foughala
 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 829894
ادارة المنتدي  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 103798


foughala
 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 829894
ادارة المنتدي  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1    فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 Icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 6:56 pm

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب المغازي باب غزوة العشيرة أو العسيرة قال ابن إسحاق أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء ثم بواط ثم العشيرة
3733 حدثني عبد الله بن محمد حدثنا وهب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة قال تسع عشرة قيل كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة قلت فأيهم كانت أول قال العسيرة أو العشير فذكرت لقتادة فقال العشير


الشروح
- ص 326 - قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم . كتاب المغازي . باب غزوة العشيرة ) : بالشين المعجمة كذا لأبي ذر ، ولغيره تأخير البسملة عن قوله : " كتاب المغازي " وزادوا " باب غزوة العشيرة أو العسيرة " بالشك هل هي بالإهمال أو بالإعجام ، مكانها عند منزل الحج بينبع ، وليس بينها وبين البلد إلا الطريق . وخرج في خمسين ومائة وقيل : مائتين ، واستخلف فيها أبا سلمة بن عبد الأسد . والمغازي جمع مغزى ، يقال : غزا يغزو غزوا ومغزى والأصل غزوا والواحدة غزوة والميم زائدة ، وعن ثعلب الغزوة المرة والغزاة عمل سنة كاملة ، وأصل الغزو القصد ، ومغزى الكلام مقصده ، والمراد بالمغازي هنا ما وقع من قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - الكفار بنفسه أو بجيش من قبله ، وقصدهم أعم من أن يكون إلى بلادهم أو إلى الأماكن التي حلوها حتى دخل مثل أحد والخندق .
قوله : ( قال ابن إسحاق : أول ما غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأبواء ثم بواط ثم العشيرة ) كذا للأكثر ، وسقط لأبي ذر إلا عن المستملي وحده لكنه ذكره آخر الباب ، والأبواء بفتح الهمزة وسكون الموحدة وبالمد قرية من عمل الفرع بينها وبين الجحفة من جهة المدينة ثلاثة وعشرون ميلا ، قيل : سميت بذلك لما كان فيها من الوباء وهي على القلب وإلا لقيل : الأوباء ، والذي وقع في مغازي ابن إسحاق ما صورته : غزوة ودان بتشديد المهملة ، قال : وهي أول غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من المدينة في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة يريد قريشا ، فوادع بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة من كنانة ، وادعه رئيسهم مجدي بن عمرو الضمري ورجع - ص 327 - بغير قتال . قال ابن هشام : وكان قد استعمل على المدينة سعد بن عبادة ا هـ . وليس بين ما وقع في السيرة وبين ما نقله البخاري عن ابن إسحاق اختلاف ; لأن الأبواء وودان مكانان متقاربان بينهما ستة أميال أو ثمانية ، ولهذا وقع في حديث الصعب بن جثامة " وهو بالأبواء أو بودان " كما تقدم في كتاب الحج ، ووقع في " مغازي الأموي " حدثني أبي عن ابن إسحاق قال : خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - غازيا بنفسه حتى انتهى إلى ودان وهي الأبواء . وقال موسى بن عقبة : أول غزوة غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم - - يعني بنفسه - الأبواء . وفي الطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال : أول غزاة غزوناها مع النبي الأبواء .
وأخرجه البخاري في " التاريخ الصغير " عن إسماعيل وهو ابن أبي أويس عن كثير بن عبد الله مقتصرا عليه ، وكثير ضعيف عند الأكثر ، لكن البخاري مشاه وتبعه الترمذي ، وذكر أبو الأسود في مغازيه عن عروة ووصله ابن عائذ من حديث ابن عباس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا فلقوا جمعا من قريش فتراموا بالنبل ، فرمى سعد بن أبي وقاص بسهم ، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله " وعند الأموي : يقال إن حمزة بن عبد المطلب - مناقبه - أول من عقد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإسلام راية ، وكذا جزم به موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي في آخرين قالوا : وكان حامل رايته أبو مرثد حليف حمزة ، وذلك في شهر رمضان من السنة الأولى ، وكانوا ثلاثين رجلا ليعترضوا عير قريش ، فلقوا أبا جهل في جمع كثير ، فحجز بينهم مجدي .
