hchelahi
عدد المساهمات : 1368 نقاط : 3862 التميز : 52 تاريخ التسجيل : 26/07/2009 العمر : 64 الموقع : بسكرة
| موضوع: نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي 3 الجمعة سبتمبر 04, 2009 10:28 am | |
| [size=25] وتبقى مسألة مَنْ مِنَ الشعراء العراقيين الثلاثة كان السباق إلى هذه الوجهة الشعرية الجديدة. مثار اهتمام العديد من الدارسين.
ولكن نازك في كتابها "قضايا الشعر العربي المعاصر" تشير إلى أنها أول من نشرة قصيدة "حرة" عام 1947 ولكنها تعترف في الموضوع نفسه أن بدر شاكر السياب قد نشر في الشهر ذاته مجموعة شعرية تحمل عنوان "أزهار ذابلة" تحتوي على قصيدة حرة تحمل عنوان "هل كان حبا."[10]
وبغض النظر عن مسألة السبق التي كان طرفاها السياب ونازك، فإن عبد الوهاب البياتي لم يتأخر عن الإسهام في الحركة بنشاط يتبعه بعد ذلك آخرون من شعراء العراق وباقي أقطار البلاد العربية.
هكذا، يمكن أن ندرك أن مجيء "البيت الشعري الحر" كان يشكل، في تلك الفترة ظاهرة عامة تطبع تطوير جيل شعري جديد، في العالم العربي. لقد كان البيت الحر يمثل إجابة حتمية لقوى شابة متمردة ضد تراث جامد ومجتمع كان يختنق في ثبات الأشكال التقليدية المتسمة بالقداسة.
وقد تمكنت نازك الملائكة أن تجتاز بسهولة ونجاح، عتبة المسيرة المجددة التي شرعت فيها بكثير من الحذر، والتردد. وإذا كانت قد عملت على تعديل البنية الوزنية في القصيدة، متوصلة إلى تحقيق وحدة معينة بين المضمون والشكل الشعريين. فقد كانت تحرص في الوقت نفسه على عدم الابتعاد عن الأنماط التعبيرية التي شكلت ثورة مدرسة المهجر. وحركة "أبولو"[11] ومجموع الاتجاهات الرومنطقية والرمزية.[12]
أما السياب فكانت بدايته الشعرية مع الأشكال التقليدية، ثم تطورت بعد ذلك بتكسيره للقيود التقليدية، وتعتبر" أنشودة المطر" بمثابة القمة في تطور شعر السياب، ثم بعد ذلك بدأ في الانحدار الفني.[13]
من هنا يمكن أن نعتبر السياب بمثابة جسر العبور من القديم نحو الحديث. وكما يعبر أدونيس فإن: "تجربة السياب مع ذلك ريادة بدءا منها ومعها أخذ ينشأ للشعر العربي الجديد وسط تعبيري جديد. وهو الآن، من القوة والسيادة بحيث أنه يبدو إبداعا مستمرا."[14]
أما البياتي فقد اتخذ وجهة مغايرة تماما، وانفتح تطوره على أفاق أخرى. فبعد أن كان شاعر "الداخل" والاختيار الوجودي. أصبح باستغلاله للحرية التي يتيحها الشكل الجديد، معبرا عن الفرد ومفصحا عن خيبته. لكنه سرعان ما انصهر قلقه الشخصي في البؤس ونضال الشعب من أجل تحقيق آماله وتطلعاته.[15]
إلى هذا الحد، نكون قد تحدثنا عن مراحل النمو والتطور الأوليين لحركة الحداثة. أما فيما يخص الملامح الأساسية للقصيدة الجديدة. والتوجه الشعري بشكل عام لهذه الحركة فستأخذ موقعها داخل تجمع "شعر" الذي أسهم فيه العديد من الشعراء على رأسهم السياب وأدونيس وغيرهم.
من المؤكد أن تطور حركة الحداثة جاءت مع تأسيس تجمع شعر في لبنان والذي قاده يوسف الخال رفقة عدد من الشعراء ذوي أصل سوري على رأسهم أدونيس الذي يعتبر من الأعمدة الأساسية في الحركة، فقد أعلن هذا التجمع عن تأسيس مجلة فصلية موجهة، بصورة حصرية لخدمة قضية الشعر والدفاع عنها وحملت المجلة تسمية "شعر" التي صدر عددها الأول في كانون الثاني سنة (1957م).[16] لكن هذا التجمع لم يدم طويلا، خصوصا وأن أدونيس الذي يمثل العمود الفقري لهذا التجمع سيغادره بسبب خلاف حدث بينه وبين يوسف الخال سنة(1963). ليتبنى مرحلة جديدة من مراحل الحداثة وهي "الكتابة الجديدة" وعن انفصاله يقول: "أدى عملنا سوية في مجلة شعر، يوسف الخال وأنا، بالتعاون مع الأصدقاء الآخرين الذين كانوا يكونون هيئة تحريرها ـ القريبة العاملة والبعيدة المتعاطفة ـ أدى عملنا إلى ترسيخ مناخ جديد، نظريا وفنيا، بحيث أصبحت خارج الشعر كل محاولة لتجديد الشعر كما كان يحدده النظريون القدامى. وفي أواخر عملنا المشترك أخذ يتضح لي أن هذا الذي حققناه، وهو مهم جدا، لا يكفي خصوصا أن معظم هؤلاء العاملين. وقفوا عند حدود تغيير الطريقة الموروثة واكتفوا بهذا التغيير[/size] | |
|
mano مشرف
عدد المساهمات : 3312 نقاط : 5670 التميز : 267 تاريخ التسجيل : 09/07/2009 العمر : 30 الموقع : biskra_fougala
| موضوع: رد: نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي 3 الجمعة سبتمبر 11, 2009 4:31 am | |
| | |
|