hchelahi
عدد المساهمات : 1368 نقاط : 3862 التميز : 52 تاريخ التسجيل : 26/07/2009 العمر : 64 الموقع : بسكرة
| موضوع: مفهوم الشعر الحر الجمعة سبتمبر 04, 2009 12:53 am | |
| على أن الشعر الحديث ( الحر) ليس كله غامضا ، يسبح في أوهام الإبهام والغموض ، فناك تجارب شعرية لم تتنازل عن رسالتها التربوية والنهضوية ، وظلت على يقين بأن الشعر ذو رسالة ، من ذلك ما قدمه مظفر النواب وأحمد مطر وصلاح عبد الصبور وشعراء المقاومة الفلسطينية غي جيلها الأول. ولا يعني هذا أن تكون القصيدة سهلة واضحة ، لا تثير القارئ ، ولا تفتح له آفاقاً من التأويلات المحتملة لنص شعري مكتنز بالمعنى ، تتضافر فيه كل عناصر الإبداع بدءا من اللفظ وانتهاء بالإيقاع وصولا إلى الصورة الشعرية المعبرة؛ فلا بد أن يكون هناك نوع من شد القارئ لسحر النص بغموض لا يستغلق على الفهم ، من خلال إشارات نصية مفتاحية ، تحاول أن تستدرج القارئ نحو فضاءات النص ليتفاعل معه ، فالقارئ ما هو إلا منتج آخر للنص بإنتاجه المعنى والتأويل. استلهام التراث والأسطورة والتاريخ: ويستند الشعر الحر من جانب آخر على استلهام التراث والأسطورة في البناء الشعري ، وترميز تلك العناصر ، فتجد الشاعر في قصيدة ما يوظف بعض ما جاء في الإنجيل أو التوراة ، أو يقتطع نصوصا منهما ، وقد يوظف الشاعر النص القرآني بألفاظه وقصصه وتعابيره وشخصياته ، كما يظهر عند الشاعر محمود درويش في قصيدته " حبر الغراب "، فيوظف الشاعر في هذه القصيدة القصة القرآنية الواردة في سورة المائدة التي تصور الصراع بين ابني آدم ( هابيل وقابيل) ، ويضمن الشاعر جزءا من الآية في النص الشعري: ويضيئك القرآنُ: ¼ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه، قال: يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب» ويضيئك القرآنُ، فابحث عن قيامتنا وحلق يا غرابُ! كما يوظف الشاعر الحديث الأسطورة القديمة عربية وإغريقية وسومرية وبابلية من مثل : العنقاء والغول والسندباد ، وجلجامش وعشتار ، وسيزيف ، وغيرها ، فقد الشاعر محمود درويش – على سبيل المثال – الأسطورة كثيرا في ديوانه " سرير الغريبة" الذي حشد فيه الشاعر كثيرا من الأساطير المتعلقة بالحب ولم يكتف الشاعر الحديث بذلك ، بل جعل من التاريخ وحوادثه وشخصياته مادة استلهمها الشاعر ، فقد تجد في الشعر الحر إشارة لحرب جاهلية ، أو لحرب إسلامية ، أو حادثة اجتماعية ، أو ظاهرة معينة ، وقد اتكأ الشاعر الحديث على شخصيات التاريخ اتكاء واضحا ، وأشير هنا إلى دراسة منشورة في مجلة " عالم المعرفة"، يبن فيها صاحبها كيفية توظيف الشخصيات التاريخية في الشعر الفلسطيني ، فذكر من تلك الشخصيات التتار والخليفة والسجان والجلاد والروم وكسرى وقيصر) وهي شخصيات تاريخية عامة ، ويقف عند شخصية ( الحسين بن علي ، وصلاح الدين الأيوبي وعز الدين القسام )( ، وعندما يوظف الشاعر هذه الشخصيات فإنه يتخذ منها أقنعة يختبئ وراءها في تقديم فكرة معينة(). وقد حازت أحداث الأندلس مساحة لا بأس بها في الأدب الحديث بشكل عام ، والشعر بشكل خاص ، حيث تشكلت ظاهرة في هذا الأدب ، وقد سجلها كثير من الشعراء ، فقد عرف عن نزار قباني أندلسياته ، تلك القصائد التي تحدث فيها عن مجد العرب الضائع في الأندلس()، وقد خصص الشاعر محمود درويش ديوان" أحد عشر كوكبا " ليوثق العلاقة المأساوية بين الأندلس الضائعة وفلسطين التي أضحت أندلسَ ثانية في العصر الحديث()، ومن يتتبع هذا الموضوع يجده غزيرا في الأدب العربي الحديث ، وخاصة في الشعر الفلسطيني(.
| |
|