وأما بواط فبفتح الموحدة وقد تضم وتخفيف الواو وآخره مهملة : جبل من جبال جهينة بقرب ينبع ، قال ابن إسحاق . ثم غزا في شهر ربيع الأول يريد قريشا أيضا حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ورجع ولم يلق أحدا ، ورضوى بفتح الراء وسكون المعجمة مقصور : جبل مشهور عظيم بينبع ، قال ابن هشام : وكان استعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ، وفي نسخة السائب بن مظعون ، وعليه جرى السهيلي ، وقال الواقدي : سعد بن معاذ .
وأما العشيرة فلم يختلف على أهل المغازي أنها بالمعجمة والتصغير وآخرها هاء ، قال ابن إسحاق : هي ببطن ينبع ، وخرج إليها جمادى الأولى يريد قريشا أيضا ، فوادع فيها بني مدلج من كنانة . قال ابن هشام : استعمل فيها على المدينة أبا مسلمة بن عبد الأسد . وذكر الواقدي أن هذه السفرات الثلاث كان يخرج فيها ليلتقي تجار قريش حين يمرون إلى الشام ذهابا وإيابا ، وسبب ذلك أيضا أنها كانت وقعة بدر وكذلك السرايا التي بعثها قبل بدر كما سيأتي ، قال ابن إسحاق : ولما رجع إلى المدينة لم يقم إلا ليالي حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في طلبه حتى بلغ سفران - بفتح المهملة والفاء - من ناحية بدر ، فقاتله كرز بن جابر ، وهذه هي بدر الأولى ، وقد تقدم في العلم البيان عن سرية عبد الله بن جحش وأنه ومن معه لقوا ناسا من قريش راجعين بتجارة من الشام فقاتلوهم ، واتفق وقوع ذلك في رجب ، فقتلوا منهم وأسروا وأخذوا الذي كان معهم ، وكان أول قتل وقع في الإسلام وأول مال غنم ، وممن قتل عبد الله بن الحضرمي أخو عمرو بن الحضرمي الذي حرض به أبو جهل قريشا على القتال ببدر ، وقال الزهري : أول آية نزلت في القتال كما أخبرني عروة عن عائشة أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا أخرجه النسائي وإسناده - ص 328 - صحيح ، وأخرج هو والترمذي وصححه الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم ، ليهلكن . فنزلت أذن للذين يقاتلون الآية . قال ابن عباس : فهي أول آية أنزلت في القتال " وذكر غيره أنهم أذن لهم في قتال من قاتلهم بقوله تعالى : وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ثم أمروا بالقتال مطلقا بقوله تعالى : انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا الآية .
قوله : ( حدثنا وهب ) هو ابن جرير بن حازم ، وأبو إسحاق هو السبيعي .
قوله : ( فقيل له ) القائل هو الراوي أبو إسحاق بينه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق كما سيأتي آخر المغازي بلفظ " سألت زيد بن أرقم " ويؤيده أيضا قوله في هذه الرواية آخرا " فأيهم " .
قوله : ( تسع عشرة ) كذا قال ومراده الغزوات التي خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بنفسه سواء قاتل أو لم يقاتل ، لكن روى أبو يعلى من طريق أبي الزبير عن جابر أن عدد الغزوات إحدى وعشرون وإسناده صحيح وأصله في مسلم ، فعلى هذا ففات زيد بن أرقم ذكر ثنتين منها ولعلهما الأبواء وبواط - من الغزوات - ، وكأن ذلك خفي عليه لصغره ، ويؤيد ما قلته ما وقع عند مسلم بلفظ " قلت : ما أول غزوة غزاها ؟ قال : ذات العشير أو العشيرة - الغزوة - " ا هـ والعشيرة كما تقدم هي الثالثة ، وأما قول ابن التين : يحمل قول زيد بن أرقم على أن العشيرة أول ما غزا هو ، أي زيد بن أرقم ، فقلت : ما أول غزوة غزاها أي وأنت معه ؟ قال : العشير ، فهو محتمل أيضا ، ويكون قد خفي عليه ثنتان مما بعد ذلك . أو عد الغزوتين واحدة ، فقد قال موسى بن عقبة : " قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه في ثمان : بدر ثم أحد ثم الأحزاب ثم المصطلق ثم خيبر ثم مكة ثم حنين ثم الطائف " ا هـ وأهمل غزوة قريظة ؛ لأنه ضمها إلى الأحزاب لكونها كانت في إثرها ، وأفردها غيره لوقوعها منفردة بعد هزيمة الأحزاب ، وكذا وقع لغيره عد الطائف وحنين واحدة لتقاربهما ، فيجتمع على هذا قول زيد بن أرقم وقول جابر ، وقد توسع ابن سعد فبلغ عدة المغازي التي خرج فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه سبعا وعشرين ، وتبع في ذلك الواقدي ، وهو مطابق لما عده ابن إسحاق إلا أنه لم يفرد وادي القرى من خيبر ، أشار إلى ذلك السهيلي ، وكأن الستة الزائدة من هذا القبيل ، وعلى هذا يحمل ما أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب قال " غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعا وعشرين " وأخرجه يعقوب بن سفيان عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق فيه أن سعيدا قال أولا ثماني عشرة ثم قال أربعا وعشرين ، قال الزهري : فلا أدري أوهم أو كان شيئا سمعه بعد . قلت : وحمله على ما ذكرته يدفع الوهم ويجمع الأقوال والله أعلم . وأما البعوث والسرايا فعد ابن إسحاق ستا وثلاثين وعد الواقدي ثمانيا وأربعين . وحكى ابن الجوزي في " التلقيح " ستا وخمسين ، وعد المسعودي ستين ، وبلغها شيخنا في " نظم السيرة " زيادة على السبعين ، ووقع عند الحاكم في " الإكليل " أنها تزيد على مائة فلعله أراد ضم المغازي إليها .
قوله : ( قلت فأيهم كان أول ) ؟ كذا للجميع ، قال ابن مالك : والصواب " فأيها " أو " أيهن " ووجهه بعضهم على أن المضاف محذوف والتقدير فأي غزوتهم ؟ قلت : وقد أخرجه الترمذي عن محمود بن غيلان عن وهب بن جرير بالإسناد الذي ذكره المصنف بلفظ " قلت : فأيتهن " ؟ فدل على أن التعبير من البخاري أو من - ص 329 - شيخه عبد الله بن محمد المسندي أو من شيخه وهب بن جرير حدث به مرة على الصواب ومرة على غيره إن لم يصح له توجيه .
قوله : ( العشير أو العشيرة ) كذا بالتصغير والأول بالمعجمة بلا هاء والثانية بالمهملة وبالهاء ، ووقع في الترمذي العشير أو العسير بلا هاء فيهما .
قوله : ( فذكرت لقتادة ) القائل هو شعبة ، وقول قتادة " العشيرة " هو بالمعجمة وبإثبات الهاء ومنهم من حذفها ، وقول قتادة هو الذي اتفق عليه أهل السير وهو الصواب ، وأما غزوة العسيرة بالمهملة فهي غزوة تبوك قال الله تعالى : الذين اتبعوه في ساعة العسرة وسميت بذلك لما كان فيها من المشقة كما سيأتي بيانه ، وهي بغير تصغير ، وأما هذه فنسبت إلى المكان الذي وصلوا إليه واسمه العشير أو العشيرة يذكر ويؤنث وهو موضع ، وذكر ابن سعد أن المطلوب في هذه الغزاة هي عير قريش التي صدرت من مكة إلى الشام بالتجارة ففاتتهم ، وكانوا يترقبون رجوعها فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلقاها ليغنمها ، فبسبب ذلك كانت وقعة بدر ، قال ابن إسحاق : فإن السبب في غزوة بدر ما حدثني يزيد بن رومان عن عروة أن أبا سفيان كان بالشام في ثلاثين راكبا منهم مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص ، فأقبلوا في قافلة عظيمة فيها أموال قريش ، فندب النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم ، وكان أبو سفيان يتجسس الأخبار فبلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استنفر أصحابه بقصدهم ، فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى قريش بمكة يحرضهم على المجيء لحفظ أموالهم ويحذرهم المسلمين فاستنفرهم ضمضم ، فخرجوا في ألف راكب ومعهم مائة فرس ، واشتد حذر أبي سفيان فأخذ طريق الساحل وجد في السير حتى فات المسلمين ، فلما أمن أرسل إلى من يلقى قريشا يأمرهم بالرجوع ، فامتنع أبو جهل من ذلك ، فكان ما كان من وقعة بدر
.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1    فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 Icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 6:58 pm

باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر
3734 حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال حدثني عمرو بن ميمون أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدث عن سعد بن معاذ أنه قال كان صديقا لأمية بن خلف وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد معتمرا فنزل على أمية بمكة فقال لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت فخرج به قريبا من نصف النهار فلقيهما أبو جهل فقال يا أبا صفوان من هذا معك فقال هذا سعد فقال له أبو جهل ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد أويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما فقال له سعد ورفع صوته عليه أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه طريقك على المدينة فقال له أمية لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي فقال سعد دعنا عنك يا أمية فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنهم قاتلوك قال بمكة قال لا أدري ففزع لذلك أمية فزعا شديدا فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان ألم تري ما قال لي سعد قالت وما قال لك قال زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي فقلت له بمكة قال لا أدري فقال أمية والله لا أخرج من مكة فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال أدركوا عيركم فكره أمية أن يخرج فأتاه أبو جهل فقال يا أبا صفوان إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك فلم يزل به أبو جهل حتى قال أما إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة ثم قال أمية يا أم صفوان جهزيني فقالت له يا أبا صفوان وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي قال لا ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره فلم يزل بذلك حتى قتله الله عز وجل ببدر


الشروح
- ص 330 - قوله : ( باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقتل ببدر ) أي قبل وقعة بدر بزمان ، فكان كما قال ، ووقع عند مسلم من حديث أنس عن عمر قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليرينا مصارع أهل بدر يقول : هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى ، وهذا مصرع فلان . فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا تلك الحدود الحديث ، وهذا وقع وهم ببدر في الليلة التي التقوا في صبيحتها ، بخلاف حديث الباب فإنه قبل ذلك بزمان .
قوله : ( شريح ) هو بمعجمة وآخره مهملة ، وإبراهيم بن يوسف عن أبيه هو يوسف بن إسحاق السبيعي .
قوله : ( أنه سمع عبد الله بن مسعود حدث عن سعد بن معاذ قال : كان صديقا ) فيه التفات على رأي ، والسياق يقتضي أن يقول : كنت صديقا ، ويحتمل أن يكون " قال " زائدة ويكون قوله " قال " من كلام ابن مسعود ، والمراد سعد بن معاذ ، وهي رواية النسفي .
قوله : ( على أمية ) بن خلف ووقع في علامات النبوة من طريق إسرائيل عن ابن إسحاق " أمية بن خلف بن صفوان " ، كذا للمروزي ، وكذا أخرجه أحمد والبيهقي من طريق إسرائيل ، والصواب ما عند الباقين " أمية بن خلف أبي صفوان " ، وعند الإسماعيلي " أبي صفوان أمية بن خلف " وهي كنية أمية كني بابنه صفوان بن أمية ، وكذلك اتفق أصحاب أبي إسحاق ثم أصحاب إسرائيل على أن المنزول عليه أمية بن خلف ، وخالفهم أبو علي الحنفي فقال : نزل على عتبة بن ربيعة ، وساق القصة كلها ، أخرجه البزار . وقول الجماعة أولى ، وعتبة بن ربيعة قتل ببدر أيضا لكنه لم يكن كارها في الخروج من مكة إلى بدر ، وإنما حرض الناس على الرجوع بعد أن سلمت تجارتهم فخالفه أبو جهل ، وفي سياق القصة البيان الواضح أنها لأمية بن خلف لقوله فيها : " فقال لامرأته : يا أم صفوان " ولم يكن لعتبة بن ربيعة امرأة يقال لها : أم صفوان .
قوله : ( فقال ) أي سعد بن معاذ ( لأمية ) بن خلف ( انظر لي ساعة خلوة ) في رواية إسرائيل " فقال أمية لسعد : ألا تنظر حتى يكون نصف النهار " والجمع بينهما بأن سعدا سأله وأشار عليه أمية ، وإنما اختار له نصف النهار ؛ لأنه مظنة الخلوة .
قوله : ( ألا أراك ) بتخفيف اللام للاستفتاح ، وللكشميهني بحذف همزة الاستفهام وهي مرادة .
قوله : ( آويتم ) بالمد والقصر ، والصباة بضم المهملة وتخفيف الموحدة جمع صابي بموحدة مكسورة ثم تحتانية خفيفة بغير همز وهو الذي ينتقل من دين إلى دين ، وفي رواية إسرائيل " وقد آويتم محمدا وأصحابه " .
- ص 331 - قوله : ( طريقك على المدينة ) أي ما يقاربها أو يحاذيها ، قال الكرماني : طريقك بالنصب والرفع . قلت : النصب أصح ؛ لأن عامله لأمنعنك ، فهو بدل من قوله ما هو أشد عليك ، وأما الرفع فيحتاج إلى تقدير . وفي رواية إسرائيل متجرك إلى الشام ، وهو المراد بقطع طريقه على المدينة .
قوله : ( على أبي الحكم ) هي كنية أبي جهل ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي لقبه بأبي جهل .
قوله : ( فوالله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنهم قاتلوك ) كذا أتى بصيغة الجمع والمراد المسلمون ، أو النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وذكره بهذه الصيغة تعظيما ، وفي بقية سياق القصة ما يؤيد هذا الثاني ، ووقع لبعضهم " قاتليك " بتحتانية بدل الواو وقالوا : هي لحن ، ووجهت بحذف الأداة والتقدير أنهم يكونون قاتليك ، وفي رواية إسرائيل " أنه قاتلك " بالإفراد ، وقد قدمت في " علامات النبوة " بيان وهم الكرماني في شرح هذا الموضع وأنه ظن أن الضمير لأبي جهل فاستشكله فقال : إن أبا جهل لم يقتل أمية ، ثم تأول ذلك بأنه كان سببا في خروجه حتى قتل . قلت : ورواية الباب كافية في الرد عليه ، فإن فيها " أن أمية قال لامرأته : إن محمدا أخبرهم أنه قاتلي " ولم يتقدم في كلامه لأبي جهل ذكر .
قوله : ( ففزع لذلك أمية فزعا شديدا ) بين سبب فزعه في رواية إسرائيل ففيها " قال : فوالله ما يكذب محمد إذا حدث " ووقع عند البيهقي " فقال : والله ما يكذب محمد ، فكاد أن يحدث " كذا وقع عنده بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الدال من الحدث وهو خروج الخارج من أحد السبيلين ، والضمير لأمية أي أنه كاد أن يخرج منه الحدث من شدة فزعه ، وما أظن ذلك إلا تصحيفا .
قوله : ( فلما رجع أمية إلى أهله ) أي امرأته ( فقال : يا أم صفوان ) هي كنيتها ، واسمها صفية ويقال كريمة بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، وهي من رهط أمية فأمية ابن عم أبيها ، وقيل : اسمها فاختة بنت الأسود .
قوله : ( ما قال لي سعد ) وفي رواية إسرائيل " ما قال لي أخي اليثربي " ذكر الأخوة باعتبار ما كان بينهما من المؤاخاة في الجاهلية ، ونسبه إلى يثرب وهو اسم المدينة قبل الإسلام .
قوله : ( فقلت له : بمكة ؟ قال : لا أدري . فقال أمية : والله لا أخرج من مكة ) يؤخذ منه أن الأخذ بالمحتمل حيث يتحقق الهلاك في غيره أو يقوى الظن أولى .
قوله : ( فلما كان يوم بدر ) زاد إسرائيل " وجاء الصريخ " وفيه إشارة إلى ما أخرجه ابن إسحاق كما تقدم قبل هذا الباب ، وعرف أن اسم الصريخ ضمضم بن عمرو الغفاري ، وذكر ابن إسحاق بأسانيده أنه لما وصل إلى مكة جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وصرخ : يا معشر قريش أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد ، الغوث الغوث .
قوله : ( أدركوا عيركم ) بكسر المهملة وسكون التحتانية أي القافلة التي كانت مع أبي سفيان .
قوله : ( إنك متى يراك الناس ) في رواية الكشميهني وحده " متى ما يراك الناس " بزيادة " ما " وهي الزائدة - ص 332 - الكافة عن العمل ، وبحذفها كان حق الألف من " يراك " أن تحذف ؛ لأن متى للشرط وهي تجزم الفعل المضارع ، قال ابن مالك : يخرج ثبوت الألف على أن قوله : " يراك " مضارع راء بتقديم الألف على الهمزة وهي لغة في رأى قال الشاعر :
إذا راءني أبدى بشاشة واصل


ومضارعه يراء بمد ثم همز ، فلما جزمت حذفت الألف ثم أبدلت الهمزة ألفا فصار يرا ، وعلى أن متى شبهت بإذا فلم يجزم بها ، وهو كقول عائشة الماضي في الصلاة في أبي بكر : " متى يقوم مقامك " أو على إجراء المعتل مجرى الصحيح كقول الشاعر :
ولا ترضاها ولا تملق

أو على الإشباع كما قرئ ( إنه من يتقي ) . قلت : ووقع في رواية الأصيلي " متى يرك الناس " بحذف الألف وهو الوجه .
قوله : ( وأنت سيد أهل الوادي ) أي وادي مكة ، قد تقدم أن أمية وصف بها أبا جهل لما خاطب سعدا بقوله : " لا ترفع صوتك على أبي الحكم وهو سيد أهل الوادي " فتقارضا الثناء وكان كل منهما سيدا في قومه .
قوله : ( فلم يزل به أبو جهل ) بين ابن إسحاق الصفة التي كاد بها أبو جهل أمية حتى خالف رأي نفسه في ترك الخروج من مكة فقال : " حدثني ابن أبي نجيح أن أمية بن خلف - مصرعه يوم بدر - كان قد أجمع على عدم الخروج ، وكان شيخا جسيما ، فأتاه عقبة بن أبي معيط بمجمرة حتى وضعها بين يديه فقال : إنما أنت من النساء ، فقال : قبحك الله " . وكأن أبا جهل سلط عقبة عليه حتى صنع به ذلك ، وكان عقبة سفيها .
قوله : ( لأشترين أجود بعير بمكة ) يعني فأستعد عليه للهرب إذا خفت شيئا .
قوله : ( ثم قال أمية ) في الكلام حذف تقديره : فاشترى البعير الذي ذكر ثم قال لامرأته .
قوله : ( لا يترك منزلا إلا عقل بعيره ) في رواية الكشميهني " ينزل " بنون وزاي ولام من النزول وهي أوجه من رواية غيره " يترك " بمثناة وراء وكاف .
قوله : ( فلم يزل بذلك ) أي على ذلك .
قوله : ( حتى قتله الله ببدر ) تقدم في الوكالة حديث عبد الرحمن بن عوف في صفة قتله ، وستأتي الإشارة إليه في هذه الغزوة . وذكر الواقدي أن الذي ولي قتله خبيب وهو بالمعجمة وموحدة مصغر ، ابن إساف بكسر الهمزة ومهملة خفيفة الأنصاري ، وقال ابن إسحاق : قتله رجل من بني مازن من الأنصار . وقال ابن هشام : يقال : اشترك فيه معاذ ابن عفراء وخارجة بن زيد وخبيب المذكور . وذكر الحاكم في " المستدرك " أن رفاعة بن رافع طعنه بالسيف ، ويقال : قتله بلال . وأما ابنه علي بن أمية فقتله عمار . وفي الحديث معجزات للنبي - صلى الله عليه وسلم - ظاهرة ، وما كان عليه سعد بن معاذ من قوة النفس واليقين . وفيه أن شأن العمرة كان قديما ، وأن الصحابة كان مأذونا لهم في الاعتمار من قبل أن يعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلاف الحج ، والله أعلم .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1    فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1 Icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 7:01 pm

باب قصة غزوة بدر وقول الله تعالى ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين وقال وحشي قتل حمزة طعيمة بن عدي بن الخيار يوم بدر وقوله تعالى وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم الآية الشوكة الحد
3735 حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب أحد تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد


الشروح
- ص 333 - قوله : ( قصة غزوة بدر ) كذا للأكثر وثبت " باب " في رواية كريمة .
قوله : ( وقول الله تعالى : ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون - إلى - فينقلبوا خائبين ) كذا للأكثر ، وللأصيلي نحوه قال بعد قوله : وأنتم أذلة : إلى قوله : فينقلبوا خائبين وساق الآيات كلها في رواية كريمة .
قوله : ( ببدر ) هي قرية مشهورة نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة كان نزلها ، ويقال : بدر بن الحارث ، ويقال : بدر اسم البئر التي بها ، سميت بذلك لاستدارتها أو لصفاء مائها فكان البدر يرى فيها ، وحكى الواقدي إنكار ذلك كله عن غير واحد من شيوخ بني غفار ، وإنما هي مأوانا ومنازلنا وما ملكها أحد قط يقال له بدر ، وإنما هو علم عليها كغيرها من البلاد .
قوله : ( وأنتم أذلة ) أي قليلون بالنسبة إلى من لقيهم من المشركين ، ومن جهة أنهم كانوا مشاة إلا القليل منهم ، ومن جهة أنهم كانوا عارين من السلاح وكان المشركون على العكس من ذلك ، والسبب في ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ندب الناس إلى تلقي أبي سفيان لأخذ ما معه من أموال قريش ، وكان من معه قليلا فلم يظن أكثر الأنصار أنه يقع قتال فلم يجز معه منهم إلا القليل ، ولم يأخذوا أهبة الاستعداد كما ينبغي ، بخلاف المشركين فإنهم خرجوا مستعدين ذابين عن أموالهم . وأما قوله : إذ تقول للمؤمنين فاختلف فيها أهل التأويل ، فمنهم من قال : هي متعلقة بقوله : نصركم فعلى هذا هي في قصة بدر ، وعليه عمل المصنف ، وهو قول الأكثر وبه جزم الداودي ، وأنكره ابن التين فذهل . وقيل هي متعلقة بقوله : وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال فعلى هذا فهي متعلقة بغزوة أحد وهو قول عكرمة وطائفة ، ويؤيد الأول ما روى ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى الشعبي " أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر يمد المشركين ، فأنزل الله تعالى ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف الآية قال : فلم يمد كرز المشركين ولم يمد المسلمين بالخمسة ، ومن طريق سعيد عن قتادة قال : " أمد الله المسلمين بخمسة آلاف من الملائكة - يوم بدر - " وعن الربيع بن أنس قال : " أمد الله المسلمين يوم بدر بألف ، ثم زادهم فصاروا ثلاثة آلاف ثم زادهم فصاروا خمسة آلاف " وكأنه جمع بذلك بين آل عمران والأنفال ، وقد لمح المصنف بالاختلاف في النزول فذكر قوله تعالى : وإذ غدوت من أهلك في غزوة - ص 334 - أحد ، وكذلك قوله : ليس لك من الأمر شيء وذكر ما عدا ذلك في غزوة بدر وهو المعتمد .
قوله : ( فورهم : غضبهم ) ثبت هكذا في رواية الكشميهني وهو قول عكرمة ومجاهد وروي عن ابن عباس ، وقال الحسن وقتادة والسدي : معناه من وجههم .
قوله : ( وقال وحشي ) أي ابن حرب ( قتل حمزة ) أي ابن عبد المطلب ( طعيمة بن عدي بن الخيار يوم بدر ) كذا وقع فيه " ابن الخيار " وهو وهم وصوابه " ابن نوفل " وسأبين ذلك في الكلام على قصة مقتل حمزة في غزوة أحد إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) هذه الآية نزلت في قصة بدر بلا خلاف ، بل جميع سورة الأنفال أو معظمها نزلت في قصة بدر ، وسيأتي في تفسير قول سعيد بن جبير : " قلت لابن عباس : سورة الأنفال ؟ قال : نزلت في بدر " والمراد بالطائفتين العير والنفير ، فكان في العير أبو سفيان ومن معه كعمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل وما معه من الأموال ، وكان في النفير أبو جهل وعتبة بن ربيعة وغيرهما من رؤساء قريش مستعدين بالسلاح متأهبين للقتال ، وكان ميل المسلمين إلى حصول العير لهم ، وهو المراد بقوله : وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم والمراد بذات الشوكة الطائفة التي فيها السلاح .
قوله : ( الشوكة الحد ) هو قول أبي عبيدة ، قال في " كتاب المجاز : " ويقال : ما أشد شوكة بني فلان أي حدهم ، وكأنها استعارة من واحدة الشوك ، وروى الطبراني وأبو نعيم في " الدلائل " من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس قال : " أقبلت عير لأهل مكة من الشام ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يريدها ، فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا إليها وسبقت العير المسلمين ، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين ، وكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم وأيسر شوكة وأخص مغنما من أن يلقوا النفير ، فلما فاتهم العير نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين بدرا فوقع القتال " .
ذكر المصنف طرفا من حديث كعب بن مالك في قصة توبته ، وسيأتي في غزوة تبوك ، والغرض منه هنا قوله " ولم يعاتب أحد " وهو بفتح التاء على البناء للمجهول ، ووقع في رواية الكشميهني " ولم يعاتب الله أحدا " وقوله فيه : " إنما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد عير قريش " أي ولم يرد القتال . وقوله : " حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد " أي ولا إرادة قتال . والعير المذكورة يقال : كانت ألف بعير ، وكان المال خمسين ألف دينار ، وكان فيها ثلاثون رجلا من قريش وقيل : أربعون . وقيل : ستون ، وقوله " غير أني تخلفت في غزوة بدر - كعب بن مالك - " وهو استثناء من المفهوم في قوله : " لم أتخلف إلا في تبوك " فإن مفهومه أني حضرت في جميع الغزوات ما خلا غزوة تبوك ، والسبب في كونه لم يستثنهما معا بلفظ واحد كونه تخلف في تبوك مختارا لذلك مع تقدم الطلب ووقوع العتاب على من تخلف ، بخلاف بدر في ذلك كله ، فلذلك غاير بين التخلفين .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)16
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)32
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)33
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: