foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:51 am

*3* باب مَنَاقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح‏)‏ كذا أخر ذ كره عن إخوانه من العشرة، ولم أقف في شيء من نسخ البخاري على ترجمة لمناقب عبد الرحمن بن عوف، ولا لسعيد بن زيد، وهما من العشرة، وإن كان قد أفرد ذكر إسلام سعيد بن زيد بترجمة في أوائل السيرة النبوية، وأظن ذلك من تصرف الناقلين لكتاب البخاري، كما تقدم مرارا أنه ترك الكتاب مسودة، فإن أسماء من ذكرهم هنا لم يقع فيهم مراعاة الأفضلية ولا السابقية ولا الأسنية، وهذه جهات التقديم في الترتيب، فلما لم يراع واحدا منها دل على أنه كتب كل ترجمة على حدة فضم بعض النقلة بعضها إلى بعض حسبما اتفق‏.‏

وأبو عبيدة اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في فهر بن مالك، وعدد ما بينهما من الآباء متفاوت جدا بخمسة آباء، فيكون أبو عبيدة من حيث العدد في درجة عبد مناف، ومنهم من أدخل في نسبه بين الجراح وهلال ربيعة فيكون على هذا في درجة هاشم، وبذلك جزم أبو الحسن بن سميع ولم يذكره غيره، وأم أبي عبيدة هي من بنات عم أبيه، ذكر أبو أحمد الحاكم أنها أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر، ويقال إنه هو الذي قتله، ورواه الطبراني وغيره من طريق عبد الله بن شوذب مرسلا، ومات أبو عبيدة وهو أمير على الشام من قبل عمر بالطاعون سنه ثمان عشرة باتفاق‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا عبد الأعلى‏)‏ هو ابن عبد الأعلى البصري السامي بالمهملة من بني سامة بن لؤي، وخالد شيخه هو الحذاء‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إن لكل أمة أمينا إن أميننا أيتها الأمة‏)‏ صورته صورة النداء، لكن المراد فيه الاختصاص أي أمتنا مخصوصون من بين الأمم، وعلى هذا فهو بالنصب على الاختصاص، ويجوز الرفع، والأمين هو الثقة الرضي وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيدا في ذلك، لكن خص النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها، فأشعر بقدر زائد فيها على غيره، كالحياء لعثمان، والقضاء لعلي ونحو ذلك‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ أورد الترمذي وابن حبان هذا الحديث من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء بهذا الإسناد مطولا وأوله ‏"‏ أرحم أمتي بأمي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أبي، وأفرضهم زيد، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، ألا وإن لكل أمة أمينا ‏"‏ الحديث وإسناده صحيح، إلا أن الحفاظ قالوا‏:‏ إن الصواب في أوله الإرسال والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري، والله أعلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ لَأَبْعَثَنَّ يَعْنِي عَلَيْكُمْ يَعْنِي أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَأَشْرَفَ أَصْحَابُهُ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن صلة‏)‏ بكسر المهملة وتخفيف اللام هو ابن زفر وذكر الجياني أنه وقع هنا في رواية القابسي صلة بن حذيفة وهو تحريف‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن حذيفة‏)‏ وقع في رواية النسائي ‏"‏ عن صلة عن ابن مسعود ‏"‏ وسيأتي بيان ذلك في المغازي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لأهل نجران‏)‏ هم أهل بلد قريب من اليمن، وهم العاقب واسمه عبد المسيح والسيد ومن معهما، ذكر ابن سعد أنهم وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع وسماهم، وسيأتي شرح ذلك مطولا في أواخر المغازي حيث ذكره المصنف إن شاء الله تعالى‏.‏

ووقع في حديث أنس عند مسلم ‏"‏ أن أهل اليمن قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام، فأخذ بيد أبي عبيدة وقال‏:‏ هذا أمين هذه الأمة ‏"‏ فإن كان الراوي تجوز عن أهل نجران بقوله‏:‏ ‏"‏ أهل اليمن ‏"‏ لقرب نجران من اليمن وإلا فهما واقعتان، والأول أرجح، والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لأبعثن حق أمين‏)‏ في رواية غير أبي ذر ‏"‏ لأبعثن - يعني عليكم - أمينا حق أمين ‏"‏ ولمسلم ‏"‏ لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأشرف أصحابه‏)‏ في رواية مسلم والإسماعيلي ‏"‏ فاستشرف لها أصحاب رسولا الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فبعث أبا عبيدة‏)‏ في رواية أبي يعلى ‏"‏ قم يا أبا عبيدة، فأرسله معهم ‏"‏ ووقع في رواية لأبي يعلى من طريق سالم عن أبيه ‏"‏ سمعت عمر يقول‏:‏ ما أحببت الإمارة قط إلا مرة واحدة ‏"‏ فذكر القصة‏.‏

وقال في الحديث ‏"‏ فتعرضت أن تصيبني، فقال‏:‏ قم يا أبا عبيدة‏"‏‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:53 am

*3* باب مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حذف التشكيل

قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَانَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب مناقب الحسن والحسين‏)‏ كأنه جمعهما لما وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب‏.‏

وكان مولد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الهجرة عند الأكثر، وقيل بعد ذلك، ومات بالمدينة مسموما سنة خمسين ويقال قبلها ويقال بعدها‏.‏

وكان مولد الحسين في شعبان سنة أربع في قول الأكثر وقتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وكان أهل الكوفة لما مات معاوية واستخلف يزيد كاتبوا الحسين بأنهم في طاعته، فخرج الحسين إليهم، فسبقه عبيد الله بن زياد إلى الكوفة فخذل غالب الناس عنه فتأخروا رغبة ورهبة، وقتل ابن عمه مسلم بن عقيل، وكان الحسين قد قدمه قبله ليبايع له الناس، ثم جهز إليه عسكرا فقاتلوه إلى أن قتل هو وجماعة من أهل بيته، والقصة مشهورة فلا نطيل بشرحها، وعسى أن يقع لنا إلمام بها في كتاب الفتن‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال نافع بن جبير‏)‏ أي ابن مطعم، وحديثه المذكور طرف من حديث تقدم موصولا في البيوع‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا صَدَقَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عَنْ الْحَسَنِ سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ

الشرح‏:‏

حديث أبي بكرة ‏"‏ إن ابني هذا سيد ‏"‏ وسيأتي شرحه مستوفى في كتاب الفتن، وزاد أبو ذر هنا‏:‏ أبو موسى اسمه إسرائيل بن موسى من أهل البصرة نزل الهند، لم يروه عن الحسن غيره‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا أَوْ كَمَا قَالَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏سمعت أبي‏)‏ هو سليمان التيمي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا أبو عثمان‏)‏ وقع في رواية الأدب من وجه آخر عن معتمر عن أبيه سمعت أبا تميمة يحدث عن أبي عثمان، قال الإسماعيلي‏:‏ كأن سليمان سمعه من أبي تميمة عن أبي عثمان، ثم لقي أبا عثمان فسمعه منه‏.‏

قلت‏:‏ بل هما حديثان، فإن لفظ سليمان عن أبي عثمان ‏"‏ اللهم إني أحبهما ‏"‏ ولفظ سليمان عن أبي تميمة ‏"‏ إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذني فيضعني على فخذه ويضع على الفخذ الأخر الحسن بن علي ثم يضمهما ثم يقول‏:‏ اللهم ارحمهما فإني أرحمهما‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَام فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ فَجَعَلَ يَنْكُتُ وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا فَقَالَ أَنَسٌ كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم‏)‏ هو ابن أشكاب أخو علي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا جرير‏)‏ هو ابن أبي حازم ‏(‏عن محمد‏)‏ هو ابن سيرين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أتى عبيد الله بن زياد‏)‏ هو بالتصغير، وزياد هو الذي يقال له ابن أبي سفيان وكان أمير الكوفة عن يزيد بن معاوية وقتل الحسين في إمارته كما تقدم فأتي برأسه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فجعل ينكت‏)‏ في رواية الترمذي وابن حبان من طريق حفصة بنت سيرين عن أنس‏:‏ فجعل يقول بقضيب له في أنفه، وللطبراني من حديث زيد بن أرقم‏:‏ فجعل قضيبا في يده في عينه وأنفه، فقلت ارفع قضيبك فقد رأيت فم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه‏.‏

وله من وجه آخر عن أنس نحوه وسيأتي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏ أي أشبه أهل البيت، وزاد البزار من وجه آخر عن أنس قال‏:‏ ‏"‏ فقلت له إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث تضع قضيبك، قال‏:‏ ‏"‏ فانقبض‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وكان مخضوبا‏)‏ أي الحسين ‏(‏بالوسمة‏)‏ بفتح الواو - وأخطأ من ضمها - وبسكون المهملة ويجوز فتحها‏:‏ نبت يختضب به يميل إلى سواد، وسيأتي البحث في ذلك في كتاب اللباس إن شاء الله تعالى‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏والحسن بن علي‏)‏ وقع عند الإسماعيلي من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة ‏"‏ الحسن أو الحسين ‏"‏ بالشك، ثم ذكر أن أكثر أصحاب شعبة رووه فقالوا ‏"‏ الحسن ‏"‏ بغير شك، ثم عد منهم ثمانية‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَمَلَ الْحَسَنَ وَهُوَ يَقُولُ بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث‏)‏ هذا هو الصحيح‏.‏

وقال زمعة بن صالح عن ابن أبي مليكة ‏"‏ كانت فاطمة تنقز - بالقاف والزاي أي ترقص - الحسن بن علي ‏"‏ فذكر هذا الحديث، وأخرجه أحمد، ويحتمل إن كان حفظه أن يكون كل من أبي بكر وفاطمة توافقا على ذلك، أو يكون أبو بكر عرف أن فاطمة كانت تقول ذلك فتابعها على تلك المقالة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏بأبي شبيه بالنبي‏)‏ تقدم في أول صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع عند أحمد من وجه آخر عن ابن أبي مليكة قال‏:‏ ‏"‏ وكانت فاطمة عليها السلام ترقص الحسن وتقول‏:‏ ابني شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي ‏"‏ وفيه إرسال، فإن كان محفوظا فلعلها تواردت في ذلك مع أبي بكر أو تلقي ذلك أحدهما من الآخر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ليس شبيه بعلي‏)‏ قال ابن مالك كذا وقع برفع ‏"‏ شبيه ‏"‏ على أن ليس حرف عطف وهو مذهب كوفي، قال‏:‏ ويجوز أن يكون ‏"‏ شبيه ‏"‏ اسم ليس، ويكون خبرها ضميرا متصلا حذف استغناء عن لفظه بنيته، ونحوه قوله في خطبة يوم النحر ‏"‏ أليس ذو الحجة ‏"‏ وقال الطيبي في قوله‏:‏ ‏"‏ بأبي شبيه بالنبي ‏"‏ يحتمل أن يكون التقدير هو مفدى بأبي شبيه فيكون خبرا بعد خبر أو أفديه بأبي وشبيه بالنبي خبر مبتدأ محذوف‏.‏

وفيه إشعار بعلية الشبه للتفدية‏.‏

وفي قوله‏:‏ ‏"‏ شبيه بالنبي ‏"‏ ما قد يعارض قول علي في صفة النبي صلى الله عليه وسلم - ‏"‏ لم أر قبله ولا بعده مثله ‏"‏ أخرجه الترمذي في الشمائل، والجواب أن يحمل المنفي على عموم الشبه والمثبت على معظمه، والله أعلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ قَالَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ

الشرح‏:‏

حديث ابن عمر عن أبي بكر، تقدم متنا وسندا وشرحا قريبا في مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَسٌ قَالَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال عبد الرزاق إلخ‏)‏ وصله أحمد وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق، وأخرجه الترمذي من روايته، وقصد البخاري بهذا التعليق بيان سماع الزهري له من أنس‏.‏

حديث ابن عمر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي‏)‏ هذا يعارض رواية ابن سيرين الماضية في الحديث الثالث، فإنه قال في حق الحسين بن علي ‏"‏ كان أشبههم بالنبي صلى الله عليه وسلم ويمكن الجمع بأن يكون أنس قال ما وقع في رواية الزهري في حياة الحسن لأنه يومئذ كان أشد شبها بالنبي صلى الله عليه وسلم من أخيه الحسين، وأما ما وقع في رواية ابن سيرين فكان بعد ذلك كما هو ظاهر من سياقه، أو المراد بمن فضل الحسين عليه في الشبه من عدا الحسن، ويحتمل أن يكون كل منهما كان أشد شبها به في بعض أعضائه؛ فقد روى الترمذي وابن حبان من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال‏:‏ ‏"‏ الحسن أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الرأس إلى الصدر، والحسين أشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك ‏"‏ ووقع في رواية عبد الأعلى عن معمر عند الإسماعيلي في رواية الزهري هذه ‏"‏ وكان أشبههم وجها بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤيد حديث علي هذا والله أعلم‏.‏

والذين كانوا يشبهون بالنبي صلى الله عليه وسلم غير الحسن والحسين جعفر بن أبي طالب وابنه عبد الله بن جعفر وقثم - بالقاف - ابن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ومسلم بن عقيل بن أبى طالب، ومن غير بني هاشم السائب بن يزيد المطلبي الجد الأعلى للإمام الشافعي وعبد الله بن عامر بن كريز العبشمي وكابس بن ربيعة بن عدي، فهؤلاء عشرة نظم منهم أبو الفتح بن سيد الناس خمسة، أنشدنا محمد بن الحسن المقري عنه‏:‏ بخمسة أشبهوا المختار من مضر يا حسن ما خولوا من شبهه الحسن بجعفر وابن عم المصطفى قثم وسائب وأبي سفيان والحسن وزادهم شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ اثنين، وهما الحسين وعبد الله بن عامر بن كريز، ونظم ذلك في بيتين وأنشدناهما وهما‏:‏ وسبعة شبهوا بالمصطفى فما لهم بذلك قدر قد زكا ونما سبطا النبي أبو سفيان سائبهم وجعفر وابنه ذو الجود مع قثما وزاد فيهم بعض أصحابنا ثامنا وهو عبد الله بن جعفر، ونظم ذلك في بيتين أيضا، وقد زدت فيهما مسلم بن عقيل وكابس بن ربيعة فصاروا عشرة، ونظمت ذلك في بيتين وهما‏:‏ شبه النبي لعشر سائب وأبي سفيان والحسنين الطاهرين هما وجعفر وابنه ثم ابن عامر هم ومسلم كابس يتلوه مع قثما وقد وجدت بعد ذلك أن فاطمة ابنته عليها السلام كانت تشبهه، فيمكن أن يغير من البيت الأول قوله‏:‏ ‏"‏ لعشر ‏"‏ فيجعل ‏"‏ لياء ‏"‏ وهو بالحساب أحد عشر ويغير ‏"‏ الطاهرين هما ‏"‏ فيجعل ‏"‏ ثم أمهما‏"‏‏.‏

ثم وجدت أن إبراهيم ولده عليه السلام كان يشبهه فيغير قوله لياء فيجعل ‏"‏ ليب ‏"‏ وبدل الطاهرين هما ‏"‏ الخال أمهما ‏"‏ ثم وجدت في قصة جعفر بن أبي طالب أن ولديه عبد الله وعوفا كانا يشبهانه فيجعل أول البيت ‏"‏ شبه النبي ليج ‏"‏ والبيت الثاني ‏"‏ وجعفر ولداه وابن عامرهم ‏"‏ إلخ، ووجدت من نظم الإمام أبي الوليد بن الشحنة قاضي حلب ولم أسمعه منه‏:‏ وخمس عشر لهم بالمصطفى شبه سبطاه وابنا عقيل سائب قثم وجعفر وابنه عبدان مسلم أبو سفيان كابس عثم ابن النجاد هم فزاد ابن عقيل الثاني وعثمان وابن النجاد، وأخل ممن ذكرته بابن جعفر الثاني، وأراد هو بقوله‏:‏ ‏"‏ عبدان ‏"‏ تثنية عبد وهما عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الحارث، ولو كان أراد اسما مفردا لم يتم له خمسة عشرة‏.‏

وقد تعقب قوله‏:‏ ‏"‏ ابنا عقيل ‏"‏ بالتثنية مع قوله‏:‏ ‏"‏ ومسلم ‏"‏ لأن مسلما هو ابن عقيل، ثم وجدت الجواب عنه يؤخذ مما ذكره أبو جعفر بن حبيب أن مسلم بن معتب بن أبي لهب ممن كان يشبه، ومسلم بن عقيل ذكره ابن حبان في ثقاته‏.‏

ومحمد بن عقيل ذكره المزي في تهذيبه، وذكر في ‏"‏ المحبر ‏"‏ أن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب ببه كان يشبه، وذكر ذلك ابن عبد البر في ‏"‏ الاستيعاب ‏"‏ أيضا، وأراد ابن الشحنة بقوله‏:‏ ‏"‏ عثم ‏"‏ ترخيم عثمان، واعتمد على ما جاء في حديث عائشة ‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته أم كلثوم لما زوجها عثمان‏:‏ إنه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد ‏"‏ وهو حديث موضوع كما قاله الذهبي في ترجمة عمرو بن الأزهر أحد رواته‏.‏

وهو وشيخه خالد بن عمر وكذبهما الأئمة، وانفرد بهذا الحديث، والمعروف في صفة عثمان خلاف ذلك، وأراد بابن النجاد علي بن علي بن النجاد بن رفاعة، واعتمد على ما ذكره ابن سعد عن عثمان أنه كان يشبه، وهذا تابعي صغير متأخر عن الذين تقدم ذكرهم فلذلك لم أعول عليه، وعلى تقدير اعتباره يكون قد فاته ممن وصف بذلك القاسم بن عبد الله بن محمد بن عقيل، وإبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ويحيى بن القاسم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، فكل من هؤلاء مذكور في كتب الأنساب أنه كان يشبه، حتى إن يحيى المذكور كان يقال له ‏"‏ الشبيه ‏"‏ لأجل ذلك، والمهدي الذي يخرج في آخر الزمان جاء أنه يشبه وواطأ اسمه واسم أبيه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه، وذكر ابن حبيب أيضا محمد بن جعفر بن أبي طالب، وهو غلط لأنه وقع في الخبر الذي تقدم في جعفر أنه قال في حق محمد بن جعفر شبيه عمه أبي طالب، وقد سلم ابن الشحنة منه، وقد غيرت بيتي هكذا‏:‏ شبه النبي ليه سائب وأبي سفيان والحسنين الخال أمهما وجعفر ولديه وابن عامر كابس ونجلي عقيل ببة قثما فاقتصرت على ثلاثة عشر ممن ذكرهم ابن الشحنة، وأبدلتهما باثنين فوفيت عدته مع السلامة مما تعقب عليه، والله الموفق‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:55 am

وذكر ابن يونس في ‏"‏ تاريخ مصر ‏"‏ عبد الله بن أبي طلحة الخولاني وأنه شهد فتح مصر وأمره عمر بأن لا يمشي إلا مقنعا لأنه كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ وكان له عبادة وفضل، وفي قصة الكاهنة مع أويس أنها قالت لهم أشبه الناس بصاحب المقام - أي إبراهيم الخليل - هذا، تشير إلى محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ عَنْ الْمُحْرِمِ قَالَ شُعْبَةُ أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبَابَ فَقَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنْ الذُّبَابِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن محمد بن أبي يعقوب‏)‏ هو محمد بن عبد الله البصري الضبي، ويقال إنه تميمي‏.‏

وقال شعبة مرة ‏"‏ حدثني محمد بن أبي يعقوب وكان سيد بني تميم ‏"‏ وهو ثقة باتفاق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏سمعت ابن أبي نعم‏)‏ بضم النون وسكون المهملة وهو عبد الرحمن يكنى أبا الحكم البجلي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وسأله عن المحرم‏)‏ في رواية مهدي بن ميمون عن ابن أبي يعقوب كما سيأتي في الأدب ‏"‏ وسأله رجل ‏"‏ ورأيت في بعض النسخ من رواية أبي ذر الهروي ‏"‏ وسألته ‏"‏ فإن كانت محفوظة فقد عرف اسم السائل، لكن يبعده أن في رواية جرير بن حازم عن محمد بن أبي يعقوب عند الترمذي ‏"‏ أن رجلا من أهل العراق سأل ‏"‏ وفي رواية لأحمد ‏"‏ وأنا جالس عنده ‏"‏ ونحوها في رواية مهدي المذكورة في الأدب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال شعبة‏:‏ أحسبه يقتل الذباب‏)‏ وقع عند أبي داود الطيالسي عن شعبة بغير شك‏.‏

وفي رواية جرير بن حازم المذكورة ‏"‏ سئل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ‏"‏ وكذا هو في رواية مهدي بن ميمون المذكورة، يحتمل أن يكون السؤال وقع عن الأمرين، والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال‏:‏ أهل العراق يسألون عن الذباب‏)‏ في رواية أبي داود ‏"‏ فقال‏:‏ يا أهل العراق، تسألونني عن الذباب ‏"‏ أورد ابن عمر هذا متعجبا من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير وتفريطهم في الشيء الجليل‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ريحانتاي‏)‏ كذا للأكثر بالتثنية، ولأبي ذر ‏"‏ ريحاني ‏"‏ بالإفراد والتذكير، وشبههما بذلك لأن الولد يشم ويقبل، ووقع في رواية جرير بن حازم ‏"‏ أن الحسن والحسين هما ريحانتي ‏"‏ وعند الترمذي من حديث أنس ‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه ‏"‏ وفي رواية الطبراني في ‏"‏ الأوسط ‏"‏ من طريق أبي أيوب قال‏:‏ ‏"‏ دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبن بين يديه، فقلت‏:‏ أتحبهما يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما‏"‏‏.‏

*3* باب مَنَاقِبِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حذف التشكيل

وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏مناقب بلال بن رباح‏)‏ بفتح الراء والموحدة وآخره مهملة، وقد تقدم في ‏"‏ باب البيع والشراء مع المشركين ‏"‏ من البيوع بيان الاختلاف في كيفية شرائه، وذكر ابن سعد أنه كان من مولدي السراة، واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح، وجاء عن أنس عند الطبراني وغيره إنه حبشي وهو المشهور، وقيل نوبي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مولى أبي بكر‏)‏ روى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ ‏"‏ اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق، وهو مدفون بالحجارة‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال النبي صلى الله عليه وسلم سمعت دف نعليك في الجنة‏)‏ هو طرف من حديث أورده في صلاة الليل، وقد تقدم شرحه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلَالًا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏كان عمر يقول‏:‏ أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني بلالا‏)‏ قال ابن التين‏:‏ يعني أن بلالا من السادة، ولم يرد أنه أفضل من عمر‏.‏

وقال غيره‏:‏ السيد الأول حقيقة والثاني قاله تواضعا على سبيل المجاز، أو أن السيادة لا تثبت الأفضلية، فقال ابن عمر ‏"‏ ما رأيت أسود من معاوية ‏"‏ مع أنه رأى أبا بكر وعمر‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا إسماعيل‏)‏ هو ابن أبي خالد ‏(‏عن قيس‏)‏ هو ابن أبي حازم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أن بلالا قال لأبي بكر‏)‏ كأن قوله ذلك لأبي بكر في خلافة أبي بكر، وقد وقع ذلك صريحا في رواية أحمد عن أبي أسامة عن إسماعيل بلفظ ‏"‏ قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فدعني وعمل الله‏)‏ في رواية الكشميهني ‏"‏ وعملي لله ‏"‏ وفي رواية أبي أسامة ‏"‏ فذرني أعمل لله ‏"‏ وذكر ابن سعد في ‏"‏ الطبقات ‏"‏ في هذه القصة من الزيادة ‏"‏ أنه قال رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد، فأردت أن أرابط في سبيل الله، وأن أبا بكر قال لبلال‏:‏ أنشدك الله وحقي، فأقام معه بلال حتى توفي، فلما مات أذن له عمر فتوجه إلى الشام مجاهدا فمات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وقيل‏:‏ سنة عشرين ‏"‏ والله أعلم‏.‏

وكانت وفاته بدمشق ودفن بباب الصغير وبهذا جزم النووي، وقيل‏:‏ دفن بباب كيسان، وقيل‏:‏ بداريا، وقيل‏:‏ بحلب، ورده المنذري وقال‏:‏ الذي مات بحلب أخوه خالد، وزعم ابن السمعاني أن بلالا مات بالمدينة، وغلطوه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 2:00 am

*3* باب ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذكر ابن عباس‏)‏ أي عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا العباس، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين‏.‏

ومات بالطائف سنة ثمان وستين، وكان من علماء الصحابة حتى كان عمر يقدمه مع الأشياخ وهو شاب، أورد فيه حديثه قال‏:‏ ‏"‏ ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال اللهم علمه الحكمة، وفي لفظ علمه الكتاب ‏"‏ وهو يؤيد من فسر الحكمة هنا بالقرآن، وقد استوعبت ما قيل في تفسيرها في أوائل كتاب العلم، وقد تقدم هذا الحديث في كتاب العلم وفي الطهارة مع بيان سببه وبيان من زاد فيه ‏"‏ وعلمه التأويل ‏"‏ وهذه الفظة اشتهرت على الألسنة ‏"‏ اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ‏"‏ حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب، والحديث عند أحمد بهذا اللفظ من طريق ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وعند الطبراني من وجهين آخرين، وأوله في هذا الصحيح من طريق عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس دون قوله‏:‏ ‏"‏ وعلمه التأويل ‏"‏ وأخرجها البزار من طريق شعيب بن بشر عن عكرمة بلفظ ‏"‏ اللهم علمه تأويل القرآن ‏"‏ وعند أحمد من وجه آخر عن عكرمة ‏"‏ اللهم أعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل ‏"‏ واختلف في المراد بالحكمة هنا فقيل‏:‏ الإصابة في القول، وقيل‏:‏ الفهم عن الله، وقيل‏:‏ ما يشهد العقل بصحته، وقيل‏:‏ نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل‏:‏ سرعة الجواب بالصواب، وقيل غير ذلك‏.‏

وكان ابن عباس من أعلم الصحابة بتفسير القرآن‏.‏

وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال‏:‏ ‏"‏ لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل ‏"‏ وكان يقول ‏"‏ نعم ترجمان القرآن ابن عباس ‏"‏ وروى هذه الزيادة ابن سعد من وجه آخر بن عبد الله بن مسعود، وروى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن ابن عمر قال‏:‏ ‏"‏ هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ‏"‏ وأخرج ابن أبي خيثمة نحوه بإسناد حسن، وروى يعقوب أيضا بإسناد صحيح عن أبي وائل قال‏:‏ ‏"‏ قرأ ابن عباس سورة النور ثم جعل يفسرها، فقال رجل‏:‏ لو سمعت هذا الديلم لأسلمت ‏"‏ ورواه أبو نعيم في ‏"‏ الحلية ‏"‏ من وجه آخر بلفظ ‏"‏ سورة البقرة ‏"‏ وزاد أنه ‏"‏ كان على الموسم ‏"‏ يعني سنة خمس وثلاثين، كان عثمان أرسله لما حضر‏.‏

*3* باب مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏مناقب خالد بن الوليد‏)‏ أي ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة - بفتح التحتانية والقاف والمشالة - ابن مرة بن كعب، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر جميعا في مرة بن كعب، يكنى أبا سليمان، وكان من فرسان الصحابة، أسلم بين الحديبية والفتح، ويقال قبل غزوة مؤتة بشهرين، وكانت في جمادى سنة ثمان، ومن ثم جزم مغلطاي بأنها كانت في صفر وكان الفتح بعد ذلك في رمضان‏.‏

وحكى ابن أبي خيثمة أنه أسلم سنة خمس، وهو غلط فإنه كان بالحديبية طليعة للمشركين وهي في ذي القعدة سنة ست‏.‏

وقال الحاكم‏:‏ أسلم سنة سبع، زاد غيره وقيل‏:‏ عمرة القضاء، والراجح الأول وما وافقه‏.‏

وقد أخرج سعيد بن منصور عن هشيم عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه ‏"‏ أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة فقال‏:‏ اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره‏.‏

فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر ‏"‏ وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم عدة مشاهد ظهرت فيها نجابته، ثم كان قتل أهل الردة على يديه ثم فتوح البلاد الكبار، ومات على فراشه سنة إحدى وعشرين وبذلك جزم ابن نمير، وذلك في خلافة عمر بحمص‏.‏

ونقل عن دحيم أنه مات بالمدينة وغلطوه، ووقع في كلام ابن التين وتبعه بعض الشراح شيء يدل على أنه مات في خلافة أبي بكر، وهو غلط قبيح أشد من غلط دحيم، وذلك أنه قال‏:‏ قال الصديق لا احتضر خالد والنسوة تبكين عليه‏:‏ ‏"‏ دعهن يهرقن دموعهن على أبي سليمان، فهل تأيمت النساء عن مثله ‏"‏ انتهى‏.‏

قلت‏:‏ وبعض هذا الكلام منقول عن عمر في حق خالد كما مضى في كتاب الجنائز، وفيه ذكر اللقلقة‏.‏

ثم أورد حديث أنس في أهل مؤتة، والغرض منه قوله‏:‏ ‏"‏ حتى أخذها - يعني الراية - سيف من سيوف الله ‏"‏ فإن المراد به خالد، ومن يومئذ تسمى سيف الله، وقد أخرج ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ ‏"‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار ‏"‏ وسيأتي شرح هذه الغزوة في المغازي إن شاء الله تعالى‏.‏

*3* باب مَنَاقِبِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة‏)‏ أي ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان مولاه أبو حذيفة بن عتبة من أكابر الصحابة وشهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل أبو يومئذ كافرا فساءه ذلك فقال‏:‏ ‏"‏ كنت أرجو أن يسلم، لما كنت أرى من عقله ‏"‏ واستشهد أبو حذيفة باليمامة، وأما سالم فكان من السابقين الأولين، وقد أشير في هذا الحديث إلى أنه كان عارفا بالقرآن، وسبق في كتاب الصلاة أنه كان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة، وشهد سالم بدرا وما بعدها، ويقال إن اسم أبيه معقل، وكان مولى لامرأة من الأنصار فتبناه أبو حذيفة لما تزوجها فنسب إليه، وسيأتي بيان ذلك في الرضاع، واستشهد سالم باليمامة أيضا‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَبَدَأَ بِهِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ لَا أَدْرِي بَدَأَ بِأُبَيٍّ أَوْ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذكر‏)‏ بالضم ولم أعرف اسم فاعله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عبد الله‏)‏ أي ابن مسعود، وعبد الله بن عمرو أي ابن العاص‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فبدأ به‏)‏ فيه أن التقديم يفيد الاهتمام، وقوله‏:‏ ‏(‏لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ‏)‏ فيه أن الواو تقتضي الترتيب ظاهرا، وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم إما لأنهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة وتصدوا لأدائه من بعده، فلذلك ندب إلى الأخذ عنهم، لا أنه لم يجمعه غيرهم‏.‏

*3* باب مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب مناقب عبد الله بن مسعود‏)‏ وهو ابن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمه وصحبت، فلذلك نسب إليها أحيانا، وكان هو من السابقين‏.‏

وقد روى ابن حبان من طريقه أنه كان سادس ستة في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وسيأتي في غزوة بدر شهوده إياها، وولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان، وقدم في أواخر عمره المدينة، ومات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين، وقد جاوز الستين، وكان من علماء الصحابة، وممن انتشر علمه بكثرة أصحابه والآخذين عنه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ فَقَالَ مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ

الشرح‏:‏

حديث حذيفة ‏"‏ ما أعلم أقرب أحدا سمتا ‏"‏ أي خشوعا ‏"‏ وهديا ‏"‏ أي طريقة ‏"‏ ودلا ‏"‏ بفتح المهملة والتشديد أي سيرة وحالة وهيئة وكأنه مأخوذ مما يدل ظاهر حاله على حسن فعاله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من ابن أم عبد‏)‏ هو عبد الله بن مسعود، وكانت أمه تكنى أم عبد، وقد ذكرت في الحديث الذي بعده حديث أبي موسى وتقدم التنبيه عليه في مناقب عمار، وقد روى الحاكم وغيره من طريق أبي وائل عن حذيفة قال‏:‏ ‏"‏ لقد علم المحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ الْيَمَنِ فَمَكُثْنَا حِينًا مَا نُرَى إِلَّا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏في حديث أبي موسى‏:‏ قدمت أنا وأخي‏)‏ تقدم بيان اسمه في مناقب أبي بكر الصديق، وقوله‏:‏ ‏(‏ما نرى‏)‏ حال من فاعل مكثنا أو صفة لقوله حينا، والحديث دال على ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يستلزم ثبوت فضله‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)18
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)12
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)28
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)13
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)29
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)14

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: