3780 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري ح حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس رضي الله عنهما قال أخبرني أبو طلحة رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة يريد التماثيل التي فيها الأرواح
الشروح
الحديث السابع حديث أبي طلحة الأنصاري في الصور ، وسيأتي شرحه في اللباس ، وأورده هنا لقوله فيه : " وكان قد شهد بدرا " .
3781 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس ح وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن الزهري أخبرنا علي بن حسين أن حسين بن علي عليهم السلام أخبره أن عليا قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر فأردت أن أبيعه من الصواغين فنستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعت فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتها وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت المنظر قلت من فعل هذا قالوا فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه فقالت في غنائها ألا يا حمز للشرف النواء
فوثب حمزة إلى السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال علي فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة وعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقيت فقال ما لك قلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه فأذن له فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة وهل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى فخرج وخرجنا معه
الشروح
الحديث الثامن حديث علي في قصة الشارفين وحمزة بن عبد المطلب . وقد مضى شرحه في الخمس ، وأورده هنا لقوله فيه : " من نصيبي من المغنم يوم بدر " واستدل بقوله : " وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارفا مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ " أن غنيمة بدر خمست خلافا لما ذهب إليه أبو عبيد في " كتاب الأموال " أن آية الخمس إنما نزلت بعد قسمة غنائم بدر ، وموضع الدلالة منه قوله : " يومئذ " ولكن تقدم الحديث في كتاب الخمس بلفظ " وأعطاني شارفا من الخمس " ليس فيه " يومئذ " وفي رواية مسلم " وأعطاني شارفا آخر " ولم يقيده باليوم ولا بالخمس ، والجمهور على أن آية الخمس نزلت في قصة بدر .
3782 حدثني محمد بن عباد أخبرنا ابن عيينة قال أنفذه لنا ابن الأصبهاني سمعه من ابن معقل أن عليا رضي الله عنه كبر على سهل بن حنيف فقال إنه شهد بدرا
الشروح
- ص 369 - الحديث التاسع قوله : ( حدثنا محمد بن عباد ) هو المكي نزيل بغداد ، ثقة مشهور ، وليس له عند البخاري غير هذا الحديث .
قوله : ( أنفذه لنا ابن الأصبهاني ) أي بلغ منتهاه من الرواية وتمام السياق فنفذ فيه ، كقولك : أنفذت السهم أي رميت به فأصبت ، وقيل : المراد بقوله : " أنفذه لنا " أي أرسله ، فكأنه حمله عنه مكاتبة أو إجازة . وابن الأصبهاني هو عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي ، وعبد الله بن معقل بسكون المهملة وكسر القاف قال أبو مسعود : هذا الحديث مما كان ابن عيينة سمعه من إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن معقل ، ثم أخذه عاليا بدرجتين عن ابن الأصبهاني عن عبد الله بن معقل .
قوله : ( كبر على سهل بن حنيف ) أي الأنصاري .
قوله : ( فقال : لقد شهد بدرا ) كذا في الأصول لم يذكر عدد التكبير ، وقد أورده أبو نعيم في " المستخرج " من طريق البخاري بهذا الإسناد فقال فيه : " كبر خمسا " ، وأخرجه البغوي في " معجم الصحابة " عن محمد بن عباد بهذا الإسناد ، والإسماعيلي والبرقاني والحاكم من طريقه فقال : " ستا " وكذا أورده البخاري في " التاريخ " عن محمد بن عباد ، وكذا أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عيينة وأورده بلفظ " خمسا " زاد في رواية الحاكم " التفت إلينا فقال : إنه من أهل بدر " وقول علي رضي الله عنه : " لقد شهد بدرا " يشير إلى أن لمن شهدها فضلا على غيرهم في كل شيء حتى في تكبيرات الجنازة ، وهذا يدل على أنه كان مشهورا عندهم أن التكبير أربع وهو قول أكثر الصحابة ، وعن بعضهم التكبير خمس ، وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم حديث مرفوع في ذلك . وقد تقدم في الجنائز أن أنسا قال " إن التكبير على الجنازة ثلاث ، وإن الأولى للاستفتاح " وروى ابن أبي خيثمة من وجه آخر مرفوعا " إنه كان يكبر أربعا وخمسا وستا وسبعا وثمانيا ، حتى مات النجاشي فكبر عليه أربعا ، وثبت على ذلك حتى مات " وقال أبو عمر : انعقد الإجماع على أربع ، ولا نعلم من فقهاء الأمصار من قال بخمس إلا ابن أبي - ص 370 - ليلى ، انتهى . وفي " المبسوط " للحنفية عن أبي يونس مثله . وقال النووي في " شرح المهذب " كان بين الصحابة خلاف ثم انقرض وأجمعوا على أنه أربع ، لكن لو كبر الإمام خمسا - على الجنازة - لم تبطل صلاته إن كان ناسيا ، وكذا إن كان عامدا على الصحيح ، لكن لا يتابعه المأموم على الصحيح ، والله أعلم .