foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 11:51 pm

باب قول الله تعالى إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم
3839 حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن موهب قال جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القعود قالوا هؤلاء قريش قال من الشيخ قالوا ابن عمر فأتاه فقال إني سائلك عن شيء أتحدثني قال أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال فكبر قال ابن عمر تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان اذهب بهذا الآن معك


الشروح
- ص 421 - قوله : إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان اتفق أهل العلم بالنقل على أن المراد به هنا يوم أحد . وغفل من قال : يوم بدر ؛ لأنه لم يول فيها أحد من المسلمين . نعم المراد بقوله تعالى : وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وهي في سورة الأنفال يوم بدر ، ولا يلزم منه أن يكون حيث جاء التقى الجمعان المراد به يوم بدر . قوله : استزلهم أي زين لهم أن يزلوا ، وقوله : ببعض ما كسبوا قال ابن التين : يقال : إن الشيطان ذكرهم خطاياهم فكرهوا القتال قبل التوبة ، ولم يكرهوه معاندة ولا نفاقا ، فعفا الله عنهم . قلت : ولم يتعين ما قال ، فيحتمل أن يكونوا فروا جبنا ومحبة في الحياة لا عنادا ولا نفاقا ، فتابوا فعفا الله عنهم . ثم ذكر حديث ابن عمر في قصة عثمان ، وقد تقدم شرحه في مناقب عثمان ، وقدمت أني لم أقف على اسمه صريحا ، إلا أنه يحتمل أن يكون هو العلاء بن عرار . ثم رأيت لبعضهم أن اسمه حكيم فليحرر . وفي الرواية المتقدمة أنه من أهل مصر ، ثم وجدت الجزم بالعلاء بن عرار وهما بالمهملات وذلك في مناقب عثمان ، ويأتي بأبسط من ذلك في تفسير وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة من سورة البقرة .
وقوله في هذه الرواية : " أنشدك بحرمة هذا البيت " فيه جواز مثل هذا القسم عند أثر عبد الله بن عمر لكونه لم ينكر عليه ، وسيأتي البحث في شيء من هذا في كتاب الأيمان والنذور إن شاء الله تعالى .
قوله : ( إني سائلك عن شيء ، أتحدثني ؟ ) زاد في رواية أبي نعيم المذكورة " قال : نعم " .


باب إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون تصعدون تذهبون أصعد وصعد فوق البيت
3840 حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم


الشروح
- ص 422 - قوله : ( باب إذ تصعدون ولا تلوون على أحد - إلى قوله - بما تعملون ) .
قوله : تصعدون تذهبون ، أصعد وصعد فوق البيت ) سقط هذا التفسير للمستملي ، كأنه يريد الإشارة إلى التفرقة بين الثلاثي والرباعي ، فالثلاثي بمعنى ارتفع والرباعي بمعنى ذهب . وقال بعض أهل اللغة : أصعد إذا ابتدأ السير . وقوله : فأثابكم غما بغم روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال : " كان الغم الأول حين سمعوا الصوت أن محمدا قد قتل ، والثاني لما انحازوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصعدوا في الجبل فتذكروا قتل من قتل منهم فاغتموا " ومن طريق سعيد عن قتادة نحوه وزاد " وقوله : لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي من الغنيمة ولا ما أصابكم أي من الجراح وقتل إخوانكم " . وروى الطبري من طريق السري نحوه لكن قال : " الغم الأول ما فاتهم من الغنيمة والثاني ما أصابهم من الجراح " وزاد قال : " لما صعدوا أقبل أبو سفيان بالخيل حتى أشرف عليهم فنسوا ما كانوا فيه من الحزن على من قتل منهم واشتغلوا بدفع المشركين " .
ثم ذكر المصنف طرفا من حديث البراء في قصة الرماة وقد تقدم شرحه قريبا .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 Icon_minitimeالأحد يناير 02, 2011 11:58 pm


باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور
3841 و قال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط فآخذه


الشروح
قوله : باب قوله : ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الآية ذكر فيه حديث أبي طلحة " كنت فيمن تغشاه النعاس " الحديث ، وقد تقدم شرحه قريبا . قال ابن إسحاق : أنزل الله النعاس أمنة لأهل اليقين فهم نيام لا يخافون ، والذين أهمتهم أنفسهم أهل النفاق في غاية الخوف والذعر .


باب ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون قال حميد وثابت عن أنس شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت ليس لك من الأمر شيء
3842 حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء إلى قوله فإنهم ظالمون وعن حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبد الله يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت ليس لك من الأمر شيء إلى قوله فإنهم ظالمون


الشروح
- ص 423 - قوله : ( باب قوله : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) أي بيان سبب نزول هذه الآية ، وقد ذكر في الباب سببين ، ويحتمل أن تكون نزلت في الأمرين جميعا فإنهما كانا في قصة واحدة ، وسأذكر في آخر الباب سببا آخر .
قوله : ( وقال حميد وثابت عن أنس : شج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ، فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت : ليس لك من الأمر شيء ) أما حديث حميد فوصله أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد به ، وقال ابن إسحاق في المغازي : حدثني حميد الطويل عن أنس قال : كسرت رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وشج وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، وجعل يمسح الدم وهو يقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ فأنزل الله الآية وأما حديث ثابت فوصله مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد وهو يسلت الدم عن وجهه : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وأدموا وجهه ؟ فأنزل الله عز وجل : ليس لك من الأمر شيء الآية وذكر ابن هشام في حديث أبي سعيد الخدري " أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم - السفلى وجرح شفته السفلى ، وأن عبد الله بن قمئة شجه في جبهته وجرحه في وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته وأن مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ازدرده فقال : لن تمسك النار " .
وروى ابن إسحاق من حديث سعد بن أبي وقاص قال : " فما حرصت على قتل رجل قط حرصي على قتل أخي عتبة بن أبي وقاص لما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد " وفي الطبراني من حديث أبي أسامة قال : رمى عبد الله بن قمئة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فشج وجهه وكسر رباعيته فقال : خذها وأنا ابن قمئة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يمسح الدم عن وجهه - : ما لك أقمأك الله . فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة وأخرج ابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد عن جابر فذكر نحوه منقطعا ، وسيأتي في أواخر هذه الغزوة شواهد لحديث أنس من حديث أبي هريرة وغيره . ووقع عند مسلم من طريق ابن عباس عن عمر في قصة بدر قال : فلما كان يوم أحد قتل منهم سبعون وفروا وكسرت رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم - وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه . فأنزل الله تعالى : أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها الآية ، والمراد بكسر الرباعية وهي السن التي بين الثنية والناب أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها .
قوله : ( أخبرنا عبد الله ) هو ابن المبارك .
- ص 424 - قوله : ( العن فلانا وفلانا وفلانا ) سماهم في الرواية التي بعدها .
قوله : ( وعن حنظلة بن أبي سفيان ) هو معطوف على قوله : " أخبرنا معمر إلخ " والراوي له عن حنظلة هو عبد الله بن المبارك ، ووهم من زعم أنه معلق . وقوله : " سمعت سالم بن عبد الله يقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلخ " وهو مرسل ، والثلاثة الذين سماهم قد أسلموا يوم الفتح ، ولعل هذا هو السر في نزول قوله تعالى : ليس لك من الأمر شيء ووقع في رواية يونس عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة نحو حديث ابن عمر ، لكن فيه اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية قال : " ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت : ليس لك من الأمر شيء " . قلت : وهذا إن كان محفوظا احتمل أن يكون نزول الآية تراخى عن قصة أحد ؛ لأن قصة رعل وذكوان كانت بعدها كما سيأتي تلو هذه الغزوة وفيه بعد ، والصواب أنها نزلت في شأن الذين دعا عليهم بسبب قصة أحد ، والله أعلم . ويؤيد ذلك ظاهر قوله في صدر الآية ليقطع طرفا من الذين كفروا أي يقتلهم أو يكبتهم أي يخزيهم ، ثم قال : أو يتوب عليهم أي فيسلموا أو يعذبهم أي إن ماتوا كفارا .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13   فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13 Icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 12:03 am


باب ذكر أم سليط
3843 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب وقال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد


الشروح
قوله : ( باب ذكر أم سليط ) بفتح المهملة وكسر اللام ، ذكر فيه حديث عمر في قصة المروط ، وقد تقدم شرحه في كتاب الجهاد ، وأم سليط المذكورة هي والدة أبي سعيد الخدري كانت زوجا لأبي سليط فمات عنها قبل الهجرة ، فتزوجها مالك بن سنان الخدري فولدت له أبا سعيد .


باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
3844 حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة قلت نعم وكان وحشي يسكن حمص فسألنا عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه فقال عبيد الله يا وحشي أتعرفني قال فنظر إليه ثم قال لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكة فكنت أسترضع له فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني نظرت إلى قدميك قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال ألا تخبرنا بقتل حمزة قال نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر قال فلما أن خرج الناس عام عينين وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد خرجت مع الناس إلى القتال فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال هل من مبارز قال فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور أتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب قال وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه قال فكان ذاك العهد به فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا فقيل لي إنه لا يهيج الرسل قال فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال آنت وحشي قلت نعم قال أنت قتلت حمزة قلت قد كان من الأمر ما بلغك قال فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني قال فخرجت فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان قال فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس قال فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته قال قال عبد الله بن الفضل فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود


الشروح
- ص 425 - قوله : ( قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ) كذا لأبي ذر ، ولغيره " باب قتل حمزة " فقط ، وللنسفي " قتل حمزة سيد الشهداء " وهذا اللفظ قد ثبت في حديث مرفوع أخرجه الطبراني من طريق الأصبغ بن نباتة عن علي قال : " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
قوله : ( حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله ) أي ابن المبارك المخرمي بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد الراء البغدادي ، روى عنه البخاري هنا وفي الطلاق ، وشيخه حجين بن المثنى بمهملة ثم جيم وآخره نون مصغر ، أصله من اليمامة وسكن بغداد وولي قضاء خراسان ، وهو من أقران كبار شيوخ البخاري لكن لم يسمع منه البخاري ، وليس له عنده سوى هذا الموضع .
قوله : ( عن عبد الله بن الفضل ) هو ابن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني من صغار التابعين .
قوله : ( عن جعفر بن عمرو بن أمية ) هو الضمري ، وأبوه هو الصحابي المشهور ، هذا هو المحفوظ ، وكذا رواه أحمد بن خالد الوهبي عن عبد العزيز أخرجه الطبراني وقد رواه أبو داود الطيالسي عن عبد العزيز شيخ حجين بن المثنى فيه فقال : " عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عدي بن الخيار - ص 426 - قال : أقبلنا من الروم " فذكر الحديث ، والمحفوظ " عن جعفر بن عمرو قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي " وكذا أخرجه ابن إسحاق " عن عبد الله بن الفضل عن سليمان عن جعفر قال : خرجت أنا وعبيد الله " فذكره ، وكذا أخرجه ابن عائذ في المغازي " عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن جعفر بن عمرو بن أمية قال : خرجت أنا وعبيد الله بن عدي " وللطبراني من وجه آخر عن ابن جابر .
قوله : ( خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ) النوفلي الذي تقدم ذكره في مناقب عثمان ، زاد أحمد بن خالد الوهبي عن عبد العزيز بن عبد الله " فأدربنا " أي دخلنا درب الروم مجاهدين " فلما مررنا بحمص " وكذا في رواية ابن إسحاق . وفي رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر " خرجت أنا وعبيد الله بن عدي غازيين الطائفة زمن معاوية ، فلما قفلنا مررنا بحمص " .
قوله : ( هل لك في وحشي ) أي ابن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم .
قوله : ( نسأله عن قتل حمزة ) في رواية الكشميهني " فنسأله عن قتله حمزة " زاد ابن إسحاق كيف قتله ؟
قوله : ( فسألنا عنه ، فقيل لنا ) في رواية ابن إسحاق " فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه : إنه غلب عليه الخمر ، فإن تجداه صاحيا تجداه عربيا يحدثكما بما شئتما ، وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه " وفي رواية الطيالسي نحوه وقال فيه : " إن أدركتماه شاربا فلا تسألاه " .
قوله : ( كأنه حميت ) بمهملة وزن رغيف ، أي زق كبير ، وأكثر ما يقال ذلك إذا كان مملوءا ، وفي رواية لابن عائذ " فوجدناه رجلا سمينا محمرة عيناه " وفي رواية الطيالسي " فإذا به قد ألقي له شيء على بابه وهو جالس صاح " وفي رواية ابن إسحاق " على طنفسة له " وزاد " فإذا شيخ كبير مثل البغاث " يعني بفتح الموحدة والمعجمة الخفيفة وآخره مثلثة وهو طائر ضعيف الجثة كالرخمة ونحوها مما لا يصيد ولا يصاد .
قوله : ( معتجر ) أي لاف عمامته على رأسه من غير تحنيك .
قوله : ( يا وحشي أتعرفني ) في رواية ابن إسحاق " فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي فقال : ابن العدي بن الخيار أنت ؟ قال : نعم . فيحتمل أن يكون قال له ذلك بعد أن قال له " أتعرفني " .
قوله : ( أم قتال ) بكسر القاف بعدها مثناة خفيفة ، وفي رواية الكشميهني بموحدة ، والأول أصح ، وهي عمة عتاب بن أسيد أي ابن أبي العيص بن أمية .
قوله : ( أسترضع له ) أي أطلب له من يرضعه ، زاد في رواية ابن إسحاق " والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك ، فلمعت لي قدمك حين رفعتك ، فما هو إلا أن وقفت علي فعرفتها " وهذا يوضح قوله في رواية الباب " فكأني نظرت إلى قدميك " يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكان هو هو ، وبين الرؤيتين قريب من خمسين سنة ، فدل ذلك على ذكاء مفرط ، ومعرفة تامة بالقيافة .
- ص 427 - قوله : ( ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ) في رواية الطيالسي " فقال : سأحدثكما كما حدثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سألني " .
قوله : ( فلما أن خرج الناس ) أي قريش ومن معهم ( عام عينين ) أي سنة أحد وقوله : " عينين جبل بحيال أحد " أي من ناحية أحد ، يقال : فلان حيال كذا بالمهملة المكسورة بعد تحتانية خفيفة أي مقابله ، وهو تفسير من بعض رواته . والسبب في نسبة وحشي العام إليه دون أحد أن قريشا كانوا نزلوا عنده . قال ابن إسحاق : نزلوا بعينين جبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة .
قوله : ( خرجت مع الناس إلى القتال ) في رواية الطيالسي " فانطلقت يوم أحد معي حربتي ، وأنا رجل من الحبشة ألعب لعبهم ، قال : وخرجت ما أريد أن أقتل ولا أقاتل إلا حمزة ، وعند ابن إسحاق : وكان وحشي يقذف بالحربة قذف الحبشة قلما يخطئ .
قوله : ( خرج سباع ) بكسر المهملة بعدها موحدة خفيفة وهو ابن عبد العزى الخزاعي ثم الغبشاني بضم المعجمة وسكون الموحدة ثم معجمة ، ذكر ابن إسحاق أن كنيته أبو نيار بكسر النون وتخفيف التحتانية .
قوله : ( فخرج إليه حمزة ) في رواية الطيالسي " فإذا حمزة كأنه جمل أورق ما يرفع له أحد إلا قمعه بالسيف ، فهبته . وبادر إليه رجل من ولد سباع " كذا قال ، والذي في الصحيح هو الصواب ، وعند ابن إسحاق " فجعل يهد الناس بسيفه " وعند ابن عائذ " فرأيت رجلا إذا حمل لا يرجع حتى يهزمنا ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حمزة . قلت : هذا حاجتي " .
قوله : ( يا ابن أم أنمار ) بفتح الهمزة وسكون النون هي أمه ، كانت مولاة لشريق بن عمرو الثقفي والد الأخنس .
قوله : ( مقطعة البظور ) بالظاء المعجمة جمع بظر وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة عند الختان ، قال ابن إسحاق : كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء ا هـ . والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم ، وإلا قالوا : خاتنة وذكر عمر بن شبة في " كتاب مكة " عن عبد العزيز بن المطلب أنها أم سباع وعبد العزى الخزاعي ، وكانت أمة وهي والدة خباب بن الأرت الصحابي المشهور .
قوله : ( أتحاد ) بمهملتين وتشديد الدال أي أتعاند ، وأصل المحاددة أن يكون ذا في حد وذا في حد ، ثم استعمل في المحاربة والمعاداة . وقوله : " كأمس الذاهب " هي كناية عن قتله أي صيره عدما ، وفي رواية ابن إسحاق " فكأنما أخطأ رأسه " وهذا يقال عند المبالغة في الإصابة .
قوله : ( وكمنت ) بفتح الميم أي اختفيت . وفي رواية ابن عائذ " عند شجرة " وعند ابن أبي شيبة من مرسل عمير بن إسحاق أن حمزة عثر فانكشفت الدرع عن بطنه فأبصره العبد الحبشي فرماه بالحربة .
قوله : ( في ثنته ) بضم المثلثة وتشديد النون هي العانة ، وقيل : ما بين السرة والعانة ، وللطيالسي " فجعلت ألوذ من حمزة بشجرة ومعي حربتي حتى إذا استمكنت منه هززت الحربة حتى رضيت منها ، ثم أرسلتها فوقعت بين - ص 428 - ثندوتيه ، وذهب يقوم فلم يستطع " ا هـ . والثندوة بفتح المثلثة وسكون النون وضم المهملة بعدها واو خفيفة هي من الرجل موضع الثدي من المرأة . والذي في الصحيح أن الحربة أصابت ثنته أصح .
قوله : ( فلما رجع الناس ) أي إلى مكة ، زاد الطيالسي " فلما جئت عتقت " ولابن إسحاق " فلما قدمت مكة عتقت ، وإنما قتلته لأعتق " .
قوله : ( حتى فشا فيها الإسلام ) في رواية ابن إسحاق " فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة هربت إلى الطائف " .
قوله : ( فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) في رواية ابن إسحاق " فلما خرج وفد الطائف ليسلموا تغمت علي المذاهب فقلت : ألحق باليمن أو الشام أو غيرها .
قوله : ( رسلا ) كذا لأبي ذر وأبي الوقت ، ولغيرهما رسولا بالإفراد ، كان أول من قدم من ثقيف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة عروة بن مسعود فأسلم ، ورجع فدعاهم إلى الإسلام فقتلوه ، ثم ندموا فأرسلوا وفدهم - وهم عمرو بن وهب بن مغيث وشرحبيل بن غيلان بن مسلمة وعبد ياليل بن عمرو بن عمير ، هؤلاء الثلاثة من الأحلاف ، وعثمان بن أبي العاص ، وأوس بن عوف ونمير بن حرشة ، وهؤلاء الثلاثة من بني مالك ، ذكر ذلك محمد بن إسحاق مطولا ، وزاد ابن إسحاق أن الوفد كانوا سبعين رجلا ، وكان الستة رؤساءهم ، وقيل : كان الجميع سبعة عشر ، قال : وهو أثبت .
قوله : ( فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ) أي لا ينالهم منه إزعاج ، وفي رواية الطيالسي " فأردت الهرب إلى الشام ، فقال لي رجل : ويحك ، والله ما يأتي محمدا أحد بشهادة الحق إلا خلى عنه . قال : فانطلقت فما شعر بي إلا وأنا قائم على رأسه أشهد بشهادة الحق " وعند ابن إسحاق " فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه " .
قوله : ( قال : أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان من الأمر ما قد بلغك ) في رواية الطيالسي " فقال : ويحك ، حدثني عن قتل حمزة . قال : فأنشأت أحدثه كما حدثتكما " وعند يونس بن بكير في المغازي عند ابن إسحاق قال فقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذا وحشي ، فقال : دعوه فلإسلام رجل واحد أحب إلي من قتل ألف كافر .
قوله : ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) في رواية الطيالسي " فقال : غيب وجهك عني فلا أراك " .
قوله : ( قال : فخرجت ) زاد الطيالسي " فكنت أتقي أن يراني " . ولابن عائذ " فما رآني حتى مات " . وعند الطبراني فقال : يا وحشي ، اخرج فقاتل في سبيل الله كما كنت تصد عن سبيل الله .
قوله : ( فقلت : لأخرجن إلى مسيلمة ) في رواية الطيالسي " فلما كان من أمر مسيلمة ما كان انبعثت مع البعث فأخذت حربتي " ولابن إسحاق نحوه .
قوله : ( فأكافئ به حمزة ) بالهمز أي أساويه به ، وقد فسره بعد بقوله : " فقتلت خير الناس وشر الناس " قوله " فكان من أمره ما كان " أي من محاربته ، وقتل جمع من الصحابة في الواقعة التي كانت بينهم وبينه ، ثم كان الفتح - ص 429 - للمسلمين بقتل مسيلمة كما سيأتي بيان ذلك في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى .
قوله : ( في ثلمة جدار ) أي خلل جدار .
قوله : ( جمل أورق ) أي لونه مثل الرماد ، وكان ذلك من غبار الحرب . وقوله : " ثائر الرأس " أي شعره منتفش .
قوله : ( فوضعتها ) في رواية الكشميهني " فأضعها " .
قوله : ( ووثب إليه رجل من الأنصار ) هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني كما جزم به الواقدي وإسحاق ابن راهويه والحاكم ، وقيل : هو عدي بن سهل جزم به سيف في " كتاب الردة " وقيل : أبو دجانة ، وقيل : زيد بن الخطاب . والأول أشهر ، ولعل عبد الله بن زيد هو الذي أصابته ضربته ، وأما الآخران فحملا عليه في الجملة . وأغرب وثيمة في " كتاب الردة " فزعم أن الذي ضرب مسيلمة هو شن بفتح المعجمة وتشديد النون ابن عبد الله ، وأنشد له :
ألم تر أني ووحشيهم ضربنا مسيلمة المفتتن
يسائلني الناس عن قتله فقلت ضربت وهذا طعن
فلست بصاحبه دونه وليس بصاحبه دون شن



وأغرب من ذلك ما حكى ابن عبد البر أن الذي قتل مسيلمة هو خلاس بن بشير بن الأصم .
قوله : ( فضربه بالسيف على هامته ) في رواية الطيالسي " فربك أعلم أينا قتله ، فإن أك قتلته فقد قتلت خير الناس وشر الناس " .
قوله : ( قال عبد الله بن الفضل ) هو موصول بالإسناد المذكور أولا ، وفي رواية الطيالسي " فقال سليمان بن يسار : سمعت ابن عمر يقول : " زاد ابن إسحاق في روايته " وكان قد شهد اليمامة " .
قوله : ( فقالت جارية على ظهر بيت : واأمير المؤمنين ، قتله العبد الأسود ) هذا فيه تأييد لقول وحشي أنه قتله ، لكن في قول الجارية أمير المؤمنين نظر ؛ لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل من الله ، وكانوا يقولون له : يا رسول الله ، ونبي الله ، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك ، وأول من لقب به عمر ، وذا كله بعد قتل مسيلمة بمدة ، فليتأمل هذا . وأما قول ابن التين : كان مسيلمة تسمى تارة بالنبي وتارة بأمير المؤمنين ، فإن كان أخذه من هذا الحديث فليس بجيد ، وإلا فيحتاج إلى نقل بذلك والذي في رواية الطيالسي " قال ابن عمر : كنت في الجيش يومئذ ، فسمعت قائلا يقول في مسيلمة : قتله العبد الأسود " ولم يقل : أمير المؤمنين ، ويحتمل أن تكون الجارية أطلقت عليه الأمير باعتبار أن أمر أصحابه كان إليه وأطلقت على أصحابه المؤمنين باعتبار إيمانهم به ، ولم تقصد إلى تلقيبه بذلك ، والله أعلم .
ثم وجدت في كلام أبي الخطاب بن دحية الإنكار على من أطلق أن عمر أول من لقب أمير المؤمنين وقال : قد تسمى به مسيلمة قبله ، كما أخرجه البخاري في قصة وحشي ، يشير إلى هذه الرواية . وتعقبه ابن الصلاح ثم النووي . قال النووي : وذكر ابن الصلاح أن الذي ذكره ابن دحية ليس بصحيح ، فإنه ليس في هذا الحديث إلا أن الجارية صاحت لما أصيب مسيلمة : واأمير المؤمنين ، ولا يلزم من ذلك تسميته - ص 430 - بذلك . ا هـ . واعترض مغلطاي أيضا بأن أول من قيل له أمير المؤمنين عبد الله بن جحش ، وهو متعقب أيضا بأنه لم يلقب به ، وإنما خوطب بذلك لأنه كان أول أمير في الإسلام على سرية . وفي حديث وحشي من الفوائد غير ما تقدم ما كان عليه من الذكاء المفرط ، ومناقب كثيرة لحمزة ، وفيه أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى ، ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما . وفيه أن الإسلام يهدم ما قبله ، والحذر في الحرب ، وأن لا يحتقر المرء منها أحدا ، فإن حمزة لا بد أن يكون رأى وحشيا في ذلك اليوم لكنه لم يحترز منه احتقارا منه إلى أن أتي من قبله .
وذكر ابن إسحاق قال : " حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلتمس حمزة ، فوجده ببطن الوادي قد مثل به ، فقال : لولا أن تحزن صفية - يعني بنت عبد المطلب - وتكون سنة بعدي لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير زاد ابن هشام قال : وقال : لن أصاب بمثلك أبدا . ونزل جبريل فقال : إن حمزة مكتوب في السماء أسد الله وأسد رسوله وروى البزار والطبراني بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى حمزة قد مثل به قال : رحمة الله عليك ، لقد كنت وصولا للرحم ، فعولا للخير ، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى . ثم حلف وهو بمكانه لأمثلن بسبعين منهم ، فنزل القرآن وإن عاقبتم الآية " وعند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني من حديث أبي بن كعب قال : " مثل المشركون بقتلى المسلمين ، فقال الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنزيدن عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل : لا قريش بعد اليوم ، فأنزل الله وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كفوا عن القوم " . وعند ابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس نحو حديث أبي هريرة باختصار ، وقال في آخره " فقال : بل نصبر يا رب " وهذه طرق يقوي بعضها بعضا .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)13
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)6
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)22
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)38
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)7
» فتح الباري شرح صحيح البخاري(كتاب المغازي)23

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: