foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:42 am

*3* باب ذِكْرِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ حذف التشكيل

وَقَالَ عُمَرُ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذكر طلحة بن عبيد الله‏)‏ أي ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب ومع أبي بكر الصديق في تيم بن مرة، وعدد ما بينهم من الآباء سواء‏.‏

يكنى أبا محمد، وأمه الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء، أسلمت وهاجرت وعاشت بعد أبيها قليلا، وروى الطبراني من حديث ابن عباس قال‏:‏ ‏"‏ أسلمت أم أبي بكر وأم عثمان وأم طلحة وأم عبد الرحمن بن عوف ‏"‏ وقتل طلحة يوم الجمل سنة ست وثلاثين، رمي بسهم، جاء من طرق كثيرة أن مروان بن الحكم رماه فأصاب ركبته فلم يزل ينزف الدم منها حتى مات، وكان يومئذ أول قتيل، واختلف في سنه على أقوال‏:‏ أكثرها أنه خمس وسبعون، وأقلها ثمان وخمسون‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عَنْ حَدِيثِهِمَا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏معتمر عن أبيه‏)‏ هو سليمان التيمي، وأبو عثمان هو النهدي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏في بعض تلك الأيام‏)‏ يريد يوم أحد، وقوله‏:‏ ‏(‏عن حديثهما‏)‏ يعني أنهما حدثا بذلك، ووقع في فوائد أبي بكر بن المقرئ من وجه آخر عن معتمر بن سليمان عن أبيه ‏"‏ فقلت لأبي عثمان‏:‏ وما علمك بذلك‏؟‏ قال هما أخبراني بذلك‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَلَّتْ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا خالد‏)‏ هو ابن عبد الله الواسطي، وابن أبي خالد هو إسماعيل‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏التي وقى بها‏)‏ أي يوم أحد، وصرح بذلك علي بن مسهر عن إسماعيل عند الإسماعيلي، وعند الطبراني من طريق موسى بن طلحة عن أبيه أنه أصابه في يده سهم، حديث أنس ‏"‏ وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد بعض المشركين أن يضربه ‏"‏ وفي مسند الطيالسي من حديث عائشة عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ ‏"‏ ثم أتينا طلحة - يعني يوم أحد - وجدنا به بضعا وسبعين جراحة، وإذا قد قطعت إصبعه ‏"‏ وفي الجهاد لابن المبارك من طريق موسى بن طلحة أن إصبعه التي أصيبت هي التي تلي الإبهام، وجاء عن يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبيه قال‏:‏ ‏"‏ أصيبت إصبع طلحة البنصر من اليسرى من مفصلها الأسفل فشلت، ترس بها على النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قد شلت‏)‏ بفتح المعجمة ويجوز ضمها في لغة ذكرها اللحياني‏.‏

وقال ابن درستويه‏:‏ هي خطأ‏.‏

والشلل نقص في الكف وبطلان لعملها، وليس معناه القطع كما زعم بعضهم، زاد الإسماعيلي في روايته من طريق علي بن مسهر وغيره عن إسماعيل ‏"‏ قال قيس‏:‏ كان يقال إن طلحة من حكماء قريش ‏"‏ وروى الحميدي في الفوائد من وجه أخرجه عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ ‏"‏ صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال عن غير مسألة منه‏"‏‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:43 am

*3* باب مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ حذف التشكيل

وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري‏)‏ أي أحد العشرة يكنى أبا إسحاق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وبنو زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم أي لأن أمه آمنة منهم، وأقارب الأم أخوال‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وهو سعد بن مالك‏)‏ أي اسم أبي وقاص مالك بن وهيب - ويقال أهيب - ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، وعدد ما بينهما من الآباء متقارب‏.‏

وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس لم تسلم، مات بالعقيق سنة خمس وخمسين وقيل‏:‏ بند ذلك إلى ثمانية وخمسين، وعاش نحوا من ثمانين سنة‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد‏)‏ أي في التفدية، وهي قوله‏:‏ ‏"‏ فداك أبي وأمي ‏"‏ وبينه حديث علي ‏"‏ ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد غير سعد بن مالك، فإنه جعل يقول له يوم أحد‏:‏ ارم فداك أبي وأمي ‏"‏ وقد تقدم في الجهاد‏.‏

وفي هذا الحصر نظر لما تقدم في ترجمة الزبير أنه صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم الخندق ويجمع بينهما بأن عليا رضي الله عنه لم يطلع على ذلك، أو مراده بذلك بقيد يوم أحد، والله أعلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه‏)‏ ظاهره أنه لم يسلم أحد قبله لكن اختلف في هذه اللفظة كما سأذكره‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام‏)‏ سيأتي القول فيه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وإني لثلث الإسلام‏)‏ قال ذلك بحسب اطلاعه، والسب فيه أن من كان أسلم في ابتداء الأمر كان يخفي إسلامه، ولعله أراد بالاثنين الآخرين خديجة وأبا بكر، أو النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وقد كانت خديجة أسلمت قطعا فلعله خصن الرجال، وقد تقدم في ترجمة الصديق حديث عمار ‏"‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وأبو بكر ‏"‏ وهو يعارض حديث سعد، والجمع بينهما ما أشرت إليه، أو يحمل قول سعد على الأحرار البالغين ليخرج الأعبد المذكورون وعلي رضي الله عنه، أو لم يكن اطلع على أولئك، ويدل على هذا الأخير أنه وقع عند الإسماعيلي من رواية يحيى بن سعيد الأموي عن هاشم بلفظ ‏"‏ ما أسلم أحد قبلي ‏"‏ ومثله عند ابن سعد من وجه آخر عن عامر بن سعد عن أبيه، وهذا مقتضى رواية الأصيلي، وهي مشكله؛ لأنه قد أسلم قبله جماعة، لكن يحمل ذلك على مقتضى ما كان اتصل بعلمه حينئذ وقد رأيت في ‏"‏ المعرفة لابن منده ‏"‏ من طريق أبي بدر عن هاشم بلفظ ‏"‏ ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه ‏"‏ وهذا لا إشكال فيه إذ لا مانع أن لا يشاركه أحد في الإسلام يوم أسلم، لكن أخرجه الخطيب من الوجه الذي أخرجه ابن منده فأثبت فيه ‏"‏ إلا ‏"‏ كبقية الروايات فتعين الحمل على ما قلته‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم‏)‏ وصله المؤلف في ‏"‏ باب إسلام سعد ‏"‏ من السيرة النبوية وهو مثل رواية ابن أبي زائدة هذه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوْ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الْإِسْلَامِ لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ قَالُوا لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏إني لأول العرب رمى‏)‏ كان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب، وكان القتال فيها أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين، وهي أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة، بعث ناسا من المسلمين إلى رابغ ليلقوا عيرا لقريش فتراموا بالسهام ولم يكن بينهم مسايفة، فكان سعد أول من رمى، ذكر ذلك الزبير بن بكار بسند له وقال فيه عن سعد أنه أنشد يومئذ‏:‏ ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي وذكرها يونس بن بكير في زيادة المغازي من طريق الزهري نحوه، وابن سعد من وجه آخر عن سعد ‏"‏ أنا أول من رمى بسهم ثم خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ماله خلط‏)‏ بكسر المعجمة أي لا يختلط بعضه ببعض من شدة جفافه وتفتته‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم أصبحت بنو أسد‏)‏ أي ابن خزيمة بن مدركة، وكانوا ممن شكاه لعمر في القصة التي تقدم بيانها في صفة الصلاة، ووقع عند ابن بطال أنه عرض في ذلك بعمر بن الخطاب وليس بصواب، فإن عمر من بني عدي بن كعب بن لؤي ليس من بني أسد‏.‏

ووقع عند النووي ‏"‏ أسد بن عبد العزى ‏"‏ يعني رهط الزبير بن العوام، وهو وهم أيضا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏تعزرني على الإسلام‏)‏ أي تؤدبني، والمعنى تعلمني الصلاة، أو تعيرني بأني لا أحسنها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏خبت‏)‏ أي إن كنت محتاجا إلى تعليمهم، وقد تقدمت قصته مع الذي زعموا أنه لا يحسن يصلي في صفة الصلاة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وضل عملي‏)‏ في رواية ابن سعد عن يعلى بن عبيد عن إسماعيل ‏"‏ وضل عمليه ‏"‏ بزيادة هاء السكت‏.‏

*3* باب ذِكْرِ أَصْهَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حذف التشكيل

مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ أي الذين تزوجوا إليه، والصهر يطلق على جميع أقارب المرأة والرجل، ومنهم من يخصه بأقارب المرأة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏منهم أبو العاص بن الربيع‏)‏ أي ابن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، ويقال بإسقاط ربيعة، وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه على أقوال أثبتها عند الزبير مقسم‏.‏

وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة فكان ابن أختها، وأصل المصاهرة المقاربة‏.‏

وقال الراغب‏:‏ الصهر الختن، وأهل بيت المرأة يقال لهم الأصهار قاله الخليل‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الأصهار ما يتحرم بجوار أو نسب أو تزوج، وكأنه لمح بالترجمة إلى ما جاء عن عبد الله بن أبي أوفى رفعه ‏"‏ سألت ربي أن لا أتزوج أحدا من أمتي ولا أتزوج إليه إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ‏"‏ أخرجه الحاكم في مناقب علي‏.‏

وله شاهد عن عبد الله بن عمر وعند الطبراني في ‏"‏ الأوسط ‏"‏ بسند واه‏.‏

وقال النووي الصهر يطلق على أقارب الزوجين، والمصاهرة مقاربة بين المتباعدين، وعلى هذا عمل البخاري فإن أبا العاص بن الربيع ليس من أقارب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا من جهة كونه ابن أخت خديجة، وليس المراد هنا نسبته إليها بل إلى تزوجه بابنتها، وتزوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وهي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وقد أسر أبو العاص ببدر مع المشركين وفدته زينب فشرط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسلها إليه فوفى له بذلك، فهذا معنى قوله في آخر الحديث ‏"‏ ووعدني فوفى لي‏"‏، ثم أسر أبو العاص مرة أخرى فأجارته زينب فأسلم، فردها النبي صلى الله عليه وسلم إلى نكاحه، وولدت أمامة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها وهو يصلي كما تقدم في الصلاة، وولدت له أيضا ابنا اسمه علي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مراهقا، فيقال إنه مات قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أبو العاص فمات سنة اثنتي عشرة وأشار المصنف بقوله ‏"‏ منهم ‏"‏ إلى من لم يذكره ممن تزوج إلى النبي 50 كعثمان وعلي، وقد تقدم ترجمة كل منهما، ولم يتزوج أحد من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الثلاثة، إلا ابن أبي لهب فإنه كان تزوج رقية قبل عثمان ولم يدخل بها، فأمره أبوه بمفارقتها ففارقها، فتزوجها عثمان‏.‏

وأما من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم إليه فلم يقصده البخاري بالذكر هنا، والله أعلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مِسْوَرٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ قَالَ حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏إن عليا خطب بنت أبي جهل‏)‏ اسمها جويرية كما سيأتي، ويقال العوراء ويقال جميلة، وكان علي قد أخذ بعموم الجواز، فلما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم أعرض علي عن الخطبة، فيقال تزوجها عتاب بن أسيد، وإنما خطب النبي صلى الله عليه وسلم ليشيع الحكم المذكور بين الناس ويأخذوا به إما على سبيل الإيجاب وإما على سبيل الأولوية‏.‏

وغفل الشريف المرتضى عن هذه النكتة فزعم أن هذا الحديث موضوع لأنه من رواية المسور وكان فيه انحراف عن علي، وجاء من رواية ابن الزبير وهو أشد في ذلك، ورد كلامه بأطباق أصحاب الصحيح على تخريجه، وسيأتي بسط ما يتعلق بذلك في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وهذا علي ناكح بنت أبي جهل‏)‏ في رواية الطبراني عن أبي اليمان ‏"‏ وهذا علي ناكحا ‏"‏ بالنصب، وكذا عند مسلم من هذا الوجه، أطلقت عليه اسم ناكح مجازا باعتبار ما كان قصد يفعل، واختلف في اسم ابنة أبي جهل فروى الحاكم في ‏"‏ الإكليل ‏"‏ جويرية وهو الأشهر، وفي بعض الطرق اسمها العوراء أخرجه ابن طاهر في ‏"‏ المبهمات‏"‏، وقيل اسمها الحنفاء ذكره ابن جرير الطبري، وقيل‏:‏ جرهمة حكاه السهيلي، وقيل‏:‏ اسمها جميلة ذكره شيخنا ابن الملقن في شرحه‏.‏

وكان لأبي جهل بنت تسمى صفية تزوجها سهل بن عمرو سماها ابن السكيت وغيره وقال هي الحيفاء المذكورة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثني فصدقني‏)‏ لعله كان شرط على نفسه أن لا يتزوج على زينب، وكذلك علي، فإن لم يكن كذلك فهو محمول على أن عليا نسي ذلك الشرط فلذلك أقدم على الخطبة، أو لم يقع عليه شرط إذ لم يصرح بالشرط لكن كان ينبغي له أن يراعي هذا القدر فلذلك وقعت المعاتبة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قل أن يواجه أحدا بما يعاب به، ولعله إنما جهر بمعاتبة علي مبالغة في رضا فاطمة عليها السلام، وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة، ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها، وكانت أصيبت بعد أمها بإخوتها فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها، وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة - بمهملتين مفتوحتين ولامين الأولى ساكنة - وقد تقدم هذا الحديث من روايته موصولا في أوائل فرض الخمس مطولا وفيه ذكر بعض ما يتعلق به‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:45 am

3* باب مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حذف التشكيل

مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الْبَرَاءُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏مناقب زيد بن حارثه مولى النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ وهو من بني كلب، أسر في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة فاستوهبه النبي صلى الله عليه وسلم منها، ذكر قصته محمد بن إسحاق في السيرة وأن أباه وعمته أتيا مكة فوجداه فطلبا أن يفدياه فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يدفعه إليهما أو يثبت عنده فاختار أن يبقى عنده، وقد أخرج ابن منده في ‏"‏ معرفة الصحابة ‏"‏ وتمام فوائده بإسناد مستغرب عن آل بيت زيد بن حارثة أن حارثة أسلم يومئذ، وهو حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى الكلبي‏.‏

وأخرج الترمذي من طريق جبلة بن حارثة قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، ابعث معي أخي زيدا قال‏:‏ إن انطلق منك لم أمنعه، فقال زيد‏:‏ يا رسول الله والله لا أختار عليك أحدا‏.‏

واستشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، ومات أسامة بن زيد بالمدينة أو بوادي القرى سنة أربع وخمسين وقيل قبل ذلك، وكان قد سكن المزة من عمل دمشق مدة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنت أخونا ومولانا‏)‏ هو طرف من الحديث المشار إليه في ترجمة جعفر بن أبي طالب‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا سليمان‏)‏ هو ابن بلال‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا‏)‏ هو البعث الذي أمر بتجهيز في مرض وفاته وقال‏:‏ ‏"‏ أنفذوا بعث أسامة ‏"‏ فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه بعده، وسيأتي بيانه في أواخر الوفاة النبوية إن شاء الله تعالى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فطعن بعض الناس في إمارته‏)‏ سمى ممن طعن في ذلك عياش بن أبي ربيعة المخزومي كما سيأتي بسط ذلك في آخر المغازي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏تطعنون‏)‏ بفتح العين يقال طعن يطعن بالفتح في العرض والنسب، وبالضم بالرمح واليد، ويقال هما لغتان فيهما‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل‏)‏ يشير إلى إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، وعند النسائي عن عائشة قالت‏:‏ ‏"‏ ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ‏"‏ وفيه جواز إمارة المولى وتولية الصغار على الكبار والمفضول على الفاضل‏.‏

لأنه كان في الجيش - الذي كان عليهم أسامة - أبو بكر وعمر‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ قَائِفٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مُضْطَجِعَانِ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ قَالَ فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْجَبَهُ فَأَخْبَرَ بِهِ عَائِشَةَ

الشرح‏:‏

حديث عائشة في قصة القائف سيأتي شرحه مستوفى في كتاب الفرائض وفيه تسمية القائف المذكور‏.‏

*3* باب ذِكْرِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذكر أسامة بن زيد‏)‏ ذكر فيه حديث المخزومية التي سرقت، وسيأتي شرحه مستوفى في الحدود، والغرض منه قوله في بعض طرقه ‏"‏ ومن يجترئ أن يكلمه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وكانوا يسمون أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكسر المهملة أي محبوبه لما يعرفون من منزلته عنده، لأنه كان يحب أباه قله حتى تبناه فكان يقال له زيد ابن محمد‏.‏

وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ هي أمي بعد أمي ‏"‏ وكان يجلسه على فخذه بعد أن كبر كما سيأتي في مناقب الحسن عن قريب‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا الْمَاجِشُونُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى رَجُلٍ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَقَالَ انْظُرْ مَنْ هَذَا لَيْتَ هَذَا عِنْدِي قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ أَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ لَوْ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّهُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا الحسن بن محمد‏)‏ هو الزعفراني وأبو عباد هو يحيى بن عباد الضبعي البصري، والمراد بالماجشون عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ليت هذا عندي‏)‏ أي قريبا مني حتى أنصحه وأعظه، وقد روي بالباء الموحدة من العبودية، وكأنه على ما قيل كان أسود اللون‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال له إنسان‏)‏ لم أقف على اسمه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه‏)‏ إنما جزم ابن عمر بذلك لما رأى من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة وأم أيمن وذريتهما فقاس ابن أسامة على ذلك‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا وَقَالَ نُعَيْمٌ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ وَكَانَ أَيْمَنُ بْنُ أُمِّ أَيْمَنَ أَخَا أُسَامَةَ لِأُمِّهِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ فَقَالَ أَعِدْ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏اللهم أحبهما فإني أحبهما‏)‏ هذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم ما كان يحب إلا لله وفي الله، ولذلك رتب محبة الله على محبته، وفي ذلك أعظم منقبة لأسامة والحسن‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال نعيم‏)‏ هو ابن حماد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أخبرني مولى لأسامة‏)‏ في رواية ابن أبي الدنيا ‏"‏ أخبرني ابن حرملة مولى أسامة ‏"‏ وابن حرملة هو إياس، ويقال إنه حرملة بن إياس في الرواية التي بعده‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وهو رجل من الأنصار‏)‏ أي أيمن ابن أم أيمن، وأبوه هو عبيد بن عمرو بن هلال من بني الحبلي من الخزرج، ويقال إنه كان حبشيا من موالي الخزرج وتزوج أم أيمن زيد بن حارثة فولدت له أيمن، واستشهد أيمن يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، ونسب أيمن إلى أمه لشرفها على أبيه وشهرتها عند أهل البيت النبوي، وتزوج زيد بن حارثة أم أيمن، وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ورثها من أبيه فولدت له أسامة بن زيد وعاشت أم أيمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم قليلا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فرآه ابن عمر‏)‏ هو معطوف على شيء مقدر تقديره أن الحجاج بن أيمن دخل المسجد فصلى فرآه ابن عمر، يوضح ذلك الرواية التي بعد هذه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقاله أعد‏)‏ أي أعد صلاتك‏.‏

وفي رواية الإسماعيلي ‏"‏ فقال أي ابن أخي، تحسب أنك قد صليت‏؟‏ إنك لم تصل، فأعد صلاتك‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ و حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ فَقَالَ أَعِدْ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ مَنْ هَذَا قُلْتُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّهُ فَذَكَرَ حُبَّهُ وَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ قَالَ و حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي عَنْ سُلَيْمَانَ وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏بينما هو‏)‏ فيه تجريد، كأن حرملة قال‏:‏ بينما أنا، فجرد من نفسه شخصا فقال‏:‏ بينما هو‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فذكر حبه وما ولدته أم أيمن‏)‏ كذا ثبت بواو العطف في رواية أبي ذر، والضمير على هذا لأسامة في قوله ‏"‏ فذكر حبه ‏"‏ أي ميله‏.‏

وفي رواية غير أبي ذر ‏"‏ فذكر حبه ما ولدته أم أيمن ‏"‏ فعلى هذا فالضمير للنبي صلى الله عليه وسلم، و ‏"‏ ما ولدته إلخ ‏"‏ هو المفعول، والمراد بما ولدته أم أيمن ما ولدته من ذكر وأنثى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وزادني بعض أصحابي‏)‏ هو إما يعقوب بن سفيان فإنه رواه في تاريخه عن سليمان بن عبد الرحمن بالإسناد المذكور وزاد فيه ‏"‏ وكانت أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وأما الذهلي فإنه أخرجه في الزهريات عن سليمان أيضا، وأخرجه الطبراني في ‏"‏ مسند الشاميين ‏"‏ عن أبي عامر محمد بن إبراهيم الصوري عن سليمان كذلك، وأخرجه الإسماعيلي وأبو نعيم من طريق إبراهيم الزهري عن سليمان كذلك، وكأن هذا القدر لم يسمعه البخاري من سليمان فحمله عن بعض أصحابه فبين ما سمعه مما لم يسمعه‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:49 am

*3* باب مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب‏)‏ وهو أحد العبادلة وفقهاء الصحابة والمكثرين منهم، وأمه زينب ويقال رائطة بنت مظعون أخت عثمان وقدامة ابني مظعون، للجميع صحبة، وكان مولده في السنة الثانية أو الثالثة من المبعث، لأنه ثبت أنه كان يوم بدر ابن ثلاث عشرة سنة، وكانت بدر بعد البعثة بخمس عشرة سنة، وقد تقدم تاريخ وفاته في الصلاة وأنها كانت بسبب من دسه عليه الحجاج فمس رجله بحربة مسمومة فمرض بها إلى أن مات أوائل سنة أربع وسبعين‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا أَعْزَبَ وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي لَنْ تُرَاعَ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ قَالَ سَالِمٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا

الشرح‏:‏

حديث ابن عمر في رؤياه وفيه ‏"‏ نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ‏"‏ وقد تقدم توجيهه في ‏"‏ باب قيام الليل ‏"‏ وقوله في أوله‏:‏ ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا إسحاق بن نصر ‏"‏ كذا لأبي ذر وحده، وبين أن محمدا هو المصنف‏.‏

ووقع عند ابن السكن وحده ‏"‏ حدثنا إسحاق بن منصور ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ لن ترع ‏"‏ كذا للقابسي، قال ابن التين‏:‏ هي لغة قليلة، يعني الجزم بلن، قال القزاز‏:‏ ولا أحفظ لها شاهدا‏.‏

وروى الأكثر بلفظ ‏"‏ لن تراع ‏"‏ وهو الوجه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أُخْتِهِ حَفْصَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ

الشرح‏:‏

أورد المصنف من طريق يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن أخته حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها‏:‏ ‏"‏ إن عبد الله رجل صالح ‏"‏ وهو طرف من الحديث الذي قبله، وهذا القدر هو الذي يتعلق منه بمسند حفصة، وسيأتي في التعبير من طريق نافع عن ابن عمر عن حفصة مثله وزاد ‏"‏ لو كان يصلي من الليل ‏"‏ وتقدمت الإشارة إلى ذلك أيضا في قيام الليل، ويأتي بقية ذلك في التعبير إن شاء الله تعالى‏.‏

*3* باب مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب مناقب عمار وحذيفة‏)‏ أما عمار فهو ابن ياسر، يكنى أبا اليقظان العنسي بالنون، وأمه سمية بالمهملة مصغر، أسلم هو وأبوه قديما، وعذبوا لأجل الإسلام، وقتل أبو جهل أمه فكانت أول شهيد في الإسلام ومات أبوه قديما، وعاش هو إلى أن قتل بصفين مع علي رضي الله عنهم، وكان قد ولي شيئا من أمور الكوفة لعمر فلهذا نسبه أبو الدرداء إليها‏.‏

