foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 10:29 pm


3697 حدثني زكرياء بن يحيى عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء رضي الله عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام تابعه خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن أسماء رضي الله عنها أنها هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى


الشروح
الحديث السابع عشر حديث أسماء بنت أبي بكر أنها حملت بعبد الله بن الزبير يعني بمكة .
قوله : ( وأنا متم ) أي قد أتممت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر ، ويطلق " متم " أيضا على من ولدت لتمام .
قوله : ( فنزلت بقباء فولدته بقباء ) هذا يشعر بأنها وصلت إلى المدينة قبل أن يتحول النبي - صلى الله عليه وسلم - من قباء ، وليس كذلك .
قوله : ( ثم أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم ) أي المدينة .
قوله : ( ثم تفل ) بمثناة ثم فاء تقدم بيانه في أبواب المساجد .
قوله : ( ثم حنكه ) أي وضع في فيه التمرة ، ودلك حنكه بها .
قوله : ( وبرك عليه ) أي قال : بارك الله فيه ، أو : اللهم بارك فيه .
قوله : ( وكان أول مولود ولد في الإسلام ) أي بالمدينة من المهاجرين ، فأما من ولد بغير المدينة من المهاجرين فقيل : عبد الله بن جعفر بالحبشة ، وأما من الأنصار بالمدينة فكان أول مولود ولد لهم بعد الهجرة مسلمة - ص 293 - بن مخلد كما رواه ابن أبي شيبة ، وقيل : النعمان بن بشير ، وفي الحديث أن مولد عبد الله بن الزبير كان في السنة الأولى وهو المعتمد ، بخلاف ما جزم به الواقدي ومن تبعه بأنه ولد في السنة الثانية بعد عشرين شهرا من الهجرة ، ووقع عند الإسماعيلي من الزيادة من طريق عبد الله بن الرومي عن أبي أسامة بعد قوله في الإسلام : " ففرح المسلمون فرحا شديدا ; لأن اليهود كانوا يقولون : سحرناهم حتى لا يولد لهم " وأخرج الواقدي ذلك بسند له إلى سهل بن أبي حثمة ، وجاء عن أبي الأسود عن عروة نحوه ، ويرده أن هجرة أسماء وعائشة وغيرهما من آل الصديق كانت بعد استقرار النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، فالمسافة قريبة جدا لا تحتمل تأخر عشرين شهرا ، بل ولا عشرة أشهر .
قوله : ( تابعه خالد بن مخلد ) وصله الإسماعيلي من طريق عثمان بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد بهذا السند ولفظه : " إنها هاجرت وهي حبلى بعبد الله ، فوضعته بقباء فلم ترضعه حتى أتت به النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه ، وزاد في آخره " ثم صلى عليه - أي دعا له - وسماه عبد الله " .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 10:32 pm


3698 حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم


الشروح
الحديث الثامن عشر حديث عائشة في المعنى ، هو محمول على أنه عن عروة عن أمه أسماء وعن خالته عائشة ، فقد أخرجه المصنف من رواية أبي أسامة عن هشام على الوجهين كما ترى ، وفي رواية أسماء زيادة تختص بها ، وقد ذكر المصنف لحديث أسماء متابعا وهي الرواية المعلقة التي فرغنا منها ، وذكر أبو نعيم لحديث عائشة متابعا من رواية عبد الله بن محمد بن يحيى عن هشام ، وأخرج مسلم من طريق أبي خالد عن هشام مختصرا نحوه ، وأخرج مسلم من طريق شعيب بن إسحاق عن هشام ما يقتضي أنه عند عروة عن أمه وخالته ولفظه عن هشام " حدثني عروة وفاطمة بنت المنذر قالا : خرجت أسماء حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير ، قالت : فقدمت قباء فنفست به ، ثم خرجت فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحنكه ، ثم دعا بتمرة ، قالت عائشة : فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها فمضغها " الحديث ، فهذا الحديث فيه البيان أنه عند عروة عنهما جميعا ، وزاد في آخر هذا الطريق " وسماه عبد الله ، ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره بذلك الزبير ، فتبسم وبايعه " .
وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة بعث زيد بن حارثة فأحضر زوجته سودة بنت زمعة وبنتيه فاطمة وأم كلثوم وأم أيمن زوج زيد بن حارثة وابنها أسامة ، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر ومعه أمه أم رومان وأختاه عائشة وأسماء ، فقدموا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبني مسجده " ومجموع هذا مع قولها " فولدته بقباء " يدل على أن عبد الله بن الزبير ولد في السنة الأولى من الهجرة كما تقدم .
قوله : ( أتوا به ) . يؤخذ من الذي قبله أن أمه هي التي أتت به ، ويحتمل أن يكون معها غيرها كزوجها أو أختها .
قوله : ( فلاكها ) أي مضغها .
قوله : ( ثم أدخلها في فيه ) قال ابن التين : ظاهره أن اللوك كان قبل أن يدخلها في فيه ، والذي عند أهل اللغة أن اللوك في الفم . قلت : وهو فهم عجيب ، فإن الضمير في قوله : " في فيه " يعود على ابن الزبير أي لاكها النبي - صلى الله عليه وسلم - في فمه ثم أدخلها في في ابن الزبير ، وهو واضح لمن تأملها
.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 10:38 pm


3699 حدثني محمد حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني السبيل قال فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اصرعه فصرعه الفرس ثم قامت تحمحم فقال يا نبي الله مرني بما شئت قال فقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا قال فكان أول النهار جاهدا على نبي الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر النهار مسلحة له فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم فأشرفوا ينظرون ويقولون جاء نبي الله جاء نبي الله فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أي بيوت أهلنا أقرب فقال أبو أيوب أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال فانطلق فهيئ لنا مقيلا قال قوما على بركة الله فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا قالوا ما نعلمه قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم قالها ثلاث مرار قال فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال يا ابن سلام اخرج عليهم فخرج فقال يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بحق فقالوا كذبت فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم


الشروح
- ص 294 - الحديث التاسع عشر قوله : ( حدثني محمد ) هو ابن سلام ، وقال أبو نعيم في " المستخرج " : أظنه أنه محمد بن المثنى أبو موسى .
قوله : ( حدثنا عبد الصمد ) هو ابن عبد الوارث بن سعيد .
- ص 295 - قوله : ( مردف أبا بكر ) قال الداودي : يحتمل أنه مرتدف خلفه على راحلته ، ويحتمل أن يكون على راحلة أخرى ، قال الله تعالى : بألف من الملائكة مردفين أي يتلو بعضهم بعضا ، ورجح ابن التين الأول وقال : لا يصح الثاني ؛ لأنه يلزم منه أن يمشي أبو بكر بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - . قلت : إنما يلزم ذلك لو كان الخبر جاء بالعكس كأن يقول : والنبي - صلى الله عليه وسلم - مرتدف خلف أبي بكر فأما ولفظه " وهو مردف أبا بكر " فلا ، وسيأتي في الباب الذي بعده من وجه آخر عن أنس " فكأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وأبو بكر ردفه " .
قوله : ( وأبو بكر شيخ ) يريد أنه قد شاب ، وقوله : " يعرف " أي لأنه كان يمر على أهل المدينة في سفر التجارة ، بخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأمرين فإنه كان بعيد العهد بالسفر من مكة ، ولم يشب ، وإلا ففي نفس الأمر كان هو عليه الصلاة والسلام أسن من أبي بكر ، وسيأتي في هذا الباب من حديث أنس أنه لم يكن في الذين هاجروا أشمط غير أبي بكر .
قوله : ( ونبي الله شاب لا يعرف ) ظاهره أن أبا بكر كان أسن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس كذلك ، وقد ذكر أبو عمر من رواية حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر : أيما أسن أنا أو أنت ؟ قال : أنت أكرم يا رسول الله مني وأكبر ، وأنا أسن منك قال أبو عمر : هذا مرسل ، ولا أظنه إلا وهما . قلت : وهو كما ظن ، وإنما يعرف هذا للعباس ، وأما أبو بكر فثبت في صحيح مسلم عن معاوية أنه عاش ثلاثا وستين سنة - ( أبو بكر الصديق ) - ، وكان قد عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنتين وأشهرا فيلزم على الصحيح في سن أبي بكر أن يكون أصغر من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من سنتين .
قوله : ( يهديني السبيل ) بين سبب ذلك ابن سعد في رواية له أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر : اله الناس عني . فكان إذا سئل : من أنت ؟ قال : باغي حاجة . فإذا قيل : من هذا معك ؟ قال : هاد يهديني ، وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني " وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس فإذا لقيه لاق يقول لأبي بكر : من هذا معك ؟ فيقول : هاد يهديني " يريد الهداية في الدين ويحسبه الآخر دليلا .
قوله : ( فقال : يا رسول الله هذا فارس ) وهو سراقة ، وقد تقدم شرح قصته في الحديث الحادي عشر ووقع للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر في سفرهم ذلك قضايا - ( أحداث الهجرة ) - : منها نزولهم بخيمتي أم معبد ، وقصتها أخرجها ابن خزيمة والحاكم مطولة ، وأخرج البيهقي في " الدلائل " من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر الصديق شبيها بأصل قصتها في لبن الشاة المهزولة دون ما فيها من صفته - صلى الله عليه وسلم - لكنه لم يسمها في هذه الرواية ولا نسبها ، فاحتمل التعدد . ومر بعبد يرعى غنما ، وقد تقدم في حديث البراء عن أبي بكر ، وروى أبو سعيد في " شرف المصطفى " من طريق إياس بن مالك بن الأوس الأسلمي قال : لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة ، فقالا : لمن هذه ؟ قال : لرجل من أسلم . فالتفت إلى أبي بكر فقال : سلمت . قال : ما اسمك ؟ قال : مسعود ، فالتفت إلى أبي بكر فقال : سعدت ووصله ابن السكن والطبراني عن إياس عن أبيه عن جده أوس بن عبد الله بن حجر فذكر نحوه مطولا وفيه : " أن أوسا أعطاهما فحل إبله ، وأرسل - ص 296 - معهما غلامه مسعودا ، وأمره أن لا يفارقهما حتى يصلا المدينة " . وتحديث أنس بقصة سراقة من مراسيل الصحابة ، ولعله حملها عن أبي بكر الصديق ، فقد تقدم في مناقبه أن أنسا حدث عنه بطرف الغار وهو قوله : " قلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا " الحديث . وقوله فيه : " فصرعه عن فرسه ثم قامت تحمحم " قال ابن التين : فيه نظر ؛ لأن الفرس إن كانت أنثى فلا يجوز " فصرعه " وإن كان ذكرا فلا يقال " ثم قامت " . قلت : وإنكاره من العجائب ، والجواب أنه ذكر باعتبار لفظ الفرس وأنث باعتبار ما في نفس الأمر من أنها كانت أنثى .
قوله : ( ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا : اركبا آمنين مطاعين ، فركبا ) طوى في هذا الحديث قصة إقامته عليه الصلاة والسلام هنا ، وقد تقدم بيانه في الحديث الثالث عشر ، وتقدير الكلام : فنزل جانب الحرة فأقام بقباء المدة التي أقامها وبنى بها المسجد ثم بعث إلخ .
قوله : ( حتى نزل جانب دار أبي أيوب ) تقدم بيانه مستوفى في الحديث الثالث عشر ، وقال البخاري في " التاريخ الصغير " : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سليمان بن المغيرة " عن ثابت عن أنس قال : إني لأسعى مع الغلمان إذ قالوا : جاء محمد ، فننطلق فلا نرى شيئا ، حتى أقبل وصاحبه ، فكمنا في بعض خرب المدينة وبعثنا رجلا من أهل البادية يؤذن بهما ، فاستقبله زهاء خمسمائة من الأنصار فقالوا : " انطلقا آمنين مطاعين " الحديث .
قوله : ( فإنه ليحدث أهله ) الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم .
قوله : ( إذ سمع به عبد الله بن سلام - قصة إسلامه - ) بالتخفيف ابن الحويرث الإسرائيلي يكنى أبا يوسف يقال : كان اسمه الحصين فسمي عبد الله في الإسلام ، وهو من حلفاء بني عوف بن الخزرج .
