زهير بن ابي سلمى
ولد زهير في الحاجر سنة 520م ، وعمر 90 عاما ، وقيل 97 عاما ، قضاها رزينا حليما ناصحا بما فيه الخير والسلام محبا للحق .
وقد ذهب المؤرخون بانه كان نصرانيا لما راوا في شعره من النزعة الدينية والايمان بالبعث والحساب ، واكثر من ذلك الموعظة للكف عن الاخطاء والرجوع عن سفك الدماء .
وتوفي زهير بن ابي سلمى قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله ، اي قبل عام 610م .
اجمع النقاد بانه لم يمدح احدا الا بما فيه ، وبرع بالمديح ، حيث امتاز مدحه بالصدق ، وكثرت الحكمة في شعره . كما وتتصف قصائده بالتنقيح والتهذيب ، حتى زعموا انه كان ينظم القصيدة في اربعة اشهر ، وينقحها في اربعة اشهر ، ثم يعرضها على اصحابه في اربعة اشهر . فيتم قصيدته في حول (عام كامل)، لذلك عرفت قصيدته بالحوليات .
المختار من شعر معلقته:
فاقسمتبالبيت الذي طاف حوله
رجال بنوه من قريش وجرهم
يمينا لنعم السيدان وجدتها
على كل حال من سحيل (23) ومبرم (24)
لقد نشبتحرب عرفتبحرب داحس والغبرا دامت طويلا ، فقد حذر الفريقين (بنو اسد وغطفان) من شر الخيانة واضمار الحرب ووصف نتائجها المشؤومة ، فيقول:
الا ابلغ الاحلاف عني رسالة
و**يان: هل اقسمتم كل مقسم
فلا تكتمن الله ما في صدوركم
ليخفى ومهما تكتم الله يعلم
وما الحرب الا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة
وتضر اذا ضربتموها فتضرم (25)
ومما جاء في الحكمة:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه
يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن يجعل المعروف في غير اهله
يكن حمده ذما عليه ويندم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق الا صورة اللحم والدم (26)
هكذا كان زهير ، كان قاضي صلح ، يصدر احكامه شعرا ، فهو يصف صديقا الى غايته ، وهو وصافا ماهرا ، حيث تاخذ قصيدته بالمقدمة وبالموضوع والخاتمة .
وقد شرح ديوانه مرات ، وفي عدة اقطار من العالم .
توفي ابن ابي سلمى سنة 627 للميلاد .
طرفة بن العبد
ولد طرفة بالبحرين سنة 543م . اشتهر بالوصف - وخاصة وصف الناقة - بالاضافة الى الهجاء والعتاب والشكوى والغزل والحكمة .
كان طرفة اقصر فحول شعراء الجاهلية عمرا ، حيث قتل وهو دون الثلاثين ، ولطرفة ابيات في الحكمة يصور ظلم قومه كالسيف القاطع حيثيقول:
وظلم ذوي القربى اشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا
وياتيك بالاخبار من لم تزود (27)
ومن جيد شعر طرفة في الهجاء:
واعلم علما ليس بالظن انه
اذا ذل مولى المرء فهو ذليل
وان لسان المرء ما لم تكن له
حصاة (28) على عوراته (29) لذليل (30)
عنترة بن شداد
ابن شداد العبسي ، احد فرسان العرب ممن يضرب به المثل في الشجاعة والنجدة . ولد عنترة في نجد سنة 525م ، واشتهر بالفخر والوصف والحماسة والغزل العفيف والمدح والرثاء ، ومن آثاره ديوان شعره الذي يحتوي حوالي 1500 بيت ، وفي معلقته وصف ملحمي جميل بين الحب والحرب ، واشهر ما في معلقته البالغة 79 بيتا والتي مطلعها:
هل غادر الشعراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لانها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم (31)
وله واصفا شخصيته:
اني امرؤ سمح الخليقة ماجد
لا اتبع النفس اللجوج هواها (32)
وعندما سئل عن عبلة قال:
ولئن سالتبذلك عبلة خبرت
ان لا اريد من النساء سواها (33)
تعليقات:
1. دول الاسلام / ابو عبدالله الذهبي: ص30 . لبيد بن ربيعة العامري / الدكتور يحيى الجبوري: ص180 .
2. المصدر المتقدم: ص379 . شرح نهج البلاغة / ميثم البحراني: ج1، ص45 . الاشعاع القرآني في الشعر العربي / محمد عباس الدراجي: ص12 . من وحي الادب العربي / ههفال محمد امين: ص109 . الامالي في الادب الاسلامي / الدكتورة ابتسام مرهون الصفار: ص33 . منتخب من كتاب الشعراء / احمد عبدالله: ص24 . تاريخ الادب العربي / احمد حسن الزيات: ص69 .
3. التمثيل والمحاضرة / عبدالملك الثعالبي: ص61 .
4. اللوى: ما التوى من الرمل .
5. حومل: اسم مكان .
6. الموجز في الادب العربي وتاريخه / حنا الفاخوري: ج1، ص78 .
7. المصدر المتقدم: ص186 . اغاني الاغاني / جمع: الخوري يوسف عون: ص290 .
8. سدول: ستائر .
9. ابتلاه: اختبره وجربه .
10. تمطى بصلبه: مد ظهره .
11. اعجاز: مؤخرة الجسم .
12. بكلكل: الصدر .
13. الموجز في الادب العربي وتاريخه: ص183 . تاريخ الشعر العربي / نجيب محمد: ص95 . اغاني الاغاني: ص290 .
14. مكر مفر: سريع الكر والفر .
15. تاريخ الادب العربي: ج1 ، ص119 . الموجز في الادب العربي وتاريخه: ص180 .
6. تاريخ الادب العربي: ص142 .
17. الاندرينا: قرية بالشام .
يتبع