل سيؤدي بكم إلى الهزيمة. وصدق رستم فقد هزم الفرس بهذه الأفعال.
ويقع في شمال مدينة برس نهر النيل، وكانت موقعة البويب بقيادة سيدنا المثنى عند التقاء نهر النيل بنهر الفرات.
وكان هذا النهر عريضًا يصعب على المسلمين اجتيازه، وحتى يستطيع المسلمين عبوره أقام لهم "بسطام" أمير برس الجسور إظهارًا لولائه وطاعته للمسلمين؛ فعبر المسلمون من برس إلى منطقة بابل، وكان ذلك غير متوقع لجنود الفرس في هذه المنطقة التي كان بها تجمع كبير للفرس في انتظار الجيش الإسلامي، ولكن لم يتخيلوا أن الجيش الإسلامي سيعبر إليهم بهذه السرعة لوجود العائق المائي، وأراد الله I غير ذلك وكان ما أراد الله.
علم زهرة بن الحوية بالتجمع الكبير في منطقة بابل؛ فقد أبلغه بذلك بسطام دهقان برس، فأرسل سيدنا زهرة بذلك إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص، وكان على رأس هذا التجمع الفيرزان الذي أصبح قائدًا عامًّا للجيوش الفارسية بعد مقتل رستم، وتعاهدت الجيوش الفارسية في بابل على الثبات وعلى الطاعة للفيرزان والقتال، وكان تحت إمرته في هذه الموقعة الهرمزان، والنخيرجان وكان من المفترض أن يتولى مكان بهمن جاذويه إلا أنه هرب من القادسية، ومهران الرازي، فكان بمنطقة بابل أكبر أربعة قواد في الدولة الفرسية، وقد تعاهدوا على عدم الفرار.
وكل هذه الانتصارات حققتها المقدمة الإسلامية فقط، وتقدمت المقدمة الإسلامية إلى بابل، واشتبكت في بابل مع جيش الفيرزان الذي تعاهد على عدم الفرار، وقبل أن يصل باقي الجيش الإسلامي هزمتهم المقدمة شر هزيمة، يقول الرواة: لقد هزمهم المسلمون في أقل من لفة الرداء. وبعد هزيمتهم في بابل هرب الفرس ليتجمعوا في كُوثَى في شمال بابل، واستنجد الجيش الفارسي في بابل بالجيوش الفارسية الأخرى في المناطق المجاورة للدفاع عن كُوثَى، ولم تكن الفكرة في الاستنجاد بالقوات الفارسية للدفاع عن كُوثَى، بل كانت لإعاقة المسلمين عن التقدم إلى المدائن، فبعد فتح بابل لم يكن بين المسلمين والمدائن سوى خمسين كيلو مترًا، بينما تبعد مدينة كُوثَى أربعين كيلو مترًا فقط من المدائن.
ومن المدينة يضع سيدنا عمر بن الخطاب t خطة لفتح المدائن، ورأى سيدنا عمر أن تجمُّع الفرس في كُوثَى فيه شدة على المسلمين، ففكر في فتح جبهة للقتال حتى يشتت قوى الفرس، وكانت مختلفة تمامًا عن خطة القادسية، فكانت خطة سيدنا عمر بإرسال عتبة بن غزوان إلى منطقة الأُبلَّة، وقد جرت بها موقعة من قبل، وكانت تسمى كاظمة ثم سمِّيت ذاتَ السلاسل بعد ذلك، وكان قائد المسلمين فيها سيدنا خالد بن الوليد t، وكان النصر حليف المسلمين في هذه الموقعة، لكن قبل موقعة القادسية عمل سيدنا سعد بن أبي وقاص على جمع الجيوش الإسلامية المتواجدة في أرض فارس إلى القادسية، فتخلى المسلمون عن الأُبلّة، ووقعت في أيدي الفرس مرة أخرى، ونجحت خطة سيدنا عمر بن الخطاب ففتح الأبلة ببساطة شديدة، لكن الأهم من ذلك فقد استطاعت هذه الفرقة الصغيرة التي توجهت إلى الأبلة سحب جزء كبير من الجيش الفارسي بقيادة الهرمزان للدفاع عن الأبلة؛ فكانت الباب للدخول إلى منطقة الأهواز التي يحكمها.
ولما اقترب المسلمون من كُوثَى وشعر الفرس بالهزيمة التي ستلحق بهم اجتمع أصحاب الرأي من قادة الجيش الفارسي فاتفقوا على أن يذهب الهرمزان للدفاع عن أرضه ومكان حكمه، وعلى أن يذهب الفيرزان إلى منطقة نهاوند التي تقع في أعماق الدولة الفارسية، وكانت بها معظم كنوز كسرى، وكان قد نقلها لما شعر بقدوم المسلمين إلى المدائن، وانسحب مهران الرازي والنخيرجان إلى المدائن للدفاع عن المدائن وتركوا في منطقة كُوثَى شهريار أحد قادة الفرس الشجعان؛ ليدافع عنها ويعوق مسير المسلمين إلى المدائن.
ومرت مقدمة المسلمين بمنطقة تسمى الصراة، وانتصر فيها المسلمون انتصارًا سريعًا على فرقة فارسية صغيرة، ثم تقدمت نحو كُوثَى، فالتقت المقدمة مع جيش شهريار قائد الجيش الفارسي في هذه المنطقة، فخرج ليبارز وكان رجلاً ضخم الجثة، فنادى في المسلمين قائلاً: ألا فارس منكم شديد عظيم يخرج إليَّ حتى أُنَكِّلَ به. فقام إليه زهرة بن الحُوِيَّة، وقال له: والله كنتُ سأخرج لك، ولكن سأخرج لك عبدًا حتى إذا فررت منه تكون فررت من عبد، وإذا قتلك يكون قتلك عبدٌ؛ قاصدًا إهانة شهريار، وليس في الإسلام فرق بين عبد وسيد، ولكن قصد بذلك بَثَّ الرعب والهلع في قلب هذا القائد وقلب جيشه، فخرج له سيدنا أبو نباتة بن جعشم الأعرجي وكان رجلاً شديدًا أيضًا، ويحكي الرفيل بن عمرو الفارسي الذي أسلم، فيقول: كان شهريار مثل الجمل، فلما رأى أبا نباتة ألقى الرمح ليعتنقه، وألقى أبو نباتة رمحه وانتضيا سيفيهما، واجتلدا به ثم اعتنقا وتصارعا فخرَّا عن فرسيهما، ووقع شهريار على أبي نباتة كالبيت فضغطه بفخذه، وبدأ بحل رداء أبي نباتة، فوقع إبهامه في فم أبي نباتة؛ فقضمه حتى حطم عظامه، فخارت قوته فحمله أبو نباتة، وأخذ خنجره، وكشف عن بطنه، وطعنه عدة طعنات حتى قُتِلَ، وبمقتل شهريار انهزم الجيش الفارسي وتفرق الجنود في البلاد.
وتقدمت الجيوش الإسلامية بعد الانتصار في كُوثَى إلى ساباط، وقبل الوصول إلى ساباط كانت توجد فرقة تسمى فرقة بوران (وبوران بنت لكسرى، ووليت عرش فارس في فترة من الفترات، وكانت من أحكم النساء الفارسيات) في ضاحية من ضواحي ساباط تسمى مظلم ساباط، وسميت بهذا الاسم لكثافة الأشجار التي تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى هذا المكان، وكانت فرقة بوران إحدى الفرق الملكية التي كانت تقسم كل يوم قبل أن تنام وتقول: لا يزول عرش فارس ما عشنا. وكان مع هذه الفرقة أسد مدرب على القتال، وأطلقه الفرس على المسلمين في منطقة ساباط، فتقدم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص إلى الأسد بقلب لا يعرف الخوف، وقتله بعدة طعنات وأرداه قتيلاً، وأثَّر قتل الأسد على كتيبة بوران تأثيرًا شديدًا التي كانت تقسم ألا يزول عرش فارس ما عاشوا، وثبتت كتيبة بوران لقتال المسلمين ولم تفر حتى قتلت عن آخرها، وبعد انتصار المسلمين على كتيبة بوران وقتل الأسد يرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص إلى هاشم بن عتبة ويقبّل رأسه تكريمًا له، فينحني هاشم ويقبّل قدم سيدنا سعد بن أبي وقاص ويقول له: ما لمثلك أن يقبل رأسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بعد القادسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التحرك نحو القادسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: المغرب العربي :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: