foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:25 am

قوله‏:‏ ‏(‏إن شئت فعلت‏)‏ قال ابن التين‏:‏ إنما قال له ذلك لعلمه بأن عمر لا يأمر بقتلهم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كذبت‏)‏ هو على ما ألف من شدة عمر في الدين، لأنه فهم من ابن عباس من قوله ‏"‏ إن شئت فعلنا ‏"‏ أي قتلناهم فأجابه بذلك، وأهل الحجاز يقولون ‏"‏ كذبت ‏"‏ في موضع أخطأت، وإنما قال له ‏"‏ بعد أن صلوا ‏"‏ لعلمه أن المسلم لا يحل قتله، ولعل ابن عباس إنما أراد قتل من لم يسلم منهم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأتي بنبيذ فشربه‏)‏ زاد في حديث أبي رافع ‏"‏ لينظر ما قدر جرحه ‏"‏ وفي رواية أبي إسحاق ‏"‏ فلما أصبح دخل عليه الطبيب فقال‏:‏ أي الشراب أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ النبيذ، فدعا بنبيذ فشرب فخرج من جرحه، فقال‏:‏ هذا صديد ائتوني بلبن، فأتي بلبن فشربه فخرج من جرحه، فقال الطبيب‏:‏ أوص فإني لا أظنك إلا ميتا من يومك أو من غد‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فخرج من جوفه‏)‏ في رواية الكشميهني ‏"‏ من جرحه ‏"‏ وهي أصوب‏.‏

وفي رواية أبي رافع ‏"‏ فخرج النبيذ فلم يدر أهو نبيذ أم دم ‏"‏ وفي روايته ‏"‏ فقالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، فقال‏:‏ إن يكن القتل بأسا فقد قتلت ‏"‏ وفي رواية ابن شهاب ‏"‏ قال‏:‏ فأخبرني سالم قال‏:‏ سمعت ابن عمر يقول‏:‏ فقال عمر‏:‏ أرسلوا إلي طبيب ينظر إلى جرحي، قال‏:‏ فأرسلوا إلى طبيب من العرب فسقاه نبيذا فشبه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة، قال فدعوت طبيبا آخر من الأنصار فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطعنة أبيض فقال‏:‏ اعهد يا أمير المؤمنين‏.‏

فقال عمر‏:‏ صدقني، ولو قال غير ذلك لكذبته ‏"‏ وفي رواية مبارك بن فضالة ‏"‏ ثم دعا بشربة من لبن فشربها فخرج مشاش اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال‏:‏ الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت به من هول المطلع، وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا‏"‏‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ المراد بالنبيذ المذكور تمرات نبذت في ماء أي نقعت فيه، كانوا يصنعون ذلك لاستعذاب الماء، وسيأتي بسط القول فيه في الأشربة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وجاء الناس يثنون عليه‏)‏ في رواية الكشميهني ‏"‏ فجعلوا يثنون عليه ‏"‏ ووقع في حديث جابر عند ابن سعد من تسمية من أثنى عليه عبد الرحمن بن عوف‏.‏

وأنه أجابه بما أجاب به غيره‏.‏

وروى عمر بن شبة من طريق سليمان بن يسار أن المغيرة أثنى عليه وقال له هنيئا لك الجنة وأجابه بنحو ذلك‏.‏

وروى ابن أبي شيبة من طريق المسور بن مخرمة أنه ممن دخل على عمر حين طعن‏.‏

وعند ابن سعد من طريق جويرية بن قدامة ‏"‏ فدخل عليه الصحابة ثم أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق، فكلما دخل عليه قوم بكوا وأثنوا عليه ‏"‏ وقد تقدم طرف منه من هذا الوجه في الجزية، ووقع في رواية أبي إسحاق عند ابن مسعد ‏"‏ وأتاه كعب - أي كعب الأحبار - فقال‏:‏ ألم أقل لك إنك لا تموت إلا شهيدا، وإنك تقول من أين وإني في جزيرة العرب‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وجاء رجل شاب‏)‏ في رواية جرير عن حصين السابقة في الجنائز ‏"‏ وولج عليه شاب من الأنصار ‏"‏ وقد وقع في رواية سماك الحنفي عن ابن عباس عند ابن سعد أنه أثنى على عمر فقال له نحوا مما قال هنا للشاب، فلو ‏[‏لا أنه‏]‏ قال في هذه الرواية إنه من الأنصار لساغ أن يفسر المبهم بابن عباس، لكن لا مانع من تعدد المثنين مع اتحاد جوابه كما تقدم‏.‏

ويؤيده أيضا أن في قصة هذا الشام أنه لما ذهب رأى عمر إزاره يصل إلى الأرض فأنكر عليه، ولم يقع ذلك في قصة ابن عباس، وفي إنكاره على ابن عباس ما كان عليه من الصلابة في الدين، وأنه لم يشغله ما هو فيه من الموت عن الأمر بالمعروف، وقوله‏:‏ ‏"‏ ما قد علمت ‏"‏ مبتدأ وخبره ‏"‏ لك ‏"‏ وقد أشار إلى ذلك ابن مسعود فروى عمر بن شبة من حديثه نحو هذه القصة وزاد ‏"‏ قال عبد الله يرحم الله عمر، لم يمنعه ما كان فيه من قول الحق‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقدم‏)‏ بفتح القاف وكسرها فالأول بمعنى الفضل والثاني بمعنى السبق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم شهادة‏)‏ بالرفع عطفا على ما قد علمت، وبالجر عطفا على صحبة، ويجوز النصب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف والأول أقوى، وقد وقع في رواية ابن جرير ‏"‏ ثم الشهادة بعد هذا كله‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لا علي ولا لي‏)‏ أي سواء بسواء‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنقى لثوبك‏)‏ بالنون ثم القاف للأكثر، وبالموحدة بدل النون للكشميهني، ووقع في رواية المبارك بن فضالة قال ابن عباس‏:‏ وإن قلت ذلك فجزاك خيرا، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة، فلما أسلمت كان إسلامك عزا، وظهر بك الإسلام، وهاجرت فكانت هجرتك فتحا، ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين، ثم قبض وهو عنك راض، ووازرت الخليفة بعده على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم فضربت من أدبر بمن أقبل، ثم قبض الخليفة وهو عنك راض، ثم وليت بخير ما ولى الناس‏:‏ مصر الله بك الأمصار، وجيا بك الأموال، ونفى بك العدو، وأدخل بك على أهل بيت من سيوسعهم في دينهم وأرزاقهم، ثم ختم لك بالشهادة، فهنيئا لك‏.‏

فقال‏:‏ والله إن المغرور من تغرونه‏.‏

ثم قال‏:‏ أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة، فقال‏:‏ نعم‏.‏

فقال‏:‏ اللهم لك الحمد ‏"‏ وفي رواية مبارك بن فضالة أيضا ‏"‏ قال الحسن البصري - وذكر له فعل عمر عند موته وخشيته من ربه فقال -‏:‏ هكذا المؤمن جمع إحسانا وشفقة، والمنافق جمع إساءة وعزة‏.‏

والله ما وجدت إنسانا ازداد إحسانا إلا وجدته ازداد مخافة وشفقة، ولا ازداد إساءة إلا ازداد عزة‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يا عبد الله بن عمر، انظر ماذا علي من الدين‏.‏

فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه‏)‏ في حديث جابر ‏"‏ ثم قال‏:‏ يا عبد الله، أقسمت عليك بحق الله وحق عمر إذا مت فدفنتني أن لا تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفا فتضعها في بيت مال المسلمين، فسأله عبد الرحمن بن عوف، فقال‏:‏ أنفقتها في حجج حججتها، وفي نوائب كانت تنوبني ‏"‏ وعرف بهذا جهة دين عمر‏.‏

قال ابن التين‏:‏ قد علم عمر أنه لا يلزمه غرامة ذلك، إلا أنه أراد أن لا يتعجل من عمله شيء في الدنيا‏.‏

ووقع في ‏"‏ أخبار المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة ‏"‏ أن دين عمر كان ستة وعشرين ألفا، وبه جزم عياض، الأول هو المعتمد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إن وفى له مال آل عمر‏)‏ كأنه يريد نفسه، ومثله يقع في كلامهم كثيرا، ويحتمل أن يريد رهطه‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ وإلا فسل في بني عدي بن كعب ‏"‏ هم البطن الذي هو منهم، وقريش قبيلته، وقوله‏:‏ ‏"‏ لا تعدهم ‏"‏ بسكون العين أي لا تتجاوزهم، وقد أنكر نافع مولى ابن عمر أن يكون على عمر دين، فروى عمر بن شبة في ‏"‏ كتاب المدينة ‏"‏ بإسناد صحيح أن نافعا قال‏:‏ من أين يكون على عمر دين وقد باع رجل من ورثته ميراثه بمائة ألف‏؟‏ انتهى‏.‏

وهذا لا ينفي أن يكون عند موته عليه دين‏.‏

فقد يكون الشخص كثير المال ولا يستلزم نفي الدين عنه، فلعل نافعا أنكر أن يكون دينه لم يقض‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا‏)‏ قال ابن التين‏:‏ إنما قال ذلك عندما أيقن بالموت، إشارة بذلك إلى عائشة حتى لا تحابيه لكونه أمير المؤمنين، وسيأتي في كتاب الأحكام ما يخالف ظاهره ذلك، فيحمل هذا النفي على ما أشار إليه ابن التين أنه أراد أن يعلم أن سؤاله لها بطريق الطلب لا بطريق الأمر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ولأوثرنه به اليوم على نفسي‏)‏ استدل به وباستئذان عمر لها على ذلك أنها كانت تملك البيت، وفيه نظر، بل الواقع أنها كانت تملك منفعته بالسكنى فيه والإسكان ولا يورث عنها، وحكم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كالمعتدات لأنهن لا يتزوجن بعده صلى الله عليه وسلم وقد تقدم شيء من هذا في أواخر الجسر، وتقدم فيه وجه الجمع بين قول عائشة ‏"‏ لأوثرنه على نفسي ‏"‏ وبين قولها لابن الزبير ‏"‏ لا تدفني عندهم ‏"‏ باحتمال أن تكون ظنت أنه لم يبق هناك وسع ثم تبين لها إمكان ذلك بعد دفن عمر، ويحتمل أن يكون مرادها بقولها ‏"‏ لأوثرنه على نفسي ‏"‏ الإشارة إلى أنها لو أذنت في ذلك لامتنع عليها الدفن هناك لمكان عمر لكونه أجنبيا منها بخلاف أبيها وزوجها، ولا يستلزم ذلك أن لا يكون في المكان سعة أم لا، ولهذا كانت تقول بعد أن دفن عمر ‏"‏ لم أضع ثيابي عني منذ دفن عمر في بيتي ‏"‏ أخرجه ابن سعد وغيره، وروى عنها في حديث لا يثبت أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم إن عاشت بعده أن تدفن إلى جانبه فقال لها‏:‏ ‏"‏ وأنى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى ابن مريم ‏"‏ وفي ‏"‏ أخبار المدينة ‏"‏ من وجه ضعيف عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ ‏"‏ إن قبور الثلاثة في صفة بيت عائشة، وهناك موضع قبر يدفن فيه عيسى عليه السلام‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ارفعوني‏)‏ أي من الأرض، كأنه كان مضطجعا فأمرهم أن يقعدوه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأسنده رجل إليه‏)‏ لم أقف على اسمه، ويحتمل أنه ابن عباس ويؤيده ما في رواية المبارك أن ابن عباس لما فرغ من الثناء عليه قال ‏"‏ فقال له عمر‏:‏ ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر، قال ابن عباس‏:‏ فوضعته من فخذي على ساقي فقال‏:‏ ألصق خدي بالأرض، فوضعته حتى وضع لحيته وخده بالأرض فقال‏:‏ ويلك عمر إن لم يغفر الله لك‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ما كان شيء أهم إلي من ذلك‏)‏ وقوله‏:‏ ‏(‏إذا مت فاستأذن‏)‏ ذكر ابن سعد عن معن بن عيسى عن مالك أن عمر كان يخشى أن تكون أذنت في حياته حياء منه وأن ترجع عن ذلك بعد موته، فأراد أن لا يكرهها على ذلك، وقد تقدم ما فيه في أواخر الجنائز‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وجاءت أم المؤمنين حفصة‏)‏ أي بنت عمر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فولجت عليه‏)‏ أي دخلت على عمر فمكثت‏.‏

وفي رواية الكشميهني ‏"‏ فبكت ‏"‏ وذكر ابن سعد بإسناد صحيح عن المقدام بن معد يكرب أنها قالت ‏"‏ يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا صهر رسول الله، يا أمير المؤمنين‏.‏

فقال عمر‏:‏ لا صبر لي على ما أسمع، أحرج عليك بمالي عليك من الحق أن تندبينني بعد مجلسك هذا، فأما عينيك فلن أملكهما‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فولجت داخلا لهم‏)‏ أي مدخلا كان في الدار‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقالوا‏:‏ أوص يا أمير المؤمنين، استخلف‏)‏ سيأتي في الأحكام ما يدل على أن الذي قال له ذلك هو عبد الله بن عمر، وروى ابن شبة بإسناد فيه انقطاع أن أسلم مولى عمر قال لعمر حين وقف لم يول أحدا بعده ‏"‏ يا أمير المؤمنين، ما يمنعك أن تصنع كما صنع أبو بكر ‏"‏ ويحتمل أن يكون ذلك قبل أن يطعنه أبو لؤلؤة، فقد روى مسلم من طريق معدان بن أبي طلحة أن عمر قال في خطبته قبل أن يطعن ‏"‏ إن أقواما يأمرونني أن أستخلف‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من هؤلاء النفر أو الرهط‏)‏ شك من الراوي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فسمى عليا وعثمان إلخ‏)‏ وقع عند ابن سعد من رواية ابن عمر أنه ذكر عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعليا، وفيه ‏"‏ قلت لسالم أبدأ بعبد الرحمن بن عوف قبلهما‏؟‏ قال‏:‏ نعم ‏"‏ فدل هذا على أن الرواة تصرفوا لأن الواو لا ترتب، واقتصار عمر على الستة من العشرة لا إشكال فيه لأنه منهم، وكذلك أبو بكر ومنهم أبو عبيدة وقد مات قبل ذلك، أما سعيد بن زيد فهو ابن عم عمر فلم يسمه عمر فيهم مبالغة في التبري من الأمر، وقد صرح في رواية المدايني بأسانيده أن عمر عد سعيد بن زيد فيمن توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، إلا أنه استثناه من أهل الشورى لقرابته منه، وقد صرح بذلك المدايني بأسانيده قال‏:‏ ‏"‏ فقال عمر‏:‏ لا أرب لي في أموركم فأرغب فيها لأحد من أهلي‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال‏:‏ يشهدكم عبد الله بن عمر‏)‏ ووقع في رواية الطبري من طريق المدايني بأسانيده قال‏:‏ ‏"‏ فقال له رجل‏:‏ استخلف عبد الله بن عمر، قال‏:‏ والله ما أردت الله بهذا ‏"‏ وأخرج ابن سعد بسند صحيح من مرسل إبراهيم النخعي نحوه قال‏:‏ ‏"‏ فقال عمر‏:‏ قاتلك الله، والله ما أردت الله بهذا، أستخلف من لم يحسن أن يطلق امرأته‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كهيئة التعزية له‏)‏ أي لابن عمر، لأنه لما أخرجه من أهل الشورى في الخلافة أراد جبر خاطره بأن جعله من أهل المشاورة في ذلك‏.‏

وزعم الكرماني أن قوله ‏"‏ كهيئة التعزية له ‏"‏ من كلام الراوي لا من كلام عمر، فلم أعرف من أين تهيأ له الجزم بذلك مع الاحتمال‏.‏

وذكر المدايني أن عمر قال لهم‏:‏ ‏"‏ إذا اجتمع ثلاثة على رأي فحكموا عبد الله بن عمر، فإن لم ترضوا بحكمه فقدموا من معه عبد الرحمن بن عوف‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فإن أصابت الإمرة‏)‏ بكسر الهمزة، وللكشميهني الإمارة ‏(‏سعدا‏)‏ يعني ابن أبي وقاص، وزاد المدايني ‏"‏ وما أظن أن يلي هذا الأمر إلا علي أو عثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لين، وإن ولي علي فستختلف عليه الناس، وإن ولي سعد وإلا فليستعن به الوالي‏"‏‏.‏

ثم قال لأبي طلحة‏:‏ إن الله قد نصر بكم الإسلام، فاختر خمسين رجلا من الأنصار، واستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال‏:‏ أوصي الخليفة من بعدي‏)‏ في رواية أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون ‏"‏ فقال ادعوا لي عليا وعثمان وعبد الرحمن وسعدا والزبير، وكان طلحة غائبا ‏"‏ قال فلم يكلم أحدا منهم غير عثمان وعلي فقال‏:‏ ‏"‏ يا علي، لعل هؤلاء القوم يعلمون لك حقك وقرابتك من رسول الله وصهرك وما آتاك الله من الفقه والعلم فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه‏"‏‏.‏

ثم دعا عثمان فقال‏:‏ يا عثمان ‏"‏ فذكر له نحو ذلك‏.‏

ووقع في رواية إسرائيل عن أبي إسحاق في قصة عثمان ‏"‏ فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس ‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ ادعوا لي صهيبا ‏"‏ فدعي له فقال‏:‏ ‏"‏ صل بالناس ثلاث‏.‏

وليحل هؤلاء القوم في بيت، فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف فاضربوا عنقه ‏"‏ فلما خرجوا من عنه قال‏:‏ ‏"‏ إن تولوها الأجلح يسلك بهم الطريق‏.‏

فقال له ابنه‏:‏ ما يمنعك يا أمير المؤمنين منه‏؟‏ قال‏:‏ أكره أن أتحملها حيا وميتا ‏"‏ وقد اشتمل هذا الفصل على فوائد عديدة، وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه ابن سعد بإسناد صحيح قال‏:‏ ‏"‏ دخل الرهط على عمر، فنظر إليهم فقال‏:‏ إني قد نظرت في أمر الناس فلم أجد عند الناس شقاقا، فإن كان فهو فيكم، وإنما الأمر إليكم - وكان طلحة يومئذ غائبا في أمواله - قال‏:‏ فإن كان قومكم لا يؤمرون إلا لأحد الثلاثة عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعلي فمن ولي منكم فلا يحمل قرابته على رقاب الناس، قوموا فتشاوروا ‏"‏ ثم قال عمر‏:‏ ‏"‏ أمهلوا فإن حدث لي حدث فليصل لكم صهيب ثلاثا فمن تأمر منكم على غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏بالمهاجرين الأولين‏)‏ هم من صلى إلى القبلتين، وقيل‏:‏ من شهد بيعة الرضوان، والأنصار سيأتي ذكرهم في باب مفرد‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏الذين تبوءوا الدار‏)‏ أي سكنوا المدينة قبل الهجرة، وقوله‏:‏ ‏(‏والإيمان‏)‏ ادعى بعضهم أنه من أسماء المدينة وهو بعيد، والراجح أنه ضمن ‏"‏ تبوءوا ‏"‏ معنى لزم أو عامل نصبه محذوف وتقديره واعتقدوا، أو أن الإيمان لشدة ثبوته في قلوبهم كأنه أحاط بهم وكأنهم نزلوه، والله أعلم‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:27 am

قوله‏:‏ ‏(‏فإنهم ردء الإسلام‏)‏ أي عون الإسلام الذي يدفع عنه ‏(‏وغيظ العدو‏)‏ أي يغيظون العدو بكثرتهم وقوتهم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم‏)‏ أي إلا ما فضل عنهم، في رواية الكشميهني ‏"‏ ويؤخذ منهم ‏"‏ والأول هو الصواب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من حواشي أموالهم‏)‏ أي التي ليست بخيار، والمراد بذمة الله أهل الذمة، والمراد بالقتال من ورائهم أي إذا قصدهم عدو لهم‏.‏

وقد استوفى عمر في وصيته جميع الطوائف لأن الناس إما مسلم وإما كافر، فالكافر إما حربي ولا يوصى به وإما ذمي وقد ذكره، والمسلم إما مهاجري وإما أنصاري أو غيرهما، وكلهم إما بدوي وإما حضري، وقد بين الجميع‏.‏

ووقع في رواية المدايني من الزيادة ‏"‏ وأحسنوا مؤازرة من يلي أمركم وأعينوه وأدوا إليه الأمانة‏"‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏ولا يكلفوا إلا طاقتهم‏)‏ أي من الجزية‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فانطلقنا‏)‏ في رواية الكشميهني ‏"‏ فانقلبنا أي رجعنا‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فوضع هنالك مع صاحبيه‏)‏ اختلف في صفة القبور المكرمة الثلاثة، فالأكثر على أن قبر أبي بكر وراء قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبر عمر وراء قبر أبي بكر‏.‏

وقيل‏:‏ إن قبره صلى الله عليه وسلم مقدم إلى القبلة، وقبر أبي بكر حذاء منكبيه‏.‏

وقبر عمر حذاء منكبي أبي بكر‏.‏

وقيل‏:‏ قبر أبي بكر عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم وقبر عمر عند رجليه‏.‏

وقيل‏:‏ قبر أبي بكر عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر عمر عند رجلي أبي بكر‏.‏

وقيل‏:‏ غير ذلك كما تقدم بيانه وذكر أدلته في أواخر كتاب الجنائز‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال عبد الرحمن‏)‏ هو ابن عوف‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏اجعلوا أمركم إلى ثلاثة‏)‏ أي في الاختيار ليقل الاختلاف، كذا قال ابن التين وفيه نظر، وصرح المدايني في روايته بخلاف ما قاله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال طلحة‏:‏ قد جعلت أمري‏)‏ فيه دلالة على أنه حضر، وقد تقدم أنه كان غائبا عند وصية عمر، ويحتمل أنه حضر بعد أن مات وقيل أن يتم أمر الشورى، وهذا أصح مما رواه المدايني أنه لم يحضر إلا بعد أن بويع عثمان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والله عليه والإسلام‏)‏ بالرفع فيهما والخبر محذوف أي عليه رقيب أو نحو ذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لينظرن أفضلهم في نفسه‏)‏ أي معتقده، زاد المدايني في رواية ‏"‏ فقال عثمان‏:‏ أنا أول من رضي‏.‏

وقال علي‏:‏ أعطني موثقا لتؤثرن الحق ولا تخصن ذا رحم، قال نعم‏.‏

ثم قال أعطوني مواثيقكم أن تكونوا معي على من خالف‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأسكت‏)‏ بضم الهمزة وكسر الكاف كأن مسكتا أسكتهما، ويجوز فتح الهمزة والكاف وهو بمعنى سكت، والمراد بالشيخين علي وعثمان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأخذ بيد أحدهما‏)‏ هو علي وبقية الكلام يدل عليه، ووقع مصرحا به في رواية ابن فضيل عن حصين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والقدم‏)‏ بكسر القاف وفتحها وقد تقدم، زاد المدايني أنه قال له ‏"‏ أرأيت لو صرف هذا الأمر عنك فلم تحضر من كنت ترى أحق بها من هؤلاء الرهط‏؟‏ قال‏:‏ عثمان‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ما قد علمت‏)‏ صفة أو بدل عن القدم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك‏)‏ زاد المدايني أنه قال له كما قال لعلي فقال علي وزاد فيه أن سعدا أشار عليه بعثمان، وأنه دار تلك الليالي كلها على الصحابة ومن وافى المدينة من أشراف الناس لا يخلو برجل منهم إلا أمره بعثمان‏.‏

وقد أورد المصنف قصة الشورى في كتاب الأحكام من رواية حميد بن عوف عن المسور بن مخرمة وساقها نحو هذا وأتم مما هنا، وسأذكر شرح ما فيها هناك إن شاء الله تعالى‏.‏

وفي قصة عمر هذه من الفوائد شفقته على المسلمين، ونصيحته لهم، وإقامته السنة فيهم، وشدة خوفه من ربه، واهتمامه بأمر الدين أكثر من اهتمامه بأمر نفسه، وأن النهي عن المدح في الوجه مخصوص بما إذا كان غلو مفرط أو كذب ظاهر، ومن ثم لم ينه عمر الشاب عن مدحه له مع كونه أمره بتشمير إزاره، والوصية بأداء الدين، والاعتناء بالدفن عند أهل الخير والمشورة في نصب الإمام وتقديم الأفضل، وأن الإمامة تنعقد بالبيعة وغير ذلك مما هو ظاهر بالتأمل، والله الموفق‏.‏

وقال ابن بطال‏:‏ فيه دليل على جواز تولية المفضول على الأفضل منه لأن ذلك لو لم يجز لم يجعل الأمر شورى إلى ستة أنفس مع علمه أن بعضهم أفضل من بعض، قال‏:‏ ويدل على ذلك أيضا قول أبي بكر‏:‏ ‏"‏ قد رضيت لكم أحد الرجلين عمر وأبي عبيدة ‏"‏ مع علمه بأنه أفضل منهما‏.‏

وقد استشكل جعل عمر الخلافة في ستة ووكل ذلك إلى اجتهادهم، ولم يصنع ما صنع أبو بكر في اجتهاده فيه، لأنه إن كان لا يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل فصنيعه يدل على أن من عدا الستة كان عنده مفضولا بالنسبة إليهم، وإذا عرف ذلك فلم يخف عليه أفضلية بعض الستة على بعض، وإن كان يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل فمن ولاه منهم أو من غيرهم كان ممكنا، والجواب عن الأول يدخل فيه الجواب عن الثاني وهو أنه تعارض عنده صنيع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يصرح باستخلاف شخص بعينه وصنيع أبي بكر حيث صرح، فتلك طريق تجمع التنصيص وعدم التعيين، وإن شئت قل تجمع الاستخلاف وترك تعيين الخليفة وقد أشار بذلك إلى قوله‏:‏ ‏"‏ لا أتقلدها حيا وميتا ‏"‏ لأن الذي يقع ممن يستخلف بهذه الكيفية إنما ينسب إليه بطريق الإجمال لا بطريق التفصيل، فعينهم ومكنهم من المشاورة في ذلك والمناظرة فيه لتقع ولاية من يتولى بعده عن اتفاق من معظم الموجودين حينئذ ببلده التي هي دار الهجرة وبها معظم الصحابة، وكل من كان ساكنا غيرهم في بلد غيرها كان تبعا لهم فيما يتفقون عليه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:29 am

*3* باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حذف التشكيل

الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ أَبِي الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ وَقَالَ عُمَرُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب مناقب علي بن أبي طالب‏)‏ أي ابن عبد المطلب ‏(‏القرشي الهاشمي أبي الحسن‏)‏ وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيق أبيه واسمه عبد مناف على الصحيح‏.‏

ولد قبل البعثة بعشر سنين على الراجح وكان قد رباه النبي صلى الله عليه وسلم من صغره لقصة مذكورة في السيرة النبوية، فلازمه من صغره فلم يفارقه إلى أن مات‏.‏

وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكانت ابنة عمة أبيه وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك أنه تأخر، ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه، فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه، فكان الناس طائفتين، لكن المبتدعة قليلة جدا‏.‏

ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه، ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة، ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه، مضموما ذلك منهم إلى عثمان، فصار الناس في حق علي ثلاثة‏:‏ أهل السنة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أمية وأتباعهم، فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك، وإلا فالذي في نفس الأمر أن لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا‏.‏

وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن عروة قال‏:‏ ‏"‏ أسلم علي وهو ابن ثمان سنين ‏"‏ وقال ابن إسحاق ‏"‏ عشر سنين ‏"‏ وهذا أرجحها، وقيل غير ذلك‏.‏

‏(‏وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني وأنا منك‏)‏ هو طرف من حديث البراء بن عازب في قصة بنت حمزة، وقد وصله المصنف في الصلح وفي عمرة القضاء مطولا، ويأتي شرحه في المغازي مستوفى إن شاء الله تعالى‏.‏

‏(‏وقال عمر‏:‏ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض‏)‏ تقدم ذلك في الحديث الذي قبله موصولا، وكانت بيعة علي بالخلافة عقب قتل عثمان في أوائل ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، فبايعه المهاجرون والأنصار وكل من حضر، وكتب بيعته إلى الآفاق فأذعنوا كلهم إلا معاوية في أهل الشام فكان بينهم بعدما

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ

الشرح‏:‏

حديث سهل بن سعد في قصة فتح خيبر، وسيأتي شرحه في المغازي‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ كَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَرَ وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ فَقَالَ أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللَّهُ فِي صَبَاحِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا عَلِيٌّ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ

الشرح‏:‏

حديث سلمة بن الأكوع في المعنى سيأتي شرحه في المغازي‏.‏

وقوله‏:‏ في الحديثين‏:‏ ‏"‏ إن عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ‏"‏ أراد بذلك وجود حقيقة المحبة، وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة‏.‏

وفي الحديث تلميح بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله‏)‏ فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتصف بصفة محبة الله له، ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال ‏"‏ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ‏"‏ وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالَ هَذَا فُلَانٌ لِأَمِيرِ الْمَدِينَةِ يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ قَالَ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ يَقُولُ لَهُ أَبُو تُرَابٍ فَضَحِكَ قَالَ وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ إِلَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا كَانَ لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ فَاسْتَطْعَمْتُ الْحَدِيثَ سَهْلًا وَقُلْتُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ فِي الْمَسْجِدِ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ قَالَتْ فِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ وَخَلَصَ التُّرَابُ إِلَى ظَهْرِهِ فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ فَيَقُولُ اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ مَرَّتَيْنِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن أبيه‏)‏ هو أبو حازم سلمة بن دينار‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إن رجلا جاء إلى سهل بن سعد‏)‏ لم أقف على اسمه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏هذا فلان لأمير المدينة‏)‏ أي عنى أمير المدينة، وفلان المذكور لم أقف على اسمه صريحا، ووقع عند الإسماعيلي ‏"‏ هذا فكان فلان ابن فلان‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يدعو عليا عند المنبر، قال فيقول ماذا‏)‏ في رواية الطبراني من وجه آخر عن عبد العزيز بن أبي حازم ‏"‏ يدعوك لتسب عليا‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ يعني أبا تراب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فاستطعمت الحديث سهلا‏)‏ أي سألته أن يحدثني، واستعار الاستطعام للكلام لجامع ما بينهما من الذوق للطعام الذوق الحسي وللكلام الذوق المعنوي‏.‏

وفي رواية الإسماعيلي ‏"‏ فقلت يا أبا عباس كيف كان أمره‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أين ابن عمك‏؟‏ قالت‏:‏ في المسجد‏)‏ في رواية الطبراني كان بيني وبينه شيء فغاضبني‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وخلص التراب إلى ظهره‏)‏ أي وصل، في رواية الإسماعيلي ‏"‏ حتى تخلص ظهره إلى التراب ‏"‏ وكان نام أولا على مكان لا تراب فيه ثم تقلب فصار ظهره على التراب أو سفى عليه التراب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏اجلس يا أبا تراب‏.‏

مرتين‏)‏ ظاهره أن ذلك أول ما قال له ذلك، وروى ابن إسحاق من طريقه وأحمد من حديث عمار بن ياسر قال‏:‏ ‏"‏ نمت أنا وعلي في غزوة العسيرة في نخل فما أفقنا إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله يقول لعلي‏:‏ قم يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب ‏"‏ وهذا إن ثبت حمل على أنه خاطبه بذلك في هذه الكائنة الأخرى‏.‏

ويروى من حديث ابن عباس أن سبب غضب علي كان لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ولم يؤاخ بينه وبين أحد فذهب إلى المسجد، فذكر القصة وقال في آخرها ‏"‏ قم فأنت أخي ‏"‏ أخرجه الطبراني، وعند ابن عساكر نحوه من حديث جابر بن سمرة، وحديث الباب أصح، ويمتنع الجمع بينهما لأن قصة المؤاخاة كانت أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وتزويج علي بفاطمة ودخوله عليها كان بعد ذلك بمدة والله أعلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ عُثْمَانَ فَذَكَرَ عَنْ مَحَاسِنِ عَمَلِهِ قَالَ لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوءُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ قَالَ هُوَ ذَاكَ بَيْتُهُ أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوءُكَ قَالَ أَجَلْ قَالَ فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ انْطَلِقْ فَاجْهَدْ عَلَيَّ جَهْدَكَ

الشرح‏:‏

حديث ابن عمر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا حسين‏)‏ هو ابن علي الجعفي، وأبو حصين بفتح أوله والمهملتين، وسعد بن عبيدة بضم العين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏جاء رجل إلى ابن عمر‏)‏ تقدم في مناقب عثمان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فذكر عن محاسن عمله‏)‏ كأنه ضمن ذكر معنى أخبر فعداها بعن‏.‏

وفي رواية الإسماعيلي ‏"‏ فذكر أحسن عمله ‏"‏ وكأنه ذكر له إنفاقه في جيش العشرة وتسبيله بئر رومة ونحو ذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم سأله عن علي فذكر محاسن أعماله‏)‏ كأنه ذكر له شهوده بدرا وغيرها وفتح خيبر على يديه وقتله مرحب ونحو ذاك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ أي أحسنها بناء‏.‏

وقال الداودي معناه أنه في وسطها وهو أصح‏.‏

ووقع عند النسائي من طريق عطاء بن السائب، عن سعد بن عبيدة في هذا الحديث ‏"‏ فقال لا تسأل عن علي ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وله من رواية العلاء بن عيزار قال سألت ابن عمر عن علي فقال ‏"‏ انظر إلى منزله من نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس في المسجد غير بيته ‏"‏ وقد تقدم ما يتعلق بترك بابه غير مسدود في مناقب أبي بكر رضي الله عنه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأرغم الله بأنفك‏)‏ الباء زائدة معناه أوقع الله بك السوء واشتقاقه من السقوط على الأرض فيلصق الوجه بالرغام وهو التراب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فاجهد على جهدك‏)‏ أي ابلغ على غايتك في حقي، فإن الذي قلته لك الحق، وقائل الحق لا يبالي بما قيل في حقه من الباطل‏.‏

ووقع في رواية عطاء المذكورة ‏"‏ قال‏:‏ فقال الرجـل‏:‏ فإني أبغضه، فقال له ابن عمر أبغضك الله تعالى‏"‏‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)12
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)28
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)13
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)29
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)14

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: