ثورة أول نوفمبر: ردود الفعل الفرنسية
ردود الفعل الفرنسية بعد اندلاع الثورة واجهت فرنسا إندلاع الثورة بوسائل شتى : عسكريا، سياسيا ، إعلاميا و دبلوماسيا . و جاءت ردود الأفعال سريعة لإحتواء الوضع و تغليط الرأي العام . فحاولت في البداية التقليل من الصدمة فأعتبرت الأحداث محدودة التأثير و من صنع بعض الخارجين عن القانون. غير ان تطور الثورة و إشتداد نار أجيجها قد جعل سياسة فرنسا و قاداتها العسكريين يدلون بالتصريح تلو التصريح و يهددون و يتوعدون "الخارجين عن القانون" ويطمئنون الباقي و يطلبون مساهمة الشعب في القضاء على الثورة و يطلبون بمضاعفة أعداد أفراد الجيش لمواجهة الوضع .
وبدأت أصوات تنادي بضرورة الإصلاح السياسي و الاجتماعي كسبيل لمجابهة السخط الشعبي.و سارعت الحكومة الفرنسية بالمصادقة على تخصيص موارد مالية إضافية لدعم المجهود الحربي. وبدأ الجيش الفرنسي في شن عمليات عسكرية برية و جوية في ديسمبر 1954 و جانفي 1955 ضد معاقل الثورة في الأوراس و الشمال القسنطيني و بلاد القبائل و الغرب الجزائري و محاصرة السكان وشن حملات التمشيط و التفتيش و إنشاء المناطق المحرمة أما من الناحية السياسية فقد تم حل حركة انتصار الحريات الديمقراطية و إلقاء القبض على العديد من مناضليها . و سارعت الصحافة الى إتهام بلدان أجنبية و بصفة خاصة مصر بالوقوف وراء الثورة . مباشرة بعد اندلاع الثورة وزير الداخلية الفرنسي ميتيران يزور الجزائر و يصرح بأن الجزائر جزء من فرنسا و لا يمكن فصلها عنها و يهدد من سماهم بالخارجين عن القانون .