hchelahi
عدد المساهمات : 1368 نقاط : 3862 التميز : 52 تاريخ التسجيل : 26/07/2009 العمر : 64 الموقع : بسكرة
| موضوع: نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي 2 الجمعة سبتمبر 04, 2009 10:15 am | |
| [size=25] من خلال هذا العرض التاريخي المتسلسل لحركة التجديد في الشعر العربي منذ العصر العباسي مرورا بالأندلس من خلال فن التوشيح. إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مع شعراء المهجر والمدرسة الرومانسية والرمزية. فإنه يحق القول فعلا أن الشعر العربي إلى هذا الحد لم يخرج على جوهر التراث الشعري القديم ، فإنهم مهما غيروا من موضوعاتهم وتلاعبوا بالأوزان وبدلوا من القوافي، فإن أهم خصائص عمود الشعر العربي ظلت مسيطرة على جميع تلك الحركات التي كانت تجديدية حقا. ولكنها لم تصل إلى حد الحداثة.
ستأتي موجة الحداثة في الشعر العربي بالفعل بعد الحرب العالمية الثانية عندما نشأت الدعوة إلى تطوير أوزان الشعر وقوافيه بما عرف بحركة الشعر الحر، ثم ظهرت حركة جديدة تدعو إلى فلسفة الشعر العربي ليجد له مكانا في صورة الشعر العالمية المتطورة. هذا وقاد الحركة الأولى شعراء عراقيون على رأسهم نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي. ثم قاد الحركة الثانية شعراء لبنانيون على رأسهم يوسف الخال الوافد من أمريكا بعد هجرة طويلة وأدونيس بعدما غادر سوريا.
وعليه، "فالشعر العربي الحديث قد استطاع انطلاقا من العراق أن يلعب دوره الرائد والمحفز في مشروع التحول الثقافي والاجتماعي، ولكن هذه الظاهرة ليست حدثا فريدا لا سابقة له، أو لغزا لدى من يعرفون التاريخ العربي جيدا، إن هؤلاء يعلمون أن الروح العربية روح شعرية بامتياز، وأن الشعر العربي كان على الدوام التعبير الأسمى عن تطلعاتها والسجل الوافي لتحركاتها كلها(...) هكذا تعرض مشروع الشعراء العراقيين إلى حركة الاعتراضات الواسعة من طرف النزعة المحافظة العربية. التي تعرضت هنا للهجوم في واحد من أمتن قلاعها. هذه الهجمة التي كانت في الوقت نفسه بداية لنضال صعب مع الحساسية العامة وسط واحد من أشد ميادينها ارتباطا بالدواخل وهو تعبيرها المميز والأكثر خصوصية."[7]
وقد تطورت المسيرة المجددة التي كان الشعراء العراقيون روادها منذ سنة 1947، ليواصلها العديد من شعراء العرب، هذا التطور جاء على شكل تدريجي بدأ بالتعرض إلى الشكل الوزني للقصيدة العربية، ثم اتجه صوب الأساس الشعري نفسه وعلاقته العضوية مع معمار القصيدة.[8] وفي سياق هذا التطور الذي فتح الرواد العراقيون جانبا منه، يقول إحسان عباس: "وقد أصبح من المعروف أن الرواد العراقيين: نازك والسياب والبياتي كانوا هم رسل هذه الثورة بتأثير من الشعراء الانجليز، وكانت ثورتهم في شكلها الأولي تمثل تخلصا من رتابة القافية الواحدة. ( دون الاستغناء عن القافية تماما) وتنويعا في عدد التفعيلات في السطر الواحد (دون مبارحة الإيقاع المنظم)... إنما الذي يميز هذه الحركة عن كل ما سبقها أن اعتمادها للشكل الشعري الجديد أصبح مذهبا لا استطرفا، وأن إيمانها بقيمة هذا التحول كان شموليا لا محدودا، وأن أفرادها في حماستهم لهذا الكشف الجديد رأوا وما زالوا يرون. أن هذا الشكل يصلح دون ما عداه وعاء لجميع أنواع التجربة الإنسانية إذا أريد التعبير عنها بالشعر[/size] | |
|
mano مشرف
عدد المساهمات : 3312 نقاط : 5670 التميز : 267 تاريخ التسجيل : 09/07/2009 العمر : 30 الموقع : biskra_fougala
| موضوع: رد: نشأة "الحداثة" وتطورها في الشعر العربي 2 الجمعة سبتمبر 11, 2009 4:21 am | |
| | |
|