وهكذا نرى عظمة السجود لله وما يحتويه من منفعة عامة للجسد والقلب الذي يستشعر بوجوده بين يدي خالقه سبحانه وتعالى وهذه المنفعة هي لنا في الدنيا للجسد وراحة القلب والاطمئنان النفسي (كما كان الرسول صلى الله علية وسلم يقول عندما يحين وقت الصلاة: أرحنا بها يا بلال) ولم يقل ارحنا منها!! وقال صلى الله علية وسلم " جعلت قرة عيني في الصلاة" وهي منفعة لنا في الآخرة لأنها اول ما نسأل عنه يوم القيامة. نسأل االله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا جميعاً صلاتنا ودعاءنا وصالح أعمالنا.
وبين السجدتين ندعو كما علمنا رسولنا صلى الله علية وسلم (االهم اغفر لي ثلاثاً) او يقول:
" اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني" وعند التشهد نبدأ بالتحيات ولنتذكر حينها ان هذه كانت تحية المصطفى صلى الله علية وسلم يوم عرج به الى السماء
(التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله) وردت الملائكة: (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) ثم قالت: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ثم نصلي على الرسول الكريم محمد صلى الله علية وسلم كما علمنا، فقال: "قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد" ولنستشعر اننا بهذه الصلاة يصلي الله تعالى علينا عشرا فكما قال الصادق صلى الله علية وسلم من صلى علي صلاة صلى الله به عليها عشرا والصلاة من الله على العباد رحمته فمن منا لا يرجو هذه الرحمة العظيمة؟
ثم ندعو: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا نعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) ما أجمل هذا الدعاء الذي هو من القرآن الكريم وما اجمل من هذا الدعاء الذي يأتي في ختام هذه العبادة العظيمة التي كلها رحمة ومغفرة وخضوع لرب الناس وخالقهم سبحانه وتعالى عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. ومن المأثور عن رسولنا صلى الله علية وسلم انه كان لا يسلم قبل أن يستعيذ بالله من اربع: اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وشر المسيح الدجال. وقد علم صلى الله علية وسلم سيدنا ابو بكر رضي الله عنه ان يقول:" اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم". ثم يسلم السلام عليكم ورحمة الله يمينا على ملائكة اليمين ويساراً على ملائكة الشمال