وأما حذيفة فهو ابن اليمان بن جابر بن عمرو العبسي بالموحدة حليف بني عبد الأشهل من الأنصار، وأسلم هو وأبوه اليمان كما سيأتي، وولي حذيفة بعض أمور الكوفة لعمر، وولي إمرة المدائن، ومات بعد قتل عثمان بيسير بها، وكان عمار من السابقين الأولين، وحذيفة من القدماء في الإسلام أيضا إلا أنه متأخر فيه عن عمار، وإنما جمع المصنف بينهما في الترجمة لوقوع الثناء عليهما من أبي الدرداء في حديث واحد وقد أفرد ذكر ابن مسعود، وإن كان ذكر معهما لوجوده ما يوافق شرطه غير ذلك من مناقبه، وقد أفرد ذكر حذيفة في أواخر المناقب، وهو مما يؤيد ما سنذكره أنه لم يهذب ترتيب من ذكره من أصحاب هذه المناقب، ويحتمل أن يكون إفراده بالذكر لأنه أراد ذكر ترجمة والده اليمان‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ قَدِمْتُ الشَّأْمَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي قَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ وَفِيكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ يَعْنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ ثُمَّ قَالَ كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللَّهِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن إبراهيم عن علقمة مال‏:‏ قدمت الشام‏)‏ في رواية شعبة التي بعد هذه عن إبراهيم قال‏:‏ ‏"‏ ذهب علقمة إلى الشام ‏"‏ وهذا الثاني صورته مرسل، لكن قال في أثنائه ‏"‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ بلى ‏"‏ فاقتضى أنه موصول، ووقع في التفسير من وجه آخر عن إبراهيم عن علقمة قال‏:‏ ‏"‏ قدمت الشام في نفر من أصحاب ابن مسعود، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حتى يجلس إلى جنبي‏)‏ أي يجعل غاية مجيئه جلوسه، وعبر بلفظ المضارع مبالغة، زاد الإسماعيلي في روايته ‏"‏ فقلت‏:‏ الحمد لله، إني لأرجو أن يكون الله استجاب دعوتي‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قالوا أبو الدرداء‏)‏ لم أقف على اسم القائل‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال أو ليس عندكم ابن أم عبد‏)‏ يعني عبد الله بن مسعود، ومراد أبي الدرداء بذلك أنه فهم منهم أنهم قدموا في طلب العلم، فبين لهم أن عندهم من العلماء من لا يحتاجون معهم إلى غيرهم، ويستفاد منه أن المحدث لا يرحل عن بلده حتى يستوعب ما عند مشايخها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏صاحب النعلين‏)‏ أي نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ابن مسعود يحملهما ويتعاهدهما‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والوساد‏)‏ في رواية شعبة ‏"‏ صاحب السواك - بالكاف - أو السواد ‏"‏ بالدال ووقع في رواية الكشميهني هنا ‏"‏ الوساد ‏"‏ ورواية غيره أوجه، والسواد السرار براءين يقال ساودته سوادا أي ساررته سرارا، وأصله أدنى السواد وهو الشخص من السواد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والمطهرة‏)‏ في رواية السرخسي ‏"‏ والمطهر ‏"‏ بغير هاء، وأغرب الداودي فقال‏:‏ معناه أنه لم يكن يملك من الجهاز غير هذه الأشياء الثلاثة، كذا قال، وتعقب ابن التين كلامه فأصاب، وقد روى مسلم عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏ إذنك علي أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي ‏"‏ أي سراري، وهي خصوصية لابن مسعود، وسيأتي في مناقبه قريبا حديث أبي موسى ‏"‏ قدمت أنا وأختي من اليمن، فمكثنا حينا لا نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما نرى من دخوله ودخول أمه ‏"‏ والصواب ما قال غير الداودي أن المراد الثناء عليه بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لشدة ملازمته له لأجل هذه الأمور ينبغي أن يكون عنده من العلم ما يستغني طالبه به عن غيره‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أفيكم‏)‏ بهمزة الاستفهام‏.‏

وفي رواية الكشميهني ‏"‏ وفيكم ‏"‏ بواو العطف‏.‏

وفي رواية شعبة ‏"‏ أليس فيكم أو منكم ‏"‏ بالشك في الموضعين‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّأْمِ فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ أَلَيْسَ فِيكُمْ أَوْ مِنْكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ يَعْنِي حُذَيْفَةَ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ فِيكُمْ أَوْ مِنْكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي مِنْ الشَّيْطَانِ يَعْنِي عَمَّارًا قُلْتُ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ فِيكُمْ أَوْ مِنْكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ أَوْ السِّرَارِ قَالَ بَلَى قَالَ كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى قُلْتُ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى قَالَ مَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَسْتَنْزِلُونِي عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏الذي أجاره الله من الشيطان، يعني على لسان نبيه‏)‏ في رواية شعبة ‏"‏ أجاره الله على لسان نبيه يعني من الشيطان ‏"‏ وزاد في رواية شعبة ‏"‏ يعني عمارا ‏"‏ وزعم ابن التين أن المراد بقوله‏:‏ ‏"‏ على لسان نبيه ‏"‏ قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ‏"‏ وهو محتمل، ويحتمل أن يكون المراد بذلك حديث عائشة مرفوعا ‏"‏ ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما ‏"‏ أخرجه الترمذي، ولأحمد من حديث ابن مسعود مثله أخرجهما الحاكم، فكونه يختار أرشد الأمرين دائما يقتضي أنه قد أجبر من الشيطان الذي من شأنه الأمر بالغي، وروى البزار من حديث عائشة ‏"‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ مليء إيمانا إلى مشاشه ‏"‏ يعني عمارا وإسناده صحيح، ولابن سعد في ‏"‏ الطبقات ‏"‏ من طريق الحسن قال‏:‏ ‏"‏ قال عمار‏:‏ نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ سيأتيك من يمنعك من الماء، فلما كنت على رأس الماء إذا رجل أسود كأنه مرس، فصرعته ‏"‏ فذكر الحديث، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ذاك الشيطان ‏"‏ فلعل ابن مسعود أشار إلى هذه القصة، ويحتمل أن تكون الإشارة بالإجازة المذكورة إلى ثباته على الإيمان لما أكرهه المشركون على النطق بكلمة الكفر، فنزلت فيه‏:‏ ‏(‏إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان‏)‏ وقد جاء في حديث آخر ‏"‏ إن عمارا مليء إيمانا إلى مشاشه ‏"‏ أخرجه النسائي بسند صحيح، والمشاش بضم الميم ومعجمتين الأولى خفيفة، وهذه الصفة لا تقع إلا ممن أجاره الله من الشيطان، وقد تقدم شرح الحديث الذي أشار إليه ابن التين في ‏"‏ باب التعاون في بناء المسجد ‏"‏ مستوفى ولله الحمد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلم أحد غيره‏)‏ كذا فيه بحذف المفعول‏.‏

وفي رواية الكشميهني ‏"‏ الذي لا يعلمه ‏"‏ والمراد بالسر ما أعلمه به النبي صلى الله عليه وسلم من أحوال المنافقين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم قال‏:‏ كيف يقرأ عبد الله‏)‏ يعني ابن مسعود، وسيأتي الكلام على ما يتعلق بهذا القدر من القراءة في تفسير ‏(‏والليل إذا يغشى‏)‏ إن شاء الله تعالى حيث أورده المصنف وفيه زيادة فيما يتعلق به على ما هنا‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ توارد أبو هريرة في وصف المذكورين مع أبي الدرداء بما وصفهم به وزاد عليه، فروى الترمذي من طريق خيثمة بن عبد الرحمن قال‏:‏ ‏"‏ أتيت المدينة فسألت الله أن يسر لي جليسا صالحا، فيسر لي أبا هريرة فقال‏:‏ ممن أنت‏؟‏ قلت‏:‏ من الكوفة، جئت ألتمس الخير، قال‏:‏ أليس منكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه، وحذيفة صاحب سره، وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، وسلمان صاحب الكتابين‏"‏‏.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)14
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)30
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)15
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)31
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)16

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: