3818 أخبرني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر قال اصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا شهداء
الشروح
قوله : ( عن عمرو ) هو ابن دينار .
قوله : ( اصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا شهداء ) سمى جابر منهم - فيما رواه وهب بن كيسان عنه - أباه عبد الله بن عمرو ، أخرجه الحاكم في " الإكليل " ، ودل ذلك على أن تحريم الخمر كان بعد أحد ، وصرح صدقة بن الفضل عن ابن عيينة كما سيأتي في تفسير المائدة بذلك فقال في آخر الحديث : " وذلك قبل تحريمها " وقد تقدم التنبيه على شيء من فوائده في أول الجهاد .
الحديث الرابع .
3819 حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه قال وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام
الشروح
قوله : ( حدثنا عبد الله ) هو ابن المبارك .
قوله : ( عن سعد بن إبراهيم ) أي ابن عبد الرحمن بن عوف .
قوله : ( أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام ) في رواية نوفل بن إياس أن الطعام كان خبزا ولحما ، أخرجه الترمذي في " الشمائل " .
قوله : ( وهو صائم ) ذكر ابن عبد البر أن ذلك كان في مرض موته .
قوله : ( قتل مصعب بن عمير ) تقدم نسبه وذكره في أول الهجرة ، وأنه كان من السابقين إلى الإسلام وإلى الهجرة ، وكان يقرئ الناس بالمدينة قبل أن يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان قتله يوم أحد ، وذكر ذلك ابن إسحاق وغيره ، وقال ابن إسحاق : وكان الذي قتل مصعب بن عمير عمرو بن قمئة الليثي ، فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم - ص 410 - فرجع إلى قريش فقال لهم : قتلت محمدا . وفي الجهاد لابن المنذر من مرسل عبيد بن عمير قال : " وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مصعب بن عمير وهو متجعف على وجهه ، وكان صاحب لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الحديث .
قوله : ( وهو خير مني ) لعله قال ذلك تواضعا . ويحتمل أن يكون ما استقر عليه الأمر من تفضيل العشرة على غيرهم بالنظر إلى من لم يقتل في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد وقع من أبي بكر الصديق نظير ذلك ، فذكر ابن هشام أن رجلا دخل على أبي بكر الصديق وعنده بنت سعد بن الربيع وهي صغيرة فقال : من هذه ؟ قال : هذه بنت رجل خير مني ، سعد بن الربيع ، كان من نقباء العقبة شهد بدرا واستشهد يوم أحد .
قوله : ( كفن في بردة ) تقدم شرحه في كتاب الجنائز .
قوله : ( وقتل حمزة ) أي ابن عبد المطلب ، ستأتي كيفية قتله في هذا الباب .
قوله : ( ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط ) يشير إلى ما فتح لهم من الفتوح والغنائم وحصل لهم من الأموال ، وكان لعبد الرحمن من ذلك الحظ الوافر .
قوله : ( وقد خشينا أن تكون حسناتنا ) في رواية الجنائز " طيباتنا " ، وفي رواية نوفل بن إياس " ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا " .
قوله : ( ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام ) في رواية أحمد عن غندر عن شعبة " وأحسبه لم يأكله " . وفي الحديث فضل الزهد ، وأن الفاضل في الدين ينبغي له أن يمتنع من التوسع في الدنيا لئلا تنقص ، حسناته ، وإلى ذلك أشار عبد الرحمن بقوله : خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت . وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى . قال ابن بطال : وفيه أنه ينبغي ذكر سير الصالحين وتقللهم في الدنيا لتقل رغبته فيها قال : وكان بكاء عبد الرحمن شفقا أن لا يلحق بمن تقدمه .