3704 حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه قال فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال ففرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة معي ثم اضطجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته لمن أنت يا غلام فقال أنا لفلان فقلت له هل في غنمك من لبن قال نعم قلت له هل أنت حالب قال نعم فأخذ شاة من غنمه فقلت له انفض الضرع قال فحلب كثبة من لبن ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فصببت على اللبن حتى برد أسفله ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا قال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها فقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية
الشروح
( تنبيه ) : ذكر المصنف هنا حديث البراء عن أبي بكر في قصة الهجرة ، وقد تقدم التنبيه عليه في أوائل هذا الباب وساقه هنا أتم ، وقد تقدم شرحه في علامات النبوة وفي مناقب أبي بكر ، وبقيته في أوائل الباب في حديث سراقة . وقوله هنا : " فأحيينا ليلتنا " بتحتانيتين من الإحياء ، ولبعضهم بمثناة ثم مثلثة من الحث .
قوله : ( ففرشت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فروة ) فسرها صاحب النهاية بأنها الأرض اليابسة ، وقيل : التبن اليابس ، قال وقيل أراد بالفروة اللباس المعروفة . قلت : وهذا هو الراجح بل هو الظاهر من قوله : " فروة معي " وقوله هنا : " قد روأتها " أي تأتيت بها حتى صلحت ، تقول : روأت في الأمر إذا نظرت فيه ولم تعجل .
قوله : ( قال البراء : فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا بنته عائشة مضطجعة قد أصابتها حمى ، فرأيت أباها يقبل خدها وقال : كيف أنت يا بنية ) هذا القدر من الحديث لم يذكره المصنف إلا في هذا الموضع ، - ص 302 - وسأشير إليه في الباب الذي يليه ، وكان دخول البراء على أهل أبي بكر قبل أن ينزل الحجاب قطعا ، وأيضا فكان حينئذ دون البلوغ وكذلك عائشة .
الحديث الثالث والعشرون .