foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 9:15 pm

3809 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه إذ جاءه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون فقال نعم فأدخلهم فلبث قليلا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي يستأذنان قال نعم فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النضير فاستب علي وعباس فقال الرهط يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد بذلك نفسه قالوا قد قال ذلك فأقبل عمر على عباس وعلي فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك قالا نعم قال فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله سبحانه كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال جل ذكره وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب إلى قوله قدير فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر فأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ فأقبل على علي وعباس وقال تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان والله يعلم إنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر والله يعلم أني فيه صادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني يعني عباسا فقلت لكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وما عملت فيه منذ وليت وإلا فلا تكلماني فقلتما ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنه فادفعا إلي فأنا أكفيكماه قال فحدثت هذا الحديث عروة بن الزبير فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فكنت أنا أردهن فقلت لهن ألا تتقين الله ألم تعلمن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لا نورث ما تركنا صدقة يريد بذلك نفسه إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما أخبرتهن قال فكانت هذه الصدقة بيد علي منعها علي عباسا فغلبه عليها ثم كان بيد حسن بن علي ثم بيد حسين بن علي ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا


الشروح
- ص 390 - الحديث الخامس حديث مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر ، وفيه قصة مخاصمة العباس وعلي عنده مطولة ، وقد تقدم شرحه في فرض الخمس مستوفى ، والغرض منه قوله : " وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من بني النضير " .
الحديث السادس حديث عائشة .
قوله : ( قال : فحدثت هذا الحديث عروة ) القائل هو الزهري ، وهو موصول بالإسناد المذكور ، وقد ذكرت شرحه أيضا مع حديث مالك بن أوس في فرض الخمس .


3810 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال أبو بكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي


الشروح
الحديث السابع حديث أبي بكر الصديق تقدم أيضا في أول فرض الخمس بزيادة فيه . وزاد هنا قول أبي بكر " والله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي " وظاهر سياقه الإدراج ، وقد بينه الإسماعيلي بلفظ " فتشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فوالله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي " قال أبو بكر ذلك معتذرا عن منعه القسمة ، وأنه لا يلزم منها أن لا يصلهم ببره من جهة أخرى . ومحصل كلامه أن قرابة الشخص مقدمة في بره إلا إن عارضهم في ذلك من هو أرجح منهم ، والله أعلم .


باب قتل كعب بن الأشرف
3811 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك قال وأيضا والله لتملنه قال إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا أو وسقين أو فقلت له فيه وسقا أو وسقين فقال أرى فيه وسقا أو وسقين فقال نعم ارهنوني قالوا أي شيء تريد قال ارهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللأمة قال سفيان يعني السلاح فواعده أن يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة وقال غير عمرو قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين قيل لسفيان سماهم عمرو قال سمى بعضهم قال عمرو جاء معه برجلين وقال غير عمرو أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر قال عمرو جاء معه برجلين فقال إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير عمرو قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب قال عمرو فقال أتأذن لي أن أشم رأسك قال نعم فشمه ثم أشم أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه


الشروح
- ص 391 - قوله : ( باب قتل كعب بن الأشرف ) أي اليهودي ، قال ابن إسحاق وغيره : كان عربيا من بني نبهان وهم بطن من طيء ، وكان أبوه أصاب دما في الجاهلية فأتى المدينة فحالف بني النضير فشرف فيهم ، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق فولدت له كعبا ، وكان طويلا جسيما ذا بطن وهامة ، وهجا المسلمين بعد وقعة بدر ، وخرج إلى مكة فنزل على ابن وداعة السهمي والد المطلب . فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية فطردته ، فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم . وروى أبو داود والترمذي من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه " أن كعب بن الأشرف كان شاعرا ، وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وأهلها أخلاط . فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استصلاحهم ، وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشد الأذى ، فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر . فلما أبى كعب أن ينزع عن أذاه أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه " وذكر ابن سعد أن قتله كان في ربيع الأول من السنة الثالثة .
قوله : ( قال عمرو ) هو ابن دينار ، كذا هنا وفي رواية قتيبة عن سفيان في الجهاد وعند أبي نعيم من طريق - ص 392 - الحميدي عن سفيان " حدثنا عمرو " .
قوله : ( من لكعب بن الأشرف ) ؟ أي من الذي ينتدب إلى قتله .
قوله : ( آذى الله ورسوله ) في رواية محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة عن جابر عند الحاكم في الإكليل " فقد آذانا بشعره وقوى المشركين " وأخرج ابن عائذ من طريق الكلبي أن كعب بن الأشرف قدم على مشركي قريش فحالفهم عند أستار الكعبة على قتال المسلمين . ومن طريق أبي الأسود عن عروة أنه كان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويحرض قريشا عليهم - ( إيذاء ابن الأشرف ) - ، وأنه لما قدم على قريش قالوا له : أديننا أهدى أم دين محمد ؟ قال : دينكم . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من لنا بابن الأشرف فإنه قد استعلن بعداوتنا ووجدت في " فوائد عبد الله بن إسحاق الخراساني " من مرسل عكرمة بسند ضعيف إليه لقتل كعب سببا آخر ، وهو أنه صنع طعاما وواطأ جماعة من اليهود أنه يدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الوليمة فإذا حضر فتكوا به ، ثم دعاه فجاء ومعه بعض أصحابه ، فأعلمه جبريل بما أضمروه بعد أن جالسه ، فقام فستره جبريل بجناحه فخرج ، فلما فقدوه تفرقوا ، فقال حينئذ : من ينتدب لقتل كعب . ويمكن الجمع بتعدد الأسباب .
قوله : ( فقام محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله أتحب أن أقتله ) ؟ في مرسل عكرمة " فقال محمد بن مسلمة : هو خالي " .
قوله : ( قال : نعم ) في رواية محمد بن محمود " فقال : أنت له " وفي رواية ابن إسحاق " قال : فافعل إن قدرت على ذلك " وفي رواية عروة " فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال محمد بن مسلمة : أقر صامت " ومثله عند سموية في فوائده ، فإن ثبت احتمل أن يكون سكت أولا ثم أذن له ، فإن في رواية عروة أيضا أنه قال له : " إن كنت فاعلا فلا تعجل حتى تشاور سعد بن معاذ ، قال : فشاوره فقال له : توجه إليه واشك إليه الحاجة ، وسله أن يسلفكم طعاما " .
قوله : ( فأذن لي أن أقول شيئا ، قال : قل ) كأنه استأذنه أن يفتعل شيئا يحتال به ، ومن ثم بوب عليه المصنف " الكذب في الحرب " وقد ظهر من سياق ابن سعد للقصة أنهم استأذنوا أن يشكوا منه ويعيبوا رأيه ، ولفظه " فقال له : كان قدوم هذا الرجل علينا من البلاء ، حاربتنا العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة " وعند ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشى معهم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم فقال : انطلقوا على اسم الله ، اللهم أعنهم .
قوله : ( إن هذا الرجل ) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قوله : ( قد سألنا صدقة ) في رواية الواقدي " سألنا الصدقة ، ونحن لا نجد ما نأكل " وفي مرسل عكرمة " فقالوا : يا أبا سعيد ، إن نبينا أراد منا الصدقة ، وليس لنا مال نصدقه " .
قوله : ( قد عنانا ) بالمهملة وتشديد النون الأولى من العناء وهو التعب .
قوله : ( قال وأيضا ) أي وزيادة على ذلك ، وقد فسره بعد ذلك قوله : " والله لتملنه " بفتح المثناة والميم وتشديد اللام والنون من الملال ، وعند الواقدي " أن كعبا قال لأبي نائلة : أخبرني ما في نفسك ، ما الذي تريدون في - ص 393 - أمره ؟ قال : خذلانه والتخلي عنه . قال : سررتني " .
قوله : ( وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين ، وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا أو وسقين ) قائل ذلك علي بن المديني ، ولم يقع ذلك في رواية الحميدي ، ووقع في رواية عروة " وأحب أن تسلفنا طعاما . قال : أين طعامكم ؟ قالوا : أنفقناه على هذا الرجل وعلى أصحابه . قال : ألم يأن لكم أن تعرفوا ما أنتم عليه من الباطل " .
( تنبيه ) : وقع في هذه الرواية الصحيحة أن الذي خاطب كعبا بذلك هو محمد بن مسلمة ، والذي عند ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي أنه أبو نائلة ، وأومأ الدمياطي إلى ترجيحه ، ويحتمل أن يكون كل منهما كلمه في ذلك ؛ لأن أبا نائلة أخوه من الرضاعة ، ومحمد بن مسلمة ابن أخته . وفي مرسل عكرمة في الكل بصيغة الجمع " قالوا " ، وفي مرسل عكرمة " وائذن لنا أن نصيب منك فيطمئن إلينا ، قال : قولوا ما شئتم " وعنده " أما مالي فليس عندي اليوم ، ولكن عندي التمر " وذكر ابن عائذ أن سعد بن معاذ بعث محمدا ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ .
قوله : ( ارهنوني ) أي ادفعوا لي شيئا يكون رهنا على التمر الذي تريدونه .
قوله : ( وأنت أجمل العرب ) لعلهم قالوا له ذلك تهكما ، وإن كان هو في نفسه كان جميلا . زاد ابن سعد من مرسل عكرمة " ولا نأمنك ، وأي امرأة تمتنع منك لجمالك " وفي المرسل الآخر الذي أشرت إليه " وأنت رجل حسان تعجب النساء " وحسان بضم الحاء وتشديد السين المهملتين .
قوله : ( ولكن نرهنك اللأمة ) بتشديد اللام وسكون الهمزة .
قوله : ( قال سفيان : يعني السلاح ) كذا قال ، وقال غيره من أهل اللغة : اللأمة الدرع ، فعلى هذا إطلاق السلاح عليها من إطلاق اسم الكل على البعض . وفي مرسل عكرمة " ولكنا نرهنك سلاحنا مع علمك بحاجتنا إليه ، قال نعم " وفي رواية الواقدي " وإنما قالوا ذلك لئلا ينكر مجيئهم إليه بالسلاح " .
قوله : ( فجاء ليلا ومعه أبو نائلة ) بنون وبعد الألف تحتانية واسمه سلكان بن سلامة .
قوله : ( وكان أخاه من الرضاعة ) يعني كان أبو نائلة أخا كعب ، وذكروا أنه كان نديمه في الجاهلية فكان يركن إليه . وقد ذكر الواقدي أن محمد بن مسلمة أيضا كان أخاه ، زاد الحميدي في روايته " وكانوا أربعة سمى عمرو منهم اثنين " . قلت : وستأتي تسميتهم قريبا . وعند الخراساني في مرسل عكرمة " فلما كان في القائلة أتوه ومعهم السلاح فقالوا : يا أبا سعيد . فقال : سامعا دعوت " .
قوله : ( فقالت له امرأته ) لم أقف على اسمها .
قوله : ( وقال غير عمرو : قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم ) في رواية الكلبي " فتعلقت به امرأته وقالت : مكانك ، فوالله إني لأرى حمرة الدم مع الصوت " وبين الحميدي في روايته عن سفيان أن الغير الذي أبهمه سفيان في هذه القصة هو العبسي وأنه حدثه بذلك عن عكرمة مرسلا ، وعند ابن إسحاق " فهتف به - ص 394 - أبو نائلة - وكان حديث عهد بعرس - فوثب في ملحفته ، فأخذت امرأته بناحيتها وقالت له : أنت امرؤ محارب ، لا تنزل في هذه الساعة . فقال : إنه أبو نائلة ، لو وجدني نائما ما أيقظني . فقالت : والله إني لأعرف من صوته الشر " وفي مرسل عكرمة " أخذت بثوبه فقالت : أذكرك الله أن لا تنزل إليهم ، فوالله إني لأسمع صوتا يقطر منه الدم " .
قوله : ( قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين ، قيل لسفيان : سماهم عمرو ؟ قال : سمى بعضهم . قال عمرو : جاء معه برجلين ، وقال غير عمرو : أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر ) قلت : ووقع في رواية الحميدي " قال : فأتاه ومعه أبو نائلة وعباد بن بشر وأبو عبس بن جبر والحارث بن معاذ إن شاء الله " كذا أدرجه ورواية علي بن المديني مفصلة ، ونسب الحارث بن معاذ إلى جده ، ووقعت تسميتهم كذلك في رواية ابن سعد ، فعلى هذا فكانوا خمسة ، ويؤيده قول عباد بن بشر من قصيدة في هذه القصة :
فشد بسيفه صلتا عليه فقطعه أبو عبس بن جبر
وكان الله سادسنا فأبنا بأنعم نعمة وأعز نصر



وهو أولى مما وقع في رواية محمد بن محمود " كان مع محمد بن مسلمة أبو عبس بن جبر وأبو عتيك " ولم يذكر غيرهما ، وكذا في مرسل عكرمة " ومعه رجلان من الأنصار " ويمكن الجمع بأنهم كانوا مرة ثلاثة وفي الأخرى خمسة .
قوله : ( فإني قائل بشعره فأشمه ) وهو من إطلاق القول على الفعل .
قوله : ( وقال مرة : فأشمكم ) أي أمكنكم من الشم ، وهو ينفح بالفاء والمهملة .
قوله : ( ريح الطيب ) في رواية ابن سعد " وكان حديث عهد بعرس " وفي مرسل عكرمة فقال : " يا أبا سعيد أدن مني رأسك أشمه وأمسح به عيني ووجهي " .
قوله : ( عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب ) وعند الأصيلي وأجمل بالجيم بدل الكاف وهي أشبه ، وفي مرسل عكرمة " فقال : هذا عطر أم فلان " يعني امرأته . وفي رواية الواقدي " وكان كعب يدهن بالمسك المفتت والعنبر حتى يتلبد في صدغيه " وفي رواية أخرى " وعندي أعطر سيد العرب " وكأن " سيد " تصحيف من : نساء ، فإن كانت محفوظة فالمعنى أعطر نساء سيد العرب على الحذف .
قوله : ( دونكم فقتلوه ، ثم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه ) في رواية عروة " وضربه محمد بن مسلمة فقتله وأصاب ذباب السيف الحارث بن أوس ، وأقبلوا حتى إذا كانوا بجرف بعاث تخلف الحارث ونزف ، فلما افتقده أصحابه رجعوا فاحتملوه ، ثم أقبلوا سراعا حتى دخلوا المدينة " وفي رواية الواقدي " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفل على جرح الحارث بن أوس فلم يؤذه " . وفي مرسل عكرمة " فبزق فيها ثم ألصقها فالتحمت " وفي رواية ابن الكلبي " فضربوه حتى برد ، وصاح عند أول ضربة ، واجتمعت اليهود فأخذوا على غير طريق أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففاتوهم " وفي رواية ابن سعد " أن محمد بن مسلمة لما أخذ بقرون شعره قال لأصحابه : اقتلوا عدو الله ، فضربوه بأسيافهم ، فالتفت عليه فلم تغن شيئا . قال محمد : فذكرت معولا كان في - ص 395 - سيفي فوضعته في سرته ، ثم تحاملت عليه فغططته حتى انتهى إلى عانته ، فصاح وصاحت امرأته : يا آل قريظة والنضير مرتين " .
قوله : ( فأخبروه ) في رواية عروة " فأخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله تعالى " وفي رواية ابن سعد " فلما بلغوا بقيع الغرقد كبروا ، وقد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة يصلي ، فلما سمع تكبيرهم كبر ، وعرف أن قد قتلوه ، ثم انتهوا إليه فقال : أفلحت الوجوه ، فقالوا : ووجهك يا رسول الله ، ورموا رأسه بين يديه ، فحمد الله على قتله " وفي مرسل عكرمة " فأصبحت يهود مذعورين ، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : قتل سيدنا غيلة ، فذكرهم النبي صنيعه وما كان يحرض عليه ويؤذي المسلمين " زاد ابن سعد " فخافوا فلم ينطقوا " . قال السهيلي : في قصة كعب بن الأشرف قتل المعاهد إذا سب الشارع ، خلافا لأبي حنيفة . قلت : وفيه نظر ، وصنيع المصنف في الجهاد يعطي أن كعبا كان محاربا حيث ترجم لهذا الحديث " الفتك بأهل الحرب " وترجم له أيضا " الكذب في الحرب " وفيه جواز قتل المشرك بغير دعوة إذا كانت الدعوة العامة قد بلغته . وفيه جواز الكلام الذي يحتاج إليه في الحرب ولو لم يقصد قائله إلى حقيقته . وقد تقدم البحث في ذلك مستوفى في كتاب الجهاد . وفيه دلالة على قوة فطنة امرأته المذكورة وصحة حدسها ، وبلاغتها في إطلاقها أن الصوت يقطر منه الدم .








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 9:17 pm

باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق ويقال سلام بن أبي الحقيق كان بخيبر ويقال في حصن له بأرض الحجاز وقال الزهري هو بعد كعب بن الأشرف
3812 حدثني إسحاق بن نصر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله


الشروح
- ص 396 - قوله : ( قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق - ويقال سلام بن أبي الحقيق - كان بخيبر ) ، والحقيق بمهملة وقاف مصغر ، والذي سماه عبد الله هو عبد الله بن أنيس ، وذلك فيما أخرجه الحاكم في " الإكليل " من حديثه مطولا وأوله " أن الرهط الذين بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد الله بن أبي الحقيق ليقتلوه وهم - ص 397 - عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة وحليف لهم ورجل من الأنصار ، وأنهم قدموا خيبر ليلا " فذكر الحديث . وقال ابن إسحاق : هو سلام أي بتشديد اللام قال : " لما قتلت الأوس كعب بن الأشرف استأذنت الخزرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل سلام بن أبي الحقيق وهو بخيبر ، فأذن لهم . قال : فحدثني الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : كان مما صنع الله لرسوله أن الأوس والخزرج كانا يتصاولان تصاول الفحلين ، لا تصنع الأوس شيئا إلا قالت الخزرج : والله لا تذهبون بهذه فضلا علينا . وكذلك الأوس . فلما أصابت الأوس كعب بن الأشرف تذاكرت الخزرج من رجل له من العداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان لكعب ؟ فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر .
قوله : ( ويقال : في حصن له بأرض الحجاز ) وهو قول وقع في سياق الحديث الموصول في الباب ، ويحتمل أن يكون حصنه كان قريبا من خيبر في طرف أرض الحجاز . ووقع عند موسى بن عقبة " فطرقوا أبا رافع بن أبي الحقيق بخيبر فقتلوه في بيته " ولأبي رافع المذكور أخوان مشهوران من أهل خيبر : أحدهما : كنانة وكان زوج صفية بنت حيي قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخوه الربيع بن أبي الحقيق ، وقتلهما النبي - صلى الله عليه وسلم - جميعا بعد فتح خيبر .
قوله : ( وقال الزهري : هو بعد كعب بن الأشرف ) وصله يعقوب بن سفيان في تاريخه عن حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري ، وقد ذكرت من عند ابن إسحاق عن الزهري أنه أخذ ذلك عن عبد الله بن كعب بن مالك بزيادة فيه ، قال ابن سعد كانت في رمضان سنة ست ، وقيل : في ذي الحجة سنة خمس ، وقيل فيها : سنة أربع ، وقيل : في رجب سنة ثلاث . ثم أورد البخاري قصته من رواية ثلاثة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب .
الأولى : رواية زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن البراء " بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا إلى أبي رافع ، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله " هكذا أورده مختصرا ، وقوله : " بيته " للأكثر بسكون التحتانية وبالنصب على المفعولية ، وللسرخسي والمستملي بتشديد التحتانية بلفظ الفعل الماضي من التبييت ، وقد أخرجه المصنف في الجهاد من هذا الوجه مطولا نحو رواية إبراهيم بن يوسف الآتية .


3813 حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار فأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل قلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت يا أبا رافع قال من هذا فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش فما أغنيت شيئا وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لأمك الويل إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط


الشروح
قوله : ( حدثنا يوسف بن موسى ) هو القطان ، وعبيد الله بن موسى هو العبسي شيخ البخاري ، وقد حدث عنه هنا بواسطة .
قوله : ( بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار ) في رواية يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق الآتية بعد هذه " بعث إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في أناس معهم " وعبد الله بن عتيك بالنصب مفعول بعث وهو المبعوث إلى أبي رافع وليس هو اسم أبي رافع ، وعبد الله بن عتبة لم يذكر إلا في هذا الطريق ، وزعم ابن الأثير في " جامع الأصول " أنه ابن عنبة بكسر العين وفتح النون ، وهو غلط منه فإنه خولاني لا أنصاري ، ومتأخر الإسلام وهذه القصة متقدمة والرواية بضم العين وسكون المثناة لا بالنون والله أعلم .
قوله : ( رجالا من الأنصار ) قد سمي منهم في هذا الباب عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة ، وعند ابن إسحاق عبد الله بن عتيك ومسعود بن سنان وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة وخزاعي بن أسود ، فإن كان عبد الله بن - ص 398 - عتبة محفوظا فقد كانوا ستة ، فأما الأول فهو ابن عتيك بفتح المهملة وكسر المثناة ابن قيس بن الأسود من بني سلمة بكسر اللام ، وأما عبد الله بن عتبة فقد شرحت ما فيه ، وأما مسعود فهو ابن سنان الأسلمي حليف بني سلمة ، شهد أحدا واستشهد باليمامة ، وأما عبد الله بن أنيس فهو الجهني حليف الأنصار ، وقد فرق المنذري بين عبد الله بن أنيس الجهني وعبد الله بن أنيس الأنصاري ، وجزم بأن الأنصاري هو الذي كان في قتل ابن أبي الحقيق وتبع في ذلك ابن المديني ، وجزم غير واحد بأنهما واحد وهو جهني حالف الأنصار ، وأما أبو قتادة فمشهور ، وأما خزاعي بن أسود فقد قلبه بعضهم فقال : أسود بن خزاعي ، وفي حديث عبد الله بن أنيس في " الإكليل " أسود بن حرام ، وكذا ذكره موسى بن عقبة في المغازي ، فإن كان غير من ذكر وإلا فهو تصحيف ثم وجدته في " دلائل البيهقي " من طريق موسى بن عقبة على الشك هل هو أسود بن خزاعي أو أسود بن حرام .
قوله : ( وكان أبو رافع يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه ) ذكر ابن عائذ من طريق الأسود عن عروة أنه كان ممن أعان غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله : ( وقد دخل الناس ) ذكر في رواية يوسف سببا لتأخير غلق الباب فقال : " ففقدوا حمارا لهم فخرجوا بقبس - أي شعلة من نار - يطلبونه ، قال : فخشيت أن أعرف فغطيت رأسي " .
قوله : ( وراح الناس بسرحهم ) أي رجعوا بمواشيهم التي ترعى ، وسرح بفتح المهملة وسكون الراء بعدها مهملة هي السائمة من إبل وبقر وغنم .
قوله : ( تقنع بثوبه ) أي تغطى به ليخفي شخصه لئلا يعرف .
قوله : ( فهتف به ) أي ناداه ، وفي رواية يوسف " ثم نادى صاحب الباب " أي البواب ولم أقف على اسمه .
قوله : ( فكمنت ) أي اختبأت ، وفي رواية يوسف " ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن " .
قوله : ( ثم علق الأغاليق على ود ) بفتح الواو وتشديد الدال هو الوتد ، وفي رواية يوسف " وضع مفتاح الحصن في كوة " والأغاليق بالمعجمة جمع غلق بفتح أوله ما يغلق به الباب والمراد بها المفاتيح ، كأنه كان يغلق بها ويفتح بها ، كذا في رواية أبي ذر ، وفي رواية غيره بالعين المهملة وهو المفتاح بلا إشكال ، والكوة بالفتح وقد تضم وقيل بالفتح غير النافذة وبالضم النافذة .
قوله : ( فقمت إلى الأقاليد ) هي جمع إقليد وهو المفتاح ، وفي رواية يوسف " ففتحت باب الحصن " .
قوله : ( يسمر عنده ) أي يتحدثون ليلا ، وفي رواية يوسف " فتعشوا عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهبت ساعة من الليل ، ثم رجعوا إلى بيوتهم " .
قوله : ( في علالي له ) بالمهملة جمع علية بتشديد التحتانية وهي الغرفة ، وفي رواية ابن إسحاق " وكان في علية - ص 399 - له إليها عجلة " والعجلة بفتح المهملة والجيم السلم من الخشب ، وقيده ابن قتيبة بخشب النخل .
قوله : ( فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل ) في حديث عبد الله بن أنيس عند الحاكم فلم يدعوا بابا إلا أغلقوه .
قوله : ( نذروا بي ) بكسر الذال المعجمة أي علموا ، أصله من الإنذار وهو الإعلام بالشيء الذي يحذر منه ، وذكر ابن سعد أن عبد الله بن عتيك كان يرطن باليهودية ، فاستفتح ، فقالت له امرأة أبي رافع : من أنت ؟ قال : جئت أبا رافع بهدية . ففتحت له وفي رواية يوسف " فلما هدأت الأصوات " أي سكنت ، وعنده " ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فأغلقتها عليهم من ظاهر . ثم صعدت إلى أبي رافع في سلم " .
قوله : ( فأهويت نحو الصوت ) أي قصدت نحو صاحب الصوت ، وفي رواية يوسف " فعمدت نحو الصوت " .
قوله : ( وأنا دهش ) بكسر الهاء بعدها معجمة .
قوله : ( فما أغنيت شيئا ) أي لم أقتله .
قوله : ( فقلت : ما هذا الصوت يا أبا رافع ) في حديث عبد الله بن أنيس " فقالت امرأته : يا أبا رافع هذا صوت عبد الله بن عتيك . فقال : ثكلتك أمك وأين عبد الله بن عتيك " .
قوله : ( هدأت الأصوات ) بهمزة أي سكنت ، وزعم ابن التين أنه وقع عنده " هدت " بغير همز وأن الصواب بالهمز .
قوله : ( فأضربه ) ذكره بلفظ المضارع مبالغة لاستحضار صورة الحال وإن كان ذلك قد مضى .
قوله : ( فلم يغن ) أي لم ينفع .
قوله : ( ثم دخلت إليه ) في رواية يوسف " ثم جئت كأني أغيثه فقلت : ما لك ؟ وغيرت صوتي " .
قوله : ( لأمك الويل ) في رواية يوسف " زاد وقال : ألا أعجلتك " وزاد في رواية " قال : فعمدت له أيضا فأضربه أخرى فلم تغن شيئا فصاح وقام أهله . ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المستغيث فإذا هو مستلق على ظهره " وفي رواية ابن إسحاق " فصاحت امرأته " فنوهت بنا ، فجعلنا نرفع السيف عليها ثم نذكر نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النساء فنكف عنها " .
قوله : ( ضبيب السيف ) بضاد معجمة مفتوحة وموحدتين وزن رغيف ، قال الخطابي : هكذا يروى ، وما أراه محفوظا وإنما هو ظبة السيف وهو حرف السيف ويجمع على ظبات ، قال : والضبيب لا معنى له هنا لأنه سيلان الدم من الفم ، قال عياض : هو في رواية أبي ذر بالصاد المهملة ، وكذا ذكره الحربي وقال : أظنه طرفه . وفي رواية غير أبي ذر بالمعجمة وهو طرف السيف ، وفي رواية يوسف " فأضع السيف في بطنه ثم أتكئ عليه حتى سمعت صوت العظم " .
- ص 400 - قوله : ( فوضعت رجلي وأنا أرى ) بضم الهمزة أي أظن ، وذكر ابن إسحاق في روايته أنه كان سيئ البصر .
قوله : ( فانكسرت ساقي فعصبتها ) في رواية يوسف " ثم خرجت دهشا حتى أتيت السلم أريد أن أنزل فسقطت منه فانخلعت رجلي فعصبتها " ويجمع بينهما بأنها انخلعت من المفصل وانكسرت الساق ، وقال الداودي : هذا اختلاف وقد يتجوز في التعبير بأحدهما عن الآخر ؛ لأن الخلع هو زوال المفصل من غير بينونة ، أي بخلاف الكسر . قلت : والجمع بينهما بالحمل على وقوعهما معا أولى ، ووقع في رواية ابن إسحاق " فوثبت يده " وهو وهم والصواب رجله ، وإن كان محفوظا فوقع جميع ذلك ، وزاد أنهم كمنوا في نهر ، وأن قومه أوقدوا النيران وذهبوا في كل وجه يطلبون حتى أيسوا رجعوا إليه وهو يقضي .
قوله : ( قام الناعي ) في رواية يوسف " صعد الناعية " .
قوله : ( أنعى أبا رافع ) كذا ثبت في الروايات بفتح العين ، قال ابن التين : هي لغة والمعروف انعوا ، والنعي خبر الموت والاسم الناعي . وذكر الأصمعي أن العرب كانوا إذا مات فيهم الكبير ركب راكب فرسا وسار فقال : نعي فلان .
قوله : ( فقلت : النجاء ) بالنصب أي أسرعوا ، في رواية يوسف " ثم أتيت أصحابي أحجل فقلت : انطلقوا فبشروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقوله : " أحجل " هو بمهملة ثم جيم ، الحجل هو أن يرفع رجلا ويقف على أخرى من العرج ، وقد يكون بالرجلين معا إلا أنه حينئذ يسمى قفزا لا مشيا ، ويقال : حجل في مشيه إذا مشى مثل المقيد أي قارب خطوه ، وفي حديث عبد الله بن أنيس " قال : وتوجهنا من خيبر ، فكنا نكمن النهار ونسير الليل ، وإذا كمنا بالنهار أقعدنا منا واحدا يحرسنا ، فإذا رأى شيئا يخافه أشار إلينا ، فلما قربنا من المدينة كانت نوبتي ، فأشرت إليهم فخرجوا سراعا ، ثم لحقتهم فدخلنا المدينة ، فقالوا : ماذا رأيت ؟ قلت : ما رأيت شيئا ، ولكن خشيت أن تكونوا أعييتم فأحببت أن يحملكم الفزع .
قوله : ( فمسحها فكأنها لم أشتكها قط ) ووقع في رواية يوسف أنه " لما سمع الناعي قال : فقمت أمشي ما بي قلبة " وهو بفتح القاف واللام والموحدة أي علة أنقلب بها ، وقال الفراء . أصل القلاب بكسر القاف داء يصيب البعير فيموت من يومه ، فقيل لكل من سلم من علة : ما به قلبة ، أي ليست به علة تهلكه .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)8
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)1
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)17
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)33
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)2
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)18

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: