foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2   فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 26, 2010 10:25 am

*3* باب إِذَا قَالُوا صَبَأْنَا وَلَمْ يُحْسِنُوا أَسْلَمْنَا حذف التشكيل

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ وَقَالَ عُمَرُ إِذَا قَالَ مَتْرَسْ فَقَدْ آمَنَهُ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الْأَلْسِنَةَ كُلَّهَا وَقَالَ تَكَلَّمْ لَا بَأْسَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب إذا قالوا‏)‏ أي المشركون حين يقاتلون ‏(‏صبأنا‏)‏ أي وأرادوا الإخبار بأنهم أسلموا ‏(‏ولم يحسنوا أسلمنا‏)‏ أي جريا منهم على لغتهم، هل يكون ذلك كافيا في رفع القتال عنهم أم لا‏؟‏ قال ابن المنير‏:‏ مقصود الترجمة أن المقاصد تعتبر بأداتها كيفما كانت الأدلة لفظية أو غير لفظية بأي لغة كانت‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابن عمر فجعل خالد يقتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبرأ إليك مما صنع خالد‏)‏ هذا طرف من حديث طويل أخرجه المؤلف في غزوة الفتح من المغازي، ويأتي الكلام عليه مستوفى هناك، وحاصله أن خالد بن الوليد غزا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قوما فقالوا صبأنا وأرادوا أسلمنا، فلم يقبل خالد ذلك منهم وقتلهم بناء على ظهر اللفظ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأنكره، فدل على أنه يكتفى من كل قوم بما يعرف من لغتهم‏.‏

وقد عذر النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في اجتهاده، ولذلك لم يقد منه‏.‏

وقال ابن بطال‏:‏ لا خلاف أن الحاكم إذا قضى بجور أو بخلاف قول أهل العلم أنه مردود، لكن ينظر فإن كان على وجه الاجتهاد فإن الإثم ساقط، وأما الضمان فيلزم عند الأكثر‏.‏

وقال الثوري وأهل الرأي وأحمد وإسحاق‏:‏ ما كان في قتل أو جراح ففي بيت المال‏.‏

وقال الأوزاعي والشافعي وصاحبا أبي حنيفة‏:‏ على العاقلة‏.‏

وقال ابن الماجشون لا يلزم فيه ضمان‏.‏

وسيأتي البحث في ذلك في كتاب الأحكام، وهذا من المواضع التي يتمسك بها في أن البخاري يترجم ببعض ما ورد في الحديث وإن لم يورده في تلك الترجمة فإنه ترجم بقوله ‏"‏ صبأنا ‏"‏ ولم يوردها، واكتفى بطرف الحديث الذي وقعت هذه اللفظة فيه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال عمر إذا قال مترس فقد آمنه إن الله يعلم الألسنة كلها‏)‏ وصله عبد الرزاق من طريق أبي وائل قال ‏"‏ جاءنا كتاب عمر ونحن نحاصر قصر فارس فقال‏:‏ إذا حاصرتم قصرا فلا تقولوا أنزل على حكم الله فإنكم لا تدرون ما حكم الله، ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم، وإذا لقي الرجل الرجل فقال لا تخف فقد أمنه، وإذا قال مترس فقد أمنه، إن الله يعلم الألسنة كلها ‏"‏ وأول هذا الأثر أخرجه مسلم من طريق بريدة مرفوعا في حديث طويل‏.‏

و ‏"‏ مترس ‏"‏ كلمة فارسية معناها لا تخف وهي بفتح الميم وتشديد المثناة وإسكان الراء بعدها مهملة وقد تخفف التاء وبه جزم بعض من لقيناه من العجم، وقيل بإسكان المثناة وفتح الراء ووقع في الموطأ رواية يحيى بن يحيى الأندلسي مطرس بالطاء بدل المثناة، قال ابن قرقول‏:‏ هي كلمة أعجمية، والظاهر أن الراوي فخم المثناة فصارت تشبه الطاء كما يقع من كثير من الأندلسيين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال تكلم لا بأس‏)‏ فاعل قال هو عمر، وروى ابن أبي شيبة ويعقوب بن سفيان في تاريخه من طرق بإسناد صحيح عن أنس بن مالك قال ‏"‏ حاصرنا تستر، فنزل الهرمزان على حكم عمر، فلما قدم به عليه استعجم، فقال له عمر‏:‏ تكلم لا بأس عليك، وكان ذلك تأمينا من عمر ‏"‏ ورويناه مطولا في سنن سعيد ابن منصور حدثنا هشيم أخبرنا حميد، وفي نسخة إسماعيل بن جعفر من طريق ابن خزيمة عن علي بن حجر عنه عن حميد عن أنس قال ‏"‏ بعث معي أبو موسى بالهرمزان إلى عمر، فجعل عمر يكلمه فلا يتكلم، فقال له‏:‏ تكلم، قال‏:‏ أكلام حي أم كلام ميت‏؟‏ قال تكلم لا بأس ‏"‏ فذكر القصة، فأل فأراد قتله فقلت‏:‏ لا سبيل إلى ذلك، قد قلت له تكلم لا بأس، فقال من يشهد لك‏؟‏ فشهد لي الزبير بمثل ذلك، فتركه فأسلم، وفرض له في العطاء‏.‏

قال ابن المنير‏.‏

يستفاد منه أن الحاكم إذا نسى حكمه فشهد عنده اثنان به نفذه، وأنه إذا توقف في قبول شهادة الواحد فشهد الثاني بوفقه انتفت الريبة ولا يكون ذلك قدحا في شهادة الأول، وقوله ‏"‏إن الله يعلم الألسنة كلها ‏"‏ المراد اللغات، ويقال إنها ثنتان وسبعون لغة‏:‏ ستة عشر في ولد سام، ومثلها في ولد حام، والبقية في ولد يافث‏.‏

*3* باب الْمُوَادَعَةِ وَالْمُصَالَحَةِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بِالْمَالِ وَغَيْرِهِ حذف التشكيل

وَإِثْمِ مَنْ لَمْ يَفِ بِالْعَهْدِ وَقَوْلِهِ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الْآيَةَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره‏)‏ أي كالأسرى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وإن جنحوا للسلم - جنحوا طلبوا السلم - فاجنح لها‏)‏ أي أن هذه الآية دالة على مشروعية المصالحة مع المشركين، وتفسير جنحوا بطلبوا هو للمصنف‏.‏

وقال غيره‏:‏ معنى جنحوا مالوا‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ السلم والسلم واحد وهو الصلح‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ والسلم بالفتح الصلح، والسلم بالكسر الإسلام‏.‏

ومعنى الشرط في الآية أن الأمر بالصلح مقيد بما إذا كان الأحظ للإسلام المصالحة، أما إذا كان الإسلام ظاهرا على الكفر ولم تظهر المصلحة في المصالحة فلا‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ فَتَفَرَّقَا فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَتَشَمَّطُ فِي دَمِهِ قَتِيلًا فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ كَبِّرْ كَبِّرْ وَهُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا فَقَالَ تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ أَوْ صَاحِبَكُمْ قَالُوا وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ قَالَ فَتُبْرِيكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ فَقَالُوا كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ فَعَقَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ

الشرح‏:‏

حديث سهل بن أبي حثمة في قصة عبد الله ابن سهل وقتله بخيبر‏.‏

والغرض منه قوله ‏"‏ انطلق إلى خيبر وهي يومئذ صلح ‏"‏ وفهم المهلب من قوله في آخره ‏"‏ فعقله النبي صلى الله عليه وسلم من عنده ‏"‏ أنه يوافق قوله في الترجمة ‏"‏ والمصالحة مع المشركين بالمال ‏"‏ فقال‏:‏ إنما وداه من عنده استئلافا لليهود وطمعا في دخولهم في الإسلام‏.‏

وهذا الذي قاله يرده ما في نفس الحديث من غير هذه الطريق ‏"‏ فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه ‏"‏ فإنه مشعر بأن سبب إعطائه ديته من عنده كان تطيبا لقلوب أهله‏.‏

ويحتمل أن يكون كل منهما سببا لذلك‏.‏

وبهذا تتم الترجمة‏.‏

وأما أصل المسألة فاختلف فيه‏.‏

فقال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي عن موادعة إمام المسلمين أهل الحرب على مال يؤدونه إليهم فقال‏:‏ لا يصلح ذلك إلا عن ضرورة كشغل المسلمين عن حربهم‏.‏

وقال لا بأس أن يصالحهم على غير شيء يؤدونه إليهم كما وقع في الحديبية‏.‏

وقال الشافعي‏:‏ إذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين جازت لهم مهادنتهم على غير شيء يعطونهم، لأن القتل للمسلمين شهادة، وإن الإسلام أعز من أن يعطى المشركون على أن يكفرا عنهم، إلا في حالة مخافة اصطلام المسلمين لكثرة العدو، لأن ذلك من معاني الضرورات، وكذلك إذا أسر رجل مسلم فلم يطلق إلا بفدية جاز‏.‏

وأما قول المصنف ‏"‏ وإثم من لم يف بالعهد ‏"‏ فليس في حديث الباب ما يشعر به، وسيأتي البحث فيه في كتاب القسامة من كتاب الديات إن شاء الله تعالى‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ قوله في نسب محيصة بن مسعود ‏"‏ ابن زيد ‏"‏ يقال إن الصواب ‏"‏ كعب ‏"‏ بدل زيد‏.‏

*3* باب فَضْلِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب فضل الوفاء بالعهد‏)‏ ذكر فيه طرفا من حديث أبي سفيان في قصة هرقل، قال ابن بطال‏:‏ أشار البخاري بهذا إلى أن الغدر عند كل أمة قبيح مذموم، وليس هو من صفات الرسل‏.‏

*3* باب هَلْ يُعْفَى عَنْ الذِّمِّيِّ إِذَا سَحَرَ حذف التشكيل

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ سُئِلَ أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ قَتْلٌ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صُنِعَ لَهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ صَنَعَهُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر‏)‏ قال ابن بطال‏:‏ لا يقتل ساحر أهل العهد لكن يعاقب، إلا إن قتل بسحره فيقتل، أو أحدث حدثا فيؤخذ به‏.‏

وهو قول الجمهور‏.‏

وقال مالك‏:‏ إن أدخل بسحره ضررا على مسلم نقض عهده بذلك‏.‏

وقال أيضا‏:‏ يقتل الساحر ولا يستتاب، وبه قال أحمد وجماعة، وهو عندهم كالزنديق‏.‏

وقوله ‏"‏وقال ابن وهب إلخ ‏"‏ وصله ابن وهب في جامعه هكذا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وكان من أهل الكتاب‏)‏ قال الكرماني‏:‏ ترجم بلفظ الذمي وسئل الزهري بلفظ أهل العهد وأجاب بلفظ أهل الكتاب، فالأولان متقاربان، وأما أهل الكتاب فمراده من له منهم عهد، وكان الأمر في نفس الأمر كذلك‏.‏

قال ابن بطال‏:‏ لا حجة لابن شهاب في قصة الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان لا ينتقم لنفسه، ولأن السحر لم يضره في شيء من أمور الوحي ولا في بدنه، وإنما كان اعتراه شيء من التخيل، وهذا كما تقدم أن عفريتا تفلت عليه ليقطع صلاته فلم يتمكن من ذلك، وإنما ناله من ضرر السحر ما ينال المريض من ضرر الحمى‏.‏

قلت‏:‏ ولهذا الاحتمال لم يجزم المصنف بالحكم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ

الشرح‏:‏

الحديث طرف من حديث عائشة ‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ‏"‏ وأشار بالترجمة إلى ما وقع في بقية القصة ‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عوفي أمر بالبئر فردمت وقال‏:‏ كرهت أن أثير على الناس شرا ‏"‏ وسيأتي الكلام على شرحه مستوفي حيث ذكره المصنف تاما في كتاب الطب إن شاء الله تعالى‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2   فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 26, 2010 10:27 am

*3* باب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ حذف التشكيل

وَقَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ إِلَى قَوْلِهِ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب ما يحذر‏)‏ بضم أوله مخففا ومثقلا ‏(‏من الغدر‏)‏ ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقول الله عز وجل ‏(‏وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله‏)‏ الآية‏)‏ هو بالجر عطفا على لفظ الغدر، وحسب بإسكان المهملة أي كاف‏.‏

وفي هذه الآية إشارة إلى أن احتمال طلب العدو للصلح خديعة لا يمنع من الإجابة إذا ظهر للمسلمين، بل يعزم ويتوكل على الله سبحانه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏سمعت بسر بن عبيد الله‏)‏ بضم الموحدة وسكون المهملة، والإسناد كله شاميون إلا شيخ البخاري، وفي تصريح عبد الله بن العلاء بالسماع له من بسر دلالة على أن الذي وقع في رواية الطبراني من طريق دحيم عن الوليد عن عبد الله بن العلاء عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله، فزاد في الإسناد زيد بن واقد فهو من المزيد في متصل الأسانيد‏.‏

وقد أخرجه أبو داود وابن ماجه والإسماعيلي وغيرهم من طرق ليس فيها زيد بن واقد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم‏)‏ زاد في رواية المؤمل بن الفضل عن الوليد عند أبي داود ‏"‏ فسلمت فرد‏.‏

فقال ادخل‏.‏

فقلت‏:‏ أكلي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ كلك‏.‏

فدخلت ‏"‏ فقال الوليد قال عثمان بن أبي العاتكة إنما قال ذلك من صغر القبة‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ستا‏)‏ أي ست علامات لقيام الساعة، أو لظهور أشراطها المقتربة منها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم موتان‏)‏ بضم الميم وسكون الواو، قال القزاز‏:‏ هو الموت‏.‏

وقال غيره الموت الكثير الوقوع، ويقال بالضم لغة تميم وغيرهم يفتحونها‏.‏

ويقال للبليد موتان القلب بفتح الميم والسكون‏.‏

وقال ابن الجوزي‏:‏ يغلط بعض المحدثين فيقول موتان بفتح الميم والواو، وإنما ذاك اسم الأرض التي لم تحي بالزرع والإصلاح‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ في رواية ابن السكن ‏"‏ ثم موتتان ‏"‏ بلفظ التثنية وحينئذ فهو بفتح الميم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كعقاص الغنم‏)‏ بضم العين المهملة وتخفيف القاف وآخره مهملة، هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة‏.‏

قال أبو عبيدة‏:‏ ومنه أخذ الإقعاص وهو القتل مكانه‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ العقاص داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق‏.‏

ويقال أن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم استفاضة المال‏)‏ أي كثرته، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، والفتنة المشار إليها افتتحت بقتل عثمان، واستمرت الفتن بعده، والسادسة لم تجيء بعد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏هدنة‏)‏ بضم الهاء وسكون المهملة بعدها نون هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏بني الأصفر‏)‏ هم الروم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏غاية‏)‏ أي راية، وسميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف‏.‏

ووقع في حديث ذي مخبر بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة عند أبي داود في نحو هذا الحديث بلفظ ‏"‏ راية ‏"‏ بدل غاية‏.‏

وفي أوله ‏"‏ ستصالحون الروم صلحا أمنا، ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون، ثم تنزلون مرجا فيرفع رجل من أهل الصليب الصليب فيقول غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه، فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة فيأتون ‏"‏ فذكره‏.‏

ولابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعا ‏"‏ إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي يؤيد الله بهم الدين ‏"‏ وله من حديث معاذ بن جبل مرفوعا ‏"‏ الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر ‏"‏ وله من حديث عبد الله بن بسر رفعه ‏"‏ بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة ‏"‏ وإسناده أصح من إسناد حديث معاذ، قال ابن الجوزي‏:‏ رواه بعضهم ‏"‏ غابة ‏"‏ بموحدة بدل التحتانية والغابة الأجمة كأنه شبه كثرة الرماح بالأجمة‏.‏

وقال الخطابي‏:‏ الغابة الغيضة، فاستعيرت للرايات ترفع لرؤساء الجيش لما يشرع معها من الرماح، وجملة العدد المشار إليه تسعمائة ألف وستون ألفا، ولعل أصله ألف ألف فألغيت كسوره‏.‏

ووقع مثله في رواية ابن ماجة من حديث ذي مخبر ولفظه ‏"‏ فيجتمعون للملحمة، فيأتون تحت ثمانين غابة تحت كل غابة اثنا عشر ألفا‏"‏، ووقع عند الإسماعيلي من وجه آخر عن الوليد بن مسلم قال‏:‏ تذاكرنا هذا الحديث وشيخنا من شيوخ المدينة فقال‏:‏ أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يقول في هذا الحديث مكان فتح بيت المقدس ‏"‏ عمران بيت المقدس ‏"‏ قال‏:‏ المهلب فيه أن الغدر من أشراط الساعة‏.‏

وفيه أشياء من علامات النبوة قد ظهر أكثرها‏.‏

وقال ابن المنير‏:‏ أما قصة الروم فلم يجتمع إلى الآن ولا بلغنا أنهم غزوا في البر في هذا العدد فهي من الأمور التي لم تقع بعد‏.‏

وفيه بشارة ونذارة، وذلك أنه دل على أن العاقبة للمؤمنين مع كثرة ذلك الجيش، وفيه إشارة إلى أن عدد جيوش المسلمين سيكون أضعاف ما هو عليه‏.‏

ووقع في رواية للحاكم من طريق الشعبي عن عوف بن مالك في هذا الحديث ‏"‏ أن عوف بن مالك قال لمعاذ في طاعون عمواس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي‏:‏ أعدد ستا بين يدي الساعة، فقد وقع منهن ثلاث، يعني موته صلى الله عليه وسلم وفتح بيت المقدس والطاعون، قال وبقي ثلاث فقال له معاذ‏:‏ أن لهذا أهلا‏"‏‏.‏

ووقع في الفتن لنعيم بن حماد أن هذه القصة تكون في زمن المهدي على يد ملك من آل هرقل‏.‏

*3* باب كَيْفَ يُنْبَذُ إِلَى أَهْلِ الْعَهْدِ حذف التشكيل

وَقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ الْآيَةَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب كيف ينبذ إلى أهل العهد، وقول الله عز وجل ‏(‏وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء‏)‏ أي اطرح إليهم عهدهم، وذلك بأن يرسل إليهم من يعلمهم بأن العهد انتقض، قال ابن عباس‏:‏ أي على مثل، وقيل على عدل، وقيل أعلمهم أنك قد حاربتهم حتى يصيروا مثلك في العلم بذلك‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ المعنى إذا عاهدت قوما فخشيت منهم النقض فلا توقع بهم بمجرد ذلك حتى تعلمهم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيمَنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَيَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ وَإِنَّمَا قِيلَ الْأَكْبَرُ مِنْ أَجْلِ قَوْلِ النَّاسِ الْحَجُّ الْأَصْغَرُ فَنَبَذَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْعَامِ فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ الَّذِي حَجَّ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْرِكٌ

الشرح‏:‏

حديث أبي هريرة ‏"‏ بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى ‏"‏ الحديث، وقد تقدم شرحه في الحج وأنه سيشرح في تفسير براءة، قال المهلب‏:‏ خشى رسول الله صلى الله عليه وسلم غدر المشركين فلذلك بعث من ينادي بذلك‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2   فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 26, 2010 10:28 am

*3* باب إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ حذف التشكيل

وَقَوْلِ اللَّهِ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب إثم من عاهد ثم غدر‏)‏ الغدر حرام باتفاق، سواء كان في حق المسلم أو الذمي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقول الله عز وجل‏:‏ ‏(‏الذين عاهدت منهم‏)‏‏)‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا

الشرح‏:‏

حديث عبد الله ابن عمرو في علامات المنافق وهو ظاهر فيما ترجم له، وقد مضى شرحه في كتاب الإيمان‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مَا كَتَبْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْقُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى كَذَا فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ قَالَ أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا فَقِيلَ لَهُ وَكَيْفَ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ إِي وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ قَالُوا عَمَّ ذَاكَ قَالَ تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَشُدُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَيَمْنَعُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ

الشرح‏:‏

حديث على ‏"‏ ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن ‏"‏ الحديث، وقد تقدم التنبيه عليه قريبا، والمراد منه قوله ‏"‏ من أخفر مسلما ‏"‏ وهو بالخاء المعجمة والفاء أي نقض عهده‏.‏

حديث أبي هريرة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال أبو موسى‏)‏ هو محمد بن المثنى شيخ البخاري، وقد تكرر نقل الخلاف في هذه الصيغة هل تقوم مقام العنعنة فتحمل على السماع أو لا تحمل على السماع، إلا ممن جرت عادته أن يستعملها فيه‏؟‏ وبهذا الأخير جزم الخطيب‏.‏

وهذا الحديث قد وصله أبو نعيم في ‏"‏ المستخرج ‏"‏ من طريق موسى بن عباس عن أبي موسى مثله، ووقع في بعض نسخ البخاري ‏"‏ حدثنا أبو موسى ‏"‏ والأول هو الصحيح وبه جزم الإسماعيلي وأبو نعيم وغيرهما، ‏(‏وإسحاق بن سعيد‏)‏ أي ابن عمرو بن سعيد بن العاص، وقد وافقه أخوه خالد ابن سعيد أخرجه الإسماعيلي من طريقه بنحوه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إذا لم تجتبوا‏)‏ من الجباية بالجيم والموحدة وبعد الألف تحتانية، أي لم تأخذوا من الجزية والخراج شيئا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏تنتهك‏)‏ بضم أوله أي تتناول مما لا يحل من الجور والظلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فيمنعون ما في أيديهم‏)‏ أي يمتنعون من أداء الجزية، قال الحميدي‏:‏ أخرج مسلم معنى هذا الحديث من وجه آخر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رفعه ‏"‏ منعت العراق درهما وقفيزها ‏"‏ وساق الحديث بلفظ الفعل الماضي، والمراد به ما يستقبل مبالغة في الإشارة إلى تحقق وقوعه، ولمسلم عن جابر أيضا مرفوعا ‏"‏ يوشك أهل العراق أن لا يجتبى إليهم بعير ولا درهم، قالوا‏:‏ مم ذلك‏؟‏ قال‏:‏ من قبل العجم يمنعون ذلك ‏"‏ وفيه علم من أعلام النبوة، والتوصية بالوفاء لأهل الذمة لما في الجزية التي تؤخذ منهم من نفع المسلمين، وفيه التحذير من ظلمهم وأنه متى وقع ذلك نقضوا العهد فلم يجتب المسلمون منهم شيئا فتضيق أحوالهم‏.‏

وذكر ابن حزم أن بعض المالكية احتج بقوله في حديث أبي هريرة ‏"‏ منعت العراق درهما ‏"‏ الحديث على أن الأرض المغنومة لا تقسم ولا تباع وأن المراد بالمنع منع الخراج، ورده بأن الحديث ورد في الإنذار بما يكون من سوء العاقبة وأن المسلمين سيمنعون حقوقهم في آخر الأمر، وكذلك وقع‏.‏

*3* باب حذف التشكيل

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ شَهِدْتَ صِفِّينَ قَالَ نَعَمْ فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَدَدْتُهُ وَمَا وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرِ أَمْرِنَا هَذَا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب‏)‏ كذا هو بلا ترجمة عند الجميع، وهو كالفصل من الباب الذي قبله، وذكر فيه حديثين‏:‏ أحدهما عن سهل بن حنيف في قصة الحديبية، وذكره من وجهين، والطريق الأولى منهما مختصرة، وقد ساقه منها بتمامه في الاعتصام، وقد تقدمت الإشارة إلى فوائده في الكلام على حديث المسور في كتاب الشروط، وسيأتي ما يتعلق منه بصفين في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى‏.‏

وقول سهل بن حنيف ‏"‏ يوم أبي جندل ‏"‏ أراد به يوم الحديبية، وإنما نسبه لأبي جندل لأنه لم يكن فيه على المسلمين أشد من قصته كما تقدم بيانه، وعبد العزيز بن سياه في إسناده بالمهملة المكسورة بعدها تحتانية خفيفة وبالهاء وصلا ووقفا، وهو مصروف مع أنه أعجمي، وكأنه ليس بعلم عندهم‏.‏

وإنما قال سهل بن حنيف لأهل صفين ما قال لما ظهر من أصحاب على كراهية التحكيم فأعلمهم بما جرى يوم الحديبية من كراهة أكثر الناس للصلح، ومع ذلك فأعقب خيرا كثيرا وظهر أن رأي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح أتم وأحمد من رأيهم في المناجزة، وسيأتي بقية فوائده في كتاب التفسير والاعتصام إن شاء الله تعالى‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ قَالَ كُنَّا بِصِفِّينَ فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ فَقَالَ بَلَى فَقَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا أَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَفَتْحٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب‏)‏ كذا هو بلا ترجمة عند الجميع، وهو كالفصل من الباب الذي قبله، وذكر فيه حديثين‏:‏ أحدهما عن سهل بن حنيف في قصة الحديبية، وذكره من وجهين، والطريق الأولى منهما مختصرة، وقد ساقه منها بتمامه في الاعتصام، وقد تقدمت الإشارة إلى فوائده في الكلام على حديث المسور في كتاب الشروط، وسيأتي ما يتعلق منه بصفين في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى‏.‏

وقول سهل بن حنيف ‏"‏ يوم أبي جندل ‏"‏ أراد به يوم الحديبية، وإنما نسبه لأبي جندل لأنه لم يكن فيه على المسلمين أشد من قصته كما تقدم بيانه، وعبد العزيز بن سياه في إسناده بالمهملة المكسورة بعدها تحتانية خفيفة وبالهاء وصلا ووقفا، وهو مصروف مع أنه أعجمي، وكأنه ليس بعلم عندهم‏.‏

وإنما قال سهل بن حنيف لأهل صفين ما قال لما ظهر من أصحاب على كراهية التحكيم فأعلمهم بما جرى يوم الحديبية من كراهة أكثر الناس للصلح، ومع ذلك فأعقب خيرا كثيرا وظهر أن رأي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح أتم وأحمد من رأيهم في المناجزة، وسيأتي بقية فوائده في كتاب التفسير والاعتصام إن شاء الله تعالى‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِيهَا فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا قَالَ نَعَمْ صِلِيهَا

الشرح‏:‏

والثاني حديث أسماء بنت أبي بكر في وفود أمها، ووجه تعلق الأول من جهة ما آل إليه أمر قريش في نقضها العهد من الغلبة عليهم وقهرهم بفتح مكة، فإنه يوضح أن مآل الغدر مذموم ومقابل ذلك ممدوح، ومن هنا يتبين تعلق الحديث الثاني، ووجهه أن عدم الغدر اقتضى جواز صلة القريب ولو كان على غير دين الواصل، وقد تقدم حديث أسماء في الهبة مشروحا‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )3
» فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْجِزْيَةِ )1
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( كتاب الوضوء )9
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( كتاب الزَّكَاةِ )10
» فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب الْحَجِّ)16

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: