سياسةديغول:
1-عسكريا:
- إسناد قيادة الجيش الفرنسي إلى الجينرال شال الذي قام بتشديد المراقبة على الحدود الجزائرية الشرقية والغربية بإقامة خط شال وموريس(1957) المكهربين لمنع تسرب الثوار والأسلحة.
- زرع الألغام على طول الحدود
- تجميع السكان في محتشدات وعزل المجاهدين عن الشعب.
- تجنيد المزيد من العملاء.
- تكثيف العمليات العسكرية.
وقد واجهت وحدات جيش التحرير صعوبات جمة في اختراقه، وسقط منها العشرات من القتلى والجرحى.
2- سياسيا:
- استخدم ديغول سياسة الترغيب، حيث قام بتنظيم استفتاء على دستور الجمهورية الخامسة في28/09/1958، كما عرض ديغول على المجاهدين الاستسلام تحت شعار "سلم الشجعان".
- تحدث عن تقرير المصير كمراوغة، لأن شروط تحقيقه تعجيزية، وهي عدم الاعتراف بجبهة التحرير الوطني كمفاوض وحيد ووقف العمل العسكري من جانب واحد، وتقسيم الجزائر إلى شمال وجنوب.
ولكن المجاهدون أقسموا على الكفاح في سبيل الله وتحرير والوطن وتحقيق الاستقلال.
3- اقتصاديا واجتماعيا:
قدم ديغول مجموعة من الإغراءات والمشاريع كتوزيع الأراضي -السكنات –العمل-الدراسة من أبرزها مشروع قسنطينة واعتقد بأنها ستضع نهاية للثورة، والذي حدث هو العكس بل أصيبت فرنسا بالإحباط والرعب والخوف، وانتقال الثورة إلى عقر دارها وأصبحت تعيش أزمات سياسية واقتصادية, اجتماعية قاسية أكدها ديغول نفسه.
– مواجهة الثورة لمشروع ديغول:
* عسكريا:
- تضاعفت العمليات العسكرية.
- تقسيم الجيش إلى وحدات صغيرة لتسهيل التنقل والكر والفر والاختفاء, ردا على خطة شال الجهنمية.
- تحطيم المزيد من المنشآت العسكرية والاقتصادية للعدو, ونشر الرعب والهلع في أوساط الفرنسيين.
*سياسيا:
- فضح النوايا الخبيثة لفرنسا.
- رفض المشاريع الاقتصادية والاجتماعية للعدو وتبيان خطورتها.
- إقامة الحكومة الجزائرية المؤقتة 19/09/1958 بالقاهرة برئاسة فرحات عباس الذي نادى بضرورة حق الجزائر في تقرير مصيرها.
– تطور مواقف الدول تجاه الثورة:
- كان الموقف الدولي في صالح الجزائر, حيث استنكرت معظم الدول السياسة الفرنسية القمعية وبدأ الاعتراف بالحكومة المؤقتة الجزائرية من طرف الدول العربية والإسلامية, وانعقد مؤتمر بالقاهرة 1958 حول التضامن الإفريقي الآسيوي لنصرة الجزائر وتعبئة الرأي العام لمناهضة السياسة الاستعمارية, وفي مؤتمر غانا للدول الإفريقية الحرة 1958 نالت تأييدا حارا من المؤتمر لصالح الاستقلال, كما أدرجت القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22/09/1958وفي دورة 14/02/1958 ولكنها لم تناقش إلا في الدورة 15 في 20/07/1960وقد تحقق الاعتراف ألأممي بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره بتاريخ19/12/1960، وهكذا أثبتت الثورة الجزائرية جدارتها في الداخل والخارج.
- - المفاوضات والاستقلال:
بعد أن هزت الثورة كيان فرنسا داخليا وخارجيا, بقي لها خيار واحد هو التفاوض مع جبهة التحرير الوطني والاعتراف بها من خلال حكومتها المؤقتة بعد ما كلفتها الحرب ثمنا باهضا.
- بدأت الاتصالات السرية بين الحكومة الفرنسية والجبهة في أفريل1956 بالقاهرة ثم بلغراد لجس النبض ثم توقفت على إثر اختطاف طائرة القادة الجزائريين.
- تجددت في 25-29/06/1960بمدينة مولان الفرنسية برئاسة أحمد بومنجل(عضو المجلس الوطني للثورة ). والسيد أحمد بن الصديق بن يحي (ممثل وفد الحكومة المؤقتة), وروجي موريس ممثلا للحكومة الفرنسية, كان مصير هذه المفاوضات الفشل نتيجة عدم اعتراف فرنسا بجبهة التحرير كمفوض وحيد، وفصل الصحراء عن الجزائر.
- المظاهرات الشعبية:
1- مظاهرات 17 أكتوبر1961: وكان من أسبابها نظام حجر التجوال والرقابة المفروضة على المهاجرين، الاستفزاز الرسمي من طرف السلطات الفرنسية للمهاجرين وأعمال القمع والاعتقالات والتعذيب، قتل الجالية الجزائرية(من طرف وزير الداخلية روجي فري).
قامت اتحادية جبهة التحرير الوطني بعقد اجتماع ردا على الأعمال التعسفية الفرنسية في 10/10/1961، ثم تقرر القيام بمظاهرة سلمية في 17/10/1961 تطوف شوارع باريس، وانطلقت في حدود الساعة الخامسة مساء، وكان رد الشرطة الفرنسية غلق المنافذ في صفوف المتظاهرين واستخدام ضدهم أسلوب العنف والبطش، وقد راح ضحيتها(200 شهيد)، وفي سانت دني قتل الجزائريون دفعة واحدة بالرفال، والقي في نهر السين(30) شخص بعد أن قتلوا بأبشع الطرق، إضافة إلى اعتقال7000 شخص.
2- مظاهرات11ديسمبر1961: لضمان نجاح مشروع ديغول ذهب بنفسه إلى الجزائر في 10/11/1961، فاستقبله الجزائريون بمظاهرات صاخبة في معظم المدن الجزائرية، وجاءت هذه المظاهرات استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني وردا على الغطرسة الاستعمارية، والضغط على ديغول من اجل الاستقلال، فكانت هذه المظاهرات بمثابة عاملا حاسما في تعجيل سير المفاوضات، وبعد شهرين من المظاهرات اضطرت فرنسا للدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير، ولكنها توقفت بسبب مشكل الصحراء. اثر ذلك جرت محاولة انقلاب ضد ديغول بسبب تبنيه لسياسة المفاوضات قام بها أربعة جينيرلات (شال- زيلر- سالات- جوهر)، في21/04/1961، وتم إنشاء المنظمة العسكرية بمساعدة هؤلاء الجنيرالات.
– مفاوضات إيفيان الأولى والثانية: والاستقلال –1962م
1- مفاوضات أيفيان الأولى: 20/05-13/06/1961: جرت هذه المفاوضات على الحدود السويسرية بين ممثلي الحكومة المؤقتة وممثلي الحكومة الفرنسية، ولكنها توقفت بسبب: -تمسك فرنسا بفكرة فصل الصحراء – المبالغة في الحصول على الامتيازات – تجريد الجيش من السلاح، ومن ثم فشلت المفاوضات.
2- مفاوضات أيفيان الثانية: وكانت على مرحلتين:
أ- المرحلة الأولى: 11/02-19/02/1962: وتم فيها دراسة المسودة.
ب- المرحلة الثانية: 07/03-18/03/1962: وتم فيها الاتفاق على مايلي:
- وقف إطلاق النار ابتداء من 19/03/1962.
- الاعتراف باستقلال الجزائر وسيادتها.
- ضمان امتيازات الشركات الفرنسية في استغلال المناجم والمحروقات.
- حق المستوطنين في الاختيار بين الجنسيتين الجزائرية أو الفرنسية مع ضمان ممتلكاتهم.
- التعاون بين فرنسا والجزائر في جميع الميادين.
- تحديد الفترة الانتقالية بأربعة أشهر ، يتم من خلالها التمهيد لإجراء استفتاء.
- إجراء استفتاء حول تقرير المصير.
- إطلاق صراح المساجين السياسيين.
- انسحاب الجيش الفرنسي بعد الاستفتاء.
وتمت الانتخابات بتقرير المصير في 01 جويلية 1962، إذ أدلى 06 ملايين من الجزائريين بأصواتهم، وأبدوا رأيهم في ضرورة استقلال الجزائر(نعم:5.951.581-لا:16.534)، وهكذا تحقق النصر لهذا الشعب.[b]