قوله : ( يخترف لهم ) بالخاء المعجمة والفاء أي يجتني من الثمار .
قوله : ( فجاء وهي معه ) أي الثمرة التي اجتناها ، وفي بعضها " وهو " أي الذي اجتناه .
قوله : ( فسمع من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ثم رجع إلى أهله ) وقع عند أحمد والترمذي وصححه هو والحاكم من طريق زرارة بن أوفى " عن عبد الله بن سلام قال : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس إليه ، فجئت في الناس لأنظر إليه ، فلما استبنت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب " الحديث ، قال العماد بن كثير : ظاهر هذا السياق يعني سياق أحمد لحديث عبد الله بن سلام ولفظه " لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس لقدومه فكنت فيمن انجفل " أنه اجتمع به لما قدم قباء ، وظاهر حديث أنس أنه اجتمع به بعد أن نزل بدار أبي أيوب ، قال : فيحمل على أنه اجتمع به مرتين . قلت : ليس في الأول تعيين قباء ، فالظاهر الاتحاد وحمل المدينة هنا على داخلها .
قوله : ( أي بيوت أهلنا أقرب ) تقدم بيان ذلك في أواخر الحديث الثالث عشر ، وأطلق عليهم أهله لقرابة ما بينهم من النساء ؛ لأن منهم والدة عبد المطلب جده وهي سلمى بنت عوف من بني مالك بن النجار ، ولهذا جاء في حديث البراء أنه - صلى الله عليه وسلم - نزل على أخواله أو أجداده من بني النجار .
- ص 297 - قوله : ( فهيئ لنا مقيلا ) أي مكانا تقع فيه القيلولة ( قال : قوما ) فيه حذف تقديره : فذهب فهيأ ، وقد وقع صريحا في رواية الحاكم وأبي سعيد قال : " فانطلق فهيأ لهما مقيلا ثم جاء " وفي حديث أبي أيوب عند الحاكم وغيره أنه أنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفل ونزل هو وأهله في العلو ، ثم أشفق من ذلك ، فلم يزل يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تحول إلى العلو ونزل أبو أيوب إلى السفل ونحوه في طريق عبد العزير بن صهيب عن أنس عند أبي سعيد في " شرف المصطفى " وأفاد ابن سعد أنه أقام بمنزل أبي أيوب سبعة أشهر حتى بنى بيوته ، وأبو أيوب هو خالد بن زيد بن كليب من بني النجار ، وبنو النجار من الخزرج بن حارثة ، ويقال : إن تبعا لما غزا الحجاز واجتاز يثرب خرج إليه أربعمائة حبر فأخبروه بما يجب من تعظيم البيت ، وأن نبيا سيبعث يكون مسكنه يثرب ، فأكرمهم وعظم البيت بأن كساه ، وهو أول من كساه - ( كسوة الكعبة ) - ، وكتب كتابا وسلمه لرجل من أولئك الأحبار ، وأوصاه أن يسلمه للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن أدركه ، فيقال : إن أبا أيوب من ذرية ذلك الرجل . حكاه ابن هشام في " التيجان " وأورده ابن عساكر في ترجمة تبع .
قوله : ( فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) أي إلى منزل أبي أيوب ( جاء عبد الله بن سلام ) أي إليه ( فقال : أشهد أنك رسول الله ) زاد في رواية حميد عن أنس كما سيأتي قريبا قبل كتاب المغازي أنه سأله عن أشياء ، فلما أعلمه بها أسلم . ولفظه " فأتاه يسأله عن أشياء فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ فلما ذكر له جواب مسائله قال : أشهد أنك رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . ثم قال : إن اليهود قوم بهت " الحديث .
وعند البيهقي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن سلام عن عبد الله بن سلام قال : سمعت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفت صفته واسمه ، فكنت مسرا لذلك حتى قدم المدينة ، فسمعت به وأنا على رأس نخلة ، فكبرت ، فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث : لو كنت سمعت بموسى ما زدت . فقلت : والله هو أخو موسى ، بعث بما بعث به . فقالت لي : يا ابن أخي هو الذي كنا نخبر أنه سيبعث مع نفس الساعة . قلت : نعم . قالت : فذاك إذا ، ثم خرجت إليه فأسلمت ، ثم جئت إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلموا ، ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إن اليهود قوم بهت " الحديث .
قوله : ( ولقد علمت يهود أني سيدهم ) في الرواية الآتية قريبا : " قال : يا رسول الله ، إن اليهود قوم بهت " وسيأتي شرح ذلك ثم .
قوله : ( قالوا في ما ليس في ) في الرواية الآتية عند أبي نعيم " بهتوني عندك " .
قوله : ( فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم ) أي إلى اليهود فجاءوا .
قوله : ( فدخلوا عليه ) أي بعد أن اختبأ لهم عبد الله بن سلام كما سيأتي بيانه هناك . وفي رواية يحيى بن عبد الله المذكور " فأدخلني في بعض بيوتك ثم سلهم عني ، فإنهم إن علموا بذلك بهتوني وعابوني . قال : فأدخلني بعض بيوته " .
قوله : ( سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ) في الرواية الآتية " خيرنا وابن خيرنا ، وأفضلنا وابن - ص 298 - أفضلنا " وفي ترجمة آدم " أخيرنا " بصيغة أفعل ، وفي رواية يحيى بن عبد الله " سيدنا ، وأخيرنا ، وعالمنا " ولعلهم قالوا جميع ذلك أو بعضه بالمعنى .
قوله : ( فقالوا : شرنا ) وفي رواية يحيى بن عبد الله " فقالوا : كذبت ثم وقعوا في " .
قوله : ( فقالوا : كذبت فأخرجهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) في رواية يحيى بن عبد الله " فقلت : يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور " وفي الرواية الآتية " فنقصوه فقال : هذا ما كنت أخاف يا رسول الله " .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 10:41 pm


3700 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه


الشروح
قوله : ( أخبرنا هشام ) هو ابن يوسف الصنعاني . قوله : ( عن عمر كان فرض للمهاجرين ) هذا صورته منقطع ؛ لأن نافعا لم يلحق عمر ، لكن سياق الحديث يشعر بأن نافعا حمله عن ابن عمر . ووقع في رواية غير أبي ذر هنا " عن نافع يعني عن ابن عمر " ، ولعلها من إصلاح بعض الرواة ، واغتر بها شيخنا ابن الملقن فأنكر على ابن التين قوله : إن الحديث مرسل وقال : لعل نسخته التي وقعت له ليس فيها ابن عمر ، وقد روى الدراوردي عن عبيد الله بن عمر فقال : " عن نافع عن ابن عمر قال : فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي ، فذكر قصة أخرى شبيهة بهذه أخرجها أبو نعيم في " المستخرج " هنا .
قوله : ( المهاجرين الأولين ) هم الذين صلوا للقبلتين أو شهدوا بدرا .
قوله : ( أربعة آلاف في أربعة ) كذا للأكثر ، وسقطت لفظة " في " من رواية النسفي وهو الوجه أي لكل - ص 299 - واحد أربعة آلاف ، ولعلها بمعنى اللام والمراد إثبات عدد المهاجرين المذكورين .
قوله : ( إنما هاجر به أبواه ، يقول : ليس هو كمن هاجر بنفسه ) وفي رواية الدراوردي المذكورة " قال عمر لابن عمر : إنما هاجر بك أبواك " والمراد أنه كان حينئذ في كنف أبيه ، فليس هو كمن هاجر بنفسه ، وكان لابن عمر حين الهجرة إحدى عشرة سنة ، ووهم من قال اثنتا عشرة وكذا ثلاث عشرة ، لما ثبت في الصحيحين أنه عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة - ( عبد الله بن عمر ) - ، وكانت أحد في شوال سنة ثلاث .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 10:59 pm

3701 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا مسدد حدثنا يحيى عن الأعمش قال سمعت شقيق بن سلمة قال حدثنا خباب قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله ووجب أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد شيئا نكفنه فيه إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه فإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه بها ونجعل على رجليه من إذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها


الشروح
( تنبيه ) : أعاد المصنف هنا حديث خباب بعد أن ذكره في أوائل الباب ، فأورده من وجهين ساقه على لفظ الرواية الثانية وهي رواية مسدد ، وسأذكر شرحه في غزوة أحد إن شاء الله تعالى .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 11:08 pm

3702 حدثنا يحيى بن بشر حدثنا روح حدثنا عوف عن معاوية بن قرة قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر هل تدري ما قال أبي لأبيك قال قلت لا قال فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد لنا وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس فقال أبي لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك فقال أبي لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا وأن كل شيء عملناه بعد نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت إن أباك والله خير من أبي


الشروح
قوله : ( قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ) وقعت في هذا الحديث زيادة من رواية سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال : " صليت إلى جنب ابن عمر ، فسمعته حين سجد يقول " فذكر ذكرا وفيه " ما صليت صلاة منذ أسلمت إلا وأنا أرجو أن تكون كفارة ، وقال لأبي بردة : علمت أن أبي " فذكر حديث الباب رويناه في الجزء السادس من " فوائد أبي محمد بن صاعد " .
قوله : ( برد ) بفتح الموحدة والراء ( لنا ) أي ثبت لنا ودام ، يقال : برد لي على الغريم حق أي ثبت ، وفي رواية سعيد بن أبي بردة " خلص " بدل برد وقوله : " كفافا " أي سواء بسواء ; والمراد لا موجبا ثوابا ولا عقابا ، وفي رواية سعيد بن أبي بردة " لا لك ولا عليك " .
قوله : ( قال أبي : لا والله ) كذا وقع فيه ، والصواب " قال أبوك " ؛ لأن ابن عمر هو الذي يحكي لأبي بردة ما دار بين عمر وأبي موسى ، وهذا الكلام الأخير كلام أبي موسى ، وقد وقع في رواية النسفي على الصواب ولفظه " فقال أبوك : لا والله إلخ " ووقع عند القابسي والمستملي " فقال : إي والله " بكسر الهمزة بعدها تحتانية ساكنة بمعنى نعم معها القسم مثل قوله : قل إي وربي وعند عبدوس " إني والله " بنون ثقيلة بعد الهمزة المكسورة ثم تحتانية ، وكله تصحيف إلا رواية النسفي ، ووقع في رواية داود بن أبي هند عن أبي بردة في " تاريخ الحاكم " هذا الحديث " قال أبو موسى : لا ، قال : لم ؟ قال : لأني قدمت على قوم جهال فعلمتهم القرآن والسنة فأرجو بذلك " .
- ص 300 - قوله : ( فقال أبي : لكني والذي نفسي بيده ) هذا كلام عمر رضي الله عنه .
قوله : ( فقلت ) القائل هو أبو بردة ، وخاطب بذلك ابن عمر فأراد أن عمر خير من أبي موسى ، وأراد من الحيثية المذكورة ، وإلا فمن المقرر أن عمر أفضل من أبي موسى عند جميع الطوائف ، لكن لا يمتنع أن يفوق بعض المفضولين بخصلة لا تستلزم الأفضلية المطلقة ، ومع هذا فعمر في هذه الخصلة المذكورة أيضا أفضل من أبي موسى ؛ لأن مقام الخوف أفضل من مقام الرجاء ، فالعلم محيط بأن الآدمي لا يخلو عن تقصير في كل ما يريد من الخير ، وإنما قال عمر ذلك هضما لنفسه ، وإلا فمقامه في الفضائل والكلمات أشهر من أن يذكر .
قوله : ( خير من أبي ) في رواية سعيد بن أبي بردة " أفقه من أبي "
.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 31, 2010 11:11 pm

3703 حدثني محمد بن صباح أو بلغني عنه حدثنا إسماعيل عن عاصم عن أبي عثمان قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب قال وقدمت أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر وقال اذهب فانظر هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته


الشروح
الحديث الثاني والعشرون .
" 5851 " قوله : ( حدثني محمد بن الصباح أو بلغني عنه ) أما محمد فهو محمد بن الصباح الدولابي البزاز بمعجمتين - ص 301 - نزيل بغداد ، متفق على توثيقه . وقد روى عنه البخاري في الصلاة وفي البيوع جازما بغير واسطة وأما من بلغ البخاري عنه فيحتمل أن يكون هو عباد بن الوليد ، فقد أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق عن محمد بن الصباح بلفظه ، وعباد المذكور يكنى أبا بدر ، وهو غبري بضم المعجمة وفتح الموحدة الخفيفة ، روى عنه ابن ماجه وابن أبي حاتم وقال : صدوق ، ومات قبل سنة ستين أو بعدها وإسماعيل شيخ محمد فيه هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية ، وعاصم هو ابن سليمان الأحول ، وأبو عثمان هو النهدي ، والإسناد كله بصريون .
قوله : ( إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب ) يعني أنه لم يهاجر إلا صحبة أبيه كما تقدم ، وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عمر أنه كان يقول : " لعن الله من يزعم أنني هاجرت قبل أبي ، إنما قدمني في ثقله " وهذا في إسناده ضعف ، والجواب الذي أجاب به في حديث الباب أصح منه ، وقد استشكل ذكر أبويه ، فإن أمه زينب بنت مظعون كانت بمكة فيما ذكره ابن سعد .
قوله : ( قدمت أنا وعمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) يعني عند البيعة ، ولعلها بيعة الرضوان ، وزعم الداودي أنها بيعة صدرت حين قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وعندي في ذلك بعد ; لأن ابن عمر لم يكن في سن من يبايع ، وقد عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بثلاث سنين يوم أحد فلم يجزه ، فيحتمل أن تكون البيعة حينئذ على غير القتال ، وإنما ذكرها ابن عمر ليبين سبب وهم من قال إنه هاجر قبل أبيه ، وإنما الذي وقع له أنه بايع قبل أبيه ، فلما كانت بيعته قبل بيعة أبيه توهم بعض الناس أن هجرته كانت قبل هجرة أبيه ، وليس كذلك ، وإنما بادر إلى البيعة قبل حرصا على تحصيل الخير ، ولأن تأخيره لذلك لا ينفع عمر ، أشار إلى ذلك الداودي ، وعارضه ابن التين بأن مثله يرد في الهجرة التي أنكر كونها كانت سابقة ، والجواب أنه أنكر وقوع ذلك لا كراهيته لو وقع ، أو الفرق أن زمن البيعة يسير جدا بخلاف زمن الهجرة ، وأيضا فلعل البيعة لم تكن عامة بخلاف الهجرة ، فإن ابن عمر خشي أن تفوته البيعة فبادر إلى تحصيلها ، ثم أسرع إلى أبيه فأخبره فسارع إلى البيعة فبايع ، ثم أعاد ابن عمر البيعة ثاني مرة .
قوله : ( نهرول ) الهرولة ضرب من السير بين المشي على مهل والعدو .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)32
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)25
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)26
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)11
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)27
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: