foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 103798


foughala
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 829894
ادارة المنتدي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 103798


foughala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
foughala

اهلا بكم في منتدى الجزائريين ونحن نرحب بسكان الصحراء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الى كل من يريد ان يترك بصمة في هذا المنتدى ان يشاركنا في اثرائه بمختلف المواضيع وله منا جزيل الشكر والعرفان هيئة المنتدى                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

مرحبا بكم في احلى منتدى نتمنى ان تجدوا ماتريدونه                      مدير المنتدى

اعلان : لكل الاعضاء  لقد تم صنع شعار لمنتدانا يجب استعماله في كل المواضيع  ارجوا التقيد بالقانون https://foughala-star.7olm.org/montada-f37/topic-t1867.htm#2710

 

 فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Empty
مُساهمةموضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:50 pm

3* باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ حذف التشكيل

قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ‏"‏ قاله عبد الله بن زيد‏)‏ هو طرف من حديث سيأتي شرحه في غزوة حنين، قال الخطابي‏:‏ أراد صلى الله عليه وسلم بذلك استطابة قلوب الأنصار حيث رضي أن يكون واحدا منهم لولا ما منعه من سمة الهجرة، وأطال بذلك بما لا طائل فيه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ فِي وَادِي الْأَنْصَارِ وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال أبو هريرة ما ظلم‏)‏ أي ما تعدى في القول المذكور ولا أعطاهم فوق حقهم، ثم بين ذلك بقوله‏:‏ ‏"‏ آووه ونصروه‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أو كلمة أخرى‏)‏ لعل المراد وواسوه وواسوا أصحابه بأموالهم، وقوله‏:‏ ‏"‏ لسلكت في وادي الأنصار ‏"‏ أراد بذلك حسن موافقتهم أنه لما شاهده من حسن الجوار والوفاء بالعهد، وليس المراد أنه يصير تابعا لهم، بل هو المتبوع المطاع المفترض الطاعة على كل مؤمن‏.‏

*3* باب إِخَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار‏)‏ سيأتي بسط القول فيه في أبواب الهجرة قبيل المغازي‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا فَأَقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ وَلِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ أَيْنَ سُوقُكُمْ فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَمَا انْقَلَبَ إِلَّا وَمَعَهُ فَضْلٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْيَمْ قَالَ تَزَوَّجْتُ قَالَ كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا قَالَ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ شَكَّ إِبْرَاهِيمُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن جده‏)‏ هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهذا صورته مرسل، وقد تقدم في أوائل البيع من طريق ظاهره الاتصال‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع‏)‏ أي ابن عمرو بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي، أحد النقباء، استشهد بأحد، وسيأتي بيان ذلك في المغازي، وسيأتي شرح قصة تزويج عبد الرحمن بن عوف في الوليمة من كتاب النكاح، وكذا حديث أنس الذي بعده في المعنى إن شاء الله تعالى‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو هَمَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَتْ الْأَنْصَارُ اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ النَّخْلَ قَالَ لَا قَالَ يَكْفُونَنَا الْمَئُونَةَ وَيُشْرِكُونَنَا فِي التَّمْرِ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏قالت الأنصار‏:‏ اقسم بيننا وبينهم النخل‏)‏ أي المهاجرين، وقد سبق الكلام عليه في المزارعة، وفيه فضيلة ظاهرة للأنصار‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويشركوننا في الثمر‏)‏ في رواية الكشميهني ‏"‏ في الأمر ‏"‏ أي الحاصل من ذلك، وهو من قولهم أمر ماله - بكسر الميم - أي كثر‏.‏

*3* باب حُبِّ الْأَنْصَارِ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب حب الأنصار‏)‏ أي فضله، ذكر فيه حديث البراء ‏"‏ لا يحبهم إلا مؤمن ‏"‏ وحديث أنس ‏"‏ آية الإيمان حب الأنصار ‏"‏ قال ابن التين‏:‏ المراد حب جميعهم وبغض جميعهم، لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ البغض له فليس داخلا في ذلك، وهو تقرير حسن‏.‏

وقد سبق الكلام على شرح الحديث في كتاب الإيمان‏.‏

*3* باب قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إلي‏)‏ هو على طريق الإجمال، أي مجموعكم أحب إلي من مجموع غيركم، فلا يعارض قوله في الحديث الماضي في جواب ‏"‏ من أحب الناس إليك‏؟‏ قال‏:‏ أبو بكر ‏"‏ الحديث‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ عُرُسٍ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْثِلًا فَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حسبت أنه قال من عرس‏)‏ الشك فيه من الراوي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا‏)‏ بضم أوله وسكون ثانية وكسر المثلثة، قال ابن التين‏:‏ كذا وقع رباعيا‏.‏

والذي ذكره أهل اللغة‏:‏ مثل الرجل بفتح الميم وضم المثلثة مثولا إذا انتصب قائما، ثلاثي، انتهى‏.‏

وفي رواية تأتي في ‏"‏ النكاح ممثلا بالتشديد أي مكلفا نفسه ذلك فلذلك عدى فعله قاله عياض، ووقع في النكاح بلفظ ‏"‏ ممتنا ‏"‏ بضم أوله وسكون ثانيه وكسر المثناة بعدها نون أي طويلا، أو هو من المنة أي عليهم فيكون بالتشديد‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَرَّتَيْنِ

الشرح‏:‏

قوله في الطريق الأخرى ‏(‏جاءت امرأة ومعها صبي لها‏)‏ لم أقف على اسمها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏ أي أجابها عما سألته، أو ابتدأها بالكلام تأنيسا‏.‏

*3* باب أَتْبَاعِ الْأَنْصَارِ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب أتباع الأنصار‏)‏ أي من الخلفاء والموالي‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَتْ الْأَنْصَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعٌ وَإِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا فَدَعَا بِهِ فَنَمَيْتُ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ قَدْ زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن عمرو‏)‏ هو ابن مرة كما في الرواية التي تليها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏سمعت أبا حمزة‏)‏ بالمهملة والزاي اسمه طلحة بن يزيد مولى قرظة بن كعب الأنصاري، وقرظة بفتح القاف والراء والظاء المعجمة صحابي معروف، وهو ابن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب أو عامر بن زيد، أنصاري خزرجي، مات في ولاية المغيرة على الكوفة لمعاوية وذلك في حدود سنة خمسين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أن يجعل أتباعنا منا‏)‏ أي يقال لهم الأنصار حتى تتناولهم الوصية بهم بالإحسان إليهم ونحو ذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فدعا به‏)‏ أي بما سألوا، وبين ذلك في الرواية التي تليها بلفظ ‏"‏ فقال اللهم اجعل أتباعهم منهم‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فنميت ذلك‏)‏ أي نقلته، وهو بالتخفيف، وأما بتشديد الميم فمعناه أبلغته على جهة الإفساد، وقائل ذلك هو عمرو بن مرة كما في الرواية التي تليها، وابن أبي ليلى هو عبد الرحمن‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قد زعم ذلك زيد‏)‏ زاد في الرواية التي تليها ‏"‏ قال شعبة أظنه زيد بن أرقم ‏"‏ وكأنه احتمل عنده أن يكون ابن أبي ليلى أراد بقوله‏:‏ ‏"‏ قد زعم ذلك زيد ‏"‏ أي زيد آخر غير ابن أرقم كزيد بن ثابت، لكن الذي ظنه شعبة صحيح، فغد رواه أبو نعيم في ‏"‏ المستخرج ‏"‏ من طريق علي بن الجعد جازما به‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ زعم ‏"‏ أي قال كما قدمنا‏.‏

مرارا أن لغة أهل الحجار تطلق الزعم على القول‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَتْ الْأَنْصَارُ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا وَإِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ قَالَ عَمْرٌو فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ قَدْ زَعَمَ ذَاكَ زَيْدٌ قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏قد زعم ذلك زيد‏)‏ زاد في الرواية التي تليها ‏"‏ قال شعبة أظنه زيد بن أرقم ‏"‏ وكأنه احتمل عنده أن يكون ابن أبي ليلى أراد بقوله‏:‏ ‏"‏ قد زعم ذلك زيد ‏"‏ أي زيد آخر غير ابن أرقم كزيد بن ثابت، لكن الذي ظنه شعبة صحيح، فغد رواه أبو نعيم في ‏"‏ المستخرج ‏"‏ من طريق علي بن الجعد جازما به‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ زعم ‏"‏ أي قال كما قدمنا‏.‏

مرارا أن لغة أهل الحجار تطلق الزعم على القول‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:51 pm

*3* باب فَضْلِ دُورِ الْأَنْصَارِ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب فضل دور الأنصار‏)‏ أي منازلهم‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ فَقَالَ سَعْدٌ مَا أَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا فَقِيلَ قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن أنس‏)‏ في رواية عبد الصمد المعلقة هنا ‏"‏ سمعت أنسا ‏"‏ وسأذكر من وصلها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن أبي أسيد‏)‏ بالتصغير وهو الساعدي، وهو مشهور بكنيته، ويقال اسمه مالك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏خير دور الأنصار بنو النجار‏)‏ هم من الخزرج، والنجار هم تيم الله، وسمي بذلك لأنه ضرب رجلا فنجره فقيل له النجار، وهو ابن ثعلبة بن عمرو من الخزرج‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم بنو عبد الأشهل‏)‏ هم من الأوس، وهو عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة، كذا وقع في هذه الطريق، ولكن وقع في رواية معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي سلمه عن أبي هريرة ‏"‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا أخبركم بخير دور الأنصار‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏

قال‏:‏ بنو عبد الأشهل - وهم رهط سعد بن معاذ - قالوا‏:‏ ثم من يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ثم بنو النجار ‏"‏ فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ قال معمر‏:‏ وأخبرني ثابت وقتادة أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث، إلا أنه قال بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ‏"‏ أخرجه أحمد، وأخرجه مسلم من طريق صالح بن كيسان عن الزهري دون ما بعده من رواية معمر عن ثابت وقتادة‏.‏

وأخرج مسلم أيضا من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن أبي أسيد مثل رواية أنس عن أبي أسيد، فقد اختلف على أبي سلمة في إسناده هل شيخه فيه أبو أسيد أو أبو هريرة، ومتنه هل قدم عبد الأشهل على بني النجار أو بالعكس‏؟‏ وأما رواية أنس في تقديم بني النجار فلم يختلف عليه فيها، ويؤيدها رواية إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبي أسيد، وهي عند مسلم أيضا وفيها تقديم بني النجار على بني عبد الأشهل‏.‏

وبنو النجار هم أخوال جد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن والدة عبد المطلب منهم، وعليهم نزل لما قدم المدينة، فلهم مزية على غيرهم، وكان أنس منهم فله مزيد عناية بحفظ فضائلهم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم بنو الحارث بن الخزرج‏)‏ أي الأكبر أي ابن عمرو بن مالك بن الأوس المذكور ابن حارثة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثم بنو ساعدة‏)‏ هم الخزرج أيضا، وساعدة هو ابن كعب بن الخزرج الأكبر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏خير دور الأنصار وفي كل دور الأنصار خير‏)‏ خير الأولى بمعنى أفضل والثانية اسم أي الفضل حاصل في جميع الأنصار وإن تفاوتت مراتبه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال سعد‏)‏ أي ابن عبادة كما في الرواية المعلقة التي بعد هذا، وهو من بني ساعدة أيضا، وكان كبيرهم يومئذ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ما أرى‏)‏ بفتح الهمزة من الرؤية وهي من إطلاقها على المسموع، ويحتمل أن يكون من الاعتقاد، ويجوز ضمها بمعنى الظن، ووقع في رواية أبي الزناد المذكورة ‏"‏ فوجد سعد بن عبادة في نفسه فقال‏:‏ خلفنا فكنا آخر الأربعة، وأراد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك - فقال له ابن أخيه سهل‏:‏ أتذهب لترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم، أو ليس حسبك أن تكون رابع أربعة‏؟‏ فرجع‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقيل قد فضلكم‏)‏ لم أقف على اسم الذي قال له ذلك، ويحتمل أن يكون هو ابن أخيه المذكور قبل‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال عبد الصمد إلخ‏)‏ يأتي موصولا في مناقب سعد بن عبادة‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ الطَّلْحِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو أُسَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَيْرُ الْأَنْصَارِ أَوْ قَالَ خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ وَبَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَبَنُو الْحَارِثِ وَبَنُو سَاعِدَةَ

الشرح‏:‏

قوله في رواية أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف ‏(‏بنو النجار وبنو عبد الأشهل‏)‏ كذا ذكره بالواو ورواية أنس بثم، وكذا رواية ابن حميد المذكورة بعدها، وفيه إشعار بأن الواو قد يفهم منها الترتيب، وإنما فهم الترتيب من جهة التقديم لا بمجرد الواو‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ أَبَا أُسَيْدٍ أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيَّرَ الْأَنْصَارَ فَجَعَلَنَا أَخِيرًا فَأَدْرَكَ سَعْدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ خُيِّرَ دُورُ الْأَنْصَارِ فَجُعِلْنَا آخِرًا فَقَالَ أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ الْخِيَارِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا سليمان‏)‏ هو ابن بلال، وعمرو بن يحيى أي ابن عمارة، وعباس بن سهل أي ابن سعد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن أبي حميد‏)‏ هو الساعدي وهو مشهور بكنيته، ويقال إن اسمه عبد الرحمن، ووقع في رواية الأصيلي ‏"‏ عن أبي أسيد أو أبي حميد‏"‏‏.‏

بالشك، والصواب عن أبي حميد وحده، وسيأتي في آخر غزوة تبوك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فلحقنا سعد بن عبادة‏)‏ قائل ذلك هو أبو حميد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال‏:‏ أبا أسيد‏)‏ هو منادى حذف منه حرف النداء‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ألم تر أن الله‏)‏ في رواية الكشميهني ‏"‏ ألم تر أن رسول الله ‏"‏ وهو أوجه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏خير الأنصار‏)‏ أي فضل بين الأنصار بعضها على بعض‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏خير‏)‏ بضم أوله وكذا قوله‏:‏ ‏"‏ فجعلنا‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أو ليس بحسبكم‏)‏ بإسكان السين المهملة أي كافيكم، وهذا يعارض ظاهر رواية مسلم المتقدمة فإن فيها أن سعدا رجع عن إرادة مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لما قال له ابن أخيه، ويمكن الجمع بأنه رجع حينئذ عن قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك خاصة ثم إنه لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت آخر ذكر له ذلك، أو الذي رجع عنه أنه أراد أن يورده مورد الإنكار والذي صدر منه ورد مورد المعاتبة المتلطفة ولهذا قال له ابن أخيه في الأول ‏"‏ أترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من الخيار‏)‏ أي الأفاضل لأنهم بالنسبة إلى من دونهم أفضل، وكأن المفاضلة بينهم وقعت بحسب السبق إلى الإسلام، ويحسب مساعيهم في إعلاء كلمة الله، ونحو ذلك‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:52 pm

*3* باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ حذف التشكيل

قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تلقوني على الحوض‏)‏ أي مخاطبا للأنصار بذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قاله عبد الله بن زيد‏)‏ أي ابن عاصم المازني، وحديثه هذا وصله المؤلف بأتم من هذا في غزوة حنين كما سيأتي إن شاء الله تعالى‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا قَالَ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن أنس عن أسيد‏)‏ مصغر ‏(‏ابن حضير‏)‏ بمهملة ثم معجمة مصغر أيضا، وهو من رواية صحابي عن صحابي، زاد مسلم ‏"‏ وقد رواه يحيى بن سعيد وهشام بن زيد عن أنس ‏"‏ بدون ذكر أسيد بن حضير، لكن باختصار القصة التي هنا وذكر كل منهما قصة أخرى غير هذه، فحديث يحيى بن سعيد تقدم في الجزية، وحديث هشام يأتي في المغازي‏.‏

ووقع لهذا الحديث قصة أخرى من وجه آخر‏:‏ فأخرج الشافعي من رواية محمد بن إبراهيم التيمي إلى أسيد بن حضير ‏"‏ طلب من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بيتين من الأنصار، فأمر لكل بيت بوسق من تمر وشطر من شعير، فقال أسيد‏:‏ ‏"‏ يا رسول الله، جزاك الله عنا خيرا‏.‏

فقال‏:‏ وأنتم فجزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار، وإنكم لأعفة صبر، وإنكم ستلقون بعدي أثرة ‏"‏ الحديث‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ إنكم لأعفة صبر ‏"‏ أخرجه الترمذي والحاكم من وجه آخر عن أنس عن أبي طلحة وسنده ضعيف‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أن رجلا من الأنصار‏)‏ لم أقف على اسمه، زاد مسلم في روايته ‏"‏ فخلا برسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ألا تستعملني‏)‏ أي تجعلني عاملا على الصدقة أو على بلد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كما استعملت فلانا‏)‏ لم أقف على اسمه، لكن ذكرت في المقدمة أن السائل أسيد بن حضير والمستعمل عمرو بن العاص، ولا أدري الآن من أين نقلته‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمْ الْحَوْضُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏ستلقون بعدي أثرة‏)‏ بفتح الهمزة والمثلثة، ولغير الكشميهني بضم الهمزة وسكون المثلثة وأشار بذلك إلى أن الأمر يصير في غيرهم فيختصون دونهم بالأموال، وكان الأمر كما وصف صلى الله عليه وسلم، وهو معدود فيما أخبر به من الأمور الآتية فوقع كما قال، وسيأتي مزيد في الكلام عليه في الفتن‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن هشام‏)‏ هو ابن زيد بن أنس بن مالك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وموعدكم الحوض‏)‏ أي حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الْوَلِيدِ قَالَ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ إِلَى أَنْ يُقْطِعَ لَهُمْ الْبَحْرَيْنِ فَقَالُوا لَا إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا قَالَ إِمَّا لَا فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي فَإِنَّهُ سَيُصِيبُكُمْ بَعْدِي أَثَرَةٌ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا سفيان‏)‏ هو ابن عيينة، ويحيى بن سعيد هو الأنصاري‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حين خرج معه‏)‏ أي سافر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إلى الوليد‏)‏ أي ابن عبد الملك بن مروان، وكان أنس قد توجه من البصرة حين آذاه الحجاج إلى دمشق يشكوه إلى الوليد بن عبد الملك فأنصفه منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إما لا‏)‏ أصله إن مكسورة الهمزة مخففة النون وهي الشرطية وما زائدة ولا نافية فأدغمت النون في الميم وحذف فعل الشرط وتقديره يقبلوا أو تفعلوا، ورواه بعضهم بفتح همزة إما وهو خطأ إلا على لغة لبعض بني تميم فإنهم يفتحون الهمزة من إما حيث وردت، قال عياض‏:‏ واللام من قوله‏:‏ ‏"‏ أما لا ‏"‏ مفتوحة عند الجمهور، ووقع عند الأصيلي في البيوع من الموطأ وعند الطبري في مسلم بكسر اللام والمعروف فتحها، وقد منع من كسرها أبو حاتم وغيره ونسبوه إلى تغيير العامة، لكن هو جار على مذهبهم في الإمالة وأن يجعل الكلام كأنه كلمة واحدة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فإنه‏)‏ الهاء ضمير الشأن، وأبعد من قال يعود على الإقطاع‏.‏

*3* باب دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْلِحْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أصلح الأنصار والمهاجرة‏)‏ أي قائلا ذلك، ذكر فيه حديث أنس من رواية شعبة عن ثلاثة من شيوخه عنه، وفي الأول بلفظ ‏"‏ فأصلح ‏"‏ وفي الثاني ‏"‏ فاغفر ‏"‏ وفي الثالث ‏"‏ فأكرم ‏"‏ وبين في الثالث أن ذلك كان يوم الخندق‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ قَالَ جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَادِنَا

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ

الشرح‏:‏

أورد المصنف حديث سهل وهو ابن سعد بلفظ ‏"‏ ونحن نحفر الخندق ‏"‏ وفيه ‏"‏ فاغفر ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ على أكتادنا ‏"‏ بالمثناة جمع كتد وهو ما بين الكاهل إلى الظهر، وللكشميهني بالموحدة، ووجه بأن المراد نحمله على جنوبنا مما يلي الكبد‏.‏

وقوله فيه‏:‏ ‏"‏ وعن قتادة عن أنس ‏"‏ هو معطوف على الإسناد الأول، وقد أخرجه مسلم والترمذي والنسائي من رواية غندر عن شعبة بالإسنادين معا‏.‏

*3* باب قَوْلِ اللَّهِ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قول الله عز وجل‏:‏ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‏)‏ هو مصير منه إلى أن الآية نزلت في الأنصار وهو ظاهر سياقها‏.‏

وحديث الباب ظاهر في أنها نزلت في قصة الأنصار فيطابق الترجمة، وقد قيل‏:‏ إنها نزلت في قصة أخرى، ويمكن الجمع‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي فَقَالَ هَيِّئِي طَعَامَكِ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ لم أقف على اسمه وسيأتي أنه أنصاري زاد في رواية أبي أسامة عن فضيل بن غزوان في التفسير ‏"‏ فقال‏:‏ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابني الجهد ‏"‏ أي المشقة من الجوع‏.‏

وفي رواية جرير عن فضيل بن غزوان عند مسلم ‏"‏ إني مجهود‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فبعث إلى نسائه‏)‏ أي يطلب منهن ما يضيفه به‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقلن ما معنا‏)‏ أي ما عندنا ‏(‏إلا الماء‏)‏ وفي رواية جرير ‏"‏ ما عندي ‏"‏ وفيه ما يشعر بأن ذلك كان في أول الحال قبل أن يفتح الله لهم خيبر وغيرها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من يضم أو يضيف‏)‏ أي من يؤوي هذا فيضيفه، وكأن ‏"‏ أو ‏"‏ للشك‏.‏

وفي رواية أبي أسامة ‏"‏ ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال رجل من الأنصار‏)‏ زعم ابن التين أنه ثابت بن قيس بن شماس، وقد أورد ذلك ابن بشكوال من طريق أبي جعفر بن النحاس بسنده له عن أبي المتوكل الناجي مرسلا، ورواه إسماعيل القاضي في ‏"‏ أحكام القرآن ‏"‏ ولكن سياقه يشعر بأنها قصة أخرى لأن لفظه ‏"‏ أن رجلا من الأنصار عبر عليه ثلاثة أيام لا يجد ما يفطر عليه ويصبح صائما حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له ثابت بن قيس ‏"‏ فقص القصة، وهذا لا يمنع التعدد في الصنيع مع الضيف وفي نزول الآية، قال ابن بشكوال‏:‏ وقيل‏:‏ هو عبد الله بن رواحة، ولم يذكر لذلك مستندا، وروى أبو البختري القاضي أحد الضعفاء المتروكين في ‏"‏ كتاب صفه النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ له أنه أبو هريرة راوي الحديث، والصواب الذي يتعين الجزم به في حديث أبي هريرة ما وقع عند مسلم من طريق محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه بإسناد البخاري ‏"‏ فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة ‏"‏ وبذلك جزم الخطيب لكنه قال‏:‏ أظنه غير أبي طلحة زيد بن سهل المشهور، وكأنه استبعد ذلك من وجهين‏:‏ أحدهما‏:‏ أن أبا طلحة زيد بن سهل مشهور لا يحسن أن يقال فيه ‏"‏ فقام رجل يقال له أبو طلحة ‏"‏ والثاني‏:‏ أن سياق القصة يشعر بأنه لم يكن عنده ما يتعشى به هو وأهله حتى احتاج إلى إطفاء المصباح، وأبو طلحة زيد بن سهل كان أكثر أنصاري بالمدينة مالا فيبعد أن يكون بتلك الصفة من التقلل، ويمكن الجواب عن الاستبعادين، والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إلا قوت صبياني‏)‏ يحتمل أن يكون هو وامرأته تعشيا وكان صبيانهم حينئذ في شغلهم أو نياما فأخروا لهم ما يكفيهم، أو نسبوا العشاء إلى الصبية لأنهم إليه أشد طلبا، وهذا هو المعتمد لقوله في رواية أبي أسامة ‏"‏ ونطوي بطوننا الليلة ‏"‏ وفي آخر هذه الرواية أيضا ‏"‏ فأصبحا طاويين‏"‏، وقد وقع في رواية وكيع عند مسلم ‏"‏ فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وأصبحي سراجك‏)‏ بهمزة قطع أي أوقديه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏نومي صبيانك‏)‏ في رواية لمسلم ‏"‏ علليهم بشيء‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فجعلا يريانه كأنهما‏)‏ في رواية الكشميهني بحذف الكاف من كأنهما، وقوله‏:‏ ‏"‏ طاويين ‏"‏ أي بغير عشاء‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما‏)‏ في رواية جرير ‏"‏ من صنيعك ‏"‏ وفي رواية التفسير ‏"‏ من فلان وفلانة ‏"‏ ونسبة الضحك والتعجب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما، وقوله‏:‏ ‏"‏ فعالكما ‏"‏ في رواية ‏"‏ فعلكما ‏"‏ بالإفراد، قال في البارع‏:‏ الفعال بالفتح اسم الفعل الحسن مثل الجود والكرم، وفي التهذيب‏:‏ الفعال بالفتح فعل الواحد في الخير خاصة يقال هو كريم الفعال بفتح الفاء، وقد يستعمل في الشر، والفعال بالكسر إذا كان الفعل بين اثنين يعني أنه مصدر فاعل مثل قاتل قتالا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأنزل الله‏:‏ ويؤثرون على أنفسهم إلخ‏)‏ هذا هو الأصح في سبب نزول هذه الآية، وعند ابن مردويه من طريق محارب بن دثار عن ابن عمر ‏"‏ أهدي لرجل رأس شاة فقال‏:‏ إن أخي وعياله أحوج منا إلى هذا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة، فنزلت ‏"‏ ويحتمل أن تكون نزلت بسبب ذلك كله، قيل‏:‏ في الحديث دليل على نفوذ فعل الأب في الابن الصغير وإن كان مطويا على ضرر خفيف إذا كان في ذلك مصلحة دينية أو دنيوية، وهو محمول على ما إذا عرف بالعادة من الصغير الصبر على مثل ذلك، والعلم عند الله تعالى‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
Admin
المديــــــــــر
المديــــــــــر
Admin


عدد المساهمات : 4687
نقاط : 9393
التميز : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2009
العمر : 32
الموقع : الجزائر . بسكرة . فوغالة

فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20   فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 29, 2010 8:54 pm

3* باب قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ حذف التشكيل

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏)‏ يعني الأنصار‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ حَدَّثَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالَ مَا يُبْكِيكُمْ قَالُوا ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وَقَدْ قَضَوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثني محمد بن يحيى أبو علي‏)‏ هو اليشكري المروزي الصائغ كان أحد الحفاظ، مات قبل البخاري بأربع سنين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا شاذان أخو عبدان‏)‏ هو عبد العزيز بن عثمان بن جبلة، وهو أصغر من أخيه عبدان، وقد أكثر البخاري عن عبدان وأدرك شاذان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مر أبو بكر‏)‏ أي الصديق ‏(‏والعباس‏)‏ أي ابن عبد المطلب، وكان ذلك في مرض النبي صلى الله عليه وسلم وهم يبكون‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال ما يبكيكم‏)‏ ‏؟‏ لم أقف على اسم الذي خاطبهم بذلك هل هو أبو بكر أو العباس، ويظهر لي أنه العباس‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ أي الذي كانوا يجلسونه معه، وكان ذلك في مرض النبي صلى الله عليه وسلم فخشوا أن يموت من مرضه فيفقدوا مجلسه، فبكوا حزنا على فوات ذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فدخل‏)‏ كذا أفرد بعد أن ثنى، والمراد به من خاطبهم، وقد قدمت رجحان أنه العباس لكون الحديث من رواية ابنه وكأنه إنما سمع ذلك منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حاشية برد‏)‏ في رواية المستملي حاشية بردة بزيادة هاء التأنيث‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أوصيكم بالأنصار‏)‏ استنبط منه بعض الأئمة أن الخلافة لا تكون في الأنصار لأن من فيهم الخلافة يوصون ولا يوصى بهم، ولا دلالة فيه إذ لا مانع من ذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كرشي وعيبتي‏)‏ أي بطانتي وخاصتي قال القزاز‏:‏ ضرب المثل بالكرش لأنه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون فيه نماؤه، ويقال‏:‏ لفلان كرش منثورة أي عيال كثيرة، والعيبة بفتح المهملة وسكون المثناة بعدها موحدة ما يحرز فيه الرجل نفيس ما عنده، يريد أنهم موضع سره وأمانته قال ابن دريد‏:‏ هذا من كلامه صلى الله عليه وسلم الموجز الذي لم يسبق إليه‏.‏

وقال غيره‏:‏ الكرش بمنزلة المعدة للإنسان، والعيبة مستودع الثياب والأول أمر باطن والثاني أمر ظاهر، فكأنه ضرب المثل بهما في إرادة اختصاصهم بأموره الباطنة والظاهرة، والأول أولى، وكل من الأمرين مستودع لما يخفى فيه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم‏)‏ يشير إلى ما وقع لهم ليلة العقبة من المبايعة، فإنهم بايعوا على أن يوءووا النبي صلى الله عليه وسلم وينصروه على أن لهم الجنة، فوفوا بذلك‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا ابن الغسيل‏)‏ هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، وحنظلة هو غسيل الملائكة، وعبد الرحمن المذكور يكنى أبا سليمان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ملحفة‏)‏ بكسر أوله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏متعطفا بها‏)‏ أي متوشحا مرتديا، والعطاف الرداء سمي بذلك لوضعه على العطفين وهما ناحيتا العنق، ويطلق على الأردية معاطف‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وعليه عصابة‏)‏ بكسر أوله وهي ما يشد به الرأس وغيرها، وقيل في الرأس بالتاء وفي غير الرأس يقال عصاب فقط، وهذا يرده قوله في الحديث الذي أخرجه مسلم ‏"‏ عصب بطنه بعصابة‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏دسماء‏)‏ أي لكونها كلون الدسم وهو الدهن، وقيل‏:‏ المراد أنها سوداء لكن ليست خالصة السواد، ويحتمل أن تكون اسودت من العرق أو من الطيب كالغالية‏.‏

ووقع في الجمعة ‏"‏ دسمة ‏"‏ بكسر السين، وقد تبين من حديث أنس الذي قبله أنها كانت حاشية البرد، والحاشية غالبا تكون من لون غير لون الأصل، وقيل‏:‏ المراد بالعصابة العمامة ومنه حديث المسح على العصائب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حتى جلس على المنبر‏)‏ تبين من حديث أنس الذي قبله سبب ذلك، وعرف أن ذلك كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم وصرح به في علامات النبوة، وتقدم في الجمعة من هذا الوجه وزاد ‏"‏ وكان آخر مجلس جلسه‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه‏)‏ قيل‏:‏ فيه إشارة إلى أن الخلافة لا تكون في الأنصار‏.‏

قلت‏:‏ وليس صريحا في ذلك إذ لا يمتنع التوصية على تقدير أن يقع الجور، ولا التوصية للمتبوع سواء كان منهم أو من غيرهم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويتجاوزون عن مسيئهم‏)‏ أي في غير الحدود وحقوق الناس‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وَالنَّاسُ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ

الشرح‏:‏

قوله في حديث أنس ‏(‏وإن الناس سيكثرن ويقلون‏)‏ أي أن الأنصار يقلون، وفيه إشارة إلى دخول قبائل العرب والعجم في الإسلام وهم أضعاف أضعاف قبيلة الأنصار، فمهما فرض في الأنصار من الكثرة كالتناسل فرض في كل طائفة من أولئك، فهم أبدا بالنسبة إلى غيرهم قليل، ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم اطلع على أنهم يقلون مطلقا فأخبر بذلك فكان كما أخبر لأن الموجودين الآن من ذرية علي بن أبي طالب ممن يتحقق نسبه إليه أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج ممن يتحقق نسبه وقس على ذلك، ولا التفات إلى كثرة من يدعي أنه منهم بغير برهان‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ حتى يكونوا كالملح في الطعام ‏"‏ في علامات النبوة ‏"‏ بمنزلة الملح في الطعام ‏"‏ أي في القلة، لأنه جعل غاية قلتهم الانتهاء إلى ذلك، والملح بالنسبة إلى جملة الطعام جزء يسير منه والمراد بذلك المعتدل‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhai.webs.com/
 
فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)20
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)25
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)26
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)11
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)27
» فتح الباري شرح صحيح البخاري ( بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ)12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
foughala :: في رحاب الاسلام :: مع الحديث النبوي الشريف والقدسي-
انتقل الى: