foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 9:58 am

باب غزوة الخندق وهي الأحزاب قال موسى بن عقبة كانت في شوال سنة أربع
3871 حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه وعرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه



الشروح
قوله : ( باب غزوة الخندق وهي الأحزاب ) يعني أن لها اسمين ، وهو كما قال ، والأحزاب جمع حزب أي طائفة ، فأما تسميتها الخندق فلأجل الخندق الذي حفر حول المدينة بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان الذي أشار بذلك سلمان فيما ذكر أصحاب المغازي منهم أو معشر قال : " قال سلمان للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق حول المدينة ، وعمل فيه بنفسه ترغيبا للمسلمين ، فسارعوا إلى عمله حتى فرغوا منه ، وجاء المشركون فحاصروهم " وأما تسميتها الأحزاب فلاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين ، وهم قريش وغطفان واليهود ومن تبعهم ، وقد أنزل الله تعالى - ص 454 - في هذه القصة صدر سورة الأحزاب ، وذكر موسى بن عقبة في المغازي قال : " خرج حيي بن أخطب بعد قتل بني النضير إلى مكة يحرض قريشا على حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وخرج كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق يسعى في بني غطفان ويحضهم على قتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن لهم نصف ثمر خيبر ، فأجابه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري إلى ذلك ، وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد فأقبل إليهم طلحة بن خويلد فيمن أطاعه ، وخرج أبو سفيان بن حرب بقريش فنزلوا بمر الظهران ، فجاءهم من أجابهم من بني سليم مددا لهم فصاروا في جمع عظيم ، فهم الذين سماهم الله تعالى الأحزاب " .
وذكر ابن إسحاق بأسانيده أن عدتهم عشرة آلاف ، قال : وكان المسلمون ثلاثة آلاف ، وقيل : كان المشركون أربعة آلاف والمسلمون نحو الألف ، وذكر موسى بن عقبة أن مدة الحصار كانت عشرين يوما ، ولم يكن بينهم قتال إلا مراماة بالنبل والحجارة ، وأصيب منها سعد بن معاذ بسهم فكان سبب موته كما سيأتي . وذكر أهل المغازي سبب رحيلهم ، وأن نعيم بن مسعود الأشجعي ألقى بينهم الفتنة فاختلفوا ، وذلك بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - له بذلك . ثم أرسل الله عليهم الريح فتفرقوا ، وكفى الله المؤمنين القتال .
قوله : ( قال موسى بن عقبة : كانت في شوال سنة أربع ) هكذا رويناه في مغازيه . قلت : وتابع موسى على ذلك مالك ، وأخرجه أحمد عن موسى بن داود عنه ، وقال ابن إسحاق . كانت في شوال سنة خمس ، وبذلك جزم غيره من أهل المغازي ، ومال المصنف إلى قول موسى بن عقبة وقواه بما أخرجه أول أحاديث الباب من قول ابن عمر أنه عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة ويوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فيكون بينهما سنة واحدة . وأحد كانت سنة ثلاث ، فيكون الخندق سنة أربع ، ولا حجة فيه إذا ثبت أنها كانت سنة خمس لاحتمال أن يكون ابن عمر في أحد كان في أول ما عرض في الرابعة عشر وكان في الأحزاب قد استكمل الخمس عشرة ، وبهذا أجاب البيهقي ، ويؤيد قول ابن إسحاق أن أبا سفيان قال للمسلمين لما رجع من أحد : موعدكم العام المقبل ببدر فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السنة المقبلة إلى بدر ، فتأخر مجيء أبي سفيان تلك السنة للجدب الذي كان حينئذ ، وقال لقومه : إنما يصلح الغزو في سنة الخصب ، فرجعوا بعد أن وصلوا إلى عسفان أو دونها ، ذكر ذلك ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي . وقد بين البيهقي سبب هذا الاختلاف ، وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع بعد الهجرة ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول ، وعلى ذلك جرى يعقوب بن سفيان في تاريخه فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى ، وأن غزوة أحد كانت في الثانية ، وأن الخندق كانت في الرابعة وهذا عمل صحيح على ذلك البناء ، لكنه بناء واه مخالف لما عليه الجمهور من جعل التاريخ من المحرم سنة الهجرة ، وعلى ذلك تكون بدر في الثانية وأحد في الثالثة والخندق في الخامسة وهو المعتمد . ثم ذكر المصنف في الباب سبعة عشر حديثا :
الحديث الأول حديث ابن عمر .
قوله : ( عرضه يوم أحد ) عرض الجيش اختبار أحوالهم قبل مباشرة القتال للنظر في هيئتهم وترتيب منازلهم وغير ذلك .
قوله : ( وهو ابن أربع عشرة سنة ) في رواية مسلم " عرضني يوم أحد في القتال وأنا ابن أربع عشرة سنة " - ص 455 - وقد تقدم مع شرحه ومباحثه في كتاب الشهادات بما يغني عن إعادته وقوله : " فأجازه " أي أمضاه وأذن له في القتال ، وقال الكرماني : أجازه من الإجازة وهي الأنفال أي أسهم له ، قلت : والأول أولى ، ويرد الثاني هنا أنه لم يكن في غزوة الخندق غنيمة يحصل منها نفل . وفي حديث أبي واقد الليثي " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض الغلمان وهو يحفر الخندق ، فأجاز من أجاز ورد من رد إلى الذراري " فهذا يوضح أن المراد بالإجازة الإمضاء للقتال ؛ لأن ذلك كان في مبدأ الأمر قبل حصول الغنيمة أن لو حصلت غنيمة ، والله أعلم .
الحديث الثاني حديث سهل بن سعد .


3872 حدثني قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهم يحفرون ونحن ننقل التراب على أكتادنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فاغفر للمهاجرين والأنصار


الشروح
قوله : ( كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخندق وهم يحفرون ) قد تقدم ذكر السبب في حفر الخندق في مغازي ابن عقبة ، ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - جمعهم أخذ في حفر الخندق حول المدينة ووضع يده في العمل معهم مستعجلين يبادرون قدوم العدو ، وكذا ذكر ابن إسحاق نحوه ، وعند موسى أنهم أقاموا في عمله قريبا من عشرين ليلة ، وعند الواقدي أربعا وعشرين ، وفي الروضة للنووي خمسة عشر يوما ، وفي الهدي لابن القيم أقاموا شهرا .
قوله : ( ونحن ننقل التراب على أكتادنا ) بالمثناة جمع كتد بفتح أوله وكسر المثناة وهو ما بين الكاهل إلى الظهر ، وقد تقدم في الجهاد من حديث أنس بلفظ " على متونهم " والمتن مكتنف الصلب بين اللحم والعصب ، ووهم ابن التين فعزا هذه اللفظة لحديث سهل بن سعد . ووقع في بعض النسخ " على أكبادنا " بالموحدة وهو موجه على أن يكون المراد به ما يلي الكبد من الجنب .
قوله : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) قال ابن بطال : هو قول ابن رواحة ، يعني تمثل به النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لم يكن من لفظه لم يكن بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - شاعرا ، قال : وإنما يسمى شاعرا من قصده وعلم السبب والوتد وجميع معانيه من الزحاف ونحو ذلك . كذا قال ، وعلم السبب والوتد إلى آخره إنما تلقوه من العروض التي اخترع ترتيبها الخليل بن أحمد ، وقد كان شعر الجاهلية والمخضرمين والطبقة الأولى والثانية من شعراء الإسلام قبل أن يصنفه الخليل كما قال أبو العتاهية : أنا أقدم من العروض ، يعني أنه نظم الشعر قبل وضعه . وقال أبو عبد الله بن الحجاج الكاتب :
قد كان شعر الورى قديما من قبل أن يخلق الخليل



وقال الداودي فيما نقله ابن التين : إنما قال ابن رواحة " لا هم إن العيش " بلا ألف ولام ، فأورد بعض الرواة على المعنى ، كذا قال وحمله على ذلك ظنه أنه يصير بالألف واللام غير موزون ، وليس كذلك بل يكون دخله الخزم ومن صوره زيادة شيء من حروف المعاني في أول الجزء .
قوله : ( فاغفر للمهاجرين والأنصار ) في حديث أنس بعده " فاغفر للأنصار والمهاجرة " وكلاهما غير موزون ، ولعله - صلى الله عليه وسلم - تعمد ذلك ، ولعل أصله فاغفر للانصار والمهاجرة بتسهيل لام الأنصار وباللام في المهاجرة ، وفي الرواية الأخرى " فبارك " بدل فاغفر .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 10:02 am


3873 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا رضي الله عنه يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال

فقالوا مجيبين له نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا





الشروح
حديث أنس ، أورده من وجهين في الثاني زيادة .
- ص 456 - قوله : ( ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك ) أي أنهم عملوا فيه بأنفسهم لاحتياجهم إلى ذلك لا لمجرد الرغبة في الأجر .
قوله : ( فلما رأى ما بهم من النصب والجوع ) فيه بيان لسبب قوله - صلى الله عليه وسلم - " اللهم إن العيش عيش الآخرة " وعند الحارث بن أبي أسامة من مرسل طاوس زيادة في هذا الرجز : .
والعن عضلا والقارة هم كلفونا ننقل الحجارة



والأول غير موزون أيضا ولعله كان والعن إلهي عضلا والقارة ، وفي الطريق الثانية لأنس أنه قال ذلك جوابا لقولهم : نحن الذين بايعوا محمدا إلخ ، ولا أثر للتقديم والتأخير فيه لأنه يحمل على أنه كان يقول إذا قالوا ويقولون إذا قال ، وفيه أن في إنشاد الشعر تنشيطا في العمل ، وبذلك جرت عادتهم في الحرب ، وأكثر ما يستعملون في ذلك الرجز .
قوله : ( نحن الذين بايعوا ) هو صفة " الذين " لا صفة " نحن " .
قوله : ( على الجهاد ما بقينا أبدا ) في رواية عبد العزيز على الإسلام بدل الجهاد والأول أثبت .
( تنبيه ) : تقدم طريق عبد العزيز سندا ومتنا في أوائل الجهاد سوى قوله : " قال يؤتون إلخ " وسيأتي بعد أحاديث من حديث البراء أنه كان يقول : " اللهم لولا أنت ما اهتدينا " .


3874 حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا


قال يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم

قال يؤتون بملء كفي من الشعير فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن


الشروح
قوله : ( قال يؤتون ) قائل ذلك أنس بن مالك ، وهو موصول بالإسناد المذكور إليه .
قوله : ( بملء كفي ) روي بالإفراد والتثنية ( فيصنع لهم الشعير ) أي يطبخ ، وقوله " بإهالة " بكسر الهمزة وتخفيف الهاء : الدهن الذي يؤتدم به سواء كان زيتا أو سمنا أو شحما . وأغرب الداودي فقال : الإهالة وعاء من جلد فيه سمن . وقوله " سنخة " أي تغير طعمها ولونها من قدمها ، ولهذا وصفها بكونها بشعة . وقوله : بشعة بموحدة ومعجمة وعين مهملة ، وقيل بنون وغين معجمة ، والنشغ الغثى أي أنهم كان يحصل لهم عند ازدرادها شبيه بالغثى ، والأول أصوب . وقوله : " في الحلق " هو بالحاء المهملة .
قوله : ( ولها ريح منتن ) يدل على أنها عتيقة جدا حتى عفنت وأنتنت ، وفي رواية الإسماعيلي " ولها ريح منكر " قال ابن التين : الصواب ريح منتنة لأن الريح مؤنثة ، قال : إلا أنه يجوز في المؤنث غير الحقيقي أن يعبر عنه بالمذكر . ومنتن بضم الميم ويجوز كسرها .
- ص 457 - الحديث الرابع



3875 حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال أتيت جابرا رضي الله عنه فقال إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت فقلت لامرأتي رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء قالت عندي شعير وعناق فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج فقلت طعيم لي فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان قال كم هو فذكرت له قال كثير طيب قال قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي فقال قوموا فقام المهاجرون والأنصار فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم قالت هل سألك قلت نعم فقال ادخلوا ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة


الشروح
قوله : ( عن أبيه ) في رواية يونس بن بكير في زيادات المغازي " عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي " .
قوله : ( أتيت جابرا فقال : إنا يوم الخندق - أخباره - ) في رواية الإسماعيلي من طريق المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه " قال : قلت لجابر بن عبد الله : حدثني بحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرويه عنك فقال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق " .
قوله : ( فعرضت كيدة ) كذا لأبي ذر بفتح الكاف وسكون التحتانية ، قيل : هي القطعة الشديدة الصلبة من الأرض ، وقال عياض : كأن المراد أنها واحدة الكيد كأنهم أرادوا أن الكيد - وهي الجبلة - أعجزهم فلجأوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفي رواية أحمد عن وكيع عن عبد الواحد بن أيمن " وهاهنا كدية من الجبل " وفي رواية الإسماعيلي " فعرضت كدية " وهي بضم الكاف وتقديم الدال على التحتانية ، وهي القطعة الصلبة - ص 458 - الصماء . ووقع في رواية الأصيلي عن الجرجاني " كندة " بنون ، وعند ابن السكن " كتدة " بمثناة من فوق قال عياض : لا أعرف لهما معنى ، وفي رواية الإسماعيلي " فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : هذه كدية قد عرضت في الخندق " وزاد في روايته " فقال : رشوها بالماء فرشوها " .
قوله : ( أنا نازل ، ثم قام وبطنه معصوب بحجر ) زاد يونس " من الجوع " وفي رواية أحمد " أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - على بطنه حجرا من الجوع " وفائدة ربط الحجر على البطن أنها تضمر من الجوع فيخشى على انحناء الصلب بواسطة ذلك فإذا وضع فوقها الحجر وشد عليها العصابة استقام الظهر ، وقال الكرماني : لعله لتسكين حرارة الجوع ببرد الحجر ، ولأنها حجارة رقاق قدر البطن تشد الأمعاء فلا يتحلل شيء مما في البطن فلا يحصل ضعف زائد بسبب التحلل .
قوله : ( ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا ) هي جملة معترضة أوردها لبيان السبب في ربطه - صلى الله عليه وسلم - الحجر على بطنه ، وزاد الإسماعيلي " لا نطعم شيئا أو لا نقدر عليه " .
قوله : ( فأخذ المعول ) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الواو بعدها لام أي المسحاة ، وفي رواية أحمد " فأخذ المعول أو المسحاة " بالشك .
قوله : ( فضرب ) في رواية الإسماعيلي " ثم سمى ثلاثا ثم ضرب " وعند الحارث بن أبي أسامة من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان قال : ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخندق ثم قال : بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا فحبذا ربا وحبذا دينا
قوله : ( فعاد كثيبا ) أي رملا .
قوله : ( أهيل أو أهيم ) شك من الراوي ، في رواية الإسماعيلي " أهيل " بغير شك ، وكذا عند يونس ، وفي رواية أحمد " كثيبا يهال " والمعنى أنه صار رملا يسيل ولا يتماسك ، قال الله تعالى : وكانت الجبال كثيبا مهيلا أي رملا سائلا ، وأما " أهيم " فقال عياض : ضبطها بعضهم بالمثلثة وبعضهم بالمثناة وفسرها بأنها تكسرت ، والمعروف بالتحتانية وهي بمعنى أهيل ، وقد قال في قوله تعالى : فشاربون شرب الهيم المراد الرمال التي لا يرويها الماء ، وقد تقدم الخلاف في تفسيرها في كتاب البيوع . ووقع عند أحمد والنسائي في هذه القصة زيادة بإسناد حسن من حديث البراء بن عازب قال : لما كان حين أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول ، فاشتكينا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجاء فأخذ المعول فقال : بسم الله . فضرب ضربة فكسر ثلثها ، وقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة . ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض . ثم ضرب الثالثة وقال : بسم الله ; فقطع بقية الحجر فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة وللطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نحوه ، وأخرجه البيهقي مطولا من طريق كثير بن عبد الرحمن بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وفي أوله خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق لكل عشرة أناس عشرة أذرع - وفيه - فمرت بنا صخرة بيضاء كسرت - ص 459 - معاويلنا فأردنا أن نعدل عنها فقلنا : حتى نشاور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلنا إليه سلمان - وفيه - فضرب ضربة صدع الصخرة وبرق منها برقة فكبر وكبر المسلمون - وفيه - رأيناك تكبر فكبرنا بتكبيرك فقال : إن البرقة الأولى أضاءت لها قصور الشام ، فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهم - وفي آخره - ففرح المسلمون واستبشروا وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص نحوه .
قوله : ( فقلت : يا رسول الله ائذن لي إلى البيت ) زاد أبو نعيم في " المستخرج " فأذن لي ، وفي المسند من زيادات عبد الله بن أحمد من حديث ابن عباس احتفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع ، فلما رأى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : هل دللتم على رجل يطعمنا أكلة ؟ قال رجل : نعم ، قال : أما لا فتقدم الحديث ، وكأنه جابر ، ويؤخذ من هذه النكتة في قوله : " ائذن لي يا رسول الله " .
قوله : ( فقلت لامرأتي ) اسمها سهيلة بنت مسعود الأنصارية .
قوله : ( عندي شعير ) بين يونس بن بكير في روايته أنه صاع .
قوله : ( وعناق ) بفتح العين المهملة وتخفيف النون هي الأنثى من المعز ، وفي رواية سعيد بن ميناء التي تلو هذه " فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ، ولنا بهيمة داجن " أي سمينة ، والداجن التي تترك في البيت ولا تفلت للمرعى ، ومن شأنها أن تسمن . وفي رواية أحمد من طريق سعيد بن ميناء " سمينة " .
قوله : ( فذبحت ) بسكون المهملة وضم التاء ، وقوله : ( طحنت ) بفتح المهملة وفتح النون ، فالذي ذبح هو جابر ، وامرأته هي التي طحنت . وفي رواية سعيد عند أحمد " فأمرت امرأتي فطحنت لنا الشعير وصنعت لنا منه خبزا " .
قوله : ( والعجين قد انكسر ) أي لان ورطب وتمكن منه الخمير .
قوله : ( والبرمة بين الأثافي ) بمثلثة وفاء أي الحجارة التي توضع عليها القدر وهي ثلاثة .
قوله : ( حتى جعلنا ) في رواية الكشميهني " حتى جعلت " .
قوله : ( في البرمة ) بضم الموحدة وسكون الراء .
قوله : ( طعيم ) بتشديد التحتانية على طريقة المبالغة في تحقيره ، قالوا : من تمام المعروف تعجيله وتحقيره ، قال ابن التين : ضبطه بعضهم بتخفيف الياء وهو غلط .
قوله : ( فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان ) في رواية يونس " ورجلان " بالجزم ، وفي رواية سعيد بعد هذه " فقم أنت ونفر معك " وفي رواية أحمد " وكنت أريد أن ينصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده " .
قوله : ( فقال : قوموا ، فقام المهاجرون ) في رواية يونس " فقال للمسلمين جميعا : قوموا " وهي أوضح ، فإن الأحاديث تدل على أنه لم يخص المهاجرين بذلك ، فكأن المراد فقام المهاجرون ومن معهم ، وخصهم بالذكر لشرفهم ، وفي بقية الحديث ما يؤيد هذا فإنه قال : " فلما دخل على امرأته قال : ويحك جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ص 460 - بالمهاجرين والأنصار " .
قوله : ( قالت : هل سألك ؟ قال : نعم . فقال : ادخلوا ) في هذا السياق اختصار ، وبيانه في رواية يونس " قال : فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وقلت : جاء الخلق على صاع من شعير وعناق ، فدخلت على امرأتي أقول : افتضحت ، جاءك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخندق أجمعين . فقالت : هل كان سألك كم طعامك ؟ فقلت : نعم . فقالت : الله ورسوله أعلم ، ونحن قد أخبرناه بما عندنا ، فكشفت عني غما شديدا " وفي الرواية التي تلي هذه " فجئت امرأتي فقالت : بك وبك . فقلت : قد فعلت الذي قلت " . وكان قد ذكر في أوله أنها " قالت له : لا تفضحني برسول الله وبمن معه ، فجئت فساررته " ويجمع بينهما بأنها أوصته أولا بأن يعلمه بالصورة ، فلما قال لها إنه جاء بالجميع ظنت أنه لم يعلمه فخاصمته ، فلما أعلمها أنه أعلمه سكن ما عندها لعلمها بإمكان خرق العادة ، ودل ذلك على وفور عقلها وكمال فضلها . وقد وقع لها مع جابر في قصة التمر أن جابرا أوصاها لما زارهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا تكلمه ، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الانصراف نادته : يا رسول الله صل علي وعلى زوجي . فقال : صلى الله عليك وعلى زوجك . فعاتبها جابر ، فقالت له : أكنت تظن أن الله يورد رسوله بيتي ثم يخرج ولا أسأله الدعاء أخرجه أحمد بإسناد حسن في حديث طويل ، ووقع في رواية أبي الزبير عن جابر في نحو هذه القصة أنها قالت لجابر " فارجع إليه فبين له ، فأتيته فقلت : يا رسول الله ، إنما هي عناق وصاع من شعير ، قال : فارجع فلا تحركن شيئا من التنور ولا من القدر حتى آتيها ، واستعر صحافا " .
قوله : ( ولا تضاغطوا ) بضاد معجمة وغير معجمة وطاء مهملة مشالة ، أي لا تزدحموا ، وفي الرواية التي بعدها " فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك " .
قوله : ( ويخمر البرمة ) أي يغطيها .
قوله : ( ثم ينزع ) أي يأخذ اللحم من البرمة ، وفي رواية سعيد التي تلو هذه " فقال : ادع خابزة فلتخبز معك " أي تساعدك ، وقوله : " واقدحي من برمتك " أي اغرفي ، والمقدحة المغرفة ، وفي رواية أبي الزبير عن جابر " وأقعدهم عشرة عشرة فأكلوا " .
قوله : ( وبقي بقية ) في رواية سعيد " فأقسم بالله لأكلوا - أي لقد أكلوا - حتى تركوه وانحرفوا " بالحاء المهملة والفاء أي رجعوا ، وفي رواية يونس بن بكير " فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعون ، ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا " .
قوله : ( كلي هذا وأهدي ) بهمزة قطع فعل أمر للمرأة من الهدية ، ثم بين سبب ذلك بقوله : " فإن الناس أصابتهم مجاعة " وفي رواية يونس " كلي وأهدي ، فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع " وفي رواية أبي الزبير عن جابر " فأكلنا نحن وأهدينا لجيراننا ، فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب ذلك " وقد تقدم في علامات النبوة حديث أنس في تكثير الطعام القليل أيضا في قصة أخرى بما يغني عن الإعادة .
- ص 461 - الحديث الخامس حديث جابر أيضا .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 10:03 am


3876 حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بهلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو


الشروح
قوله : ( أبو عاصم ) هو الضحاك بن مخلد شيخ البخاري ، وقد روى عنه هنا بواسطة ، وهو من كبار شيوخه ، فكأن هذا فاته سماعه منه كغيره من الأحاديث التي يدخل بينه وبينه فيها واسطة .
قوله : ( خمصا ) بمعجمة وميم مفتوحتين وصاد مهملة وقد تسكن الميم وهو خموص البطن .
قوله : ( فانكفيت ) بفاء مفتوحة بعدها تحتانية ساكنة أي انقلبت ، وأصله انكفأت بهمزة وكأنه سهلها .
قوله : ( إن جابرا قد صنع سورا - أخبار يوم الخندق - ) بضم المهملة وسكون الواو بغير همز ، هو هنا الصنيع بالحبشية وقيل : العرس بالفارسية ، ويطلق أيضا على البناء الذي يحيط بالمدينة ، وأما الذي بالهمز فهو البقية .
قوله : ( فحي هلا بكم ) هي كلمة استدعاء فيها حث ، أي هلموا مسرعين . ووقع في رواية القابسي " أهلا بكم " بزيادة ألف والصواب حذفها .
قوله : ( وهم ألف ) أي الذين أكلوا ، وفي رواية أبي نعيم في " المستخرج " فأخبرني أنهم كانوا تسعمائة أو ثمانمائة ، وفي رواية عبد الواحد بن أيمن عند الإسماعيلي " كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة " وفي رواية أبي الزبير " كانوا ثلاثمائة " والحكم للزائد لمزيد علمه ؛ لأن القصة متحدة .
قوله : ( وانحرفوا ) أي مالوا عن الطعام .
قوله : ( لتغط ) بكسر الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة أي تغلي وتفور .
- ص 462 - الحديث السادس .


3877 حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر قالت كان ذاك يوم الخندق


الشروح
قوله : ( عن عائشة رضي الله عنها إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر قالت : كان ذلك يوم الخندق ) هكذا وقع مختصرا ، وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما إذ جاءوكم من فوقكم قال : عيينة بن حصن . ومن أسفل منكم : أبو سفيان بن حرب . وبين ابن إسحاق في المغازي صفة نزولهم قال : نزلت قريش بمجتمع السيول في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وتهامة ، ونزل عيينة في غطفان ومن معهم من أهل نجد إلى جانب أحد بباب نعمان ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف ، والخندق بينه وبين القوم ، وجعل النساء والذراري في الآطام ، قال : وتوجه حيي بن أخطب إلى بني قريظة فلم يزل بهم حتى غدروا كما سيأتي بيانه في الباب الآتي ، وبلغ المسلمين غدرهم فاشتد بهم البلاء ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعطي عيينة بن حصن ومن معه ثلث ثمار المدينة على أن يرجعوا ، فمنعه من ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقالا : كنا نحن وهم على الشرك لا يطمعون منا في شيء من ذلك ، فكيف نفعله بعد أن أكرمنا الله عز وجل بالإسلام وأعزنا بك ؟ نعطيهم أموالنا ، ما لنا بهذا من حاجة ، ولا نعطيهم إلا السيف . فاشتد بالمسلمين الحصار ، حتى تكلم معتب بن قشير وأوس بن قيظي وغيرهما من المنافقين بالنفاق ، وأنزل الله تعالى : وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا الآيات قال : وكان الذين جاءوهم من فوقهم بنو قريظة ومن أسفل منهم قريش وغطفان .
قال ابن إسحاق في روايته : ولم يقع بينهم حرب إلا مراماة بالنبل لكن كان عمرو بن عبد ود العامري اقتحم هو ونفر معه خيولهم من ناحية ضيقة من الخندق حتى صاروا بالسبخة فبارزه علي فقتله ، وبرز نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي فبارزه الزبير فقتله ، ويقال : قتله علي . ورجعت بقية الخيول منهزمة . وروى البيهقي في " الدلائل " من طريق زيد بن أسلم أن رجلا قال لحذيفة : أدركتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ندركه . فقال : يا ابن أخي ، والله لا تدري لو أدركته كيف تكون ، لقد رأيتنا ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة ؟ فوالله ما قام أحد ، فقال لنا الثانية : جعله الله رفيقي . فلم يقم أحد . فقال أبو بكر : ابعث حذيفة . - ص 463 - فقال : اذهب . فقلت : أخشى أن أؤسر ، قال : إنك لن تؤسر ، فذكر أنه انطلق ، وأنهم تجادلوا ، وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته ومن طريق عمرو بن سريع بن حذيفة نحوه وفيه : " إن علقمة بن علاثة صار يقول : يا آل عامر ، إن الريح قاتلتي . وتحملت قريش وإن الريح لتغلبهم على بعض أمتعتهم " وروى الحاكم من طريق عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن أبي حذيفة قال : " لقد رأيتنا ليلة الأحزاب وأبو سفيان ومن معه من فوقنا ، وقريظة أسفل منا نخافهم على ذرارينا ، وما أتت علينا أشد ظلمة ولا ريحا منها ، فجعل المنافقون يستأذنون ويقولون : إن بيوتنا عورة . فمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا جاث على ركبتي ولم يبق معه إلا ثلاثمائة فقال : اذهب فأتني بخبر القوم ، قال : فدعا لي فأذهب الله عني القر والفزع ، فدخلت عسكرهم فإذا الريح فيه لا تجاوزه شبرا ، فلما رجعت رأيت فوارس في طريقي فقالوا : أخبر صاحبك أن الله عز وجل كفاه القوم " وأصل هذا الحديث عند مسلم باختصار ، وسيأتي في الحديث الذي يليه شيء يتعلق بحديث عائشة .
الحديث السابع ذكر فيه حديث البراء من وجهين .







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 10:04 am

3878 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا


ورفع بها صوته أبينا أبينا


الشروح
قوله : ( عن البراء ) سيأتي بعد حديث ابن عباس الطريق الأخرى لحديث البراء ، وفيه تصريح أبي إسحاق بسماعه له من البراء .
قوله : ( حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه ) كذا وقع بالشك بالغين المعجمة فيهما ، فأما التي بالموحدة فواضح من الغبار ، وأما التي بالميم فقال الخطابي : إن كانت محفوظة فالمعنى وارى التراب جلدة بطنه ، ومنه غمار الناس وهو جمعهم إذا تكاثف ودخل بعضهم في بعض ، قال : وروي أعفر بمهملة وفاء ، والعفر بالتحريك : التراب ، وقال عياض : وقع للأكثر بمهملة وفاء ومعجمة وموحدة فمنهم من ضبطه بنصب بطنه ومنهم من ضبطه برفعها ، وعند النسفي " حتى غبر بطنه أو اغبر " بمعجمة فيهما وموحدة ، ولأبي ذر وأبي زيد " حتى أغمر " قال : ولا وجه لها إلا أن يكون بمعنى ستر كما في الرواية الأخرى " حتى وارى عني التراب بطنه " قال : وأوجه هذه الروايات اغبر بمعجمة وموحدة وبرفع بطنه . قلت : وفي حديث أم سلمة عند أحمد بسند صحيح كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاطيهم اللبن يوم الخندق ، وقد اغبر شعر صدره وفي الرواية الآتية " حتى وارى عني الغبار جلد بطنه وكان كثير الشعر " وظاهر هذا أنه كان كثير شعر الصدر ، وليس كذلك فإن في صفته - صلى الله عليه وسلم - أنه كان دقيق المسربة أي الشعر الذي في الصدر إلى البطن ، فيمكن أن يجمع بأنه كان مع دقته كثيرا أي لم يكن منتشرا بل كان مستطيلا والله أعلم .
قوله : ( يقول : والله لولا الله ما اهتدينا ) بين في الرواية التي بعد هذه أن هذا الرجز من كلام عبد الله بن رواحة ، وقوله : " إن الألى قد بغوا علينا " ليس بموزون ، وتحريره إن الذين قد بغوا علينا فذكر الراوي الألى بمعنى الذين وحذف قد ، وزعم ابن التين أن المحذوف " قد " و " هم " قال : والأصل أن الألى هم قد بغوا علينا ، وهو يتزن بما قال . لكن لا يتعين . وذكره بعض الرواة في مسلم بلفظ " أبوا " بدل بغوا ومعناه صحيح ، أي أبوا أن يدخلوا في ديننا . ووقع في الطريق الثانية لحديث البراء " إن الألى قد رغبوا علينا " كذا للسرخسي والكشميهني وأبي - ص 464 - الوقت والأصيلي ، وكذا في نسخة ابن عساكر ، وللباقين " قد بغوا " كالأولى . وأما الأصيلي فضبطها بالغين الثقيلة والموحدة ، وضبطها في " المطالع " بالغين المعجمة ، وضبطت في رواية أبي الوقت كذا لكن بزاي أوله والمشهور ما في " المطالع " .
قوله : ( ورفع بها صوته : أبينا أبينا ) كذا للأكثر بموحدة وفي آخر الرواية الآتية قال : " ثم يمد صوته بآخرها " وهو يبين أن المراد بقوله : " أبينا " ما وقع في آخر القسم الأخير وهو قوله : " إذا أرادوا فتنة أبينا " ويحتمل أن يريد ما وقع في القسم الأخير وهو قوله : " إنا إذا صيح بنا أبينا " فإنه روي بالوجهين ، ووقع في رواية أبي ذر وأبي الوقت وكريمة " أتينا " بمثناة بدل الموحدة ، والأصيلي والسجزي بمثناة ، قال عياض : كلاهما صحيح المعنى ، أما الأول فمعناه إذا صيح بنا لفزع أو حادث أبينا الفرار وثبتنا ، وأما الثاني فمعناه جئنا وأقدمنا على عدونا . قال : والرواية في هذا القسم بالمثناة أوجه ؛ لأن إعادة الكلمة في قوافي الرجز عن قرب عيب معلوم عنده ، فالراجح أن قوله : " إذا أرادوا فتنة أبينا " بالموحدة ، وقوله : " إنا إذا صيح بنا أتينا " بالمثناة ، والله أعلم . ووقع في بعض النسخ " وإن أرادونا على فتنة أبينا " وهو تغيير .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)33
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)2
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)18
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)34

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: