foughala
الاستعداد لفتح الشام 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الاستعداد لفتح الشام 829894
ادارة المنتدي الاستعداد لفتح الشام 103798


foughala
الاستعداد لفتح الشام 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الاستعداد لفتح الشام 829894
ادارة المنتدي الاستعداد لفتح الشام 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 الاستعداد لفتح الشام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 64
الموقع : بسكرة

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2009 11:40 pm

[size=16]مقدمة

بعد أن انتهت حروب الردة أرسل أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد رضي الله عنه من موقعه في بني حنيفة، إلى العراق لفتحه من الجنوب ( وكان قد أرسل جيشا آخر من الشمال بقيادة عياض بن غُنْم)، على أن يسير الجيشان في اتجاه الحيرة، ومن يصل منهما إلى الحيرة أولاً، سيكون هو أمير الجيشين، وبعد فتح الحيرة يمكنهم أن يتقدموا لفتح العراق،وقد أدى خالد رضي الله عنه مهمته على خير وجه، وانتصر وتمكن من فتح الحيرة في 12ربيع الأول قبل أن يصلها " عياض بن غنم "، فأصبح هو أمير الجيوش على العراق، وعلى الجانب الآخر توقف "عياض بن غنم" عند دومة الجندل، واستعصى عليه فتحها.
أرسل خالد " شرحبيل بن حسنة"رضي الله عنه، لأبي بكرالصديق يهنئه بفتح الحيرة، ويحمل إليه الغنائم التي منَّ الله بها على المسلمين منها، ولما وصل ( شرحبيل) رضي الله عنه، وبلَّغ أبا بكر الخبر، قال له كلمة عجيبة، إذ سأله: أتحدثك نفسك أن ترسل جيشًا إلى الشام ؟، وكانت هذه المرة الأولى التي يصرح فيها بفتح الشام،( مثلما خرج المسلمون من حروب الردة، إلى فتح فارس، وكانت جرأة غير عادية من المسلمين، أن يرسلوا جيشًا لفتح فارس وهم خارجون من أزمة حروب الردة ) ويتعجب سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، لأنه كان يحدث نفسه بذلك فعلاً، ولم يطلع أحدًا على ما كان يحدث نفسه به !!.
فقال له: نعم، قد حدثت نفسي بذلك، وما أطلعت عليه أحدًا ! وما سألتني عنه إلا لشيء، قال له نعم يا خليفة رسول الله، فإني قد رأيت رؤيا:
رأيتك تمشي بين الناس، فوق خرشفة بجبل ( يقصد مكانًا من الصعب جدًا أن يسير فيه المرء بقدميه )، ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة من القنان العالية ( أي مكانًا مرتفعًا )،فأشرفت على الناس ومعك أصحابك، ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة ( أي واسعة كبيرة) فيها زرع وقرى وحصون، فقلت للمسلمين: شنوا الغارة على أعداء الله، وأنا ضامنٌ لكم الفتح والغنيمة، فشد المسلمون، وأنا فيهم، ومعي راية، ( أي أنه أحد قواد المسلمين في الحلم) فتوجهت بهم إلى أهل قرية، فسألوني الأمان فأمنتهم، ثم جئتك فأجدك قد انتهيت إلى حصنٍ عظيم، ففتح الله لك، وألقوا إليك السلم، ووضع الله لك مجلسًا فجلست عليه، ثم قيل لك يفتح الله عليك وتُنصر، فاشكر ربك واعمل بطاعته، ثم قرأت عليك سورة النصر: ( إذا جاء نصرالله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا، فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابًا )، ثم انتبهت.
فابتسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقال له: نامت عيناك، خيرًا رأيت، وخيرًا يكون إن شاء الله. وبدأ يفسر لسيدنا شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه هذه الرؤيا، فقال له: بشرت بالفتح، ونعيت إلي نفسي !!، ثم دمعت عيناه، وقال: أما الخرشفة التي رأيتنا صعدنا عليها، فأشرفنا عليها إلى الناس: فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ( أي أن القتال سيرهق المسلمين جدًا، ولن يكون قتالاً سهلاً )، ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا( أي سنظل نقاتل وننتصر حتى نغلبهم )، وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة والزرع والعيون والقرى والحصون، فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب والمعاش وهو الشام. وأما قولي للمسلمين: شنوا على أعداء الله الغارة، فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك: دنو المسلمين إلى بلاد المشركين، وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم، وقبولهم. وأما الراية التي كانت معك، فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها، واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين في فتح الشام ويفتح الله على يديك. وأما الحصن الذي فتح الله لي، فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي، وأما العرش الذي رأيتني عليه جالساً فإن الله يرفعني ( ويقصد بذلك المسلمين) ويضع المشركين. قال الله تبارك وتعالى: [ورفع أبويه على العرش] وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعى إلي نفسي، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة، وعلم أن نفسه قد نعيت إليه، ثم سالت عيناه فقال: لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن ترك أمر الله، ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله ( أي المشركين) في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا: الله أحد أحد لا شريك له، أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون. هذا أمر الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا توفاني الله عز وجل لا يجدني الله عاجزاً ولا وانياً ولا في ثواب المجاهدين زاهداً. فعند ذلك أَمَّر الأمراء، وبدأ يُعد العُدَّة لبعث البعوث إلى الشام.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 64
الموقع : بسكرة

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2009 12:18 am

المسلمون.. وعقبـات في طريق الفتح:
أمر أبو بكر بلالاً أن يجمع الناس،ثم قام في الناس فذكر الله بما هو أهله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم و قال: أيها الناس، إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام، وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام، فإني مؤمِّر عليكم أمراء، وعاقد لهم عليكم، فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم. فـ "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " وبذلك بدأ يدعو المسلمين للدخول في جيش الشام والتطوع لذلك، فسكت القوم، و ما أجابوه. !!
وكان هذا أعجب رد فعل، لم يتوقعه أبدًا أبو بكر الصديق، ولا أحد من مجلس الحرب، إذ لم يقم من المسلمين أحد !!، ويبدو أن المسلمين كان لا يزال لديهم رهبة من الروم،وجيش الروم فلم يجرؤ أحد منهم على أن يقوم، ( وقد حدث مثل ذلك الموقف مع المسلمين بعد ذلك أيضًا في جيش فارس، بعد وفاة المثنى بن حارثة رضي الله عنه ).
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد فوجئ بردة فعل المسلمين تلك، وأنهم لم يقوموا للجهاد، فقال لهم: يا معشر المسلمين، مالكم لا تجيبون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد " دعاكم لما يحييكم " ؟!!. أما إنه " لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً " لابتدرتموه. ( كلمة في منتهى الخطورة يقولها عمر للمسلمين لفرط حنقه عليهم، وقد نزلت هذه الآية في المنافقين، وفي ذلك اتهام لهم بأن موقفهم هذا كالمنافقين !! )، وتعجب المسلمون من كلمة عمر رضي الله عنه، فقام عمرو بن سعيد ( أخو خالد بن سعيد أحد قادة المسلمين في حروب الردة، ومن قدماء الصحابة و أوائل المسلمين، وكان قد أخفى إسلامه.. ) فقال في حدة: يا ابن الخطاب، ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين؟! فما منعك مما عبت علينا فيه أن تبتدئ به؟!، فقال عمر: إنه يعلم ( يقصد أبا بكر ) أني أجيبه لو يدعوني، وأغزو لو يغزيني. قال عمرو بن سعيد: ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا، إنما نغزو لله. فقال عمر: وفقك الله فقد أحسنت (أي أنه أحسن في أن غزوه، وعمله، إنما هو لله عز وجل، وليس للناس ). فقال أبو بكر لعمرو: اجلس رحمك الله،فإن عمر لم يرد بما سمعت أذى مسلم ولا تأنيبه، إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد، ( أي أن أبابكر الصديق وعمر رضوان الله عليهم يعلمون أنهم مؤمنون، وأنهم على خير، وإنما يريدون أن يستحثوهم للخروج في سبيل الله، ولكنهم متثاقلون إلى الأرض، وكثيرًا ما يحدث ذلك معنا، أن يشعر المرء أنه يريد أن يجاهد، ويبذل نفسه لله عز وجل، ولكنه أيضًا يطلب الدنيا !، ويمنعه ذلك من القيام بأعمال لخدمة دين الله، وعمر هنا إنما يشجع هؤلاء المتثاقلين إلى الجهاد، ولا يقصد أن يتهمهم بالنفاق ).
فقام خالد بن سعيد ( أخو عمر بن سعيد ) فقال: صدق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اجلس أخي. فجلس عمرو. وقال خالد: الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمداً بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم أقبل على أبي بكرالصديق رضي الله عنه، فقال له: إن الله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه، ونحن غير مخالفين ولا مختلفين، وأنت الوالي الناصح الشفيق، ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا، ونجيبك إذا دعوتنا ( وبذلك أعلن خالد رضي الله عنه أنه سيخرج للقتال في صفوف المسلمين المتوجهة لحرب الروم ) ؛ ففرح أبو بكر بمقالته وقال: جزاك الله خيراً من أخٍ وخليل، فقد كنت أسلمت مرتغباً وهاجرت محتسباً، وقد كنت هربت بدينك من الكفار ( لأن خالد بن سعيد رضي الله عنه كان ممن قضى شطرًا من حياته في الحبشة، ولم يرجع إلا في فتح خيبر )، ثم قال له: وأنت أمير الناس( ووقع أبو بكر رضي الله عنه في مشكلة، إذ إنه ولى عليهم أول من قام إليه، وليس الأكفأ للقيادة، وإن كان ذلك لاينقص من كفاءة أبي بكر !!)، فَسِرْ يرحمك الله ثم إنه نزل، ورجع خالد بن سعيد فتجهز هو و أهل بيته وقبيلته جميعًا، فجاء بمجموعة كبيرة من قبيلته ( وكان من بني أمية ) إلى أبي بكر، وقال له: والله لأن أخِرَّ من حالق، أو أن تخطفني الطير بين السماء والأرض، أحب إلي من أن أبطئ عن دعوتك، وأخالف أمرك فوالله ما أنا في الدنيا راغب، ولا على البقاء فيها بحريص، وإني أشهدكم أني وأخوتي وفتياني ومن أطاعني في أهلي حبيس في سبيل الله، نقاتل المشركين أبدًا، حتى يهلكهم الله، أو نموت في سبيله ).
فيسر أبا بكر رضي الله عنه بحديثه سرورًا شديدًا، ويعطيه اللواء، ويصبح هو أمير الجيوش التي تخرج إلى الشام.
بعد هذا القرار يجيء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيحدث أبابكر، ويعترض على تعيينه خالد بن سعيد أميرًا للجيوش، ويقول له: أتجعله أميرًا بعدما قال ما قال، وفعل ما فعل ؟!!.....
وقد كان خالد بن سعيد رضي الله عنه عاملاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختار المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه للخلاف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 64
الموقع : بسكرة

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2009 12:23 am

اختيار الأمراء الجدداختار أبو بكرالصديق رضي الله عنه أربعة من المسلمين؛ ليكونوا أمراء على الجيوش الإسلامية في حرب الروم، فأرسل لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه، ولشرحبيل بن حسنة رضي الله عنه، ولمعاذ بن جبل رضي الله عنه، ويخبرهم أنه اختارهم أمراء على جيوش الشام، لكي يعدوا الجيوش، ثم يعد معسكرًا للجيش خارج المدينة في منطقة الجرش، ويصدر قرارًا آخر بإزاء القوة التي جاء بها خالد بن سعيد رضي الله عنه في جيشه، فيرسلها لكي تعسكر في تيماء، على مسافة بعيدة من المدينة في اتجاه الشام، و يأمره بأن يبقى هناك حتى تأتيه الجيوش التي ستخرج لحرب الشام، فيسمع خالد رضي الله عنه ويطيع، وفي هذا عبقرية شديدة لأبي بكر رضي الله عنه، وبُعد نظر، إذ إنه يؤمن طريق المجاهدين إلى الشام، حتى إذا حاول الروم أن يهاجموا المسلمين كانت هذه القوات مستعدة لملاقاتهم.
ومن بُعد نظر أبي بكر الصديق رضي الله عنه أيضًا أنه عينَّ يزيد بن أبي سفيان (رضي الله عنه) أحد أمراء الجيش وهو أموي من قبيلة خالد بن سعيد،حتى لا يوغر عزل خالد بن سعيد صدر هذه القبيلة الكبيرة، وبعد ذلك بدأت الوفود تتجمع إلى الجيوش خارج المدينة، ثم ذهب أبو بكر ومجلس الحرب الذي كان قد عقده لرؤية الجيوش، بعد أن كانت قد أتمت إعدادها، فلاحظ رضي الله عنه أن إعداده وعتاده كان مناسبًا، ولكن ينقصهم العدد، فسأل: ماذا ترون في هؤلاء، أترون أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة ؟، فقال له عمر: والله يا أبا بكر ما أرضى هذه العدة لبني الأصفر.
فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا: نحن نرى ما رأى عمر، ففكر الصديق رضي الله عنه، وألهمه الله عز وجل الحل الذي يستطيع به أن يواجه جيش الروم.
عقد مجلس الحرب

شجعت هذه الرؤيا المباركة أبا بكر الصديق رضي الله عنه على المضي قدمًا فيما كانت تحدثه نفسه به من إرسال الجيوش لفتح الشام وحرب الروم، إلا أنه مع ذلك لم يتسرع في اتخاذ القرار، وإنما بدأ بإعداد العدة، و جمع في البداية مجلسًا للحرب من المسلمين، حتى يأخذوا القرار في الحرب على الروم، وهذا القرار الذي سيأخذه قرار خطير، يجب أن يجمع له أبوبكر رضي الله عنه كبار مفكري الدولة الإسلامية آنذاك، ذلك المجلس الذي ضم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف،و أبا عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد ( رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا ).
فدعاهم أبا بكر ليفكروا في اتخاذ قرار الحرب، وهؤلاء العشرة هم المبشرون بالجنة، فأنعم به من مجلس! ولا شك أن قرارهم سيكون قرارًا موفقًا بتوفيق الله..
فبدأ الصديق رضي الله عنه بالحديث فقال لهم:
{إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه ولا يبلغ جزاء الأعمال، فله الحمد، قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلهاً غيره، فالعرب اليوم أمة واحدة بنو أم وأب، ( وهذا بعد أن جمع الله كلمة المسلمين من جديد بعد حروب الردة ).. وقد رأيت أن أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين، ويجعل الله كلمته هي العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الوافر،لأنه من هلك منهم هلك شهيداً. وما عند الله خير للأبرار، ومن عاش عاش مدافعاً عن الدين مستوجباً على الله ثواب المجاهدين،
( أي أن المسلمين في حروبهم، إما النصروالعزة، وإما الشهادة في سبيل الله، وعلى هذا يجب أن تكون حياتنا كلها خالصة لله تعالى، وجهادًا في سبيله، في كل لحظة من لحظات الحياة، يقول أحد الصالحين أن الإنسان لا يستطيع أن يختار لحظة موته، ولكنه يستطيع أن يختاركيف يموت، أي أنه إذا كانت حياة المرء كلها جهادًا في سبيل الله عز وجل، وعملاً خالصًا لوجه الله سبحانه، فلا شك أنك ستموت وأنت على نفس هذه الحياة، وبذلك تكون قد اخترت أن تموت في سبيل الله،...وفي المقابل إذا كنت تحيا للدنيا، ولا تفكر إلا لنفسك، و تقتصر أحلامك وآمالك على ما يهمك وحدك، ولا تهتم بأمور المسلمين، فهذا يعني أنك ستموت على ما عشت من أجله ! )
يقول أبو بكرالصديق رأيه هذا، ثم يقول: هذا رأيي الذي رأيت، فأشيروا علي، فيقوم عمر بن الخطاب فيقول: الحمد لله الذي يخص بالخير من يشاء من خلقه. والله ما استبقنا إلى شيء من الخير قط إلا سبقتنا إليه، " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " قد والله أردت لقاءك لهذا الرأي الذي رأيت. فما قُضِى أن يكون حتى ذكرته، فقد أصبت أصاب الله بك سبيل الرشاد، سرب إليهم الخيل في إثر الخيل، وابعث الرجال بعد الرجال، والجنود تتبعها الجنود. فإن الله ناصر دينه، ومعز الإسلام وأهله، ومنجزٌ ما وعد رسوله.
( وهكذا نجد أن عمربن الخطاب رضي الله عنه متفق مع أبي بكر، ويضع له الخطة التي يراها مناسبة لفتح الشام، وهي أن تخرج كل طاقة الجيش الإسلامي المتبقية لفتح الشام )
ثم يقوم عبد الرحمن بن عوف فيقول: يا خليفة رسول الله، إن الروم وبني الأصفر، حد حديد وركن شديد، والله ما أرى أن تقحم الخيل عليهم إقحاماً. ولكن نبعث الخيل فنغير في أدنى الأرض، فتأخذ منهم، وترهبهم ثم نرجع إليك. فإذا فعلوا ذلك بهم مراراً أضروا بهم وغنموا من أدنى أرضهم فقووا بذلك على عدوهم، ثم تبعث إلى أرضي أهل اليمن وأقاصي ربيعة ومضر ثم تجمعهم جميعاً إليك، فإن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك وإن شئت أغزيتهم. ثم سكت وسكت الناس.
( كان لكلٍ من الصحابة رضوان الله عليهم وجهة نظر تتعلق بالإستراتيجية العسكرية، ورؤيتهم لطريقة إنفاذ الجيوش، فإذا كان عمر رضي الله عنه يرى أن يخرج الجيش كله لقتال الروم - كما سيفعل في حروب فارس-فإن ابن عوف رضي الله عنه يقيس تلك الحرب على ما فعله الصديق رضي الله عنه نفسه في فتح فارس،حيث جاء المثنى بن حارثة رضي الله عنه من قبائل بكر بن وائل شمال الجزيرة العربية، إلى حدود العراق، وطلب من الصديق أن يسمح له بالإغارة على حدود العراق،فوافقه أبو بكر الصديق على ذلك، وبدأ المثنى يغير إغارات متعددة، حتى ذهب خالد بن الوليد بجيش المسلمين، لفتح فارس، في حين لم يكن ذلك تفكير عمر رضي الله عنه، إذ سنراه في فتح فارس، يرسل الجيوش الإسلامية كلها دفعة واحدة، ويجهز في فتح القادسية 32 ألف مجاهد، ثم 60 ألف لموقعة المدائن ؛ولذايقترح أن يكون الجيش مقسمًا إلى مجموعات تحارب ثم تعود بالغنائم، حتى يتمرن المسلمون على حرب الروم، لأنهم مرهوبو الجانب )
فقال لهم أبو بكر: ماذا ترون يرحمكم الله ؟ ( ولم يكن باقي المجلس قد تحدث عن رأيه في الخروج إلى الشام ) فقام عثمان بن عفان رضي ا






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 64
الموقع : بسكرة

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2009 12:31 am

مقدمة
بعد أن أُعِدَّتِ العُدَّة خرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة حتى انتهى إلى عسكرهم فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم؛ فقال لأصحابه: ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة؟ فقال عمر: ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر؛ فقال لأصحابه: ماذا ترون أنتم؟ فقالوا: نحن نرى ما رأى عمر؛ فقال: ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه؟ فرأى ذلك جميع أصحابه؛ فقالوا: نِعْمَ ما رأيت افعل فكتب:
(( بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى من قُرِيء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم...
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعدُ فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد، وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم،وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك، وقد حسنت في ذلك نيتهم، وعظمت حسبتهم
فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة فإن الله تبارك وتعالى لم يرضَ من عباده بالقول دون العمل، ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق ويقروا لحكم الكتاب
ثم يختم الصديق خطبته لهم: حفظ الله لكم دينكم وهدى قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين
(( وهنا نلمح ملحمًا رائعًا عند الصديق رضي الله عنه، وهو حسن الظن بالمؤمنين، وذلك سيرًا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيما يرويه ابن ماجة وأحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه، وضعفه الألباني عن أبي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه: إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّه... ]
كما يوضح الصديق ـ رضي الله عنه ـ أن الجهاد في الإسلام ليس فقط للدفاع عن الإسلام من القوى الخارجية، ولكن لتحرير الشعوب من حكامهم المستبدين، و نشر دين الله في الأرض، ثم ترك حرية الاختيار لهم بعد ذلك.
وهكذا نرى الصديق ( رضي الله عنه وأرضاه ) رقيقًا في التعامل مع الجنود المسلمين، حتى وإن كان من حقه الإمرة عليهم، وتوجيه الأوامر المباشرة،ويجب عليهم طاعته..
وهكذا يجب أن يكون كل والٍ على أي أمر من أمور المسلمين، يجب أن يتحلى برقة الطبع، و الرقة في الطلب، وذلك يشمل المسئول في عمله، كما يشمل الرجل في أهل بيته، انطلاقًا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته... الحديث
وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك رضي الله عنه الذي يروي ما كان من أمر هذه الرسالة إذ يقول: ( أتيت أهل اليمن جناحًا جناحًا وقبيلة قبيلة أقرأ عليهم كتاب أبي بكر، وإذا فرغت من قراءته قلت:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. بسم الله الرحمن الرحيم، أما بـعد.
فإني رسول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول المسلمين إليكم. ألا وإني قد تركتهم مُعَسكِرِين ليس يمنعهم من الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم، فعجلوا إلى إخوانكم، رحمة الله عليكم أيها المسلمون.
يقول: فكان من أقرأ عليه ذلك الكتاب،ويسمع مني هذا القول يحسن الرد علي، ويقول: ونحن سائرون، وكأنا قد فعلنا، حتى انتهيت إلى ذي الكلاع، فلما قرأتُ عليه الكتاب، وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه، ونهض في قومه من ساعته، ولم يؤخر ذلك، وأمر بالمعسكر، فما برحنا حتى عسكر وعسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن، وسارعوا، فلما اجتمعوا إليه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "أيها الناس، إن من رحمة الله إياكم، ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسولاً، وأنزل عليكم كتابًا فأحسن عنه البلاغ، فعلَّمكم ما يرشدكم ونهاكم عما يفسدكم، حتى علمكم ما لم تكونوا تعلمون، ورغبكم فيما لم تكونوا ترغبون، ثم دعاكم إخوانكم الصالحون إلى جهاد المشركين، واكتساب الأجر العظيم، فلينفر من أراد النفير معي الساعة"
وهنا يبدو لنا في موقف (ذو الكلاع الحميري) رضي الله عنه، أنه سارع مباشرة في تنفيذ أمر أنس بن مالك، وطاعة خليفة المسلمين، ذلك أن المسلم مأمورٌ ليس بفعل الخير فحسب، بل مأمورٌ بالمسارعة إليه والقيام إليه دون تكاسل أو توانٍِ؛ فالمسارعة في الخيرات هي أسلوب القرآن الكريم دائمًا: [وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ]

أبو بكر يودع الجيش قبل تحركه:
بدا لأبي بكر أن ينصرف إلى المدينة، فقام في الجيش، فحمد الله وأثنى عليه، ثم أمرهم بالمسير، وبشرهم بالفتح، وقال: ".. حتى تبنوا فيها المساجد، فلا يعلم أنكم تأتونها تلهيًا، والشام أرض شبيعة، يكثر لكم فيها من المطعم والمشرب، فإياكم والأشر، أما ورب الكعبة لتأشرنَّ، ولتبطرن، أوصيكم بتقوى الله عز وجل، ولا تهدموا بيتًا ولا بيعة، ولا تقطعوا شجرًا مثمرًا، ولا تعقروا بهيمة إلا لأكل، ولا تحرقوا نخلاً ولا تعزقوه، ولا تعصوا، ولا تجبنوا..."
ونلاحظ أن الصديق رضي الله عنه يوصي الجيش بمثل ما وصى به قائده، حتى يقول لهم: "إذا أنا انصرفت من مقامي هذا فاركبوا ظهوركم (أي خيولكم) ثم صفوا إليَّ صفًا واحدًا حتى آتيكم" فمرَّ على أولهم، حتى أتى على آخرهم يسلم عليهم جميعًا!!
كم يستغرق وقت ذلك التوديع المهيب، من خليفة المسلمين، وأعلى قيادة في الدولة لهذا الجيش الأول الخارج لحرب إحدى أعظم قوتين في العالم آنـذاك؟؟!..
فإذا كان الجيش قد بلغ 7 آلاف وخمسمائة مجاهد فلا بد أن ذلك استغرق من أبي بكر رضي الله عنه وقتًا كبيرًا (قد يصل إلى 10 ساعات!!)، وكل ذلك من أجل رفع الروح المعنوية للجيش المسلم، و تقوية رصيده الإيماني حتى يهجموا على الروم هجمة واحدة بعون الله..
وهكـذا سار يزيد بجنده إلى الشام، فكان أبو بكر يدعو في كل يوم غدوة وعشيًا بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر، فيقول: (اللهم إنك خلقتنا ولم نك شيئًا، ثم بعثت إلينا رسولاً رحمة منك لنا، وفضلاً منك علينا فهديتنا وكنا ضُلالاً، وحببت إلينا الإيمان وكنا كفارًا، وكثرتنا وكنا قليلاً، وجمعتنا وكنا أشتاتًا، وقويتنا وكنا ضعافًا، ثم فرضت علينا الجهاد، وأمرتنا بقتال المشركين حتى يقولوا: "لا إله إلا الله" ويعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون..
اللهم إنا نطلب رضاك، ونجاهد أعداءك، من عدل بك وعبد معك إلهاً غيرك، تعاليت عما يقولون علوًا كبيرًا، اللهم فانصر عبادك المسلمين على عدوك من المشركين، اللهم افتح لهم فتحًا يسيرًا، وانصرهم نصرًا عزيزًا، واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم شجع جبنهم، وثبت أقدامهم، وزلزل بعدوهم، وأدخل الرعب في قلوبهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِدْ خضراءهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًا وبنا حفيًا، وأصلح لنا شأننا كله، ونياتنا وقضاءنا وتبعاتنا، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين، واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.. الأحياء منهم والأموات، ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخـرة إنه بالمؤمنين رءوف رحيم).
وجَدَّ القوم في السير، فقال ربيعة بن عامر: ما هذا السير يا يزيد؟ وقد أمرك أبو بكر أن ترفق بالناس في سيرك، فقال يزيد: يا عامر إن أبا بكر رضي الله عنه سيعقد العقود ويرسل الجيوش فأردت أن أسبق الناس إلى الشام فلعلنا أن نفتح فتحاً قبل تلاحق الناس بنا فيجتمع بذلك ثلاث خصال: رضاء الله عز وجل، ورضاء خليفتنا، وغنيمة نأخذها. فقال ربيعة: فَسِرِ الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال: فأخذ القوم في السير على وادي القرى ليخرجوا على تبوك ثم على الجابية إلى دمشق.
وكان خروج يزيد من المدينة في 23 رجب 12 هـ، في حين كان خالد بن الوليد وعياض بن غنم يحاصران دومة الجندل ضمن عملياتهما في فتح العراق.. وما لبثت دومة الجندل أن سقطت في يد خالد في24من رجب، ولا شك أن ذلك كان له أثر في تأمين الطريق من المدينة إلى الشام، وقد كانت دومة الجندل محاصرة منذ أوائل ذلك العام.
سار يزيد بجيشه من المروة سالكًا طريق تبوك كما أمره أبو بكر، وكانت تبوك على نشز مرتفع في سهل رملي بين جبل (حسمى) إلى الغرب، وجبل ( شرودي) في شرقيها، وعلى الحدود الشمالية لبلاد العرب، ومن بعدها تبدأ حدود الدولة الرومية..
ويمتد الطريق من المدينة إلى تبوك، ومنها إلى ذات المنازل.. وهو طريق شاق وصفه ابن بطوطة بأنه طريق وعر، ليس يسيرًا السير فيه، ولكن يزيد سار بجيش المسلمين فيه، ووصل إلى (البلقاء) فنزلهـا، وانتظر أوامر أبي بكر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hchelahi




عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3862
التميز : 52
تاريخ التسجيل : 26/07/2009
العمر : 64
الموقع : بسكرة

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2009 12:35 am

وصية أبي بكر ليزيد:
وقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه من ساعته يمشي على قدميه وحوله جماعة من الأصحاب منهم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وخرجوا إلى ظاهر المدينة، ووقع النداء في الناس، فكبروا بأجمعهم فرحاً لخروجهم وأجابتهم الجبال لدوي أصواتهم، وعلا أبو بكر على دابته حتى أشرف على الجيش فنظر إليهم قد ملأوا الأرض فتهلل وجهه، وقال: اللهم أنزل عليهم الصبر، وأيدهم، ولا تسلمهم إلى عدوهم [إنك على كل شيء قدير] (البقرة: 20).
وكان أول من دعاه أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان، وعقد له راية وأمَّره على ألف فارس من سائر الناس، ودعا بعده رجلاً من بني عامر بن لؤي يقال له: ربيعة بن عامر، وكان فارساً مشهوراً في الحجاز فعقد له راية وأمره على ألف فارس، ثم أقبل أبو بكر رضي الله عنه على يزيد بن أبي سفيان، وقال له: هذا ربيعة بن عامر من ذوي العلا والمفاخر قد علمت صولته وقد ضممته إليك، وأمَّرْتُك عليه؛ فاجعله في مقدمتك، وشاوره في أمرك ولا تخالفه؛ فقال يزيد: حباً وكرامة.
وأسرعت الفرسان إلى لبس السلاح، واجتمع الجند، وركب يزيد بن أبي سفيان، وربيعة بن عامر، وأقبلا بقومهما على أبي بكر رضي الله عنه؛ فأقبل يمشي مع القوم؛ فقال يزيد: يا خليفة رسول الله الناجي، من غضب الله من رضيت عنه، لا نكن على ظهور خيولنا، وأنت تمشي فإما أن تركب وإما أن ننزل. فقال: ما أنا براكب وما أنتم بنازلين، وسار إلى أن وصل إلى ثنية الوداع فوقف هناك؛ فتقدم إليه يزيد فقال: يا خليفة رسول الله أوصنا، فقال أبو بكر (رضي الله عنه):
يا يزيد إني أوصيك بتقوى الله وطاعته، والإيثار له والخوف منه، إذا سرت فلا تضيق على نفسك، ولا على أصحابك في مسيرك، ولا تغضب على قومك ولا على أصحابك، وشاورهم في الأمر، واستعمل العدل، وباعد عنك الظلم والجور؛ فإنه لا أفلح قوم ظلمو، ولا نُصِروا على عدوهم، وإذا لقيتم القوم.. "فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير"، وإذا أظفرك الله عليهم فلا تَغلُل ولا تمثل ولا تغدر ولا تجبن و لا تقتلوا ولداً ولا شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً، ولا تعقروا بهيمة إلا بهيمة المأكول، ولا تغدروا إذا عاهدتم ولا تنقضوا إذا صالحتم، وستمرون على قوم في الصوامع رهباناً يزعمون أنهم ترقبوا في الله، فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم..
(وهكذا تكون فتوحات المسلمين دائمًا، يحرص المسلمون كل الحرص على ألا يؤذوا المدنيين، ولا يلحقوا الضرر بالمصالح العامة للمدن والبلاد المفتوحة، حتى إن تاريخ حروب المسلمين كله لم يُذكر فيه قتل لأي شيخ (إلا ما كان في موقعة الشيخ في فتوح فارس، لأنه كان قائد جيش الفرس) ولم تقتل النساء أبدًا، إلا المرة الوحيدة التي قُتلت فيها امرأة، كانت التي وضعت السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح خيبر، لأنها قتلت بذلك السم أحد الصحابة.. أما المدنيون الذين لا يحاربون المسلمين، ولا يمنعونهم من إيصال دعوة الله إلى الناس، فلا يقاتلهم المسلمون أبدًا عملاً بقوله تعالى: [لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ] [الممتحنة: 8] وكذلك يحرص الخليفة رضي الله عنه على أن ينبههم إلى عدم قطع النخل والشجر، لأن ذلك يضر بالمصلحة العامة، ولم يحدث أن قطع المسلمون نخلاً أو شجرًا إلا ما كان للضرورة في غزوة (بني النضير) عندما اضطر المسلمون لحرق النخل؛ لأن اليهود كانوا يستخدمونها في حربهم، ولأن ذلك يفت في عضد الجيش الضخم الكبير.
ثم يواصل الصديق وصيته: وستجدون قوماً آخرين من حزب الشيطان وعبدة الصلبان، قد حلقوا أوساط رءوسهم حتى كأنها مناحيض العظام (هؤلاء يحرضون على قتال المسلمين)، فاعلوهم بسيوفكم حتى يرجعوا إلى الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله، فادعوهم إلى ثلاث خصال، فإن أجابوكم فاقبلوا منهم، وكفوا عنهم، ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين (المجاهدين)، وعليهم ما على المهاجرين، وإن هم دخلوا في الإسلام، واختاروا دارهم على دار المهاجرين، فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين، وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام، فادعوهم إلى الجزية، فإن هم فعلوا، فاقبلوا منهم، وكفوا عنهم، وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم، فقاتلوهم إن شاء الله.. ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب.. وقد استودعتكم الله، وعليكم سلام الله ورح






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:12 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:13 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:13 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:15 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:15 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:17 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:17 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:19 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:20 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mano
مشرف
مشرف
mano


عدد المساهمات : 3312
نقاط : 5670
التميز : 267
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 30
الموقع : biskra_fougala

الاستعداد لفتح الشام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعداد لفتح الشام   الاستعداد لفتح الشام Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 2:21 pm

مشكور على العمل المميز

واصل تألقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاستعداد لفتح الشام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دخول القدس واستكمال فتح الشام
» الاستعداد لليرموك .
» الاستعداد لليرموك .
» ملخص فتوح الشام ، وعبر وعظات
» باتش لفتح اكثر من مسنجر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: المغرب العربي :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: