hchelahi
عدد المساهمات : 1368 نقاط : 3862 التميز : 52 تاريخ التسجيل : 26/07/2009 العمر : 64 الموقع : بسكرة
| موضوع: نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي 1 الجمعة سبتمبر 04, 2009 10:13 am | |
| نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي يكاد الاهتمام بظاهرة الحداثة في الوطن العربي ـ بشكل عام ـ يرجع إلى التحولات الكبيرة التي ظهرت في شتى مناحي حياة الإنسان العربي ـ سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا،... ـ . وللحديث عن نشأة هذه الظاهرة وتطورها في الشعر العربي لابد من تقصي أول حركة تجديدية في التراث الأدبي واتباع سيرورتها عبر مراحلها التاريخية، وقوفا عند حركة الحداثة في الإنتاج الشعري العربي الحديث. هذا ما سنحاول الاحاطة به هنا. من ثم، فوجود اتجاهين من الشعراء."اتجاه يعتبر نفسه امتدادا لشعراء العصر العباسي ـ رواد أول حركة تجديدية في الشعر العربي ـ نذكر على رأسهم أبا نواس وأبا تمام، وابن الرومي، والمتنبي، وأبا العلاء، ابن سنا(...)، هؤلاء الشعراء الذين جاءوا بالثقافة اليونانية والبيئة الحضارية الجديدة. فاهتز في وجدانهم هيكل القصيدة العام. فلم يعد ثمة ضرورة لأن يستهل الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال ولم تعد به حاجة لأن يتجشم عناء الوصول إلى الممدوح على الناقة(...) وظهرت محاولات عديدة لتوحيد موضوع القصيدة بتأثير من المنطق الأرسطي والثقافة اليونانية إجمالا مما هدد قاعدة وحدة البيت بالدمار وساعد على ذلك أيضا التحليق النفسي والفكري لبعض الشعراء كأبي العلاء وابن سنا"[1]. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا تغيير على مستوى اللغة الشعرية وذلك بسبب دخول ألفاظ يونانية وفارسية، لاحتكاك اللسان العربي بالألسنة الأعجمية. كما تسللت إلى الشعر بعض الألفاظ الفلسفية والعلمية والدينية والصناعية وكثير من الألفاظ العربية ذات المعاني المستحدثة وليدة الحضارة الجديدة. وهناك أيضا تغييرات على مستوى الوزن والقافية، فنجد مثلا لأبي نواس قصائد خرج بها على نظام الأوزان المعروفة. كما أن أبا العتاهية قد اخترع أوزان جديدة. وحاول كذلك بعض الشعراء، الخروج على نظام القافية الواحدة. إذ وجدوا فيها تقييدا لا تحتمله موضوعاتهم الجديدة. من ثم ظهر ما يسمى "بالمزدوجات".[2] وهناك حركة تجديدية أخرى كان لها أثر كبير في تاريخ الشعر العربي. والتي ظهرت بالأندلس. فقد بدأ فن التوشيح متأثرا ومؤثرا بما كان منتشرا في جنوب فرنسا من شعر شبيه بالموشحات. وهو شعر التروبادور. وإن كان المرجح أن المحاولات الأولى في هذا الفن قد بدأت منذ نهاية القرن الثالث هجري.[3] ومنذ نهاية القرن التاسع عشر بدأت تظهر بوادر التجديد في بعض ما أنتجه فرانسيس مراس الحلبي. وأحمد الشدياق. ونجيب حداد. وقد كان تجديدهم مقصورا في البداية على التمرد على الموضوعات التي عرفها الشعر القديم، ثم الدعوة من خلال المجلات العربية المعاصرة آنذاك إلى نبذ القديم والأخذ بالجديد وانتهاج أساليب الشعراء الغربيين. وبعد ذلك ظهرت حركة التجديد في المهجر التي نمت في أحضان الثقافة والشعر الغربيين،"ولعل أبرز الثائرين على القديم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وتستهدف ثورتهما مفهوم الشعر وعناصره الشكلية والموضوعية. فالشعر من حيث مفهومه أصبح رسالة سامية يتنزلها الشاعر من عالم الروح ليؤديها بين الناس كما يقول جبران، أما اللغة فليست ألفاظا جامدة وبيانا وبديعا ومنطقا وإنما هي ترجمة للروح والحياة. أما الأوزان والقوافي فلا يعتبرونها من ضرورة الشعر. فهم لا يراعون وحدة البيت، في وحدة مكتملة، يكون البيت فيها جزءا حيا يكاد يستمد قوته ومعناه من التئامه مع سائر الأعضاء."[4] وإذا تتبعنا امتدادات الاتجاه الرومانسي والاتجاه الرمزي، فسوف نلتقي مثلا بإلياس أبي شبكة وبسعيد عقل اللذين يأتيان في سيرورة التجديد في الشعر العربي: "يقول أبو شبكة في مقدمته "أفاعي الفردوس" إن الشعر لا يحدد فلا يقاس ولا يوزن، إذ انه تعبير عن الحياة، والحياة لا حدود لها ولا مقاييس. ونجد أيضا سعيد عقل في مقدمة "المجدلية"[5] يؤكد أن الشاعر الحق لا يكون له أفكار وصور وعواطف قبل النظم. وعند النظم، بل يستحيل عليه أن يكتب شعرا إذا توفر له شيء من ذلك. | |
|
mano مشرف
عدد المساهمات : 3312 نقاط : 5670 التميز : 267 تاريخ التسجيل : 09/07/2009 العمر : 30 الموقع : biskra_fougala
| موضوع: رد: نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي 1 الجمعة سبتمبر 11, 2009 4:12 am | |
| | |
|